مخيم البرج الشمالي / مخيم الشهداء

مخيم البرج الشمالي / مخيم الشهداء

الدولة : لبنان
المدينة : صور

 الموقع الجغرافي : 

 مخيم برج الشمالي  ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان. يقع هذا المخيم على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي مدينة صور، يقع مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين  إلى الشرق من مدينة صور الساحلية جنوب لبنان ، يبعد ما يقارب 5 كلم شرقي مدينة صور الساحلية في الجهة الشمالية الشرقية لبلدة برج الشمالي وعن العاصمة اللبنانية بيروت حوالي 80 كلم، وعن الحدود الفلسطينية اللبنانية حوالي 24 كلم.

أنشئ على تلة ترتفع 80 متر عن سطح البحر يحده من الشمال مزرعة شرناي ومنطقة بساتين ومن الجهة الغربية  تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين ومن جهة الجنوب بلدة برج الشمالي ومن جهة الشمال منطقة الرمالي وبساتين حمضيات ويبعد عن حدود فلسطين المحتلة 20 كلم.

 الموقع الجغرافي : 

 مخيم برج الشمالي  ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان. يقع هذا المخيم على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي مدينة صور [1]يقع مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين  إلى الشرق من مدينة صور الساحلية جنوب لبنان ، يبعد ما يقارب 5 كلم شرقي مدينة صور الساحلية في الجهة الشمالية الشرقية لبلدة برج الشمالي وعن العاصمة اللبنانية بيروت حوالي 80 كلم، وعن الحدود الفلسطينية اللبنانية حوالي 24 كلم.

أنشئ على تلة ترتفع 80 متر عن سطح البحر يحده من الشمال مزرعة شرناي ومنطقة بساتين ومن الجهة الغربية  تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين ومن جهة الجنوب بلدة برج الشمالي ومن جهة الشمال منطقة الرمالي وبساتين حمضيات ويبعد عن حدود فلسطين المحتلة 20 كلم.[2]

[1] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/ 

[2] منظمة ثابت لحق العودةthabit-lb.org/

سبب التسمية :

  • سمي بمخيم الشهداء سطر شباب المخيم بطولات عظيمة خلال الاجتياح "الإسرائيلي" سنة 1982، وما تزال حاضرة في أذهان الأحياء منهم؛ فإذا سألت أحدهم، يُسارع إلى إخبارك عن المعركة الكبيرة التي خاضتها المجموعات المقاتلة والتي تمكنت من أسر أربعة من أفراد الجيش "الإسرائيلي" عند المدخل الجنوبي للمخيم؛ كان اثنان منهما قد أصيبا بجروح خلال المعركة.

أمّا المجزرة التي ارتكبها "الإسرائيليون" بحق المدنيين، فيحدثك عنها البشر والحجر، إذ قامت الطائرات بقصف الملاجئ، بالقنابل الفوسفورية الحارقة، فدكتها على من فيها، مخلّفة الجميع بين شهيد وجريح، وقُدر عدد ضحايا هذه المجزرة بـ 150 شهيداً من نساء وأطفال وشيوخ، ونال ملجأ الحولة النصيب الأكبر من القصف، فتحول إلى مقبرة جماعية، ومن هنا أطلق على برج الشمالي اسم: مخيم الشهداء، وقد أقام الأهالي نصبين تذكاريين يحمل أحدهما أسماء الشهداء الذين سقطوا خلال عملية القصف. [3]

  • سمي مخيم برج الشمالي: لموقعه على الأرض المجاورة لبدة البرج الشمالي اللبنانية أقيم على مساحة من الأراضي البور المغطاة بالصخور ونبات البلان و القندول [4] .

[3]جابر سليمان، "15 عاماً على حزيران/ يونيو 1982: شهادات عن معركة برج الشمالي،" "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 32 (خريف 1997)، ص 67-97.

  [4]كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت

 تاريخ الإنشاء 

أنشئ عام 1955م،وقد أشرف على التأسيس مديره الاول الحاج نايف عَزّام أبو جمال حتى سن تقاعده، بدأت الأونروا تقدم الخدمات في المخيم، ويحتضن المخيم أيضاً لاجئين فلسطينيين من مناطق أخرى في لبنان، حيث تمّ نصب الخيام من قبل (الاونروا) واقامت مركز توزيع المعونات الشهرية ومطعم وجبات غذائية وعيادة للعلاج ومدرسة بدائية، واعتمد كمخيم من قبل الدولة اللبنانية آنذاك [5]

بعد تشريد وطرد عدد كبير من الفلسطينيين من أرضهم (نكبة عام 1948م)،اتجهت مجموعات كبيرة منهم الى لبنان، حيث اتخذ مسارهم اتجاه مدينة بنت جبيل جنوب لبنان سيراً على الأقدام ، وصولاً الى عنجر- البقاع بينما اتجهت مجموعات اهالي سهل الحولة الى منطقة مرجعيون والخيام واستقرت الى العام 1954م ليتم نقلهم بأمر من الحكومة اللبنانية الى منطقة صور- البص (موضع ثكنة الجيش) الى ان تم نقلهم الى ضواحي بلدة برج الشمالي والذي اعتمد من (الاونروا) والحكومة اللبنانية كمخيم  قد رحل إليه اللاجئين من بلدة عنجر البقاعية عام 1955م وكان قد سبقهم اليه اهالي ديشوم والحسينية وشكلوا الأحياء التي ضمت الأهالي من نفس القرى الفلسطينية إذ فرضت عوامل القربى والأصول نمطاً معيناً من التجمع الاجتماعي العائلي والاجتماعي الأحادي اللون تقريباً بذلك يكون نشأ مخيم البرج الشمالي تحت إشراف (الاونروا) التي قدمت للاجئين الفلسطينيين آنذاك الخيم والمؤون عملا بقرار الأمم المتحدة رقم 303 الصادر في 8 كانون الأول 1949م

 وزعت الخيم بناءً على عدد أفراد العائلة ، فكانت نوعين :

  • شوادر ذات شكل هرمي اطلق عليه اسم أبو جرس لأنها تشبه الجرس،تعطى لفرد واحد أو اثنين
  • وشوادر جمالون تعطى للعائلات ثمانية أشخاص [6]

[5] نور الأدب http://nooreladab.com

[6] منتدى عبد خطار ، منتدى الشباب الفلسطيني www.abedkhattar.com/vb/

المساحة : 

تبلغ مساحة المخيم 13600م2  (134   دونم   [8]

[8] مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان ، محمد سرور زين العابدين ، الطبعة الثانية ، دار الجابية لندن بريطانيا ، 1433هـ ،2012م.

 ملكية الأرض

وتعود ملكية أراضي المخيم إلى القطاع الخاص اللبناني وهي مستأجرة من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لمدة 99 عام  [7]

[7] موقع الجزيرة على الانترنت ، المخيمات الفلسطينية في لبنان ، https://www.aljazeera.net/


يعيش سكان مخيم البرج الشمالي وضعاً اجتماعياً صعباً، أسوة ببقية اللاجئين في المخيمات الفلسطينية الأخرى في لبنان، من حيث سكنهم غير الصحي والكثافة السكانية المتزايدة في ظل مساحة ثابتة في المخيم.

وتشير احصاءات(الاونروا) حتى 31 كانون الأول 2003م، إلى أن هناك 833 عائلة تتألف من 3961 شخصاً مسجلين كحالات عسر شديد داخل المخيم البرج الشمالي،  وبلغت حالات العسر الشديد داخل المخيم في العام 2007 حوالي 950 نسمة فضلا عن أن معظم الأهالي هم من الفقراء أي حوالي 70%،وليس لهؤلاء اللاجئين أي حقوق مدنية في لبنان بل إنهم ليسوا مشمولين بالضمان الصحي والتعليمي والخدماتي اللبناني إلاً بنسب قليلة جداً، وخاصة المجنسين منهم.

ان الطابع الاجتماعي للأهالي في المخيم محافظ على عادات وتقاليد الكبار فالمشاركة في الافراح والاتراح من شيم الاهالي

المساكن:

تعتبر مشكلة المساكن والبيوت التي لا تتوافر فيها مقومات البيئة السكنية السليمة من أبرز المشاكل التي يعاني منها سكان المخيم، ولا سيما بعد عدوان تموز 2006م، وقرار منع إدخال مواد البناء إلى مخيمات صور ومنها مخيم البرج الشمالي.

فمخيمات صور لم تنل نصيباً من مشاريع الإعمار منذ عام 1997م نتيجة عدم السماح بإدخال مواد البناء، ويتكون المخيم من 1888 وحدة سكنية:

منها 1955 منزلاً سكنياً ما زال 21.6 % منها ذات سقف من الزينكو والذي يزيد من حرار المنزل صيفاً، وبرودته شتاءً .

و 78.4% ذات سقف من الباطون، و يوجد في المخيم عدد كبير من المنازل غير صالحة للسكن مهددة بالسقوط وهي عبارة عن منازل جدرانها باطون وسقوفها من الصفيح (الزنك)،

تعاني منازل المخيم من الرطوبة والظلمة وقلة التهوية بسبب ضيق المساحة والتصاق المنازل ببعضها فضلاً عن التصدعات في الجدران والأسقف وما يسببه ذلك من نش وتسرب المياه إلى داخل المنازل،

وتقوم (الاونروا) حالياً بمشروع لإعادة بناء وترميم هذه المنازل وإن كان هذا المشروع يعالج مشكلة المنازل الغير صالحة للسكن، فإن المشاكل الأخرى تبقى بحاجة للمعالجة  حدوث مشاكل اجتماعية بين الجيران نتيجة اقتراب المنازل، فغالباً ما تسبب عملية تداخل المباني خلافات شخصية بين الجيران وأحياناً بين أفراد العائلة الواحدة، فقدان الخصوصية الاجتماعية نتيجة عدم ترك فراغات بين الأبنية، هذا التلوث السمعي والضوضاء نتيجة تراكم الأبنية على بعضها يدفع أصحاب المنزل إلى غلق النوافذ تجنباً للأصوات المزعجة والقادمة عبر النوافذ، وبالتالي حرمان ساكني المنزل من كمية الهواء الداخلة اليه، والتي هي أصلاً غير كافية.

أما الحركة الشبابية في المخيم فمرتبطة ارتباط وثيق في الفصائل الفلسطينية  لا يوجد اتحاد شبابيي فلسطيني يتطلع الى تبني بعض الهويات لدى الشباب الفلسطيني فالشباب يتمتع بكفاءات جيدة من شعر ورسم وكتابة  وصحافة ومتابعات اجتماعية وغيرها.

الدواوين الفلسطينية:

رمزية الدواوين الفلسطينية مهمة جدا فالديوان يجمع اهل العقل والعقلاء من اجل حل بعض المشاكل بين الناس بالماضي، اما اليوم فان الدواوين اقتصرت على عائلات بعينها نتيجة دخول وبناء جمعيات خاصة بالعوائل الفلسطينية انعكس سلبا على الديوان القديم بحيث أصبح الديوان مقتصرا على عائلات ذات طابع خاص.

المناسبات الاجتماعية:

المناسبات الاجتماعية والوطنية والدينية، سواء أكانت عامة أم خاصة، تقام في القاعات الموجودة في المخيم ، ومنها قاعة "جمعية الحولة " " وقاعة عمر عبد الكريم " وقاعة مسجد الصحابي الجليل أبي بن كعب" ،حيث تقام المناسبات الاجتماعية الخاصة كالزواج ، وتقبل العزاء ، بالإضافة إلى النشاطات الخاصة بالجمعية ذاتها أو جمعيات أخرى ليس لديها المكان الكاف.

ويحتفل البعض الآخر من الأهالي بمناسباته الاجتماعية في أي فسحة قريبة من منازلهم أو على السطوح ، أما الاحتفالات الخاصة ببقية الجمعيات فتقام في مقارها، وتقام الاحتفالات الدينية بمعظمها وبعض المناسبات الاجتماعية في قاعات المساجد الموجودة في المخيم.(1)

(1) نور الأدب http://nooreladab.com

 

القطاع الصحي في (الاونروا) هو القطاع الثاني بعد التعليم، وهو كالتعليم من القطاعات الأساسية بالنسبة للفلسطينيين داخل مخيّم البرج الشّمالي. ولا يوجد في المخيّم بديل لهذه المؤسسات فرغم وجود عدد من المؤسّسات التي تقدّم الخدمات الصحية والطبية، إلاّ أنها لا تشمل كل تقديمات (الاونروا)، ولكنها تعتبر مكمّلة إلى حدّ ما للعيادة الوحيدة في المخيّم.

وتشمل الخدمات الصحية التي تقدمها (الاونروا): "توفير الرعاية الأوّلية بما فيها الرعاية الطبية والوقائية والعلاجية والخدمات الصحية للأم والطفل وخدمات تنظيم الأسرة ومشاريع تحسين الصحة البيئية والرعاية الثانوية كالاستشفاء وغيرها من خدمات الإحالة."

 عيادة الاونروا

تقدّم عيادة (الاونروا) خدماتها الصحية منذ تأسيس المخيّم عام 1955م،وقد أنشأ مبنى العيادة الحالي عام 1995م،وهو مكوّن من طابقين يقدّمان الخدمات الصحية: صحة عامة، وقسم الأخصائيين وتفتح العيادة أبوابها ستة أيام في الأسبوع: من الإثنين إلى الجمعة (7:30 صباحاً إلى 2:00 ظهراً) ويوم السبت (7:30 صباحاً إلى 12:30 ظهراً)،إلاّ أنّ خدمات هذه العيادة لا تفي بحاجات السكان إذ يعاني المخيّم من اكتظاظ سكّاني، كما يوجد نقص في الأدوية الطبية وعدد العاملين فيها الذي يبلغ 19 فرداً.

وفيما يلي جدول يبيّن عدد طاقم العيادة:                                        

الاختصاص

العدد

الأطباء

2

الأخصائيون

3

الممرضون

8

موظف يومي

1

صيدلي

2

كاتب

2

حارس

1

وتشمل العيادة الأقسام التالية:

  • قسم أمراض الصحة العامة
  • قسم الطب المدرسي
  • قسم السكّري والضّغط
  • قسم طب الأسنان
  • قسم الاخصائيين (زيارات دورية):
  • طبيب قلب (مرة واحدة في الأسبوع)
  • طبيب عيون (مرة واحدة في الأسبوع)
  • طبيب نسائي (مرتان في الأسبوع)
  • صيدلية
  • غرفة الغيار
  • قسم الطفولة والأمومة
  • قسم التسجيل

وفيما يلي جدول بعدد الحالات المرضية في المخيّم حسب سجلات (الأونروا):

 

المرض

عدد المرضى

النسبة المئوية

مرضى القلب

67

----

مرضى السكّري

109

12.3%

مرضى السكّري (المنخفض والمرتفع)

253

28.7%

مرضى الضّغط

518

58.8%

معدل الزيارات اليومية لمرضى الأسنان

35

---

أمراض الدم

62

---

عدد الحالات النفسية

106

---

ويبلغ عدد المعوّقين أو ذوي الاحتياجات الخاصّة في المخيّم حوالى 35 شخصاً.

 

الطفولة والأمومة

يعتبر برنامج الأمومة والطفل من البرامج الأساسية التي تغطيها (الاونروا)من جميع جوانبها اذ تركز الوكالة الدولية على برامج الأمومة والطفولة والطب الوقائي، بينما تعتبر البرامج الأخرى برامج ثانوية.

وهو القسم الأول في العيادة من حيث الخدمات الصحية، ويشمل:

  • وحدة التطعيم
  • متابعة الطفل (من عمر صفر إلى ثلاث سنوات)
  • عيادة الأطفال المرضى (من عمر صفر إلى 13 سنة)
  • رعاية الحوامل
  • تنظيم الأسرة

 تغطّي (الأونروا)برنامج الأمومة والطفل بشكل كامل إذ تعتمد برامج لتطعيم طلاب المدارس والأطفال والحوامل. هذا البرنامج يشمل كل أنواع التطعيم وفقا لبرنامج الصحة العالمية ويضاف إليه كل جديد سواء من حيث التطوّر أو حاجة المجتمع المحلي.

 يبدأ التطعيم مع الأطفال عند الولادة، وبعد ثلاثة أشهر ثم بعد سبعة أشهر وثمانية أشهر، ثم سنة ونصف عند دخول الأطفال إلى المدارس. وتلتزم الأنروا بالشروط المحدّدة للعناية بالطعم، من حيث الحفظ ودرجة الحرارة والنقل.

تتولى عيادة الأمومة والطفولة متابعة المرأة الحامل ووقاية الجنين والأم من أي أمراض محتملة، إذ تقوم بتطعيم الأم ضدّ بعض الأمراض لمنع إعاقات خلقية قد تنشأ لدى الجنين كما تقدّم (الاونروا)العناية للأم وطفلها قبل وبعد الولادة، من الناحية الصحية ومن الناحية الغذائية إذ تقدّم لها بعض المساعدات العينية بهدف تشجيعها لكنها بكميات بسيطة وبأنواع محدّدة.

 وتقوم الممرضات بإرشاد المرأة الحامل إلى كيفيّة الاهتمام بصحتها وصحة طفلها وتنظيم الأسرة ويقوم فريق آخر من الممرضات بزيارة النساء الحوامل في المنازل لتشجيعهن على التطعيم والزيارة الدورية للطبيب المختص من خلال تقديم بعض المساعدات التشجيعية.

تقدّم عيادات (الاونروا)جميع وسائل منع الحمل للعائلات الفلسطينية مجاناً وعند الطلب أي بكميات حسب الحاجة، كما تقدّم لهم الإرشادات اللازمة لذلك.

القسم النسائي

العدد

الحوامل

139

متزوّجات زواج مبكّر (أصغر من 15 عاماً)

4-5

حالات إسقاط الحمل

معدّل 2 في الشهر

متابعة المرأة الحامل: ويتم التركيز دائماً مع النساء على تسجيل الحمل منذ بدايته لعدّة أسباب،لإحصاء عدد النساء الحوامل داخل المخيّم،وتأمين الرعاية القصوى لهن،وتفادي إسقاط الجنين،ومشاكل ضعف الدم والضغط لدى الحوامل،وتستمر متابعتهن والعناية بهن حتى الولادة.

 الولادة: لا تتم الولادة داخل عيادة الأنروا، إنما يتم تحويل المرأة الحامل من قبل (الاونروا) إلى أحد المستشفيات المتعاقدة معها، وهي مستشفى حيرام في مدينة صور، ومستشفى بلسم في مخيّم الرشيديّة، أو تتم الولادة في مستشفى الجليل داخل المخيّم.

أما الولادة في المنازل أي على أيدي القابلات القانونيات، فلم تعد موجودة نهائياً في المخيّم، إذ أن أي خطأ في الولادة قد يؤدّي إلى مشاكل خطيرة (مثال: حالة شلل دماغي حصلت في المخيّم نتيجة خطأ في الولادة التي تمّت في المنزل).

وفي بعض الأحيان لا تحصل بعض النساء الحوامل على تحويل من (الاونروا) إلى أحد المستشفيات المتعاقدة معها، نتيجة عدم وجود أسرّة كافية، باستثناء المرأة الحامل البكريّة.

 متابعة الطفل: ويتم خلاله متابعة الطفل من حيث مراقبة الوزن،الطول،النمو وضعف الدم،وإعطاؤه الحديد اللازم وجميع الاحتياجات الصحية المتوفّرة في هذه المرحلة.

التطعيم: تقدّم العيادة جميع أنواع الطعوم الأساسية التي تعتبر كافية لتحصين الطفل، أمّا الطعوم الإضافية فهي غيرموجودة، وتتم في عيادات خاصة بعيداً عن تقديمات الأنروا.

