مخيم الفارعة

مخيم الفارعة

الدولة : فلسطين - الضفة الغربية
المدينة : نابلس

مخيم الفارعة هو مخيم للاجئين الفلسطينيين أنشئ بعد نكبة عام 1948 في وسط شمال تاضفة الغربية  ويتبع لمحافظة طوباس ويقع إلى الجنوب من المدينة ويبعد المخيم 17 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من نابلس  .

أقيم هذا المخيم على أرض مستأجرة سلمت لوكالة الغوث الدولية من قبل وزارة الاشغال والتعمير الأردنية سنة 1949م لإقامة مخيم للاجئين عليها بعد نكبة 1948م وهذه الأرض جزء من أراضي طوباس وأراضي عائلة عبد الهادي وقد بني المخيم عام 1950م حيث أقامت وكالة الغوث الدولية في بداية الأمر خيام للسكن والمؤسسات العامة من مدارس وعيادات ومسجد واستمر الوضع حتى عام 1951م. وفي سنة 1951م أنشئت بيوت من الإسبست وفي عام 1952م أنشئت بيوت من الإسمنت وبين عامي 1958–1959م أُنشئ قسم آخر تابع للمخيم يقع إلى الغرب من المخيم وأصبح فيما بعد جزء من المخيم يدعى هذا القسم بالمخيم الغربي، وفي شهر نوفمبر من سنة 1998م أصبح المخيم تحت سيطرة


تأسس الفارعة عام 1949 فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.26 كيلومتر مربع في التلال السفحية لوادي الأردن بالقرب من عين الفارعة. ويبعد المخيم 17 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من نابلس. وينحدر أصل سكان المخيم من 30 قرية تابعة للمناطق الشمالية الشرقية من يافا. ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني المخيم فوق قطعة من الأرض قامت الأونرواباستئجارها من الحكومةالأردنية. وفي أعقاب مذكرة واي ريفر،أصبح المخيم واقعا تحت سيطرة السلطة الفلسطينيةوالمياه العامة

 

المؤسسات العاملة في المخيم

الجهة المشرفة أو الممولة

اسم المؤسسة

الرقم 

جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية

الكشافة القادسية

1

تشرف عليها دائرة شؤون اللاجئين

اللجنة الشعبية لخدمات المخيم

2

وكالة الغوث الدولية

المركز النسوي

3

تشرف عليها اللجنة الشعبية لخدمات المخيم

حديقة ألعاب أطفال (حدائق عيون الزيتون)

4

وكالة الغوث الدولية

عيادة مخيم الفارعة الصحية

5

وزراة التربية والتعليم

مدرسة إناث الفارعة الثانوية

6

وكالة الغوث الدولية

مدرسة إناث مخيم الفارعة الأولى (الإعدادية)

7

وكالة الغوث الدولية

مدرسة إناث مخيم الفارعة الثانية (الإعدادية)

8

وكالة الغوث الدولية

مدرسة ذكور الفارعة الإعدادية

9

وزارة التربية والتعليم

مدرسة ذكور الفارعة الثانوية

10

وكالة الغوث الدولية

مركز الشباب الاجتماعي

11

ورزاة الرياضة

مركز الشهيد صلاح خلف

12

وكالة الغوث الدولية

مركز تأهيل المعاقين

13

وزراة الأوقاف

مسجد الرباط ومسجد أبو بكر الصديق

14

الاقتصاد في المخيم

  1. يعتبر السواد الأعظم من الأيدي العاملة في المخيم من العمال كدرجة أولى، حيث يعمل بعض العمال في إسرائيل في قطاع البناء (حرفيين) وقسم الزراعة في الضفة وبخاصة الأراضي الزراعية المحاذية للمخيم، حيث يحيط المخيم بيّارات البرتقال والليمون والأراضي المزروعة بأشجار اللوز ويأتي بعدها الموظفون سواء في وكالة الغوث الدولية أو في الحكومة سواء مدنية أو عسكرية أو في المؤسسات الخاصة (نسبة الموظفين 14%) ومن ثم يأتي بعض المزارعين الذين يقومون بالزراعة وهؤلاء قليلو العدد.
  2. يعتبر المخيم منطقة نائية بعيدة عن مراكز العمل سواء في أرض 48 أو في مناطق العمل في الضفة الغربية.
  3. يعتبر الوضع الاقتصادي العام في مخيم الفارعة سيئا وضعيف وبشكل واضح أكثر من باقي المناطق وذلك للبعد الجغرافي عن مراكز العمل، أو للأجور الضئيلة التي يتقاضاها العمال في العمل بالقرب من المخيم ومناطقه الزراعية.

 


 

ويعد مخيم الفارعة واحدا من المخيمات القليلة في الضفة الغربيةالتي تستطيع الأونروا فيها من توفير المياه عن طريق الضخ من النبع المجاور. وخلالأشهر الصيف، فإن النبع لايستطيع تلبية كافة الاحتياجات، وتضطر اللجان المحلية فيالمخيم لدفع المال مقابلإجضار الماء إلى المخيم


 

يرتبط اسم المخيم في التاريخ الفلسطيني الحديث بسجن الفارعة الذي يقع عند مدخله، وقد أسسته سلطات الانتداب البريطاني في بدايات الثلاثينات على مساحة 55 دونمًا ليكون مركزا للشرطة، واستخدم معسكرا للجيش العراقي خلال حرب عام 1948، ثم بقي مركزًا للجيش الأردني حتى احتلالالضفة عام 1967.

استعملت سلطات الاحتلال المكان مركزا للتدريب، ثم حولته إلى مركز اعتقال وتحقيق في أوائل الثمانينيات، وعرف واحدا من أسوأ مراكز الاعتقال وأقساها، واصطلح على تسميته «المسلخ» نظرًا لعمليات التعذيب الوحشية التي تعرض لها المعتقلون الفلسطينيون فيه. في الوقت الحالي أعيد تأهيل المكان من وزارة الشباب والرياضة وتحويله لمركز شبابي ورياضي يحمل اسم الشهيد  صلاح خلف ،  فيما اعتبر البعض التغييرات التي أحدثها التحويل على معالم المكان طمسا للذاكرة الوطنية الفلسطينية وطالبوا بالحفاظ عليه متحفا وشاهدا على جرائم الاحتلال.

مخيم الفارعة.. مقاومة تطورت بعد الحرب على غزة

 يبدو الاقتحام الذي شهده مخيم الفارعة جنوبي طوباس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، لأكثر من ثلاثين ساعة، الأوسع بين الاقتحامات العشرة الكبيرة التي نفّذها الاحتلال للمخيم بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لكن، بحسب أهالي المخيم، لن يكون تأثيره على حالة المقاومة في المخيم مختلفاً عن الاقتحامات السابقة، بل يتوقّعون مزيداً من الانخراط فيها. وأسفر عدوان الاحتلال الذي بدأ منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، حتى صباح أمس الخميس، عن استشهاد أربعة فلسطينيين في المخيم وإصابة آخرين، بينهم حالات خطيرة، وخراب في البنية التحتية، ومنازل الفلسطينيين، وسط تصدّي كتائب المقاومة للقوات الإسرائيلية.

واستهدف الاحتلال خلال هذا الاقتحام الواسع، إضافة إلى الاقتحامات للمنازل والتحقيقات الميدانية، غرفة أسفل مسجد أبو بكر الصدّيق، ادعى أنها مقر للمجموعات المقاومة، بحسب الناشط المجتمعي في المخيم باسل منصور، الذي اقتحم الاحتلال منزله، وهو عضو في اللجنة المركزية لحزب الشعب. واستهدفت قوات الاحتلال هذه الغرفة ثلاث مرات الأربعاء بقذائف "إنيرغا" أدّت إلى تدميرها، وتأثر عدد من المنازل المحيطة، والتي أصبحت واجهات بعضها مفتوحة تماماً، وأخرى تأثرت بحريق اندلع أخمده الدفاع المدني، واضطرّت طواقم الإسعاف لإخلاء سبع عائلات من منازلها.