وقد أدخلت (الاونروا) حديثاً طعم "السحايا" الذين لم يكن موجوداً من قبل.

ولا يوجد أي طفل لم يتناول جرعات التطعيم، ويعود سبب ذلك إلى الثقافة الموجودة لدى النساء في موضوع التطعيم.

 تنظيم الأسرةتؤمن عيادة (الاونروا) كلّ وسائل منع الحمل للنساء وأحدثها. ومن أحدث وسائل منع الحمل التي أدخلتها الأنروا إلى عيادة البرج الشّمالي،حقن متطورة ومرتفعة الثمن (تُعطى كلّ ثلاثة شهور)،لها حسنات وسيئات ولكنّها من أكثر وسائل الحمل أماناً.(2)

بالإضافة إلى أدوات منع الحمل، يتم إرشاد النساء عبر الحوار مع الممرضات أو الطبيبة المختصة، إذ يبدأ إعطاء النساء الحوامل في الشهر الرابع تعليمات حول موضوع تنظيم الأسرة، ثم بعد الولادة.

 ويوجد في عيادة (الاونروا)طبيب نسائي يتابع الحوامل في الحالات المرضية،وكانت النساء الحوامل يتوجّهن في السابق إلى عيادة (الاونروا) في مخيّم البص لإجراء الصورة الصوتيّة لعدم وجود الجهاز في عيادة مخيّم البرج، ولكن تمّ إدخال جهاز الصورة الصوتيّة إلى العيادة حديثاً، كما يتم فحص الحمل حاليّاً في العيادة. 

 الطب الوقائي

  • ويشمل التطعيم والطب المدرسي:
  • طعوم ضد الشلل في المدارس والرياضة
  • طعوم للأطفال "حملة أبو كعب"
  • جرعات إضافية لأمراض التفوئيد والكزاز
  • فحص الماء بشكل دوري
  • الفحص الدوري لطلاب المدارس والتركيز على موضوع النظافة (قمل-حالات جرب) وفحص الأسنان
  • إعطاء جرعات "شربة للديدان المعويّة" كل عام
  • إعطاء طلاب المدارس حبوب زيت السمك ((vitamin A and B (حسب التبرعات وحتى انتهاء الكمية)

 بالإضافة إلى الأدوية والطعوم لتحصين الأطفال وسكّان المخيّم من الأمراض، يتضمن برنامج الطب الوقائي توزيع كتيّبات حول مواضيع معينة مثل صحّة الأسنان، السل،... وقد أُدخل استخدام التلفزيون والفيديو كوسيلة من وسائل الطب الوقائي في عيادة الأنروا، إذ يتم عرض أفلام حول مواضيع صحية معينة (سل، حوادث منزلية، الإسهال، أمراض الجهاز التنفسي) في قاعة الانتظار، وبذلك يتم إيصال المعلومات المطلوبة للمرضى المتعلمين والأميين منهم.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتمد نظام التعليمات المباشرة للنساء خاصّة في قسم الأمومة والطفولة، إذ يتم إطلاع النساء على كل ما يتعلّق بصحّتهن وصحّة الجنين، وكيفية التعامل معه، وأهمية الطعوم وماهيتها وأسباب استخدامها.

 صيدلية عيادة الاونروا:

 توفّر الصيدلية جميع الأدوية الأساسية من مضادات حيوية ومضادات للالتهابات،أدوية لمرض السكّري (حبوب وأنسولين) وأدوية للكوليسترول العالي وأدوية لمرضى الضغط والقلب.

هذه الأدوية لا تعطي نفس مفعول الأدوية الموجودة في الصيدليات الخاصّة أو الأدوية الحديثة إلاّ أنها تفي بالغرض، وقد يحصل نقص في بعض الأدوية في بعض الأحيان في صيدلية العيادة إلى حين وصول الأدوية من جديد إليها.

وقد يضطر المرضى لشراء من 30 – 40% من الدواء في اليوم ولكن قلّما يضطرون لشراء كل الأدوية من صيدليات خاصّة.

وتعتبر هذه العيادة من أكثر العيادات في مخيّمات لبنان من حيث استهلاك الأدوية، ويعود سبب ذلك إلى الفقر ومشاكل البنية التحتية (المساكن) حالياً، والمياه سابقاً.

 المختبر:

 يُجري المرضى الفحوصات الروتينية في مختبر العيادة الذي يشمل معدّات حديثة (لحداثة إنشائه)؛ أما الفحوصات الأخرى غير المتوفّرة في مختبر العيادة، فيتم تحويل المرضى لإجراء الفحوصات في مختبرات أخرى، فكثير من الفحوصات المخبرية غير موجودة، مثل فحوصات المَصليّات (Serology) أي فحوصات المفاصل، الكبد، التيفوئيد، الكبد الوبائي، الحمى المالطية، الإيدز. أما فحص فئة الدم فيتم فقط للنساء الحوامل ولمرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، ولا يتاح لسكّان المخيّم العاديين إجراء هذا الفحص في العيادة. وبالنسبة للصور الشعاعية، فهناك ما معدله 28 تحويلاً يومياً من عيادة الأنروا لإجراء تلك الصور.

 عدد الزيارات:

وفيما يلي جدول يبيّن معدل عدد الزيارات اليومية لعيادة(الاونروا)عام 2007م:(2)

القسم

معدل عدد الزيارات اليومية

الصحّة العامة

200

الأمومة والطفولة

120

مختبر

50

المؤسسات الصحية الخاصة في المخيّم:

  1. مستشفى الجليل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
  2. مستوصف مطر الطبي
  3. عيادات خاصة (أسنان – أطفال)
  4. مختبر البرج الشّمالي للتحاليل الطبية
  5. أربع صيدليات خاصّة (ثلاث صيدليات أدوية طبية وصيدلية لأدوية الأعشاب)

 

مستشفى الجليل

 أسّسته جمعيّة الهلال الأحمر الفلسطيني عام 1987م، ويتألّف من ثلاثة طوابق،كان للمؤسّسة البريطانية "MAP" الدور الأكبر في بناء المستشفى حيث جُهز للتوليد وعيادة وساهمت بعض الوفود الأجنبية في أعمال تحسين الخدمات، ثم تحوّل إلى مستشفى يعمل 24 ساعة منذ العام 1991م.

 أقسام المستشفى:

الطابق الأرضي: غرفة عمليات، طوارئ، توليد وأسرة شاغرة للتوليد (غرفتان للتوليد تحوي كل واحدة على سريرين اثنين)، أشعة.

 الطابق الأول: عيادات نسائية، أسنان، مختبر، أشعة، تصوير صوتي "Ultra Sound" مع غرفتين لدخول المرضى العاديين، صيدلية وقاعة انتظار المرضى.

الطابق الثاني: إدارة ومنامة أطباء مناوبين وسكرتاريا.

ويعمل المستشفى 24 ساعة في اليوم أي على مدار الساعة، ما عدا العيادات الخارجية التي تقدم خدماتها حتى الساعة الواحدة وفي أيّام محدّدة (طبيبة أطفال، طبيب عيون، طبيب أنف- أذن- حنجرة). ويؤدي وجود المستشفى إلى تعويض بعض الخدمات غير الموجودة في عيادة الأنروا، التي تغلق أبوابها الساعة الثانية بعد الظهر، بينما يبقى مستشفى الجليل ليلاً ونهاراً لتقديم الخدمات اللازمة للأهالي من إسعافات أوليّة وطوارئ وغيرها من الخدمات الطبية. لكن ذلك لا يكفي احتياجات المخيّم، بسبب قلّة الإمكانيات المادية، الأمر الذي يؤدّي إلى تقليص الخدمات تدريجياً. ويقدّم المستشفى خدماته مقابل مبالغ رمزية، ويتواجد فيه أطباء أخصائيون. ورغم الخدمات الصحية التي يقدّمها في مجال التوليد والتي لا تتواجد لدى عيادة الأنروا وهو المستشفى الوحيد في المخيّم، إلا أنه يعاني من نقص في خدمة "القوفاز" للمواليد الجدد، كما لا يوجد فيه غرفة "عناية فائقة".

 أما فيما يخص الأم والطفل فالمستشفى يتعاطى معهم كمرضى عاديين، ولا يقدّم لهما عناية خاصّة أو اهتماماً مباشراً، ما عدا قسم التوليد.

وتقتصر برامج الهلال مع الأم والطفل على النواحي العلاجية، بالإضافة إلى متابعة بعض الحوامل قبل الولادة لحين التوليد، وجزء آخر تحولّه الأنروا إلى المستشفى فيما بعد للتوليد. أما بعد الولادة فجميع تقديمات الهلال للأم والطفل هي خدمات علاجية فقط (مرضى عاديون). ومن حيث تنظيم الأسرة، فلا يقدّم شيئاً في هذا المجال، فكل ذلك تغطّيه عيادة (الاونروا)

 ويقدّم مستشفى الجليل للمخيّم سيارة الإسعاف الخاصّة بالمستشفى لأية خدمات طارئة. كما يقدّم خدمة حفظ الموتى في البراد لكل منطقة الجنوب، ويتسع لستة أشخاص ولمدة 24 ساعة.

الاختصاص

العدد

الدوام

الأطباء (صحة عامة)

2

صباحاً حتى الساعة 2 ظهراً

الأطباء المناوبون

5

18 ساعة

الأخصائيون

3

أيام محددة من الأسبوع

الممرضون

4

---

قابلات

3

---

إداريون

2

---

مستوصف مطر الطبي:

تأسّس أوائل العام 2006م في مخيّم البرج الشّمالي، ويقدّم الخدمات الطبية في المجالات التالية:

  • الأسنان (جراحة، تقويم، علاج)
  • عظام
  • أمراض جلدية
  • عيون
  • أمراض نسائية
  • مسالك بولية
  • أنف، أذن، حنجرة
  • جهاز هضمي

 بالإضافة إلى الأقسام التالية:

  • غرفة عمليات صغيرة
  • صيدلية
  • غرفة علاج فيزيائي

 وهذا يخفف من النقص الموجود في بعض الجوانب الصحية، إلاّ أنّه لا يغطي جميع الاحتياجات للأهالي من الناحيتين الصحية والمادية. فحاجة الأهالي لعيادة أخرى أو زيادة عدد الأطباء في العيادة الحالية يبقى من الأولويات. فجميع المراكز الصحية الأخرى في المخيّم تقدّم خدماتها مقابل مبالغ مالية رمزية، لكنها تبقى في غير مقدرة العائلات الفقيرة الكثيرة.

 العيادات الخاصة:

يوجد في المخيّم عيادة خاصّة للأطفال (عيادة الدكتور صالح داوود)، كما يوجد عيادتي أسنان خاصّة، بالإضافة إلى عياة أسنان في مستشفى الجليل، وأخرى في مركز بيت أطفال الصمود.

وجميع هذه العيادات الخاصّة غير مجانية، تعمل بنظام الحصة، أي أن السعر يحدّد حسب المؤسّسة أو الطبيب.

تقدّم عيادة أسنان مستشفى الجليل العلاجات السنيّة وكل ما يتعلق بعلاج وجراحة وتقويم الأسنان حسب الطلب، وتبلغ كلفة العلاج 30% من الكلفة في العيادات الخاصّة خارج المخيّم.

بيت أطفال الصمود: يقدّم خدمات علاجية للأطفال (صباحاً) وللكبار حسب المواعيد (بعد الظهر)، كما يقدّم التركيبات الجزئية والكاملة بالإضافة إلى عمليات جراحية بسيطة. ويصل عدد المرضى سنوياً حوالى 550 مريضاً من الكبار، وحوالى 1000 من أطفال الرياض.

وتتبع كلفة العلاج لتقديرات الطبيب والأدوية المستخدمة، ولكنها توازي العيادات الخاصّة في المخيّم.

عيادة مستوصف مطر الطبي: تقدم الخدمات العلاجية وكل ما يتعلق بجراحة وتركيب الأسنان والوجبات. وهو مستوصف خاص يقدم العلاجات بكلفة توازي العيادات الخاصّة في المخيّم.

العيادات الخاصّة (الفرديّة): تقدم جميع الخدمات العلاجية بالإضافة إلى تقويم الأسنان وتركيب الوجبات. وتبلغ كلفة العلاج كما يلي:(2)

  •            خلع:                    10000 ليرة لبنانية للكبار (6.6 دولار)
  •                                       5000 ليرة لبنانية للصغار (3.3 دولار)
  •           سحب العصب:      10000 ليرة لبنانية (6.6 دولار)
  •           حشوة:               15000 ليرة لبنانية (10 دولار)
  •          سن سيراميك:       75000 ليرة لبنانية (50 دولار)

 قد تبدو كلفة غير مرتفعة،لكنها تبقى كذلك لدى العديد من أهالي المخيم، خاصّة العمّال الذين يبلغ مردودهم اليومي حوالى 10000 ليرة لبنانية (6.6 دولار).

مختبر البرج الشّمالي للتحاليل الطبية:

وهو مختبر خاص يقع في حيّ السّاحة إلى جانب عيادة الأنروا، تأسّس في العام 2004م. ويقدّم خدمات طبيّة في مجال التحاليل المخبرية مقابل ما يعادل 50% أقل من أسعار المختبرات المتواجدة خارج المخيّم،ويؤمّن الفحوصات غير الموجودة في حال طُلبت.

 ويمكن تلخيص الفحوصات على الشكل التالي:

  • جميع فحوصات الدم
  • فحوصات البول والبراز
  • فحص الهرمون
  • فحص التلاسيميا (MCV)
  • جميع أنواع عينات الزرع
  • فحوصات الزواج

مرضى فقر الدم المنجلي والتلاسيميا

يعتبر مرض فقر الدم المنجلي من أخطر الأمراض التي يعاني منها أهالي مخيّم البرج الشّمالي، إذ بلغ عددهم 52 حالة حسب سجلات الأنروا، وتعتبر هذه النسبة هي الأعلى في لبنان.

وهو مرض وراثي ينتشر بشكل كبير في المخيّم، بالإضافة إلى بعض حالات الثلاسيميا الصغرى. ورغم سوء الفهم الحاصل حول هذا المرض الوراثي، إذ يطلق الأهالي على كلا النوعين من الحالات اسم "ثلاسيميا"، إلا أن معظم الحالات الموجودة في المخيّم هي حالات "فقر الدم المنجلي"، وهو مرض أكثر قساوة على المريض من مرض الثلاسيميا، ويعرف باسم "Sickle Cell". وهو مرض ذوي البشرة السمراء، لذلك فهو يتمركز بشكل أساسي عند أهالي بلدة الحولة في المخيّم.

وينتج هذا المرض عن عجز الجسم البشري عن انتاج سلاسل الدم الطبيعية وسببه الأساسي زواج الأبوين حاملي المرض. ولذلك يحتاج المريض إلى نقل الدم الدوري كل 3 – 4 أسابيع ويعتمد ذلك على عمر المريض ودرجة نقص الهيموجلوبين في الدم.

وهذا المرض لا يميّز بين طفل صغير أو شيخ كبير وعلاج ذلك المرض يحتاج لمبالغ باهظة، وإلى غذاء خاص ورعاية كاملة... ومن المرضى من هم في ريعان الشباب، ومنهم من يعاني من المرض منذ أكثر من 15 عاماً، وهم يضطرون للعمل من أجل لقمة العيش، لذلك يعملون يوماً ويرتاحون آخر لكن إنتاجهم لا يغطي تكاليف الدواء كاملة، فتضطر الأم المسنّة والأخوات الصغيرات للعمل لتأمين مصروف العائلة من طعام وشراب واستكمال ثمن العلاج، بالإضافة إلى وجود عائلات عديدة تضم أكثر من مريض واحد كعائلة رميّض وموسى. أما الطلاب منهم فيعانون من تأخّر دراسي بسبب وضعهم الصحي، إذ يحتاجون إلى رعاية ومعاملة خاصّة، فهم بحاجة إلى شرب السوائل بشكل كبير وبالتالي دخول المرحاض أثناء الحصص التعليمية، إضافة إلى المعاناة ونوبات الألم المتكرّرة.

ومما يؤدي إلى تفاقم المرض الوضع البيئي في المخيّم، الذي كان يتمثل في السابق بتلوث مياه الشرب، وحالياً يتمثل بسوء المساكن التي تكون شديدة الحر في الصيف وشديدة البرودة في الشتاء، وهو ما يزيد من سوء حالة المرضى.

وجميع هؤلاء يعانون من مشاكل في النمو، القلب، الرئتين، وقصور في وظائف الجسم عامة، مما يعرضهم إلى احتمالات الوفاة.

 وقد وصل فقر الدم المنجلي عند عدد كبير من المرضى إلى مراحل متقدمة وخطيرة، تهدّد حياتهم، مما يستلزم نقلاً وتغييراً لدم المرضى بشكل أسبوعي أو دوري، إذ يصابون بأوجاع في المفاصل وآلام في العظم وتحلل في الدم. وهم يعانون من كارثة إنسانية تعكس حالة التردّي في الأوضاع الصحية والتقديمات الاجتماعية.

 هناك تقصير من قبل المعنيين سواء (الاونروا) أو الدولة المضيفة، أو منظّمة التحرير الفلسطينية، إذ أن تقديمات الأنروا تقتصر على المعاينة أسوة بالمرضى العاديين، ولا يتلقون سوى أحد الأدوية "Folic Acid"؛ ولا تقدم الأنروا أية مساعدة طبية أو مادية رغم الكلفة العالية التي تُنهك أهل المريض وتصل إلى حوالى 600 ألف ليرة لبنانية شهرياً ثمن أدوية وعلاجات.

 ويغيب الطب الوقائي في الأنروا في هذا الخصوص، إذ ينتفي وجود لوحات حول فقر الدم المنجلي والثلاسيميا داخل العيادة، كما لا توجد نشرات توزع على مختلف زائريها حول هذا المرض وخطورته وكيفية الوقاية منه، أو نشرات للمصابين حول نظام غذائي معيّن يساعدهم على تخفيف معاناتهم.

 ولا تملك المؤسسات الصحية الفلسطينية الأخرى الإمكانيات التقنية والمادية لهذا العلاج، حيث أن مستشفى الجليل (الهلال) أيضاً لا يقدّم لهم سوى متابعة الحالات عند الضرورة، وتركيب بعض الأمصال والسوائل، وكميات إضافية من الدم وقت الحاجة (توقف حالياً)؛ أما منظّمة التحرير الفلسطينية، فتتعاقد مع طبيب لبناني متخصّص في أمراض الدم يقوم بالإشراف ومتابعة الحالات في مستوصف الكرامة في تجمع المعشوق للاجئين الفلسطينيين المجاور للمخيّم في أوقات محددة من الشهر.

أما الدولة المضيفة، فلديها مركز متخصص لعلاج هذا النوع من الأمراض"مركز الرعاية الدائمة"، إلاّ أنه توقف عن استقبال الفلسطينيين المصابين منذ بداية العام 2006 بعد أن كان يعالج 32 حالة فلسطينية من مخيّم البرج الشمالي وغيره من المناطق، وتبلغ نسبة المصابين بأمراض فقر الدم (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) في مخيّم البرج الشمالي 9.6% مقارنة بالعدد الإجمالي للمصابين في جميع الأراضي اللبنانية.

وهناك باب وحيد يطرقه بعض المرضى الذين يستطيعون التوجه إلى بيروت، وهو مجموعة من الباحثين الأطباء الذين يقومون بدراسات حول موضوع فقر الدم المنجلي في الجامعة الأميركية، حيث يتم إعطاء المرضى بعض الأدوية (Hydra) ويحصلون على عملية تنقيح للدم (Dysiferal) مجاناً مقابل إجراء تلك الدراسات.

وقد وصل عدد المتوفين حتى العام 2007م إلى حوالى 15 شخصاً جراء الثلاسيميا الكبرى وفقر الدم المنجلي.

 وقام مرضى "فقر الدم المنجلي والثلاسيميا" الفلسطينيون بتحركات عديدة منها اعتصام أمام مكتب الأنروا في صور في 17/12/2002 احتجاجاً على تجاهل الأنروا لهذه الفئة، وعدم تقديم الأدوية اللازمة لها.

وكان المرضى قد اعتصموا صباح 16/12/2002 أمام مكتب (الاونروا)في مخيّم البرج الشّمالي مطالبين بالمساعدة الكاملة وتأمين العلاج، الذي يتوزّع على الدواء ونقل الدم المتكرّر للمرضى الذين لا يستطيعون تأمينه بسبب التكاليف الباهظة.

وهناك سؤال تتناقله ألسنة المرضى وعائلاتهم "لم لا تنشئ (الاونروا) مركزاً لعلاج مرضى فقر الدم المنجلي والثلاسيميا؟"

 الوضع الصحي العام والصحة النفسية:

يعاني سكّان المخيّم من الأمراض الجلدية الناجمة عن الظروف المعيشية والغذائية الصعبة وبسبب انخفاض مستوى الرعاية الصحية.

ففي فصل الشتاء تنتشر كثير من حالات الربو، أمراض الرئتين الحادة، وفي فصل الصيف تظهر الحمى، نتيجة التهابات في الأمعاء، أو حمى التيفوئيد، بالإضافة للأمراض المزمنة ومنها: أمراض الكلى، أمراض القلب، وأمراض السرطان.

 كما يوجد عدد من السكّان الذين يعانون من حالات نفسية نتيجة المعاناة اليومية التي تنعكس على أوضاعهم وتصرفاتهم وردود أفعالهم، ومنهم من لديه أمراض مزمنة بسبب الحرب واستمرار النكبة، خاصة لدى الشباب.

إذ أن معظم المؤسسات والهيئات الإنسانية لم تتطرق إلى الصحة النفسية للاجئين وكيفية التعاطي معهم.

فحين يرى الشبان مستقبلهم خاوياً من أي أمل يحلمون بتحقيقه، وحين يرون حاضرهم يزيد صعوبة عن ماضيهم، وتتضاعف مأساتهم يوماً بعد يوم، يبدأ اليأس بالتسلل إلى نفوسهم وبالتالي تسوء أحوالهم النفسية.

 فالفلسطينيون كغيرهم من البشر، لديهم أحلام وآمال يسعون إلى تحقيقها، فالصغير يريد أن يكبر ويصبح مهندساً أو طبيباً أو..، ويتطلع للعمل في اختصاصه، إلا أن ذلك يعتبر في كثير من الأحيان ضرباً من المستحيل.

وهذا ما يؤكده أحمد إدريس (طالب أدب إنكليزي في الجامعة اللبنانية) "إننا نشعر في المخيمات، بضغوط نفسية هائلة في ظل بطالة مميتة؛ لذا فإن الحديث عن السفر والزواج من أجنبيات، يقتحم مجالس معظم الشباب".

 كل هذه العوامل بالإضافة إلى الاضطهاد وعدم توفُّر شروط الحياة الكريمة، تولِّد لدى بعض الأهالي عقدة الاضطهاد وتدفع بهم إلى الاكتئاب والإحساس بالتهميش.

كما أن الإجراءات الأمنية التي تحاصرهم، وحرمانهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية كلّها أثّرت سلباً على الصحة النفسية للأهالي. يضاف إليها كلّ العوامل البيئية الأخرى من حالة المساكن الى الاكتظاظ الكبير وحرمان الأطفال من أماكن ومساحات للعب والتسلية.

 علاج الأسنان:

تقتصر تقديمات (الاونروا)في هذا القطاع على العلاجات السنية فقط، أي تنظيف الأسنان وسحب العصب والحشو، فلا تعويض عن أسنان ساقطة، ولا وجبات جزئية أو كاملة، ولا تقويم، ولا عمليات جراحية.

وقلة الإمكانيات المادية تمنع معظم اللاجئين الفلسطينيين من الاهتمام بصحتهم بالشكل الكافي وتمنعهم من تناول غذاء سليم، مما يؤدي إلى انتشار أمراض عديدة، منها سوء صحة الأسنان، التي تؤدي إليها عناصر التغذية غير السليمة وغير الكافية، كما لا تسمح لهم بالتالي من شراء مستلزمات تنظيف الأسنان من محاليل مطهرة وفرشاة أسنان، واستبدالها كل ثلاثة أشهر كما يفترض.

 حوالى 35 مريضاً يتلقون علاجهم يومياً لدى طبيب الأسنان في عيادة (الاونروا) في مخيّم البرج الشّمالي، إضافة إلى آخرين ينتظرون دوراً حتى انتهاء دوام العمل من دون نتيجة،فالطبيب يعمل في العيادة لأربع ساعات متواصلة يومياً، يعالج خلالها أكبر عدد ممكن من المرضى،لا يستطيع أن يعطيهم من خلالها الوقت الكافي واللازم للعلاج الفعلي، لأن عدد المرضى كبير جداً والوقت غير كافٍ.

 في هذه الحالة يفضّل المريض العيادات الخاصّة التي تنتشر في المخيّم،لأنّه يحصل على الوقت الكافي للعلاج، وعلى توجيهات طبية للعناية بأسنانه.

إلا أن الظروف المادية الصعبة تمنع العدد الأكبر من ذلك، خاصّة وأنّ كلّ هذه العيادات ومعها عيادة أسنان الهلال الأحمر الفلسطيني وعيادة بيت أطفال الصمود – الموجودتين في المخيّم – غير مجانية، وتصل كلفة العلاج في هذه العيادات إلى عشرة آلاف ليرة لبنانية لخلع الضرس، و15 ألف ليرة للحشوة، وعشرة آلاف لتنظيف الأسنان.

 القسم الأكبر ممن يتوجهون إلى العيادات الخاصّة يبادر أولاً إلى السؤال عن التكلفة وإمكانية دفعها بالتقسيط، لأنه إن لم يكن ذلك ممكناً، فسيتخلى عن الفكرة نهائياً ويتحوّل إلى عيادة الأنروا رغم الانتظار الطويل وعدم كفاية العلاج.

المؤسسات الصحية الخاصة في المخيم:

المستشفيات: مستشفى الجليل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني،تراجعت مكانته بعد اعتماد مستشفى بلسم كمستشفى مركزي في مدينة صور

المستوصفات : يوجد في المخيم مستوصفاً واحداً وهو مستوصف مطر الطبي

العيادات الخاصة ومنها :

  •  عيادات الأسنان ( عيادة بيت أطفال الصمود ، عيادة الدكتور جعفر ، عيادة مطر )
  •  عيادات نسائية خاصة لأمراض النساء والتوليد.
  •  عيادة الدكتور محمد الصفي أنف وأذن وحنجرة.

المختبرات الموجودة في المخيم : مخيم البرج الشمالي للتحاليل الطبية ومختبر الجمال

الصيدليات:

يوجد أربع صيدليات خاصة ( ثلاث صيدليات أدوية طبية وصيدلية لأدوية الأعشاب ) وهي :

  • - صيدلية شهداء البرج الشمالي.
  • صيدلية الجمال.
  • صيدلية أبو آمن.
  • صيدلية مطر.(1)

 

     (1)كتاب حيث يشيخ الألم، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت ص 120-131.

بدايات التعليم:

بدأ التعليم المدرسي منذ وصول الاهالي على شكل شادر وفي عام 1960م تم افتتاح مدرسة ثانية استأجرت الأونروا الارض من احد المزارعين اللبنانيين من قبل (الاونروا) واعتمدت مناهج تدريسية من المرحلة الابتدائية فقط  وكانت الأونروا تقدم ما يحتاجه الطالب من قرطاسية ومبلغ مالي بسيط عبارة عن 25 الى ان ذلك لا يكفي الطالب من اكمال دراسته في المدارس اللبنانية لمتابعة المرحلة الثانوية.

وكان جل الطلاب يدرسون في معهد سبلين للتدريب المهني بسبب الكلفة العالية للتدريس.

يوجد في المخيم أربع مدارس تابعة للوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا: فلسطين ، صرفند ، جباليا ، بيت لحم.

تقع مدرستا الصرفند وجباليا في حي المدارس داخل المخيم بينما مدرستا فلسطين وبيت لحم تقعان في محيط المخيم في بلدة البرج الشمالي

التعليم  في حالة تراجع كبير وسريع، حيث انخفضت نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة إلى أدنى مستوياتها وبلغت في عام 2010 نحو 21%، وهذا مؤشر خطير.

يعود ذلك الى سياسة الترفيع الآلي الذي تتبعها الأونروا في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وعدم اعتماد نظام رياض الأطفال من قبل الأونروا كمرحلة تأسيسية في البرنامج التربوي،مما يسبب فجوات كبيرة بين قدرات الطلاب الذين يلتحقون برياض الاطفال على نفقتهم الخاصة واولئك الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بتاتا بسبب ظروفهم المالية والمعيشية الصعبة، فضلا عن اكتظاظ الغرف الصفيّة بالتلاميذ والتي قد يصل عدد الطلاب في كل صف على الأقل ما بين 38 حتى42 طالبا،

كذلك اتباع (الاونروا) لسياسة دمج المرحلة الابتدائية والمتوسطة مع بعضها البعض، وما لذلك من انعكاس على مسلكية الأطفال وتحصيلهم العلمي.

أما على صعيد التعليم الثانوي، فقد كانت نتائجه جيدة جداً في معظم مخيمات وتجمعات منطقة صور مقارنة بمناطق أخرى، ويعود ذلك إلى أن الطلبة الثانويين هم الفئة التي تجاوزت امتحانات الشهادة المتوسطة بنجاح، مما يؤهلهم ذلك إلى الاستمرار في النجاح والرقي مستقبلاً.

إلا أن أهالي مخيم البرج الشمالي احتجوا في مطلع العام الدراسي 2010/2011 على عدم نقل طلاب المخيم في المرحلة الثانوية الى ثانوية مخيم البص التي تم استحداثها في العام 2011م، حيث تم إبقاؤهم في ثانوية الأقصى في مخيم الرشيدية وبالتالي طالب الأهالي (الاونروا) أن تتحمل تكلفة نقل الطلاب الى مخيم الرشيدية، لكن الأونروا كعادتها تذرعت بعدم توفر السيولة المالية لذلك. 

يتوزع الطلاب في هذه المدارس (2006/2007) 

اسم المدرسة

فلسطين

بيت لحم

جباليا

الصرفند

عدد الطلاب

358

300

593

626

الجنس

ذكور

ذكور

إناث

ذكور/ إناث

عدد الشعب

9

9

17

18

الصفوف

الرابع - السادس

السابع- التاسع

الرابع - التاسع

الأول- الرابع

عدد المعلمين

12

16

24

24

نسبة التسرب عام 2007

2%(السادس)

4%(1%التاسع)

الطالبة(السابع)

2طالب

عدد الطلاب الأعلى في الصف

42

34

37

37



 جميع المدارس التابعة لمخيم البرج الشمالي هي مدارس مرحلة واحدة ، ما عدا مدرسة جباليا ، فهي مدرسة ابتدائية ومتوسطة .

تتوزع الطالبات فيها على الشكل الاتي:

جباليا

ابتدائي

متوسط

المجموع

عدد الطالبات

278

315

593

عدد المعلمين

10

14

24

المدارس الخاصة :

يدرس 10%  تقريباً من الطلاب في مدارس خاصة وهذه نسبة كبيرة وذلك بسب تدني المستوى العلمي ونسبة النجاح في مدارس الأونروا، حيث كان من الممكن أن يكون العدد أكثر من ذلك لولا الأقساط العالية في المدارس الخاصة والوضع الاقتصادي الصعب للأهالي.

وكما أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب في مدارس (الاونروا) قد تصل إلى 40% لديهم مدرس خاص أو يشاركون في دروس خصوصية ويعود ذلك لعدم ثقة الأهالي بالتعليم في مدارس الأونروا.

الواقع التعليمي في مخيم البرج الشمالي : 

رغم ان المدارس تتمتع بجودة بالبناء وبعض الوسائل الحديثة تكمن المشكلة بالمرافق الصحية ومياه الشرب التي لا تخضع لشروط النظافة رغم عدم وجود اكتظاظ في المدارس فإعداد التلميذ مقبولة نوعا ، اما مستوى التعليم غير ملائم  لا يلبي طموحات الطالب الذي يتم تدريسه مناهج غير متطورة ويخضع الطالب لنظام ETI .

اما نسبة الامية فهي في ازدياد مستمر بسبب الترفيع الالي وهذا يؤدي الى التسريب الدراسي بسبب الاعباء الاقتصادية التي تعصف بأولياء الطلاب بشكل عام وعدم الاهتمام من قبل الاهل ،فيذكر  لا يدرس 5% تقريباً من الطلاب في مدارس خاصة ومن الممكن أن يكون العدد أكثر من ذلك لولا الأقساط العالية في المدار الخاصة والوضع الاقتصادي الصعب للأهالي،

كما أن هناك نسبة كبيرة من الطلاب في مدارس (الاونروا)قد تصل إلى 40% لديهم مدرس خاص أو يشاركون في دروس خصوصية ويعود ذلك لعدم ثقة الأهالي بالتعليم في مدارس (الاونروا)

اما التعليم الجامعي فهي قليلة بسبب الظروف وارتفاع الاعباء الاقتصادية وايضا فان المنح المقدمة من الأونروا فهي لاتقف على مسافة واحدة من الطلبة لذلك يتم دخول الطلاب في فروع جامعية لا رغبة لهم فيها .

المشاكل التعليمية: 

من الملاحظ أن (الاونروا) تهتم بالمدارس الثانوية أكثر من المدارس الابتدائية والمتوسطة، وهذا يبدو جلياً في التفاوت في نتائج الامتحانات الرسمية التي تبدو باهرة للطلاب الثانويين ومخيبة لطلاب المرحلة المتوسطة .

ولعل هذا التراجع في مستوى التعليم الابتدائي والمتوسط دفع بالأهالي المقتدرين مادياً إلى تسجيل أبنائهم في مدارس خاصة أو تسجيلهم في دورات دروس الدعم المدرسي (التقوية) التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة.

ولا تدير (الاونروا) إلاّ مدرسة ثانوية واحدة في كل منطقة، ما يعني أن معظم المخيمات لا مدارس ثانوية فيها، ويضطر الطلاب الثانويون فيها للتوجه إلى المدرسة الوحيدة المتاحة، علماً بأن الأونروا لا توفّر لهم وسيلة نقل بل يذهبون في باصات على نفقتهم الخاصة ، فضلاً عن ذلك،ليس هناك برامج تلحظ الطلاب الذين يتسربون من المدارس قبل الصف التاسع الذين لا يجدون إلا الشوارع مأوىً لهم.

العقبات والصعوبات على الصعيد التربوي: 

تقع المدارس إلى جوار حي سكني متراص، إذ يعاني الطلاب من روائح الطعام المنشرة والأصوات المنبعثة من المنازل والممرات الضيقة، كما يؤدي الضجيج الصادر عن الطلاب في المدارس خاصة أثناء الاستراحة إلى إزعاج الأهالي،كما أن الصفوف تكتظ بالطلاب حيث يصل عدد الطلاب في صفوف مدارس الأونروا إلى حوالي 40 طالباً في الصف الواحد، مما يساهم بشكل كبير في تدني وتراجع المستوى التعليمي.

أسباب هذا التدني :

  •  سياسة الترفيع الآلي للطلاب.
  •  الأسلوب النظري في التعليم.
  •  المنهج الجديد.
  •  العوامل الاجتماعية.
  •  التسرب المدرسي.
  •  قوانين العمل.

أسماء طلبة متميزون في المخيم :

  •  صلاح الدين يوسف الجمال.
  •  نديم الكردي.
  •  محمد صوان.
  •  علي عبد.

رياض الأطفال:

اسم الروضة

الأطفال

إناث

ذكور

الصفوف

الكرامة

275

152

122

12+حضانة

الطفل السعيد

164

80

84

8

بيت أطفال الصمود

79

25

44

3

النجدة الاجتماعية

77

45

32

تتفاوت أعداد الطلاب فيها ما بين ( 100 -250 )طالب وكذلك عدد الصفوف الذي لايتلائم مع حجم الروضة ، وكما تفتقد المساحة المطلوبة لها بين واحدة وأخرى إلا أن وجودها في أماكن ضيقة بالقرب من المنازل يمنع توسعها الأفقي.

يتضح جلياً صغر مساحة دور رياض الاطفال والصفوف كافية لاستيعاب العدد المناسب من الطلاب في كل صف لتفادي الاكتظاظ داخل الصفوف، فتتمتع بعض دور رياض الاطفال بشروط السلامة غير انها  تفتقر الى الملاعب الحديثة.

وتبرز مشكلة أخرى تتمثل في ارتفاع الرسوم السنوية،ما يثقل كاهل الأهالي ويجعل العديد منهم غير قادرين على تسديدها ولعل ذلك يعود إلى غياب الجهات الداعمة واعتماد رياض الأطفال على التمويل الذاتي وكذلك عدم وجود رياض أطفال تابعة لوكالة (الاونروا).

 

يضاف إلى هذا تكاليف المواصلات رغم امتلاك رياض الأطفال لوسائل خاصة بها لنقل الأطفال  (باصات صغيرة مقابل أجر معين).[1]

 

[1] كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت .

 

كحال اللاجئين الفلسطينيين في كافة المخيمات في لبنان يعاني أهالي المخيم من تفشي البطالة وعدم توافر فرص العمل وتدني الأجور لمن يحالفه الحظ بالعمل،

وهذا يضاعف ويزيد نسبة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت خط الفقر خاصة في ظل غلاء المعيشة وازدياد الأعباء المالية وانعكاس الأزمة الاقتصادية العالمية، فان نسبة كبيرة من ابناء المخيم تعمل في المجال الزراعي والحمضيات وبأجور زهيدة، الا ان الهجرة الى اوروبا  دفعت بعض ابناء المخيم للهجرة للبحث عن فرص عمل منذ انتهاء الحرب ويتم ارسال حوالات مالية لبعض العوائل والاسر التي تعيش على هذا المردود.

اما المشاريع الصغيرة فمقتصرة على المحال التجارية والحرفية وغيرها، وهناك بعض الجهات التي تقدم برامج قروض للمشاريع الإنتاجية الصغيرة إلا أنها لا تفي بالحاجة المطلوبة لناحية قيمة القروض الصغيرة من جهة وقلة عدد المستفيدين منها من جهة أخرى.

يبلغ عدد حالات العسر الشديد المعتمدة لدى (الاونروا )750 حالة تقريباً، ويعمل 70% من العاملين في الحقل الزراعي و5% موظفين في المؤسسات الأهلية و(الاونروا) أما النسبة المتبقية فهي موزعة على مجالات العمل الحر(التجارة – البناء – المواصلات).

ويعود ذلك بشكل رئيس إلى القيود المفروضة على اللاجئ الفلسطيني من قبل الدولة اللبنانية لناحية منعه من ممارسة أكثر من سبعين مهنة، إضافة لعدم وجود مصانع أو ورش عمل إنتاجية تخص للفلسطينيين في ظل التراجع وتقليص الخدمات المقدمة من (الاونروا) في مختلف المجالات.

لا تزال نسبة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين تعيش تحت خط الفقر، ويعود ذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة بسبب ندرة فرص العمل ومنع الفلسطينيين من ممارسة الكثير من المهن.