ويتحدّث منصور عن اقتحام مخيم الفارعة شمالي الضفة، موضحاً أن المعلومات التي وصلت إلى الأهالي تُشير إلى انتشار قوات الاحتلال حول المخيم لحصاره قبل اقتحامه، مع إغلاق كل الطرق والمداخل الرئيسية والفرعية، في ما بدا أنه لمنع خروج الفلسطينيين ودخولهم، وبشكل خاص المقاومين، ليأخذ الاقتحام بعد ذلك شكلاً عنيفاً مع اقتحام المنازل واحداً تلو الآخر، والقيام بتحقيقات مع الأهالي حول المقاومين، وأسمائهم، وأماكنهم، وطبيعة أسلحتهم، فيما اعتقل 15 شخصاً أُفرج عنهم جميعاً أمس، ما عدا شخص أُفرج عنه صباحاً بعد تهديده لتسليم نجله، وكل ذلك وسط اشتباكات مسلحة.

واستهدف الاحتلال خلال الاقتحام مجموعةً من الفلسطينيين من طائرتين مسيّرتين، إحداهما أطلقت قذيفة ذات شظايا كبيرة، وأدى القصف إلى أربعة شهداء، منهم اثنان مقاومان، وآخران شقيقان كانا في منزليهما. ويقول منصور، الذي اقتحم الاحتلال منزله للمرة الرابعة خلال الاقتحامات المتتالية للمخيم، إنّه استغرق هذه المرة قرابة ساعة، والهدف منه التحقيق مع العائلة حول المقاومة في المخيم؛ مقاومة ليست وليدة اللحظة الراهنة، بل تطوّرت مع ظهور الكتائب والمجموعات المسلحة في الضفة، وبشكل خاص في مخيمات شمال الضفة الغربية، لكنها، بحسب منصور، أخذت منحى مغايراً بعد اندلاع الحرب على غزة، فأصبحت أعداد المنخرطين فيها أكبر، ووسائلها مختلفة.

ويضيف: "هذه حركة وطنية مستمرة والنضال الوطني مستمر، لكن تطور الإرهاب الإسرائيلي هو ما دفع لتطور الحالة النضالية، وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول تطوّرت بشكل كبير، بسبب تزايد الأحداث وتنامي الحقد وبحر الدماء، فازدادت أعداد المقاومين، وكلما استشهد فلسطيني خلّف بعده عدداً أكبر من المقاومين". فكان للحرب على غزة، كما يؤكد، الأثر الواضح في تنامي المقاومة في المخيم، والتي تأخذ شكل الحالة الوطنية التي تشارك فيها كل المكونات الفلسطينية.

صعوبة حصر الأضرار في مخيم الفارعة ولم تستطع اللجنة الشعبية في مخيم الفارعة حصر قيمة الأضرار المادية بدقة، والتي طاولت عدداً كبيراً من المنازل، وجزءاً هائلاً من البنية التحتية. ويقول رئيس اللجنة الشعبية في المخيم عاصم منصور، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجرافات تدمّر كل شيء في الشوارع حين تمرّ منها، فبعض المنازل هُدمت واجهاتها، ودُمّرت ثمانية مواقع من خطوط المياه، وحُطّم عدد من أعمدة الكهرباء، فضلاً عن تجريف مداخل المخيم، وكذلك عشرات الأمتار من الإسفلت في الشوارع الداخلية.