كما عدّل مجلس النواب اللبناني مواد تتعلق بحق العمل، حيث سمح للفلسطينيين بمزاولة عدد من المهن، إلا أن تأثير ذلك لا يزال غير ملموس. فهذا التعديل القانوني جاء ليشرعن للفلسطيني العمل في بعض المهن التي كان يمارسها سابقاً مع إبقاء التمييز قائماً لجهة عدم الاستفادة من تقديمات الضمان الاجتماعي، فيما لا يزال غير قادر على ممارسة  عدد كبير من المهن من كالطب والهندسة والمحاماة والصيدلة.

العنصر الآخر الذي أسهم في تردي الأوضاع الاقتصادية هو تقليص (الاونروا) لخدماتها في مختلف المجالات، واضطرار اللاجئ إلى تحمل فاتورتها، فضلاً عن الارتفاع المجنون للأسعار العالمية، وخاصة السلع الغذائية ، فنظرا للتسرب المدرسي كثيرا ما يلجأ الطفال الى ترك مدارسهم بسبب الظروف الاقتصادية مما يحثهم على العمل بورش وحرف مقابل اجر بسي. 

الأعمال المختلفة للفلسطيني من أبناء المخيم :

  •  الصناع والمهنيين : تشمل أعمال البناء والإعمار والتمديدات الصحية وتمديدات الكهرباء والساتلايت والتجارة والحدادة والورش الصناعية (ميكانيك سيارات وغيره ).
  •  الزراعة : تتضمن قطف الثمار وتوضيبها ، والزراعة والري ورعاية الأشجار وورش المبيدات ، كل العاملين الزراعيين يعملون في أراضي الغير خارج المخيم ، إذ لا يوجد مساحات زراعية داخل المخيم.
  • الأعمال الإدارية / كالسكرتارية والمحاسبة والرسم الهندسي.
  •  الحاسب الآلي / دخل عدد من شباب المخيم هذا المجال من حيث الدراسة والعمل.
  • الأعمال الخاصة / تشمل العمل في البيع بالتجزئة، الأفران ، صالونات التزيين النسائي والرجالي ،مراكز لتكرير المياه ، سنترالات لتمديد خطوط الهاتف أو الساتلايت والإنترنت ومحال الملبوسات ومراكز لخدمات الكمبيوتر والانترنت ، بالإضافة إلى محطة بنزين واحدة.
  • القطاع الصحي / يشمل العمل كأطباء في المراكز الصحية الموجودة بالإضافة إلى عيادات أسنان خاصة ، ممرضين وممرضات ، قابلات قانونيات ، ومختبر تحاليل طبية؟
  •  يعمل معظم سكان المخيم بالزراعة الموسمية وأعمال الباطون والبناء معظم العاملين من سكان المخيم هم عمال يوميين في الزراعة والبناء واشغال تزفيت الطرق وهنالك قسم لا بأس به يعمل في المهن الحرة مثل ميكانيك السيارات والحدادة والالمنيوم . واكثرهم تخرج من معهد سبلين.[1]
  •  

[1] منتدى عبد خطار ، منتدى الشباب الفلسطيني ،www.abedkhattar.com/vb/

الوضع البيئي : 

يوجد في المخيم عدد لا بأس به من حاويات النفايات ولكنها تبقى غير كافية وتراعي بعض الشروط الصحية لناحية كونها مغطاة وتزال يومياً إلا أن بعضها قريب من المنازل ومن المدارس وعيادة (الاونروا)والأماكن العامة ، كما أنها لا ترش بالمبيدات ولا يتعاون السكان مع العاملين بشكل عام.

تهتم (الاونروا)في المخيّم بتأمين مياه الشرب والاستعمال المنزلي تصريف المياه الآسنة جمع النفايات ونقلها خارج المخيّم، بهدف خفض الحالات المرضية والوفيات التي تصاحب البيئة السيئة.

يقوم بهذه المهمة عمّال الصحة العاملين لدى (الاونروا)في المخيّم إلا أنها خففت عملية مكافحة الحشرات والقوارض من خلال رش المبيدات بشكل أقل من السابق نتيجة تحسين البنية التحتية.

كما تساهم بعض العوامل مثل الازدحام والكثافة السكانية العالية، وتلاصق البيوت على انتشار بعض الأمراض على شكل أوبئة مثل الأمراض الجلدية والجدري والأمراض المعدية الأخرى.

وكانت نتيجة التلوث البيئي الذي تعرّض له مخيّم البرج الشّمالي منتصف عام 1995م، أن أُصيب أكثر من 200 شخص بمرض بسبب تلوث المياه (تشير بعض المصادر إلى أنه مرض التيفوئيد).حتى أصاب معظم سكّان المخيّم.

وفي عام 2005 م، أنشأت (الاونروا) شبكة جديدة للصرف الصحي وجر المياه، خفّفت من عبء الأمراض على الأهالي وخفضت عدد حالات الإسهال التي كانت تتراوح بين  30 حالة أسبوعياً،

أما حالياً فيبلغ عدد حالات الإسهال حالتين في الأسبوع 124 إلاّ أن عدم تحسين الأوضاع السكنية للأهالي أدى إلى استمرار أمراض الجهاز التنفسي والحساسية والالتهابات.

كما أن وجود مكبّات النفايات قرب مدارس المخيّم مدرستي الصرفندي وجباليا، تؤدي إلى حالات مرضية وإساءة لصحة طلاب المدرستين على الرغم من طلب المدرستين من وكالة (الاونروا) إزالة مكبّ النفايات من جانب المدرسة ونقله إلى مكان آخر منذ عام 1999م إلاّ أن هذا المكبّ ما زال قابعاً مكانه حتى الآن.

وبعد ملاحظة ازدياد عدد الطلاب الذين يطلبون الأذونات من إدارة المدرسة للتوجه إلى عيادة (الاونروا) للعلاج، قدّم مديرو المدرستين طلباً لل(الاونروا) لإزالته، وجاء الرد أن «الموضوع تمّ بحثه وسوف يتم العمل على إيجاد الحل العملي لهذا الموضوع ».

ويشارك الأهالي والأندية والأفواج الكشفية في مخيّم البرج الشّمالي(فوج الحولة، فوج الجليل، كشاف الإسراء، وفوج الصمود) في محاولة تحسين الصحة البيئية من خلال نشاطات التشجير التي يقومون بها.

وقد قامت جميع الأفواج الكشفية في المخيّم بحملة تشجير تحت عنوان «شجرة في غابة من الإسمنت » يوم الجمعة 7/ 4/ 2006 ، بهدف التعاون والتآخي أولاً، ثم توجيه رسالة للجميع لتحمّل المسؤولية من خلال القول " إن المحافظة على الأشجار هي مسؤولية الجميع، فالشجرة حياة والحياة مسؤولية، وهذه المسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، سواء من الأهالي والمؤسّسات والجمعيّات"(1)

(1) نور الأدب http://nooreladab.com

اللاجئون في المخيم وخدمات الاونروا : 

نسبة اللاجئين في لبنان حسب وكالة الغوث تصل عام 2002م إلى 11,4% من إجمالي سكان لبنان. 

نسبة المسجلين عام 2002م والبالغ عددهم 3,973,360 لاجئ وتدير (الاونروا) 12 مخيم معترف بها في لبنان تستحوذ على 56% من إجمالي اللاجئين.

تنتشر خدمات(الاونروا)عبر 79 مدرسة فيها 42,259 طالب وطالبة خلال العام الدراسي 2001م/ 2002م منهم 51,8% إناث وأضيف لها مدرستان فقط حتى عام 2008م .

تدير (الاونروا) 25 مركزا صحيا عاما لرعاية الطفولة والأمومة ومرضى السكر بالإضافة إلى 17 مركزا صحيا لتقديم خدمات صحة الأسنان. 

من بين إجمالي اللاجئين المسجلين في لبنان فإن 10% مسجلون في حالة العسر الشديد وهي النسبة الأكبر بين اللاجئين في إطار عمليات (الاونروا) في مختلف البلدان بلغت موازنة (الاونروا) للإنفاق على اللاجئين في لبنان عام 2002م إلى 48,152 مليون دولار.

يستحوذ قطاع التعليم منها على 50,6% قطاع الصحة 23,8% وتوزعت باقي النسبة 25,6% على باقي القطاعات الإغاثة والخدمات الاجتماعية والتشغيلية المشتركة.

الأحوال المادية ف المخيمات اللبنانية في تدهور سريع والبنية التحتية الخاصة بالمياه والمجاري في حالة انهيار ومما يفاقم هذا الوضع القيود التي تفرضها الحكومة اللبنانية على أي أعمال صيانة داخل المعسكرات.

هذا إضافة إلى أن الأسر الفلسطينية خارج حدود المخيمات لا تتلقى أي خدمات اجتماعية على الإطلاق.

يعيش أكثر من 60% من مجتمع اللاجئين تحت خط الفقر،و36% دون دخل منتظم كما أن البطالة بينهم وصلت إلى نسبة 40%. ،تطر أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المسجلين في (الاونروا).

دور الاونروا الصحي في المخيم :

تقدّم عيادة (الاونروا) خدماتها الصحية منذ تأسيس المخيّم عام 1955م،و عيادتها مكوّنة من طابقين يقدّمان الخدمات الصحية:

  •  صحة عامة.
  •  قسم الأخصائيين.

و تشمل الخدمات الصحية التي تقدمها الاونروا: توفير الرعاية الأوّلية بما فيها الرعاية الطبية والوقائية والعلاجية والخدمات الصحية للأم والطفل وخدمات تنظيم الأسرة ومشاريع تحسين الصحة البيئية والرعاية الثانوية كالاستشفاء وغيرها من خدمات الإحالة.

وتشمل العيادة الأقسام التالية : قسم أمراض الصحة العامة، قسم الطب المدرسي ، قسم السكّري والضّغط ، قسم طب الأسنان قسم الاخصائيين، زيارات دورية طبيب قلب طبيب عيون طبيب نسائي، صيدلية، غرفة الغيار قسم الطفولة والأمومة قسم التسجيل.

الطفولة والأمومة 105: يعتبر برنامج الأمومة والطفل من البرامج الأساسية التي تغطيه(الاونروا) من جميع جوانبها، إذ تركز الوكالة الدولية على برامج الأمومة والطفولة والطب الوقائي بينما تعتبر البرامج الأخرى برامج ثانوية.

 الولادة: لا تتم الولادة داخل عيادة (الاونروا)،إنما يتم تحويل المرأة الحامل من قبل(الاونروا) إلى أحد المستشفيات المتعاقدة معها، وهي مستشفى حيرام في مدينة صور، ومستشفى بلسم في مخيّم الرشيديّة، أو تتم الولادة في مستشفى الجليل داخل المخيم أما الولادة في المنازل أي على أيدي القابلات القانونيات فلم تعد موجودة نهائياً في المخيّم، إذ إن أي خطأ في الولادة قد يؤدّي إلى مشاكل خطيرة ) مثال: حالة شلل دماغي حصلت في المخيّم نتيجة خطأ في الولادة التي تمّت في المنزل ) وفي بعض الأحيان لا تحصل بعض النساء الحوامل على تحويل من (الاونروا) إلى أحد المستشفيات المتعاقدة معها نتيجة عدم وجود أسرّة كافية 106،باستثناء المرأة الحامل البكريّة.

 متابعة الطفل: ويتم خلاله متابعة الطفل من حيث مراقبة الوزن، الطول النمو وضعف الدم، وإعطاؤه الحديد اللازم وجميع الاحتياجات الصحية المتوافرة في هذه المرحلة.

 التلقيح: تقدّم العيادة جميع أنواع اللقاحات الأساسية التي تعتبر كافية لتحصين الطفل، أمّا اللقاحات الإضافية فهي غير موجودة، وتتم في عيادات خاصة بعيداً عن تقديمات(الاونروا)،وقد أدخلت (الاونروا) حديثاً لقاح «السحايا » الذي لم يكن موجوداً من قبل ولا يوجد أي طفل لم يتناول جرعات التلقيح، ويعود سبب ذلك إلى الثقافة الموجودة لدى النساء في موضوع التطعيم.

 تنظيم الأسرة: توفّر عيادة (الاونروا) كلّ وسائل منع الحمل للنساء وأحدثها ومن أحدث وسائل منع الحمل التي أدخلتها (الاونروا) إلى عيادة البرج الشمالي حقن متطورة ومرتفعة الثمن تُعطى كلّ ثلاثة أشهر لها حسنات وسيئات ولكنّها من أكثر وسائل الحمل أماناً 107،بالإضافة إلى أدوات منع الحمل يتم إرشاد النساء عبر الحوار مع الممرضات الطب الوقائي.

 يشمل التلقيح والطب المدرسي: لقاحات ضد الشلل في المدارس والرياض لقاحات للأطفال "حملة أبو كعب"   جرعات إضافية لأمراض التيفوئيد والكزاز فحص الماء بشكل دوري،لفحص الدوري لطلاب المدارس والتركيز على موضوع النظافة وفحص الأسنان إعطاء جرعات «شربة للديدان المعويّة » كل عام وإعطاء طلاب المدارس حبوب زيت السمك بالإضافة إلى الأدوية واللقاحات لتحصين الأطفال وسكّان المخيّم من الأمراض.

يتضمن برنامج الطب الوقائي توزيع كتيّبات عن مواضيع معينة مثل صحّة الأسنان، السل وقد أُدخل استخدام التلفزيون والفيديو كوسيلة من وسائل الطب الوقائي في عيادة (الاونروا) إذ تُعرَض أفلام عن مواضيع صحية معينة "سل، حوادث منزلية ،الإسهال أمراض الجهاز التنفسي" في قاعة الانتظار وبذلك يتم إيصال المعلومات المطلوبة للمرضى المتعلمين والأميين منهم.

اما العمليات الجراحة المكلفة يتم التعاقد مع مستشفيات خاصة بحيث يتم دفع ما نسبته 50 - 60% من (الاونروا) والباقي يتم دفعه من المرضى الذي يسبب له اعباء.

اما العقود المبرمة بين (الاونروا)والمستشفيات الخاصة فلا احد يعلمها ولا يعرف مضمونها  ولا شروطها ابدا فهناك نسب متفاوتة بين العقود.اما الكوادر الصحية في المخيم فهي كوادر بسيطة فاغلب الكوادر من خارج المخيم واما الصيدليات فهناك صيدليات خاصة عديدة منتشرة في المخيم وخارجه.(1)

(1)نور الأدب يداً بيد نحو القمة http://nooreladab.com

رغم الافتقار إلى ملاعب في المخيّم فهناك ممارسة لرياضات كثيرة ولكن تبقى كرة القدم الرياضة الاكثر انتشاراً بين الرياضيين  وايضاً رياضة كمال الأجسام – والكاراتيه – وكرة الطائرة – والسباحة – والكاراتيه  ونشير أن المخيم لديه ملعب كرة قدم صغير مجهز بتجهيزات حديثة.

الأندية واللاعبين في المخيم عديدة منها: 

  • نادي العودة الرياضي: هو نادي فلسطيني موجود في مخيم البرج الشمالي. يتمتع هذا الفريق بأدائه وأخلاقه، إذ أنه ذو سمعة جيدة تستحق الافتخار بالأندية الفلسطينية التي لا طالما كانت عنصر اعتزاز وإرضاء للحياة الرياضية. أطلق النادي عدة نشاطات كان من أهمها أنه دخل الرياضة من أوسع أبوابه عن طريق اللجنة الرياضية الفلسطينية. ضم النادي الكثير من اللاعبين، منهم الكابتن محمود عكاوي وأحمد إدريس ونور العوض وهاني بديوي، وغيرهم.
  • نادي بيسان: ويضم 50 لاعب كرة قدم  وايضا 110 لاعب كراتيه وجيدو و كيمو كتش  يشرف على التدريب  ربيع رميض
  •   نادي النهضة يضم 75 لاعب عدد الاعضاء فيه يفوق 130 لاعب كانوا يشاركون بدوري لبنان المحلي ومن ابرز اللاعبين  احمد خضر – و هيسم خدوج
  •  نادي المحبة: لديه ايضا عشرين لاعب.
  •  نادي الكرامة.
  • نادي الحولة.

الافرقة الشعبية: ايضا  فريق الاستقلال  وفريق العودة – وفريق القدس – وفريق الاسدي – وشباب الاخاء – ونادي الصداقة.

 لا يوجد صالات الخاصة للنساء في المخيم فاغلب النساء التي تحب ان تمارس بعض الرياضات تذهب الى خارج المخيم في صالات صور.

شخصيات رياضية:

  •  يوسف زيد.
  •  حسن داوود.
  •  إبراهيم مهنا.
  •  إبراهيم الأحمد.
  •  أحمد شبلي.
  •  شادي أبو شهاب.
  •  محمود رشيد.
  •  موسى فريج

مشاكل الرياضة :

  •  الملاعب : لا يوجد في المخيم ملاعب كافية لكرة القدم ، إذ يقع الملعب الأساسي ويطلق عليه اسم ملعب الشهيد مرعي الحسن
  • الإمكانات المادية : تعتبر من أهم المشاكل التي تؤدي إلى تدني المستوى الرياضي في المخيم ، إذ أن الإمكانات المادية غير متوافرة لتشجيع الرياضة ، وتدريب اللاعبين المتميزين للوصول إلى الاحتراف
  •          هجرة اللاعبين : على سبيل المثال فقد نادي النهضة 16 عضواً على الأقل نتيجة سفرهم إلى لندن.(1)

 

 

   (1)كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت .

يوجد  للمخيم مدخل ومخرج واحد، ويضع الجيش اللبناني موقعاً عنده، يراقب حركة السيارات الداخلة والخارجة.

وقد قام الجيش اللبناني بإغلاق جميع المداخل الجانبية بالسواتر الترابية والكتل الإسمنتية مما سبب إرباكاً للطلبة الذين يلتحقون ببعض المدارس الخاصة المجاورة للمخيم، فضلاً عن التسبب بمضايقات للعمال الزراعيين وللسكان الذين يقومون بالتسوق سواء من المخيم أو المناطق المجاورة من الأحياء اللبنانية.[1]

 

[1] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/

تتواجد في المخيم المؤسسات الثقافية التالية:

 1- المكتبات العامة:

يوجد في المخيم عدد من المكتبات العامة، إلا أن الإقبال عليها يبقى ضعيفاً ومحدوداً، وتغيب عن المخيم معارض الكتاب كما ويوجد في المخيم العديد من مراكز الكمبيوتر والإنترنت المخصصة للبحث العلمي إلا أن الشائع هو استخدامها في الأمور الترفيهية.

2- مؤسسة بيت أطفال الصمود.

3- جمعية الحولة.

4-نادي الشرق.

5-مكتبة سهل صباغ.

6-مركز فلسطين.

7- نادي النهضة.(1)

 

(1) كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت 

 

الاجتياح الاسرائيلي عام 1982م (الاحد 6 حزيران 1982م )

فوجئت المواقع المتقدمة للدفاع عن المخيم بأرتال الدبابات (الصهيونية) على بعد 150 متر من مدخل المخيم متجهه شمالا بمحاذاة مشروع قناة مياه الليطاني،وتقدم منها رتل باتجاه المخيم وتصدت لهم وحدة الدفاع التابعة للشبيبة الديمقراطية،بأسلحتها الرشاشة وقذائف الاربي جي واستطاعت ان توقف التقدم بعد تدمير اربع 4 اليات،

في هذه الاثناء كان ابناء المخيم قد تنبؤا للهجوم الاسرائيلي فانتشر الشباب والمقاتلين خلف القوة(الصهيونية) التي اتجهت شمال اعلى طول قناة الليطاني،وتم تدمير واعطاب - حاملة جسور وقتل من فيها - تدمير 6 ناقلات جنود والصعود اليها،وهنالك تم اسر الجنديين (الصهيونيين) ونقلهم الى داخل المخيم .

الساعة 3 عصرا حاولت القوات (الصهيونية)التقدم الى المدخل الشرقي للمخيم من منطقة مدرسة فلسطين وتصدى المقاتلين للقوة وتم تدمير اليتين وجرافة للعدو.

ليلا حاولت قوات العدو التقدم من منطقة مدرسة جباليا الصرفند،وقد افشل الهجوم وتم تدمير عدد من الاليات واجبر العدو على التراجع باتجاه منطقة بساتين المعمورة.

مع بزوغ فجر يوم الاثنين 7 حزيران الساعة الثالثة صباحا حاولت قوات العدو التقدم من اكثر من محور ، محور الرمالي والمدخل الرئيسي للمخيم ومنطقة شارنية، فتم التصدي لها بالأسلحة الرشاشة وقذائف ب 7 من قبل القوات المشتركة وتم تدمير واحراق 4 ناقلات جند على جسر الرمال وتدمير 3 اليات على محور شرنية، وتراجع العدو عند مدخل المخيم بعد معركة تكبد بها خسائربين قواتة.

طوال 5 ساعات من 8 صباحا حتى الواحدة ظهرا ركزت قوات العدو قصفها البري والجوي والبحري لمحاور المخيم وتحت وابل القصف تقدمت قوات العدو والتي جوبهت بمقاومة اكثر شراسة من التقدم وتم تدمير عدد من الياتة بقيت في ارض المواجهة بعد تراجع العدو.

وفي حوالي الساعة الخامسة عصرا ولأكثر من 3 ساعات شنت الطائرات الحربية ومدافع الميدان والبحرية قصفها لعمق للمخيم وبشكل منسق مستخدم القنابل الفوسفورية الحارقة وصواريخ ارتجاجية ، بحيث شوهد المخيم كتلة نيران مشتعلة، وبعد احتراق مستودعات قوارير الغاز وخزنات الكاز والمازوت في ا لمحلات التجارية . دب الذعر والهلع بين الاهالي فخرجوا من الملاجئ والمغار متجهين الى مؤسسة جبل عامل المهنية الملاصقة للمخيم، تاركين خلفهم مئات الشهداء والجرحى.

قبل بزوغ فجر يوم الاثنين 7 حزيران 1982م تبين ان العدو ارتكب مجزرة مروعة في المخيم – لم يستطع الاعلام تصويرها ونقلها، ففي ملجأ نادي الحولة سقط 94 شهيدا من اطفال ونساء وشيوخ ولم يستطع المدافعين عن المخيم من انقاذ اي منهم بسبب احتراق الجثث من القنابل التي القيت، بينما تحول الملاجئ الى مقبرة جماعية بعد ان تم بناء مدخل الملاجئ بحائط من الاسمنت.

  • وفي العام 1985م أقيم نصب تذكاري تخليدا لذكرى الشهداء.
  •  غارة علي الرميض 21 شهيدا.
  •  ملجأ روضة النجدة الاجتماعية 7 شهداء.
  •  غارة حي المغاربة 3 شهداء.
  •  وعدد اخر اصيب في المنازل والازقة.

من عام 1969م إلى 1982م: 

دخول منظمة التحرير الفلسطينية إلى المخيّم في هذه المرحلة، دخلت منظّمة التحرير الفلسطينية إلى المخيّم بعد اتفاق القاهرة في فكانت فترة صعود العمل المسلّح الفلسطيني واكتسابه الرعاية العربيّة واللبنانيّة.

ومع دخول منظّمة التحرير،عاش أهالي المخيّم كغيرهم من المخيّمات نوعاً من البحبوحة الاقتصاديّة والحريّة التي حرموا منها طويلاً،فتحسَّنت الأوضاع المعيشيّة، وقامت المؤسّسات الاجتماعيّة.

وانخرط عدد كبير من الشباب في المنظّمات الفلسطينية المختلفة، مما وفَّر للأسر الفلسطينية مورد العيش المتوسط، حتى أن كثيراً من اللبنانيين الفقراء الذين كانوا يعيشون بالقرب من مخيّم البرج الشّمالي استفادوا من حال البحبوحة النسبية التي عاشها أهالي المخيّم آنذاك، فتراجعت نسبة البطالة بين الفلسطينيين اللبنانيين على حدٍّ سواء في صفوف أصحاب الكفاءات )أطباء،أساتذة،مهندسين…(وفي صفوف اليد العاملة غير المهنيّة، حيث وجد جميع هؤلاء فرص عمل في مؤسّسات.

منظّمة التحرير الفلسطينية ومؤسّسات الفصائل الفلسطينية

بدأ نمط جديد من الحياة اتسم بحريّة التعبير، إذ نشأت الأندية التي طالبت بحقوق اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيّم، مثل «نادي الشباب العربي الفلسطيني » ونادي «الحولة » اللذين قاما مع الأهالي بالاعتصام الشهير في تموز عام 1973م،وقد انعكست نتائجه على مختلف أوجه الحياة.

كما سمحت هذه المرحلة بإعادة ترميم وإعمار المنازل التي كانت محرومة من أية تعديلات على مدار سنوات عديدة رغم سوء وضع تلك المساكن، حتى أن بعضها لميكن صالحاً للسكن أو الإقامة فيها. كما بنيت الملاجئ داخل المخيّم، ومنها ملاجئ في مدرستي الصرفند وجباليا، فعند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً من يوم 20 حزيران 1974م ، أغارت اثنتان وعشرون طائرة إسرائيلية على منطقة صور، استهدف القصف مخيّم البرج الشّمالي ومخيّم الرشيدية. وأصيب مستشفى الجليل (التابع للهلال الأحمر الفلسطيني)، وتصدّع قسم كبير من مبناه.

كما استشهد من جراء القصف خمسة مدنيين )منهم طارق عمرزينة، أحمد نهار خدوج ( وأصيب حوالى أربعين آخرين في مخيّم البرج الشّمالي )منهم إبراهيم فؤاد جمال، حمده ذياب قاسم( 53.

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية أكثر من مرة مركز قيادة القطاع الأوسط في المخيّم في حزيران 541974 .ولم يدخل المخيّم نطاق الحرب الأهليّة التي اندلعت في 13 نيسان 1975م،لكنه قام باستقبال المهجرين الفلسطينيين من مخيّمي النبطية وتل الزعتر الذين أقاموا عند أقاربهم. إلا أنّه لم يكن بعيداً عن نتائجها، إذ خفت وتيرة استخدام عمّال فلسطينيين.

اجتياح عام 1978م:

وفي آذار 1978م تعرّض مخيّم البرج الشّمالي لقصف جوي ومدفعي عنيف ومتواصل من الطائرات الحربيّة (الصهيونية)، مما دفع الأهالي إلى النزوح عن المخيّم باتجاه مدينة صيدا والشريط الساحلي، حيث أقام البعض في مدارس عين الحلوة وصيدا وشحيم التابعة (للاونروا).

ومع بدء العام الدراسي، عاد أصحاب البيوت السليمة إلى المخيّم، بينما انتقل بعض أصحاب البيوت المدمرة إلى منازل الأقارب، والبعض الآخر أقام منازل من الصفيح في منطقة السكّة في عين الحلوة التي باتت تعرف بتجمع العودة للمهجرين حيث وصل عدد الفلسطينيين المهجرين حتى نهاية عام 2004م الى 1126 شخص 55 .

ومن العائلات الفلسطينية التي دمّر منزلها كليّاً مرتين، عائلة الحسين التي تسكن حيّ المغاربة المرّة الأولى عام 1978م ، والمرّة الثانية عام 1982م في أثناء الاجتياح (الصهيوني) للمخيّم.

معركة مخيّم البرج الشّمالي ومجازر 5/7/1982 :

الجمعة/ السبت، 4 و 5 حزيران 1982م تعرّضت مناطق الجنوب اللبناني،وخصوصاً منطقة صور ومخيّماتها، ومنها مخيّم البرج الشّمالي، لغارات الطيران الحربي الإسرائيلي وللقصف المدفعي،و الأحد 6 حزيران 1982م ظهر ذلك اليوم فوجئ الأهالي بوصول المجنزرات (الصهيونية)إلى مشارف المخيّم،وهي ترفع الأعلام اللبنانية، فاعتقد الأهالي في البداية أنها تابعة لجيش لبنان العربي بقيادة الرائد «أحمد الخطيب »لكن عندما تأكّد المقاومون في المخيّم من هويتها بدأوا بتنظيم صفوفهم، فشكّلوا مجموعات صغيرة من المقاتلين ( 2- 3 أفراد) مسلّحة بمدافع «آر بي جي » وأسلحة خفيفة، وتوزّعت المجموعات على مداخل المخيّم.

في ذلك اليوم، حاولت الدبّابات التقدم إلى المدخلين الجنوبي المدخل الرئيسي والشّمالي الشرقي للمخيّم (في اتجاه منطقة الرمالة) فتم تدمير أربع دبّابات عند المدخل الأوّل، وثلاث دبّابات عند المدخل الثّاني،وعند الثالثة عصراً، حاولت القوات (الصهيونية) التقدّم إلى المدخل الشرقي للمخيّم (في اتجاه مدرسة فلسطين)، وكان بين الدبّابات جرافة (بلدوزر)،

تم تدمير الجرّافة ودبّابة واحدة، الأمر الذي أجبر القوّة المتقدّمة على الانكفاء،وخلال نهار ذلك اليوم،تمكنت مجموعات المقاتلين الفلسطينيين في مخيّم البرج الشّمالي من أسر أربعة من أفراد الجيش(الصهيوني) عند المدخل الجنوبي: اثنان منهم كانا قد أصيبا بجروح، فيما استشهد أحد المقاتلين الفلسطينيين، وهو الشهيد «أبو خلدون».

عقد اجتماع نحو السادسة مساءً لقادة المجموعات المقاتلة بهدف إعادة توزيع المجموعات على محاور القتال، بعد أن تركّز ثقل القوّات (الصهيونية) عند المدخل الشرقي للمخيّم.

وعند مدخله الرئيسي من جهة الجنوب، سمع سكّان المخيّم نحو الساعة الثامنة ليلاً أصوات انفجارات وإطلاق نار داخل المخيّم في اتجاه مدرسة الصرفند،فتحرّكت بعض المجموعات في هذا الاتجاه،فوجدت دبّابات إسرائيلية داخل المدرسة،وفوق سطح الملجأ الذي يؤوي عدداً من الأهالي،وكان في محيط المدرسة مجموعة مقاتلة قررت عدم التصدي للدبّابات خوفاً على الأهالي داخل الملجأ.

إلا أن مجموعة أخرى كانت في محيط المدرسة بدأت مهاجمة الدبّابات (الصهيونية)فشاركتها المجموعات الأخرى في التصدي للدبّابات ،كانت المحصلة تدمير ثلاث دبّابات، بينما فرّ بعض الجنود من دبّاباتهم في اتجاه مؤسسة جبل عامل،وقامت المجموعات الفلسطينية المقاتلة بتفكيك الرشّاشات المنصوبة على الدبّابات التي خلّفوها وراءهم .

وفي الثالثة فجراً، شنّت القوات (الصهيونية) هجوماً آخر من ناحية الجنوب،فتصدّت لها المجموعات المقاتلة داخل المخيّم، ودمّرت دبّابة واحدة قرب بستان أبو خليل،وتحرّكت دبّابات (صهيونية)، نحو الرابعة فجراً،باتجاه المدخل الشّمالي الشّرقي للمخيّم (منطقة الرمالة) في محاولة لشنّ هجوم آخر،فتصدّت لها المجموعات الفلسطينية وأوقفت تقدّمها.

الاثنين 7 حزيران 1982م: 

كرّرت القوات (الصهيونية) صباح هذا اليوم نداءاتها بالاستسلام (سلّم تسلم. .وغيرها)،وبخروج المقاتلين من المخيّم  وقامت طوال خمس ساعات من الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً(بقصف جوي ومدفعي تدميري لمداخل المخيّم،ثمّ تقدّمت الدبّابات نحو المداخل،إلا أن المجموعات الفلسطينية المقاتلة تصدّت لها من جديد ومنعت اختراقها للمداخل،بعد ذلك توجّهت بعض المجموعات الفلسطينية داخل المخيّم لتفقّد الملاجئ بعد القصف المكثّف، وتأمين حاجات الأهالي من المواد التموينية.

ثم شنّ الطيران (الصهيوني) ما بين الخامسة عصراً والثامنة مساءً،غارات وحشيّة في عمق المخيّم وفي محيطه، طالت، بصورة خاصة، الملاجئ والمغاور التي لجأ إليها المدنيون.

تسبب القصف بتدمير الملاجئ والمغاور على من فيها، وبتدمير عدد كبير جداً من بيوت المخيّم. وقد استخدم الطيران الإسرائيلي القنابل الفوسفورية الحارقة في ضرب الملاجئ، وخصوصاً ملجأ نادي الحولة، الذي كان في داخله حوالى مئة من المدنيين، فكانت الحصيلة النهائية لهذا القصف 94 ضحيّة.

مواقف أهالي المخيم خلال الحروب على لبنان :

تضامن اللاجئون الفلسطينيون في مخيم البرج الشمالي مع الشعب اللبناني خلال حروب هذه المرحلة ومنها:

 العدوان الصهيوني في تموز عام 1993م :

استمر اسبوعاً كاملاً قدموا فيه المساعدات العينية لإخوانهم اللبنانيين، وقد تعرض مقر تنظيمي لحركة فتح قرب مركز الإعاشة للعدوان، إّذ قصفته الطائرات (الصهيونية) بصاروخين من طوافة عسكرية.

العدوان الصهيوني عناقيد الغضب عام 1996 م:

حيث ارتكبت مجزرة قانا، تضامن فيه اللاجئون من جديد مع الإخوة اللبنانيون فقاموا بحملات تبرع بالدم ، وبجمع مساعدات عينية.

العدوان الصهيوني في 12 تموز 2006 م:

الذي استمر حتى 14 آب 2006م،حيث استقبل الفلسطينيون في مخيم البرج الشمالي وغيره من المخيمات إخوانهم اللبنانيين وآووهم في منازلهم ومؤسساتهم،وقدموا لهم المساعدات اللوجستية،فمع اليوم الأول للعدوان (الصهيوني) نزحت عائلات لبنانية وفلسطينية تسكن خارج المخي وحوله،إلى داخله ظناً منها أن المخيمات آمنة، ومع اشتداد القصف على أطراف المخيم وعلى بلدة البرج الشمالي ومع استهداف مخيم الرشيدية بالقصف نزحت بعض العائلات من داخل المخيم إلى مدينة صيدا، خاصة بعد أن أدى القصف المتكرر لأطراف بلدة البرج الشمالي إلى تطاير شظايا القصف إلى المخيم الذي أصاب الأمر الذي أصاب السكان والنازحين بالذعر .

وفي 14 أب 2006م،استشهد أحد سكان المخيم، ويدعى هيثم محمد عدوان 34 عاماً من قرية لوبية ،أب لطفل لم يبلغ من العمر ستة أشهر بعد أن أصيب بشظية من صاروخ أطلقته الطائرات (الصهيونية) على بلدة البرج الشمالي ، في المستشفى نتيجة تمزق أغلب أعضائه.

قد بلغ عدد العائلات النازحة إلى مخيم البرج الشمالي والذين كانوا يلجؤون إلى مدارس (الاونروا) وبيوت الأهالي حوالي 106 لبنانين،213 فلسطينياً حسب احصائيات المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان " شاهد " حيث كان الوضع الصحي الاقتصادي صعباً في تلك الفترة داخل المخيم،إذ أن القصف الجوي لمدينة صور قد أدى إلى إغلاق المنطقة بأسرها وأصبح من الصعب التجول حتى على سيارات على الاسعاف،فالطائرات الاسرائيلية استهدفت الطرق والجسور وسيارات المدينين،وأصبح هناك تخوف لدى جمعيات الإغاثة لإلي تصبح هناك إمكانية لنقل المساعدات على قلتها وبذلك يتعرض سكان المخيمات والنازحون فيها والمخاطر جدية وقد انقطع التيار الكهربائي عن المخيم البرج الشمالي منذ بدء العدوان وبعد نفاذ مادة المازوت عن مولدات الكهرباء إذ أصبح يخشى عدم التمكن من إيصال ماء الشرب إلى الأهالي وفي نفس الوقت لا يوجد في المستوصفات العاملة الخاصة لدى الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيمات صور الأدوية والأدوات الطبية اللازمة.

كما عانى السكان في الفترة الأخيرة من العدوان من قلة المواد الغذائية وخاصة الخضار منها ،و كان الخبز يصل المخيم بكميات محدودة وتوزع ربطة خبز واحدة إلى العائلة كما كان يتم توزيع ربطات الخبز مجاناً للنازحين اللبنانيين داخل المخيم ، بالإضافة إلى بعض الحلويات لأطفالهم من قبل بعض المؤسسات.

لكن تعرض أهالي المخيم للخطر لم يتوقف بعد انتهاء الحرب، إذ أن الحرب الصامتة ما زالت مستمرة من خلال القنابل العنقودية المنتشرة على مساحات واسعة في جنوب لبنان ، في مصادر رزق أهالي المخيم،الذين يعتمدون بشكل كبير على العمل الزراعي في البساتين وأراضي اللبنانيين في القرى المجاورة وكان من نتائج وجود هذه الأجسام إصابة خمسة أشخاص من المخيم بانفجار قنبلة عنقودية أثناء عملهم في أحد الحقول في منطقة الحوش المجاورة.

المفقودون :

إن الحروب المتعددة التي شهدها المخيم والقصف المتكرر أديا إلى اختفاء عدد من الأشخاص المدنيين والمقاومين وعدم معرفة مصيرهم ، وهم من أطلق عليهم أهالي المخيم صفة المفقودين ومنهم من فقد

خلال القصف (الصهيوني) للمخيم خلال اجتياح عام 1982م، لم يتم العثور عليهم بعد انتهاء القصف، ومنهم من فقد داخل وخارج المخيم أيضاً خلال الحرب الأهلية عام 1975م وخاصة في عين طورة وصبرا وشاتيلا وصيدا.