ويُشير منصور إلى أنّ الأضرار تفوق بأضعاف ما كان يحصل على مدار عشرة اجتياحات منذ الحرب على غزة، والتي كانت تتراوح قيمة الأضرار المادية فيها بين 15 ألف شيكل (أربعة آلاف دولار) و65 ألف شيكل (18 ألف دولار) في كل مرة، لافتاً إلى قيام الطواقم منذ الصباح بإصلاحها كلها، إذ أُعيدت الكهرباء للمناطق التي تضرّرت، وتمت تسوية الشوارع بالجرافات من أجل تسهيل حركة المواطنين، وتواصل طواقم أخرى العمل في خطوط المياه والصرف الصحي.

 ويعاني الأهالي من أزمة مياه ليس فقط بسبب ضرب خطوط المياه، بل كذلك إطلاق الرصاص بشكل متعمد على الخزانات على أسطح المنازل، ما أدى إلى انقطاع المياه عنها، ما اضطر طواقم الإسعاف إلى توزيع مياه الشرب المعدنية على المنازل المتضررة بسبب ذلك. وقد استشهد 18 فلسطينياً برصاص الاحتلال خلال اقتحامات واشتباكات عدة في مخيم الفارعة في الضفة، منذ اندلاع الحرب على غزة.

صحيفة العربي الجديد : https://nabdapp.com/t/142252121

شارك أهالي المخيم في مقاومة الاحتلال وقدّم العشرات من الشهداء، أبرزهم الاستشهادي محمد هزاع الغول  ومن سقطوا دفاعا عن المخيم:

  1.  أحمد محمد أيوب.
  2.  صطفى جبر أبو زلط.
  3.  واهر جوابرة.
  4. عبود مباركـ .
  5. عبد المنعم شاهين.
  6.  إبراهيم أبو صيام.
  7.  محمد العبوشي.
  8. فادي صبح.
  9.  إبراهيم سرحان.
  10.  محمود إسماعيل
  11. محمد ملحم
  12. رفعت ملحم
  13. أسامة جبر الزلط.
  14.  ومحمد سميح بيادسة،

يعمل معظم سكان المخيم في القطاع الزراعي ويعتمدالبعضمنهم على العمل في المستوطنات الإسرائيلية في وادي الأردنوتبلغ نسبة البطالة في المخيم 22%، وهيتتأثربقلةالطلب وزيادة المديونية


 عمل النروا في المخيم:

إحصائيات

  •  11044لاجئ مسجل
  • ثلاث مدارس 
  • مركزتوزيع أغذية واحد
  • مركز صحي واحد تابع للأونروا، وهناك مركزين آخرين
  • مركزإعادة تأهيل مجتمعي واحد
  • مركز برامج نسائية واحد

 

البرامج العاملة في المخيم

  • التعليم
  • الإغاثة والخدمات الاجتماعية
  • شبكة الأمان الاجتماعي
  • الصحة
  • برنامج الغذاء الطارئ والمساعدةالنقدية

 

المشاكل الرئيسة

  • البطالة
  • نقص المياه

 

المراكز الصحية التابعة للأنروا: 

  • مركز صحي واحد تابع للأونروا، وهناك مركزين آخرين
  • مركزإعادة تأهيل مجتمعي واحد
  • مركز برامج نسائية واحد

 


عميد اللاجئين اللاجئ محمد كايد سرحان

في أزقة المخيم يعرف الجيل الذي عاصر النكبة، أن عميدهم اللاجئ محمد كايد سرحان، يستطيع بمفرده إسقاط وعد وزير خارجية بريطانيا، فالرجل المولود في الكفرين كما يقول عضو اللجنة الشعبية محمود أبو لبادة، يسبق الوعد بست سنوات في عمره. يكمل أبو لباده: ولد العم محمد سرحان، ابن قريتنا الكفرين، عام 1911، وهو دليل ناطق لتفوقنا على بلفور، صاحب الوعد المشؤوم.
 
ذكريات وزنازين
 
ويتابع: يرتبط تاريخ وعد بذاكرتي، فقد اعتقلني جنود الاحتلال يوم 2 تشرين الثاني 1967، وأمضيت في السحن سنة و3 أشهر و21 يومًا. واسترد: حين اعتقلنا الجنود في مخيم الفارعة أنا و11 شاباً، تناوبوا على التنكيل بنا في الدورية، وصاروا يقفزون علينا من حافتها، وأهانونا بأقسى الشتائم.
 
وقال: المسافة التي تفصل نابلس عن الفارعة لا تحتاج غير ربع ساعة، لكن جنود الاحتلال أمضوا ثلاث ساعات، وهم يضربوننا، ويوجهون إلينا الشتائم، ووضعونا فوق بعضنا البعض ككومة قش. ومن اللحظات التي لا تنسى، كيف أنهم كانوا يعطونا مياه الشرب من تحت باب حديدي، ويطلبون منا أن نضع الكأس الفارغ، ولم يكن ينتهي الأمر دون أن يجرح أحدنا من الباب والتزاحم.
 
يضيف: خلال سنة في سجن نابلس، لم نعرف الاستحمام إلا بعد مضي ثمانية أشهر بمياه باردة، وكان السجانون يجبروننا على وضع الأغطية( البطانيات) فوق بعضها البعض، ونعود لاختيارها مرة أخرى، ويحرموننا من الجلوس عليها، وفي بعض الأحيان يطلب السجان منا في منتصف الليل أن نظل واقفين لساعتين وثلاثة أحياناً.


 
كان أبو لبادة شاهد عيان لنوع جديد من التعذيب، إذ أخذ واثنين من الأسرى إلى سجن صرفند، وأدخلوا إلى مكان معتم، ولم يكونوا يعرفون ليله من نهاره، وأمامهم حفرة كالقبر، وأوهموا أنهم يُساقون إلى الإعدام، عبر إطلاق رصاص حي، في الزنزانة المجاورة، وإصدار صوت بالعربية يقول: "صاحبك أعطاها، انتظر دورك".

 ومما يسترده: كانت إحياء ذكرى بلفور في السجون ممنوعة، لكن خلال انتفاضة عام 1987 بدأ المخيم يستذكر 2 تشرين الثاني بمسيرات غضب، وشعارات وطنية، ومواجهات مع جنود الاحتلال في مدخل السجن.
 
ينهي: تزامنت ذكرى الوعد عام 1989 مع فرض حظر تجول استمر 18 يومًا على المخيم، ولم يمنع ذلك الشبان من كتابة شعارات وطنية تندد بالوعد المشؤوم، وتطالب بالحرية.
 
رسائل حرية
 
وتحرص فعاليات الفارعة اليوم على إحياء الذكرى الأليمة، التي أسست لنكبته، ولا زالت رسائل فتية المخيم الموجة إلى الملكة البريطانية إليزابيث، ورئيسة الوزراء، ووزير الخارجية، وقائد المنتخب الإنجليزي لكرة القدم، وأطفال من أقرانهم باقية.
 
وخط أطفال المخيم رسائلهم ووضعوا عليها العناوين الأصلية لقراهم المدمرة خلال النكبة، ودعوا الشخصيات البريطانية وأحفاد آرثر جيمس بلفور على الاعتذار، ومرروا رسائل مماثلة لتيريزا ماي رئيسة الوزراء.
 
ووجه الفتية لأقرانهم الإنجليز تساؤلات عن معنى حرمانهم من البحر والقدس، وإجبارهم على العيش في مخيم، وانتظار شاحنات وكالة الغوث، بدل الحديث عن روائع شكسبير والذهاب إلى حدائق لندن، والتمتع بمشاهدة ساعة (بغ بن)، واللهو في مدينة الضباب.
 