وقد طالب أهالي المخيم واللجنة الشعبية " الصليب الأحمر " والمؤسسات الإنسانية بالعمل للكشف عن مصير المفقودين في المخيم ، إلا أنهم لم يعرف مصيرهم إلى الأن. (1)

 

(1) كتاب حيث يشيخ الألم، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله،النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت

أسماء شهداء مخيم البرج الشمالي :

  •  علي محمد ناصر شحرور.
  •  محمد عبد الله حسن عزام.
  •  مرعي علي أحمد رميض.
  •  يوسف قاسم خدوج.
  •  صادق محمود حسن العلي.
  •  محمد علي أحمد محمد.
  •  إبراهيم عطية سويد الحسن.
  •  بلال أحمد جمعة.
  •  عماد زعرورة.
  •  فواز سعيد محمود عوض.
  •  رفعت سعود أحمد أبو شهاب.
  •  يوسف محمد حسن خلف
  •  إسماعيل سرور محمد مرعي.
  •  معمر محمود سعيد رجا.
  •  عصام فوزي عقلة.
  •  محمد دروبي الحسين.
  •  روزة نهار خدوج.
  •  محمد الجمال.
  •  عثمان معلولي.
  •  محمد قاسم جمعة خليل.
  •  أحمد توفيق دياب.
  •  كامل حسين محمد خضر.
  •  عبد الرؤوف محمود الصالح.
  •  محمد الجمال.
  • - أحمد حمود جمعة.
  •  علي يوسف سعيد.
  •  كامل محمود مصطفى عبد الرازق.
  •  صابر علي حسين محمد.
  •  صبحي دياب عيسى إبراهيم.
  •  زينب مصطفى رحيل عبد الله.
  •  زبير عبد الرحمن مشيرفة.
  •  رجب نايف أبو خروب.
  •  موسى أحمد الكنى.
  •  محمد عبد المالك دحويش.
  •  رشيد يوسف أبو خروب.
  •  وائل بركات الصغير.
  •  إسماعيل إبراهيم المصري.
  •  كريمة علي محمد.
  •  حسنى سليمان.
  •  قاسم محمد سعيد.
  •  غازي عبدو منيف.
  •  شريف خالد محمود مرعى.
  •  نهار حسين أبو خروب.
  •  غسان حسن علي عبد الله.
  •  صبحي عطا أحمد رميض.
  •  صالح دياب مصطفى الصديق.
  •  شحادة حسين شحادة الأمين.
  •  محمد عيد الصالح.
  •  عماد مصطفى رميض.
  •  ليلى شهاب مصطفى.
  •  بندر حسن.
  •  نهلة حسين الحسني.
  •  سعدة موسى الصالح.
  •  عزيزة عبد الديب.
  •  إسماعيل كريم محمد.
  •  وردة رميض.
  •  راغب علي محمد حسن.
  •  رجب نايف أبو خروب.
  •  رشيد يوسف أبو خروب.
  •  فاطمة رميض.
  •  شريف خالد محمود مرعي.
  •  أمينة علي رميض.
  •  غازي عبدو منيف.
  •  نهار حسين أبو خروب.
  •  حسنى سليمان.
  •  صالح داب مصطفى الصديق.
  •  شحادة حسين شحادة الأمين.
  •  قاسم محمد سعيد.
  •  صابر علي حسين محمد.
  •  صبحي دياب عيسى ابراهيم.
  •  صبحي عطا أحمد رميض.
  •  كامل محمود مصطفى عبد الرازق.
  •  زبير عبد الرحمن مشرفة.
  • ينب مصطفى رحيل عبد الله  وغيرهم العديد من الشهداء[1]

أسماء الشهداء من مخيم البرج الشمالي

 

لرقم

الاسم

البلدة فلسطين

العمر

 

1

مريم احمد اليوسف

الناعمة

24    عام

 

2

رامي نعمة عبدالله

الناعمة

6      اعوام

 

3

رانية نعمة عبدالله

الناعمة

4     اعوام

 

4

عيدة احمد اليوسف

الناعمة

26   عام

 

5

يمنى محمد عبد الله

الناعمة

4     اعوام

 

6

نضال محمد عبد الله

الناعمة

6     اعوام

 

7

سوسن  محمد عبد الله

الناعمة

عامان

 

8

نسرين  محمد عبد الله

الناعمة

شهر واحد

 

9

فدوى كمال مشيرفة

الناعمة

8      اعوام

 

10

فادي  كمال مشيرفة

الناعمة

6     اعوام

 

11

فاتن  كمال مشيرفة

الناعمة

4     اعوام

 

12

فراس كمال مشيرفة

الناعمة

6 اشهور

 

13

ايهاب  كمال مشيرفة

الناعمة

6 شهور

 

14

احمد كمال مصطفى

السمرية

20 عام

 

15

شما  كمال مصطفى

السمرية

17   عام

 

16

محمود كمال مصطفى

السمرية

15   عام

 

17

سلوى  كمال مصطفى

السمرية

13   عام

 

18

دنيا  كمال مصطفى

السمرية

11   عام

 

19

ابراهيم  كمال مصطفى

السمرية

9      اعوام

 

20

زينب مصطفى عبدالله

الناعمة

18     عام   

 

21

اسامة حسن عبدالله

الناعمة

عام واحد

 

22

صفية احمد عبدالله

السمرية

40    عام

 

23

اسماعيل ابراهيم المصري

الناعمة

8     اعوام

 

24

نعيم  ابراهيم المصري

الناعمة

9      اعوام

 

25

ناديا ابراهيم المصري

الناعمة

10   اعوام

 

26

كوثر  ابراهيم المصري

الناعمة

9    اعوام

 

27

ذيبة الحاج ىذياب

السمرية

75   عام

 

28

مريم حسن الذيب

السمرية

25    عام

 

29

عليا حسن الذيب

السمرية

15   عام

 

30

رجاء حسن كمال الذيب

السمرية

3      اعوام

 

31

سناء حسن كمال الذيب

السمرية

عامان

 

32

محسن رياض ذيب

السمرية

11    عام

 

33

سبتة رياض ذيب

السمرية

4 / اعوام

 

34

حمدة محمد البابوري

الزوق

31    عام

 

35

وحيدة فلاح شحادة

الناعمة

25 عام

 

36

وردة رميض

الزوق

52    عام

 

37

سعدة موس صالح

المنصورة

40 عام

 

38

نهلة حسين الحسن

المنصورة

16 عام

 

39

عليا محمود صغير

الناعمة

 

 

40

وائل بركات صغير

الناعمة

 

 

41

لبنانية يوسف صغير

الناعمة

 

 

42

احمد الحاج ذياب

 السمرية

75    عام

 

43

فطوم ذياب

السمرية

65    عام

 

44

خضرة احمد ذياب

السمرية

20    عام

 

45

زهره  احمد ذياب

السمرية

16    عام

 

46

عبدة  احمد ذياب

السمرية

23    عام

 

47

سعدة  احمد ذياب

السمرية

22    عاما

 

48

عيشة   احمد ذياب

السمرية

28    عاما

 

49

اوصاف فايز يونس

الزوق

13    عاما

 

50

خالد  فايز يونس

الزوق

12    عاما

 

51

وليد  فايز يونس

الزوق

8     اعوام  

 

52

منى  فايز يونس

الزوق

6    اعوام    

 

53

دلال  فايز يونس

الزوق

5   اعوام     

 

54

طارق  فايز يونس

الزوق

عامان

 

55

سهيل  فايز يونس

الزوق

4     اعوام

 

56

مازن  فايز يونس

الزوق

3 / اعوام

 

57

حسن الذيب

السمرية

75    عاما

 

58

محسن حسن الذيب

السمرية

16  عاما

 

59

كريم عيسى محمد

الناعمة

45  عاما

 

60

عزيزة عبد الذيب

الناعمة

40   عاما

 

61

اسماعيل كريم محمد

الناعمة

13   عاما

 

62

علي كريم محمد

الناعمة

11   عاما

 

63

عيسى كريم محمد

الناعمة

10     اعوام  

 

64

رحمة كريم محمد

الناعمة

9      اعوام

 

65

عذبة عطية اليوسف

الزوق

35   عاما

 

66

عزيزة علي الصالح

الزوق

27   عاما

 

67

بندر حسن

الناعمة

45  عاما

 

68

زعيلة عطية خليل

الزوق

28   عاما

 

69

كاملة حسن الذيب

السمرية

40   عاما

 

70

اسامة حسن عبد الله

السمرية

عام ونصف

 

71

امنة حسن الذيب

السمرية

38   عاما

 

72

هيثم احمد الحسين

السمرية

15   عاما

 

73

عز الدين احمد الحسين

السمرية

13    عاما 

 

74

اسامة احمد الحسين

السمرية

11    عاما

 

75

مريم احمد الحسين

السمرية

9     اعوام

 

76

وسام احمد الحسين

السمرية

7     اعوام

 

77

سعيد احمد الحسين

السمرية

5      اعوام     

 

78

محمود العراقي

الزوق

75    عاما

 

79

طالب رميض

الزوق

17   عاما 

 

80

كمال مصطفى رميض

الزوق

17   عاما

 

81

محمد عبد الله الصالح

الزوق

23    عاما

 

82

ليلى شهاب مصطفى

الزوق

18    عاما

 

83

غابي حسين محي الدين

الزوق

3     اعوام

 

84

صلاح  حسين محي الدين

الزوق

عامان

 

85

محمد حسن الذيب

السمرية

37    عاما

 

86

صبحة حمد احمد

السمرية

32    عاما

 

87

ماهر محمد ذيب

السمرية

9    اعواما 

 

88

احمد محمد ذيب

السمرية

8     اعوام

 

89

مها محمد ذيب

السمرية

7     اعوام

 

90

سهى محمد ذيب

السمرية

6    اعوام

 

91

حسن محمد ذيب

السمرية

5    اعوام

 

92

جمالة عبد الله الصالح

السمرية

18    عاما

 

93

حنان مصطفى كمال

السمرية

6     اعوام

 

94

اميرة مصطفى كمال

السمرية

4     اعوام

 

95

حمدة عثمان

لوبية

60 عاما  

 

شهداء مغارة علي الرميض / أبو خنجر

 

96

سالم علي الرميض

الناعمة

22    عاما

 

97

عيدة الحسين

الناعمة

22   عاما

 

98

بثينة سالم الرميض

الناعمة

عامان

 

99

هيثم سالم الرميض

الناعمة

عام واحد

 

100

امينة علي الرميض

الناعمة

12 عاما

 

101

صالح علي الرميض

الناعمة

8  اعوام

 

102

لمياء غلي الرميض

الناعمة

14  عاما

 

103

فاطمة الرميض

الناعمة

12  عاما

 

104

محمد مرعي زيد الكيلاني

لوبية

54 عاما

 

105

منيفة سلامة زيد الكيلاني

لوبية

52   عاما

 

106

حنان محمد مرعي زيد الكيلاني

لوبية

10  /اعوام

 

107

وفاء محمد مرعي زيد الكيلاني

لوبية

12 عاما

 

108

عبد الله محمد مرعي زيد الكبلاني

لوبية

8  / اعوام

 

109

احمد ابو شهاب

الناعمة

61 عاما

 

110

عسيلية العيسى

الناعمة

59  عاما

 

111

هالة احمد صغير

الناعمة

55  عاما

 

112

فضة المحمد

الناعمة

77 عاما

 

113

احمد شوفاني

الناعمة

65  عاما

 

114

جمعة خليل نهبلي

الناعمة

43   عاما

 

115

منى جمعة النهيلي

الناعمة

22  عاما

 

116

حليمة جمعة النهيلة

الناعمة

25  عاما

 

  

شهداء ملجأ روضة النجدة الاجتماعية

 

117

أحمد عبد الرحمن دلاشة

لوبية

15  عاما

 

118

مروان محمود فرح

لوبية

14  عاما

 

119

عامر متعب قفطان

لوبية

15 عاما

 

120

خالد محمود سليم نزال

لوبية

17 عاما

 

121

جمال فؤاد جمال

شفا عمرو

22 عاما

 

122

رشيد حسن موسى

الناعمة

20 عاما

 

123

محمود حسين عثمان

لوبية

20 عاما

 

 

شهداء  مغارة حي المغاربة

 

124

محمد وناس

ديشوم

65    عام

 

125

زينب ادريس

ديشوم

20    عام

 

126

حليمة البشتاوي ( أم عادل)

طيرة حيفا

60    عام

 

 

 

[1] موقع فلسطيننا http://www.falestinona.com

المؤسسات :

  •  مركز الشباب الفلسطيني.
  • مؤسسة جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية

    هي مؤسسة للإغاثة والتنمية الشبابية تعمل على تخفيف المعاناة الانسانية في حالات الطوارئ والكوارث وتساهم في رفع مستوى المعيشة في مخيمات اللجوء الفلسطينية في سوريا وتفعيل شرائح المجتمع المختلفة من خلال مشاريع وأنشطة هادفة .
    وتهدف بشكل خاص إلى :
    1- التخفيف من وطأة المعاناة في حالات الأزمات والكوارث وتقديم خدماتها إلى الفلسطينيين والسوريين المقيمين في المخيمات الفلسطينية في سوريا من خلال توفير الاحتياجات العينية والخدمية الضرورية .
    2- تمكين مجتمعات اللاجئين من خلال مشاريع تنموية لتنهض بالإمكانات الاجتماعية والإنسانية والمادية بشكل فردي وجماعي وتمكين المنظمات المجتمعية لتحمل مسؤولياتها وأخذ دورها في المجتمع .
    3- تفعيل دور الشباب ليس كفئة مستهدفة فقط بل كشريحة فاعلة وتضمين احتياجات الشباب وتطلعاتهم وحاجاتهم في كل مراحل العملية التنموية ونواحيها وبمشاركة الشباب أنفسهم حيث أن المنظور الشبابي لا يتعاطى مع الشباب بوصفهم مشكلة ، أو بوصفهم ضحايا وإنما كذوات فاعلة وكثروة يجب الاستثمار في بناء قدراتها والاعتماد عليها كشرط ضروري لإحداث أي تغيير اجتماعي منشود.
    4- تخطيط وتنفيذ برامج ومشاريع قائمة على فكر التنمية المستدامة .

    القيم:

    الصمود – الإبتكار – التمايز – المساءلة والمسؤولية – الأصالة.

    رؤية المؤسسة:

    العمل على بناء مجتمعات منظمة وممكنة ومتمايزة وفعالة.

    مهمة المؤسسة:

    تعزيز مقومات صمود مجتمعاتنا وآليات مشاركتها وبناء قدرات الشباب.


  •  مركز البرامج النسائية  ، نادر سعيد
  •  مركز الغد ، علي حبوس  
  •  مركز فلسطين.
  •  روضة الكرامة.
  •  روضة الطفل السعيد.
  •  روضة النجدة الاجتماعية.
  •  نادي الكرامة.
  •  كشافة الاقصى.
  •  نادي المحبة.
  •  نادي الاخاء.
  •  نادي النهضة.
  •  نادي السلام.
  • منظمة الشبيبة التقدمية الفلسطينية
  • منظمة الشبيبة.
  •  الاتحاد العام للمرأة.
  •  الاتحاد النسائي العربي  الفلسطيني
  •  نادي بيت المقدس
  •  نادي الجليل الفلسطيني

تقدم هذه الجمعيات خدمات مجانية او شبه مجانية ويعتمد بعضها في تمويله على الاكتفاء الذاتي،اما البعض الاخر فيعتمد على التمويل من مؤسسات دولية او محلية تدعم نشاطات وبرامج محددة ومشروطة تنمويا.

وتجدر الاشارة الى ان الدعم الذي كان يتوفر لهذه المؤسسات قد تراجع بفعل التحولات السياسية الدولية  وتسعى هذه الجمعات لتقديم خدماتها في مجالات شتى وهي تشمل رياض الاطفال ومراكز التدريب المهني وندوات وورشات عمل حول التوعية الصحية والحقوق الاسرية اضافة الى رعاية المعوقين جسديا والاهتمام بحماية التراث الفلسطيني.

وكذلك تقدم قروض انتاجية لمشاريع صغيرة وتكفل اطفال دون 16 سنة والعديد من النشاطات الصيفية ومخيمات كشفية تقع تحت تأثير الفصائل الفلسطينية الموجودة في المخيم.(1)

الجمعيات :

1- اللجنة الأهلية:

تأسّست اللجنة الأهليّة عام 2002م،وتقع في ساحة المخيّم الرئيسية،تتولّى اللجنة مساعدة الأهالي على الصُّعد التعليمية، الصحية، والاجتماعية. كما تعمل على التدخل لحل بعض المشاكل التي قد تنشب بين الأهالي أو تواجههم.

2- مركز الشباب الفلسطيني: 

تأسّس المركز في أيلول عام 2007م، ويقع مقابل نادي الكرامة، يقدم المركز دورات مختلفة تستهدف فئة الشّباب من عمر 14 إلى 18 عاماًً، منها: دورات في اللغات،دورات في الكمبيوتر والإنترنت، دورات تدعيم دراسي

3- مركز فلسطين:

تأسّس مركز فلسطين في أيار عام 2007م ، ويقع مقابل نادي الكرامة،يقوم المركز بنشاطات ودورات تستهدف الطلاّب بشكل خاص، أهمها:

  •  دورات تدعيم دراسي  بريفيه
  • أول وثاني ثانوي دورات كمبيوتر
  • محاضرات تثقيفية تتناول القضيّة الفلسطينية
  • محاضرات دعويّة وإداريّة.

4- جمعيّة الغد الثقافية:

تأسّست جمعيّة الغد الثقافية بترخيص من الدولة اللبنانية أيار 2006م،بعد انتهاء عدوان تموز على لبنان،بناءً على رؤية مجموعة من الشباب لحاجة المخيّم إلى مؤسّسات للاهتمام بالشباب وتنمية قدراتهم،وتتوجه الجمعيّة للشباب بين سن 18 – 25 عاماً ،تقع الجمعيّة في الطابق الأرضي من المبنى المقابل لمكتب مدير خدمات المخيّم

5- الأونروا :

  • وتضمّ الأقسام التالية:
  • اللجنة الاجتماعية
  • القسم الثقافي
  • القسم الكشفي
  • مكتبة عامة
  •  هيئة تأسيسية وهيئة إدارية.

6- المركز الثقافي الفلسطيني:

تأسّس المركز في مخيّم البرج الشّمالي عام 1990م، ويقع مقابل مكتب مدير المخيّم، تبلغ مساحته 340 م 2. ويتألّف المركز من طابقين مكوّنين من: غرفة لكرة الطاولة، غرفة للمكتبة والمطالعة، غرفة للإدارة، قاعة ومسرح، بالإضافة إلى غرفة كافتيريا ، ويعمل المركز على المحاور التالية: ثقافياً، من خلال: الندوات على أنواعها  الفرق الفنية دبكة، مسرح، كشاف المعارض والأمسيات إصدار نشرة ثقافية شهرية )نشرة الغد( 10 صفحات. تربوياً، من خلال: دروس تقوية للطلاب

7- نادي السلام:

تأسّس نادي السلام في شهر شباط عام 1997م من قبل جمعيّة النجدة الاجتماعية والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالتعاون مع جمعيّة أطفال لاجئي العالم. وهو مركز ترفيهي تربوي،يستقبل الأطفال من عمر 6 سنوات وحتى عمر 12 سنة،يقع المركز مقابل مقبرة المخيّم،ويهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الذات يرتكز نشاط المركز على محورين أساسيين: النشاط الترفيهي، والمساندة المدرسية.

8- بيت أطفال الصمود: 

تأسّس المركز في مخيّم البرج الشّمالي عام 1986م، ويقع في حيّ السّاحة. ويقوم بمشروع إسعاد الأسرة، إذ يتابع المركز إدارياً الأسر الفاقدة للمعيل والحالات الاجتماعية في المخيّم،ويشمل البرنامج تقديم المساعدات المالية والرعاية الاجتماعية للأسرة من خلال البرامج والأنشطة التي تقدّم للأمهات والأطفال نشاطات تأهيلية، ثقافية، كشفية، موسيقية، مسرح، رياضة، مخيّمات صيفية، عملاً تطوعياً ، ويقيم المركز لقاءات شهرية يتم فيها التركيز على الأمور التربوية، الصحية والاجتماعية والثقافية. أما أقسام المركز فهي: روضة أطفال ،مركز كمبيوتر ،حاسب آلي، وإنترنت ، عيادة أسنان تأسّست في آذار 1997م ، فرقة كشاف شؤون اجتماعية/كفالة أيتام ، دورات تأهيل مهني.(2) 

 

الهيئات المجتمعية

  • اللجنة الشعبية: يوجد في مخيم البرج الشمالي لجنة شعبية تمثل فصائل م.ت.ف، تفتقر هذه اللجنة الى وجود أصحاب الخبرة والإختصاص في الإدارة والإشراف باستثناء وجود واحد أو أكثر ممن لديهم الخبرة والتجربة في مجال العمل الإجتماعي والإداري. بين الحين والآخر يتم العمل على إعادة تشكيلها وإعادة عملها بما يتلائم ومصالح الفصائل القيمة عليها وذلك من خلال لجان تربوية/ صحية/ لجان أهل… الخ
  • اللجنة الأهلية: هي لجنة رديفة وإطار أهلي مجتمعي تمثل شريحة واسعة من أفراد المجتمع. تضم هذه اللجنة مجموعة من المستقلين فضلاً عن تمثيل فصائل التحالف الفلسطيني. تهدف هذه اللجنة الى خدمة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، ومن مهامها:

 

  • متابعة الأمور الحياتية اليومية.
  • التدخل لتخفيف وتخطي المعاناة والمشاكل التي تحصل.
  • متابعة أنشطة وخدمات الأونروا بشكل أساسي.
  • بناء العلاقات العامة بين المخيم والمحيط.
  • إقامة الإعتصامات والإحتجاجات المطلبية.(3)

الروابط الطلابية:

  • المكتب الطلابي الحركي
  • مكتب المعلمين الحركي
  • رابطة المعلمين الفلسطينيين
  • الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين

 المكتب الطلابي الحركي:

         هو إطار يضم في صفوفه مجموعة من الطلاّب، يختلف عددهم من عام إلى آخر. أعيد تنشيط المكتب في العام 1995م تحت إشراف المعلم "موسى الأحمد". يستقطب الطلاّب بشكل عام،وخصوصاً الطلاب المتفوقين منهم بناءً على إيمانهم بفكر وأهداف حركة فتح يضم المكتب الطلابي حاليّاً مجموعة كبيرة من الطلاب تزيد عن 200 طالب، بالإضافة إلى حوالى 50 طالباً من الأنصار.