وخاطبت إحدى الرسائل أما افتراضية اسمها ماري: عمري 17 سنة، لم أذهب طوال حياتي إلى بحر حيفا، وحتى البحر الميت سُرق منا، بسبب جدكم بلفور. تخيلي سيدتي لو أن ابنك لا يعرف نهر التايمز، ولم يمسك الجنيه الإسترليني، ماذا ستفعلين؟
 
وكتب محمد هنطش المنحدر من بلدة قانون بطولكرم،: أيتها الملكة، لقد منح جدك بلفور أرضنا للغرباء، وبسبب ذلك فقدت بلدي، وأحرم من زيارة بيت جدي، وأدعوك للاعتذار عن هذا الظلم الكبير.
 
واختار معن وقتيبة أبو حسن مخاطبة ماي بالقول: سيدتي، لقد فقدنا بلدنا صبارين قرب حيفا، وأفضل شيء يمكنك أفعله لمساعدتنا الاعتذار الأخلاقي، وليس الإصرار على الجريمة السياسية.
 
أجداد وأحفاد
 
واختلق معتصم محمد الصدر الذي طرد جده من يافا طفلا بريطانيا افتراضيًا أسماه جون هاستين ليقول له: عزيزي، أنت تذهب لعاصمتك وكنائسها في أي وقت تشاء، أما نحن فنحرم من الوصول لمدينة أجدادنا، ولا نستطيع الصلاة في عاصمتنا، بسبب جدكم و67 من كلماته.
 
بينما تكرر الشيء نفسه في رسالة الفتية، محمد سرحان من الكفرين المجاورة لحيفا، وعبد الحميد طلعت حسن، وعبد الرحمن هويري، وهشام وبلال الغول، ومحمد حطاب المنحدر من صبارين، وعدنان جوابرة الذي فقد جده قرية بعلين، والحيفاوي إبراهيم أبو شقير، ونزار عبد الرازق من باقة الغربية.
 
أما صهيب دراوشة، فكتب للملكة إليزابيث: بسبب كلام جدكم، وخرائطكم السياسية، وبجرة قلم خسرنا حيفا وبحرها، بلد جدي، ولو أن أحدًا اعتدى على مدينة بريطانية ستتهمونه بالإرهاب، أما نحن فذبحنا مئة مرة على أيدي عصابات إرهابية أسست دولة، تعترفون بها.
 
وترددت كلمات مماثلة اختارت السفير البريطاني، ونجم المنتخب الإنجليزي في كرة القدم على لسان أسامة ماهر خليل من قرية البرية، وعبد الله أحمد موسى المنحدر من الكفرين، وبكر جهاد شاويش من قنير المتاخمة لحيفا، ومحمد وصفي تايه الذي لم يزر قرية عائلته في أبو شوشة، وطلال سليم شحادة من بيار عدس، ويزن صبح وسيف خالد طربوش المنحدران من أم الزينات، ويحيى عوض من شحمة، وعز الدين صبح من الريحانية.
 
تاريخ وسياسة
 
في قمة ربوة شرق المخيم، كانت مدرسة الفارعة الثانوية للبنين تحتضن ندوة سياسية نظمتها بالشراكة مع هيئة التوجيه السياسي والوطني. واستمع عشرات الطلبة أغلبهم من قرى حيفا المدمرة، وبعضهم من جنوب فلسطين المحتلة لسرد تاريخي وسياسي عن بلفور في مئوية وعده.
 
وأوضح رئيس اللجنة الشعبية للخدمات عبد المنعم مهداوي إن رهان الاحتلال على وهم (الكبار يموتون والصغار ينسون) فشل، وسرد الظروف التي ساعدت على إصدار الوعد المشؤوم، ولخص تاريخ مئة عام من المعاناة، وصلت ذروتها بالنكبة وإقامة إسرائيل بقرار للأمم المتحدة، وهو سابقة.
 
وقال القائم بأعمال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد إن الشعب الفلسطيني قادر على التعامل مع كل التحديات وفي كافة المراحل، وما مر عليه من نكبات سببها الوعد، الذي خلف المعاناة والجرائم بحق شعبنا الأعزل، وطالب بالضغط على بريطانيا بكل السبل من أجل الاعتذار السياسي.
 
وأشار مفوض حرس الرئيس العميد نمر العايدي إلى الحاجة لتوازن قوى جديد، لنيل حقنا بالكامل، نكراء عدم اكتراث الاحتلال بالقوانين والمعاهدات الدولية. مؤكدًا أن الحل الوحيد الثبات في الأرض ومقاومة الاحتلال وأفكار هجرة الوطن؛ لأن هذه السبل تمكن المحتل من طردنا عن وطننا.
 
ودعا أمين سر حركة فتح في طوباس محمود صوافطة المؤسسات والفعاليات والمواطنين في المحافظة للالتفاف حول القيادة، والخروج بفعاليات الاحتجاج على وعد بلفور المشؤوم.
 
وبيّن مدير مديرية التربية والتعليم سائد قبها، ضرورة رفع الوعي الوطني والتاريخي للطلبة كونهم الأجدر والأوفى لحمل الراية، والمضي بالشعب إلى بر الحرية ودحر الاحتلال.
 
وقال ممثل دائرة شؤون اللاجئين ياسر أبو كشك، إن الوعد نتيجة لمصالح عالمية، وقد أنعش الهجرات اليهودية، التي توافدت على فلسطين منذ القرن التاسع عشر .
 
واستعرض في سرد تاريخي ردود الفعل على الوعد، الذي جاء في حقبة استعمارية شملت معظم الدول العربية، وتوجت مشاركة نحو مليون و700 ألف يهودي في الحرب العالمية الأولى. وقال: سعت بريطانيا لتنفيذ هجمات على الدولة العثمانية في فلسطين، وقد شهدت نابلس سقوط آخر حامية للعثمانيين عام 1918.
 
وبيّن إن الوعد المشؤوم أنعش الهجرات اليهودية إلى فلسطين، في وقت تصاعدت الثورات خلال 1921، و1929، و1936.
 
فيما قال مدير التوجيه السياسي والوطني محمد عابد إن بلفور كان يكره اليهود، وأصدر تعليماته بوقف دخولهم إلى بلاده، ومع ذلك منحهم وعدًا، في وقت لا زلنا ننتظر منذ مئة عام تنفيذ الشق الخاص الوارد في الوعد الخاص بعدم السماح "بأي إجراء يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها المجتمعات غير اليهودية".
 
توثيق ونكبة
 
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أن "ذاكرة لا تصدأ" استطاعت، خلال خمس سنوات، جمع قصص عشرات القرى المدمرة في قضاء حيفا ويافا وغزة وطولكرم وجنين وبيسان، وسجلت شهادات شفوية لقرابة 100 رجل وامرأة اقتلعوا من ديارهم، واختطف الموت 10 منهم.
 
وأضاف إن الوزارة تواكب الوعد الأسود منذ أسبوعين، فقد نظمت ندوة سياسية بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة، شارك فيها النائب العربية في "الكنيسيت" حنين زعبي، ووكيل الوزارة محمود خليفة، والقائم بأعمال المحافظة أحمد الأسعد. وأطلقت رسائل لرئيسة الوزراء البريطانية خطتها "بنات طوباس الثانوية"، وتستعد لندوة سياسية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية للنائب العربي د.أحمد الطيبي، وأستاذ العلوم السياسية د. أيمن يوسف، ووكيل الوزارة حول الإستراتيجية الفلسطينية الواجبة بعد مئة عام من الوعد.

 


المشاكل الرئيسة

  • البطالة
  • نقص المياه

 


يوجد في المخيم ثلاثة  مدارس للأنروا


1- موقع الأنروا.
2- صفحة مخيم الفارعة.

2- صحيفة العربي الجديد : https://nabdapp.com/t/142252121



تصدير المحتوى ك PDF

صور عن مخيم الفارعة



إضافة محتوى