النشاطات:

نشاطات نقابية: وتشمل المدارس والمعاهد والجامعات التي يقصدها طلاّب المخيّم. يقوم الطلاب بهذه النشاطات فيما يتعلق بالمنهج، المشاكل التي تعترض طريق الطلاّب عموماً، الدروس، الأقساط والامتحانات، وكل ما يتعلق بالنشاط التعليمي الطلابي.

العمل الوطني: ويشمل إحياء المناسبات الوطنيّة من خلال الاحتفالات، معارض يقوم بها الطلاب، التواصل مع الأحزاب الأخرى اللبنانية والفلسطينية لنقل صورة الشعب الفلسطيني إلى اللبنانيين، والتأكيد على حق العودة والمطالبة به.

نشاطات على صعيد المخيّم (محليّة):

  • دورات ودروس تقوية للطلاب في المرحلة المتوسطة خاصة طلاّب صفوف "البريفيه".
  • محاضرات تثقيفية منوّعة، صحية وتربوية وغيرها.
  • لقاءات توعية للأهالي حول الوضع التربوي والصحيّ في المخيّم.
  • تكريم الطلاب المتفوقين والمعلمين وطلاّب الجامعات سنوياً.
  • تقديم المساعدات للمتفوقين وبعض المنح للطلاّب عموماً، حسب المنح التي يحصل عليها المكتب الطلاّبي.

 مكتب المعلمين الحركي:

 هو إطار مشابه للمكتب الطلاّبي الحركي ولكن على مستوى المعلّمين، ويتألف من مسؤول المكتب في المخيّم ومجموعة من المعلّمين يختلف عددهم من عام إلى آخر، بالإضافة إلى عدد من الأنصار.  تأسّس عام 1971م، ويمارس نشاطاته في المخيّم من أجل حماية حقوق المعلّم الفلسطيني ومساعدته وتوثيق العلاقات الإجتماعية بين المعلّمين داخل المخيّم.

 نشاطاته:

نشاطات نقابيّة: وتشمل المدارس على صعيد المعلمين، إذ يتم العمل على حماية مصالح المعلّمين والموظفين لدى الأنروا. بالإضافة إلى المطالبة بحقوقهم وتقديم المساعدة إلى أي معلّم سواء على الصعيد المادي أو المعنوي. كما يتم تقديم بعض التجهيزات غير المتوفرة في المدارس مثل ميكروفونات، أو بعض المساعدات المالية للمدارس.(1)

العمل الوطني والإجتماعي: ويتم من خلال إحياء المناسبات الوطنية داخل المدارس. أما العمل الإجتماعي فيتم من خلال التواصل الدائم مع المعلّمين داخل المدارس، وزيارتهم في المناسبات الإجتماعية.ويفرز مكتب المعلّمين أعضاء للترشّح في "اتحاد الموظفين في م.ت.ف. في (الاونروا) وهيئاته، بالإضافة إلى اتحاد العاملين في (الاونروا)في لبنان.

 رابطة المعلّمين الفلسطينيين:

  أنشئت في لبنان في 19/1/2006، وهي إطار يضم مجموعة من المعلّمين الفلسطينيين، يعمل من أجل حماية حقوق المعلّم الفلسطيني والدفاع عنها وتوثيق العلاقة بين المعلمين.

مهمات وأهداف الرابطة الرئيسية:

  • العمل على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحيّة للمعلّم.
  • تطوير كفاءة المعلّم الفلسطيني من خلال إكسابه معارف ومهارات مختلفة.
  • تعزيز العلاقات بين المعلّمين من خلال الأنشطة المختلفة.
  • بناء علاقات مع أطر المعلمين النقابيّة.
  • العمل على حل النزاعات والإشكاليات في وسط المعلّمين وفي الإطار الاجتماعي.
  • العمل على تطوير وتفعيل اتحاد المعلّمين والموظّفين في الأنروا.
  • المساهمة في تطوير مدارس الأنروا وتفعيل دور الأهل في العملية التعليمية.
  • ينضم إلى الرابطة أي فلسطيني مقيم في لبنان ويحمل شهادة جامعية أو مارس مهنة التعليم، على أن يُزكّى من عضوين في الرابطة ويلتزم بدفع الاشتراك المالي السنوي. 

  الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين:

تأسّست الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين عام 1م،لتكون إطاراً للدعوة الإسلامية والقضية الفلسطينية، ووسيلة لمساعدة الطلبة في تحصيلهم العلمي.

أهدافها:

  • نشر الرسالة الإسلامية عقيدة وسلوكاً ومنهج حياة بين صفوف الطلبة.
  • رفع المستوى التربوي والكفاءة التعليمية للطلبة.
  • طرح القضية الفلسطينية من منظور إسلامي.
  • الاهتمام بشؤون الطلبة ومساندتهم والتعاون على حلّ مشاكلهم.
  • نشاطاتها تتوزع ما بين التعليمي، الثقافي، السياسي والاجتماعي
  • دورات تقوية لطلاّب الشهادات الرسمية (خاصّة البريفيه).
  • محاضرات تربوية، ثقافية، دعوية وإدارية للطلاب والطالبات.
  • تنظيم معرض قرطاسيّة مع بداية كل عام دراسي.
  • تكريم الطلاب الناجحين.
  • القيام برحلات ترفيهية هادفة للطلاّب.
  • إقامة المسابقات الرمضانية والإفطارات الجماعيّة في شهر رمضان.
  • التواصل مع المعلّمين من خلال زيارتهم وزيارة المدارس.
  • المشاركة في المناسبات الإسلامية والوطنية.

 

(1) المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/ 

(2) كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت 

(3)نور الأدب  http://nooreladab.com

 

من الفصائل الموجودة:

  • حركة الجهاد الإسلامي
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
  • حركة المقاومة الاسلامية حماس
  • الجبهة الشعبية القيادة العامة
  • منظمة التحرير الفلسطينية (حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح )..... وغيرها من الفصائل

نمط السكان في مخيم البرج الشمالي : 

يعتبر نمط السكن في مخيم البرج الشمالي من النمط العشوائي الذي يقوم الأهالي أنفسهم بتخطيطه وتشييده، ويقع في أدنى مراتب الإسكان،ويقوم على أساس اجتهادات شخصية في التخطيط والتصميم والبناء.

أثناء التجوال في أحياء المخيم تعترضك المباني المتراصة والمتراكمة على بعضها والتي تشبه “علب الكبريت” حيث تفتقد الى أسس ومقومات العيش، فمعظم هذه البيوت تفتقر الى التهوية الصحيحة نظراً لأن المبنى الواحد يحيط به المباني من ثلاث جهات مما يجعل مسألة دخول الشمس والتهوية الطبيعية أمراً في غاية الصعوبة.

إن التزاحم الشديد للمباني وعدم ترك فراغات أدى إلى فقدان الخصوصية وزيادة درجة التلوث السمعي والبصري.

أضف الى ذلك أن معظم هذه البيوت أصبحت تشبه الكهوف والملاجئ من الداخل نظراً لعدم دخول الشمس وضوء النهار لها، كذلك الرطوبة العالية التي تعاني منها هذه البيوت.

مخيم البرج الشمالي يعاني معاناة صعبة ومأساة حقيقية للغاية، فمن خلال المعايير الهندسية للبناء،يحتاج كل منزل للإشعاع الشمسي، وهو الحصول على أعلى شعاع شمسي شتاءً وأقله صيفاً، وهذا له نتائج صحية وبيئية، فما بالك بمنازل لا ترى أشعة الشمس، هناك ما يسمى بالمحور الطولي للمبنى الذي يجب أن يكون موجهاً للشمال والجنوب، وهذا يوفر ما يقارب 30% من الطاقة الحرارية للمنزل صيفاً و 15% من الطاقة الحرارية للمنزل شتاءً، لذلك من الضرورة دخول أشعة الشمس بشكل مباشر لمدة لا تقل عن ساعة واحدة يومياً لفترة لا تقل عن 10 أشهر سنوياً،

وهذا ينعدم في 70% من المنازل في المخيم، كذلك فإن الاكتظاظ السكاني وانعدام التراجع بين المنازل الذي يجب أن لا يقل عن مترين بين المنزل والآخر، يسهم في عدم وصول الاشعاع الشمسي الى المنازل هناك معيار آخر هو “التهوية”، فعند البناء يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أن مساحة النوافذ القابلة للفتح يجب أن لا تقل عن 5% من كل حائط ، فكيف بحيطان متراصة متقاربة جداً.

أضف الى ذلك، معيار حجب الضوضاء والعزل الصوتي، وذلك من خلال بناء عوازل بين الجدران،وهذا المعيار غير مأخوذ بالحسبان أثناء بناء البيوت نظراً لضعف القدرة الاقتصادية، مما يجعلك تشعر بأن الجيران يسكنون معك في نفس المنزل، وبالتالي غياب الخصوصية التي ينبغي أن تتمتع بها كل عائلة.

وفيما خصّ معيار “الحماية من الحريق” التي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند الشروع في بناء المنازل، فبعض المنازل قد تكون ملاصقة للبساتين، ما يعرض بعضها الى حرائق نتيجة اشتعال النيران في الأشجار اليابسة وامتدادها الى المنازل الملاصقة، وهذا قد يحدث للمنازل على أطراف المخيم التي هي غير مجهزة أساساً بنظام حرائق. فكيف إذا كانت بعض الأبنية تمر من خلال شُرفاتها كابلات الكهرباء الأساسية،التي تربط أعمدة الكهرباء ببعضها.

أما بالنسبة لإطلالة البناء،فالمباني بحاجة أن تُطل على منظر طبيعي ما يساعد على الراحة النفسية،وهذا ما ينعدم تماماً في المخيم،فكل مبنى في المخيم يُطل على مبنى آخر ملاصق له،فلا مناظر طبيعية سوى كتل إسمنتية متراصة تحجب الرؤيا وتسبب الضيق والتوتر.

كذلك هناك معايير لتصميم المنزل من الداخل، فلو أردنا تصميم منزل ل6 أشخاص، كان حصة كل من:غرفة الجلوس 24 متر، مدخل 9 متر، مطبخ 20 متر، حمام 10 متر، غرفتي نوم 40 متر،أي أن مساحة المنزل يجب أن تكون ما يقارب ال 100 متر،وهذا ما لا يتوفر غالباً في معظم مساكن المخيم التي هي أشبه بـ “علبة الكبريت،  إن معظم الأبنية في المخيم تفتقر إلى مقومات السكن اللائق التي نصت عليها كل العهود والمواثيق الدولية، من ضرورة تمتع الإنسان بسكن لائق يضمن له حياة لائقة.

 الحق في السكن:

يتجاوز مفهوم الحق في السكن الملائم الغرفة ذات الجدران الأربعة والسقف الذي يغطيها لحماية قاطنيها، إلى مضمون أوسع وأشمل وهو مرتبط أساساً بالكائن البشري باعتباره أحد العناصر الأساسية لكرامة الإنسان.

لا يمكن بالتالي أن نفهم هذا الحق باقتصاره على توفر الجدران الأربعة للغرفة والسقف لتحل مشكلة السكن ، ورغم الأهمية الحيوية لهذه الجوانب غير أن الحق في السكن الملائم يأخذ أبعاداً أخرى مختلفة، ويتجاوز كثيراً هذه النظرة التقليدية. فالمسكن هو المكان الذي يقضي فيه الإنسان معظم وقته ومنه ينطلق للعالم وللبيئة المحيطة ، والحق في السكن هو حق عالمي وجزء من القانون الدولي لحقوق الانسان، وقد تم تفسيره وتحديد أبعاده كونه حق كل إنسان في مكان يضمن له العيش بكرامة وأمان، وبما يضمن له خصوصية وبناء علاقات عائلية واجتماعية ، فالمادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان نصّت على “أن لكل شخص الحق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته وخاصة على صعيد المأكل والملبس والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية”.

والمادة 17 من الإعلان نفسه نصت بأن “لكل شخص حق التملك بمفرده أو الاشتراك مع غيره، كذلك لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً”.

وللطفل الحق في قدر كاف من الغذاء والمأوى واللهو والخدمات الطبية، ويُعرف السكن الملائم بأنه ذلك السكن الذي يتضمن قدراً مناسباً من الخصوصية والمساحة الكافية والأمان والإضاءة والتهوية والبنية التحتية الأساسية والحماية الكافية من كل ما يُمكن أن يهدد سلامة السكان مثل البرد والمطر والصواعق والحرارة والرياح والرطوبة والحرائق وما الى ذلك. وهذا ما لا يتوفر في معظم منازل المخيم. 

واقع التعدي على الطرقات العامة والبناء العشوائي: 

نظراً لضيق المساحة الجغرافية التي يقع عليها مخيم البرج الشمالي، والاكتظاظ السكاني الهائل داخل المخيم، والحاجة الى مزيد من المساحات لتوسعة المنازل التي ضاقت بأهلها، أصبح التعدي أمراً واقعاً ومفروضاً في المخيم، فخلال جولة ميدانية في أحياء المخيم، يصادفك درج ممتد في الأزقة خارج حدود المنزل الأصلية نزولاً الى مساحة مقتطعة من الطريق، وقد يفاجئك أنّ الزقاق الذي كان يمتد بعرض 2 متر أصبح لا يتعدى عرضه في أوسع نقطة له 80 سم مع إضافة درج صغير هنا أو عامود هناك لتقوية ودعم أساسات المبنى.

كما أن بعض الأزقة التي كانت منذ سنوات متسعة، أصبحت ضيقة وكأنها أنفاق لا يُرى من خلالها ضوء الشمس،  بسبب أصحاب البيوت الذين اعتدوا عليها بإقامة أسقف تمتد خارج حدود منازلهم قد تصل أكثر من متر. في حين أن الساحة التي كان يلعب بها الأطفال منذ زمن بعيد، أصبحت ذكرى أو بقايا ساحة، فقد امتدت اليها يد الإنسان وحولتها الى جزء من غرفة نوم هنا، أو جزء من مطبخ هناك .

أما بالنسبة للشوارع والطرقات العامة في المخيم فحدّث ولا حرج، فبعد أن كانت شوارع المخيم متسعة، “ضاقت بها السبل”، وأصبحت معظمها أملاكاً خاصة للقاطنين بجوارها من منازل ومحلات، حيث يفاجئك درج ممتد في أجزاء من شارع المخيم الرئيسي، بجانبه درج لمنزل آخر انتهز فرصة عدم مساءلة جاره فامتد بدرجه هو أيضاً، وعلى بعد خطوات تلحظ دكاناً، وضع صاحبها براداً للمشروبات خارج حدود دكانه مستأصلاً مساحة من الشارع لبرّاده، وبجواره صاحب دكاناً آخر لم يكفه وضع البضاعة أمام دكانه بل تعدى ذلك الى الجهة الأخرى من الشارع واضعاً الجزء الأكبر من البضاعة فيها.

يفاجئك أحد اللاجئين بوضع برميلٍ أو دولابٍ بجانب منزله أو دكانه، باعتبار أن هذا الجزء من الشارع هو ملك شخصي له، وآخر بزرع عوائق حديدية أمام منزله لضمان موقف لسيارته متيقناً أن هذا المكان حق مكتسب له، وآخر ترك سيارته المهترئة مكانها لأشهر أو لسنوات في الشارع العام للحفاظ على الموقف الذي اعتبره ملكه الخاص ريثما يستملك سيارة أخرى ويضعها مكان القديمة.

كل هذه الأشكال من الاعتداءات أدّت الى بروز مشكلة حقيقية أثناء تنقل الأفراد والسيارات داخل المخيم، وخلق أجواء متوترة ومشحونة لا سيما عندما يكتظ الشارع بالسيارات،فتستهلك عملية تسيير السير أوقاتاً كثيرة مع ما يرافقه من توترات.

 أهم المشاكل الموجودة في المنازل :

أهم المشاكل التي وجدت في المنازل كانت الرطوبة، النش، الدلف تشقق الجدران، سقوط قطع اسمنتية من السقف أو الجدران عدم وجود حمام داخلي،عدم وجود مغسلة مجلى،وعدم صول إضاءة طبيعية كافية للمنزل، التهوية الضعيفة.

المشاكل في البناء يترتب عليها بالتأكيد آثار خطيرة على صحة الأفراد المقيمين في هذه المنازل،من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن مساحات المساكن تبقى صغيرة بالنظر إلى معدل عدد افراد الأسر (5) افراد،فالمساكن التي تتراوح مساحتها بين 40 و 70 متر مربع تمثل 30% ونفس النسبة تمثلها المساكن ذات المساحة المتراوحة بين 70 و 100 متر مربع.

وهناك المساكن التي تقل مساحتها عن 40 متر مربع،فتصبح ثلاثة أرباع الأسر المخيم تقريبا تسكن في مساكن مساحتها أقل من 60 متر مربع

عدد السكان:

 عدد الأسر في المخيم انتقل في 15 سنة الاخيرة من 2400منزل إلى3800 منزل سنة 2009، أي بإضافة تتجاوز 1300 أسرة جديدة في حاجة إلى مسكن.

وذلك نتيجة حالة الاستقرار التي تعيشها مخيمات منطقة صور بعد الاجتياح الصهيوني عام 1982م وانتهاء حرب المخيمات.

 

 

  جذور سكان المخيم:
  عائلات من قرى المخيم:

عائلات قرية الناعمة

  • دحويش
  • مشيرفة
  • العبسية
  • معتوق
  • الخضيروية
  • الجرايدة

عائلات قرية الزوق التحتاني

  • المنايفة
  • الحمادنة
  • العبسية
  • الجرايدة
  • يونس
  • رحيل
  • خضر
  • حمود
  • فريح

عائلات قرية القيطية

  • جعجع

عائلات قرية النسبرية

  • العبد الله

عائلات قرية شفا عمرو

  • الجمال
  • الصديق

عائلات قرية لوبية

  • طه
  • شنشيري
  • عطوات
  • عثمان
  • الكيلاني
  • الشهابي
  • زعيتر

عائلات قرية صفورية

  • بركة
  • زعروة
  • خطاب
  • الحاج أحمد

عائلات قرية الكساير

  • حمدان
  • السعدي
  • الحنفي

عائلات قرية ديشوم

  • حداد
  • الحسين

عائلات قرية شعب

  • طه
  • الخطيب
  • الحرامي
  • حمدان
  • الجمال
  • دحويش 
  • شنشيري
  • طه
  • بركة
  • سليمان
  • رحيّل
  • جعجع
  • العبدالله
  • الصديق
  • الخطيب
  • بركه
  • زعروره
  • الحمادنه .

العائلات التي تنتمي إلى قرية ديشوم:

  • الحسين
  • إدريس
  • رزق
  • أبو يحيى
  • ربيع
  • البشير

العائلات التي تنتمي إلى قرية الحسينية:

  • عمّار
  • رابح
  • راشدي
  • طاهر.

بالإضافة إلى آل أبو سعيد الرّفاعي من قرية علما.

وآل أبو نبيل الرّفاعي من صفد.(1)

(1) نور الأدب  http://nooreladab.com

خرّج المخيّم عدداً لا بأس به من الشخصيّات البارزة في مجالات عديدة منها السياسيّة والأعمال الثقافية والنشاط الاجتماعي ومن هذه الشخصيّات حسب الترتيب الأبجدي:

  •  أحمد خليل أبو العردات عميد كليّة في السعودية.
  •  أحمد خضر لاعب كرة قدم.
  •  أحمد القاسم نحّات.
  •  أنور الخطيب أديب مقيم في أبو ظبي.
  •  جهاد الحنفي شاعر.
  •  حاتم محمود ياسين دكتور في جامعة أكسفورد في لندن.
  •  حسين حمدان مؤلف الموسوعة الهندسية الضخمة – السعودية.
  •  حسين شعبان باحث – مقيم في لندن.
  •  حسين علي قاسم معيد في جامعة في البحرين.
  •  الشيخ داوود مصطفى رئيس رابطة علماء فلسطين في لبنان.
  •  زكي شهاب مراسل صحافي.
  •  سليم نزال مؤرخ مقيم في النروج.
  •  سليم بركة صاحب معهد تعليم لغات ومدير شركة في أبوظبي.
  •  سليمان نزال شاعر وكاتب – مقيم في الدنمارك.
  •  صبحي حمود مدير شركة في أبو ظبي.
  •  الشيخ علي عبد الله مسؤول رابطة علماء فلسطين في منطقة صور(شيخ وإمام).
  •  قاسم محمد خطيب دكتور في المحاماة – مقيم في لندن.
  •  كمال مشيرفة شاعر.
  •  محمد سعود فنان شعبي راحل.
  •  محمود حنفي المدير التنفيذي لمؤسسة شاهد.
  •  محي الدين كامل سليمان رجل أعمال – مقيم في السعودية.
  •  ملحم نوف مدير شركة في أبو ظبي.
  •  هيفاء جمال مديرة جمعية سابقة ومنسقة برنامج حقوق الإنسان في جمعية.
  •  المساعدات الشعبية النرويجية حالياً.
  • وسيم عبد الهادي لاعب كرة قدم.(1)

تخرج من المخيم عدد من الأكاديميين من مهندسين وأطباء وأساتذة جامعات  يصعب حصرهم، منهم:

أسماء أوائل المهندسين في مخيم البرج الشمالي قبل 1980:
1. المهندس زكي عزام
2. المهندس شحادة رحيل
3. د. المهندس حاتم ياسين
4. د. المهندس منير الخطيب
5. د. المهندس عبدالإله معتوق مصطفى
6. المهندس عدنان رشيد حمزة
 تخرج عدد كبير من المهندسين من أبناء مخيمنا في عدة مجالات بعد سنة 1980 

 

(1)كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت .

 

تحديات في المخيم: الجزء الأول

مشاكل المخيم

مشاكل متعددة.تاريخياً كان يُعاني المخيم من مجاري الصرف الصحي المكشوفة على الطريق بشكل مباشر، والتي تتداخل مع مياه الشفة،مما زاد المعاناة التي لم تُحل معضلتها هذه إلا منذ سنوات قليلة جداً، حيث أنجزت مشاريع البنى التحتية،

ولكن من أبرز المشاكل التي ما يزال يُعاني منها المخيم، استمرار وجود مساكن من الزينكو، وتصدّع معظم مساكنه المسقوفة بـ الزينكو والتي يبلغ عددها حوالى 700 مسكن وهي بحاجة الى ترميم،حيث بدأ مشروع إماراتي بترميم عدد من هذه المساكن.

الشكوى الكبرى هي من تدني الخدمات الصحية التي تقدمها (الاونروا)، فيتواجد طبيبان في العيادة، لا يُمكنهما معاينة المرضى الذين يصل عددهم يومياً الى حوالى 300 مريض،وطبيب أسنان واحد يُعالج 150 حالة، مع 200 حالة إجراء فحوصات مخبرية حيث يوجد فني واحد،وعدم توفر غالبية الأدوية التي يحتاجها المرضى،مما أدى الى استمرار تنفيذ اللجان الشعبية اعتصامات تدين تقليص الأونروا لخدماتها، وتطالب برفع التقديمات الصحية، وخصوصاً للمصابين بمرض التلاسيميا والأمراض المزمنة،و يتوجه قسم كبير من أبناء المخيم الى العيادات الخاصة، مع عدم فعالية مستشفى الجليل التابع لـ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني،الذي نقلت معداته فتحول الى مستوصف.

أما تربوياً، فمدارس (الاونروا) تكتظ بالطلاب، وكذلك الروضات، فيما اللافت هو النشاط المميّز لعدد من الجمعيات والأندية الأهلية وروابط القرى والعائلات، التي تتواصل فيما بينها لتقديم المساعدات للمحتاجين،فضلاً عن تمتين أواصر العلاقات داخل المخيم ومع الجوار،وتنشيط ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين للتصدي للمخططات التي تُحاك،تأكيداً على رفض التوطين ومشاريع التشتيت أو التهجير، والتمسك بحق العودة.

يوجد في المخيم مسجدان وثالث قيد الإنشاء، ومصلين، أما دفن الموتى من أبناء المخيم فكان الأهالي يتكبدون مشقة اضافية، حيث كان يتم نقل الجثمان الى مقبرة المعشوق، على مسافة 3 كلم الى الغرب من المخيم، قبل أن يتم الدفن في قطعة أرض مساحتها 7 دونمات قدمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، أصبحت على وشك أن تمتلئ، حيث تجرى اتصالات مع مالك أحد البساتين القريبة منها من أجل ضم قطعة أرض منه لتوسعة المقبرة.(1)

 

دراسة مفصلة حول التمدد العمراني العشوائي في المخيمات

مخيم البرج الشمالي نموذجاً 

 دراسة ميدانية، أيلول  - المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"2013

مقدمة تعريفية بالدراسة: 

إن ظاهرة التمدد العمراني العشوائي باتت السمة الغالبة للمخيمات الفلسطينية في لبنان. وهي تمضي بشكل متسارع من دون أن يكون هناك حلول لمعالجتها. ليس ثمّة دراسة خاصة بهذه الظاهرة. كل ما صدر من مقالات أو دراسات، تتعلق بالشأن الفلسطيني، تحدثت بشكل عرضي عن هذه الظاهرة.  وعلى الرغم من النتائج الكارثية المترتبة على هذه الظاهرة، على كافة المستويات، إلا أنه لا تزال بعيدة عن الاهتمام الإعلامي والبحثي وحتى على مستوى المعالجات.

تحاول هذه الدراسة البحث بشكل ميداني عن ظاهرة التمدد العمراني العشوائي ، وبما أن المخيمات الفلسطينية تكاد تكون متشابهة من حيث الخصائص الاجتماعية والعمرانية والسياسية فقد تناولت الدراسة مخيم برج الشمالي كنموذج.

تبحث الدراسة في حركة البناء في المخيم،ثم تتناول نمط السكن،وتحاول الدراسة أن تشرح الإطار النظري والأسس القانونية للحق في السكن من أجل مقارنتها بالواقع. ثم تنتقل إلى البحث بعمق عن واقع التعدي على الطرقات العامة والبناء العشوائي،محاولة البجث في تحليل الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى ازدحام المخيم والنتائج  المترتبة على ذلك،وتناقش الدراسة  واقع الجهات المسؤولة،ثم تنتهي بخلاصات وتوصيات. تعتمد الدراسة بشكل رئيس على البحث الميداني من خلال إجراء المقابلات مع كل الجهات المعنية،كما تعتمد على الملاحظة والمقارنة وعلى الاستفادة من الدراسات السابقة إن وجدت،باختصار تحاول الدراسة أن تقرع ناقوس الخطر حول ظاهرة آخذة بالتمدد وهي ظاهرة التمدد العمراني العشوائي وأن تضع كل الجهات المسؤولة عند مسؤولياتها، فالمخيمات الفلسطينية هي قنبلة اجتماعية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة ما يتحمل الجميع مسؤولياته.

 

 نبذة عن مخيم البرج الشمالي:

أ- الموقع: يقع مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين الى الشرق من مدينة صور،ويبعد عنها حوالي 5 كلم، وعن العاصمة اللبنانية بيروت حوالي 80 كلم، وعن الحدود الفلسطينية اللبنانية حوالي 20 كلم.

ب- التّأسيس: بعد تشريد وطرد عدد كبير من الفلسطينيين من أرضهم إبّان نكبة عام 1948م، اتّجهت مجموعات كبيرة منهم الى لبنان، استقرّت في أماكن عدة فيه، فمنهم من استقرّ في منطقة عنجر، ومنهم من استقرّ في منطقة سهل مرجعيون والخيام حتى العام 1955م.

وفي العام 1955م تمّ نقلهم بأمر من الحكومة اللبنانية الى منطقة صور (البص)، ومن ثمّ الى منطقة "البرج الشمالي" حيث تمّ نصب الخيام من قبل (الاونروا)، واعتمد كمخيم من قبل الدولة اللبنانية،وقد بلغ عدد السّكان حينها حوالي 5000 نسمة.

 التّسمية: استمدّ المخيم اسمه لوقوعه على الأرض المجاورة لبلدة "البرج الشمالي".

حدود المخيم: يحدّ المخيم من الجهة الشرقية مزرعة "شرناي" ومنطقة بساتين زراعية، ومن جهة الجنوب بلدة البرج الشمالي، ومن جهة الشمال منطقة بساتين، ومن جهة الغرب مجمّع المعشوق للاجئين الفلسطينيين ومنطقة الرمالي. وللمخيم مدخل واحد "فقط".

 المساحة: تبلغ مساحة المخيم حوالي 13600 متر مربع ، وتعود ملكية الأرض الى القطاع الخاص اللبناني، وهي مستأجرة من قبل وكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لمدة 99 عاماً.

 شوارع المخيم: يوجد شارع رئيسي يقسم المخيم الى قسمين،تتفاوت المساحة بينهما،حيث يقع القسم الأصغر مساحةً شمال المخيم،يبدا الشارع الرئيسي من مدخل المخيم،يتجه شمالاً حتى طول 900 متر،ويشق الطرف الجنوبي للمخيم، ويعود حيث البداية عند مدخل المخيم وينتهي بطول 1750 متر.

 يتفرع من الطريق العام ثلاث طرق فرعية: 

الفرع الأول: عند مدخل المخيم، يصل بداية المخيم بالشارع الرئيسي المتجه نحو حي "المدارس" ويبلغ طوله 300 متر.

الفرع الثاني: يتفرع في ساحة المخيم، وينحدر باتجاه الغرب الى حي المغاربة، طوله 400 متر، وينتهي عند آخر الحي المذكور.

الفرع الثالث: يقود الى حي صفورية حيث يشمل كل الحي وبشكل دائري، ويعود الى نقطة البداية، طوله 500 متر.

وبهذا يكون مجمل طول الطريق داخل المخيم وتفرعاته حوالي 2950 متر.

 أحياء المخيم: يقسم المخيم الى أحياء عدة منها:

  • حي المغاربة: معظم سكانه من المغاربة، مساحته حوالي 50 دونم.
  • حي آل الجمال: يقع بجانب مدخل المخيم الرئيسي، مدخله قرب محلات حسنين التجارية.
  • الحي الغربي: ويقع في الجزء الغربي للمخيم، مساحته حوالي 65 دونم.
  • حي الساحة: يقع على مقربة من المدخل الرئيسي للمخيم في محيط الساحة، ومعظم سكانه من أهالي قرية لوبية.
  • حي الجامع: ويقع في محيط الجامع الرئيسي في المخيم، معظم سكانه من أهالي قرية الزوق التحتاني، لوبية، مساحته حوالي 25 دونماً.
  • حي صفورية: وهو حي منفصل عن التجمع الرئيسي للمخيم من جهة الشمال، يسكنه أهالي قرية صفورية.
  • حي الشواهنة: يقع على طرف المخيم من جهة الشمال الشرقي.
  • حي الهلال: يحيط بمستشفى الجليل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني – معظم سكانه من أهالي قرية لوبية.
  • حي المؤسسة: يقع الى جانب مؤسسة جبل عامل على حدود بلدة برج الشمالي، مساحته 100 دونم، معظم سكانه من بلدة الزوق التحتاني.
  • حي المدارس: ويقع في محيط مدرستي الصرفند وجباليا، معظم سكانه من بلدة الزوق التحتاني.
  • حي الخضيراوية: يقع في وسط المخيم، غالبية سكانه من أهالي بلدة الناعمة.
  • حي الشيخ كامل: يقع وسط المخيم، معظم العائلات التي تسكنه من بلدة الناعمة.
  • حي الدحاوشة: يقع وسط المخيم، معظم سكانه من بلدة الناعمه.
  • حي أبو أنور: يقع على طرف المخيم من جهة الشرق، معظم سكانه من بلدة الزوق التحتاني.
  • حي جمعية الحولة: يقع في وسط المخيم، معظم سكانه من بلدة الناعمة.

للمخيم عدة مداخل، لكن جميعها مقفلة باستثناء المدخل الرئيسي الذي يستعمله الجيش اللبناني كنقطة للتفتيش والتدقيق في السيارات والمارة.

ديمغرافيا المخيم: 

عدد السكان: 

يصل عدد سكان مخيم البرج الشمالي الى أكثر من 19500 لاجئ مسجل وذلك حسب الأرقام الواردة في سجلات الأونروا[1]، وجميعهم من لاجئي عام 1948م،بالاضافة الى وجود عدد من فئة غير المسجلين لدى الأونروا وفاقدي الأوراق الثبوتية.

في عام 1994م صدر قانون التجنيس عن الدولة اللبنانية الذي شمل بعض سكان المخيم من أبناء قضاء الحولة في فلسطين. بموجبه حصل حوالي 3000 لاجئ فلسطيني من المخيم على الجنسية اللبنانية.

ومنذ سنتين ومع اشتداد الأزمة السورية،نزح الآلاف من الفلسطينيين السوريين من سوريا الى لبنان، حيث استقبل مخيم البرج الشمالي حوالي 1300عائلة، أي ما يعادل 6000 نسمة. وهذا ما ضاعف عدد السكان في المخيم ليصل الى 24000 نسمة.

الكثافة السكانية:

رغم الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تحيط باللاجئين الفلسطينيين،إلا أن آمالهم في العيش والاستمرار تبدو واضحة،حيث يبلغ معدل عدد أفراد الأسرة الواحدة داخل المخيم حوالي 5 أفراد، أما معدل الولادات في مخيم برج الشمالي يفوق كثيراً معدل الوفيات،ففي حين يبلغ عدد الولادات حوالي 300 ولادة شهرياً،يبلغ عدد الوفيات حوالي 8.5 وفيات شهرياً، أي بزيادة سكانية تبلغ حوالي 250 ولادة سنوياً.

ورغم تضاعف عدد سكان المخيم أكثر من ثلاث مرات منذ تأسيسه وحتى اليوم،فإن المساحة بقيت ثابتة لم تتغير، (13600م2)، فقد كانت كثافة السكان عند تأسيس المخيم حوالي 3676 نسمة/كلم2 (عدد السكان حينها بلغ 5000 نسمة)، أما اليوم فيبلغ عدد السكان 18000 نسمة يقيمون على نفس المساحة أي بكثافة سكانية 13235 نسمة/كلم2، وهذا ما يجعله منطقة شديدة الاكتظاظ بكل المقاييس.

حركة البناء في المخيم: 

استمر اللاجئون الفلسطينيون باستخدام الخيم بيوتاً لهم إلى أن اهترأت بفعل العوامل الطبيعية،وقد رفضت الأونروا استبدالها بأخرى جديدة على الرغم من حرص اللاجئين على بقائها صالحة،ثم بدأ السكان بالخطوات الأولى لتقوية مساكنهم، وظهر ذلك من خلال قيام بعض السكان ببناء حوالي متر من أحجار اللبن حول الخيمة لمنع دخول المياه والحشرات. وبعد أن استهلكت الخيم التي كانت تأويهم،تطوّرت العملية لتصبح بناء جدران من تلك الأحجار على أن يكون السقف قطعة قماش من الخيمة (الشادر).

قدمت (الاونروا) في عام 1956م ألواحاً من "الزنك" للعائلات التي استُهلكت خيمهم فقط. فاستبدل الأهالي سقف الشادر بسقف من الزنك محمول على الواح من الخشب، ولم يحصل أصحاب الخيم غير البالية على أي من ألواح الزنك، إنما استمروا بالسكن في الخيم التي استُهلكت لاحقاً،وبنى البعض الجدران والسقف من الزنك والخشب.

لقد كان من غير المسموح للفلسطينيين بناء الأسقف من الإسمنت بقرار من الدولة اللبنانية، وذلك لمنع بناء بيوت تتألف من أكثر من طابق تحت حجة ألا يتحوّل الوجود المؤقّت للمخيمات الى دائم،حيث كان من المحظور على اللاجئين التمدد العمراني خارج حدود المخيم،فالتكاثر السكاني يجب أن يكون في حدود المساحة التي أعطيت لهم.

في عام 1959م كان اول بيت يبنى من الحجر واللبن بسقف من الزنك،وكان منزلاً من غرفة واحدة ومطبخ،ثمّ استمرت حركة البناء بعد ذلك ضمن القواعد والقوانين التي كانت تفرضها الدولة اللبنانية.

عند دخول منظمة التحرير الفلسطينية الى المخيمات سمحت هذه المرحلة بإعادة ترميم وإعمار المنازل التي كانت محرومة من أية تعديلات على مدار سنوات عديدة،رغم سوء وضع تلك المساكن حتى أنّ بعضها لم يكن صالحاً للسكن أو الإقامة فيها.

  خلال الاجتياح (الصهيوني) للبنان، تعرض مخيم البرج الشمالي للقصف الشديد، مما أدى الى تدمير أجزاء كبيرة من المخيم، حيث قام اللاجئون الفلسطينيون بإعادة إعمار منازلهم،كلٌ حسب إمكانياته وما توفر لهم من مواد البناء.

بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية،عادت حركة البناء لتنشط في فترة التسعينيات،إلا أن السلطات اللبنانية اتخذت قراراً مفاجئاً يقضي بمنع إدخال كل ما يتعلق بمواد البناء الى مخيمات صور من دون إبداء الأسباب والدوافع، وأصبح سارياَ ابتداءً من فجر 1/1/1997. ثم عادت وسمحت بادخالها في 23/11/2004 لمدة ستة أشهر، عادت ومنعتها في 14/6/2005.

حالياً، يسمح بإدخال مواد البناء من خلال استحصال رخصة تمنح من قبل الثكنات العسكرية، هذه الرخصة لا تمنح بسهولة بل هناك اجراءات وقيود معينة تتطلب وقتاً ليس بالقليل.

 اتسمت حركة البناء والعمران منذ البدايات بالإقبال الفردي، حيث اعتمدة على الاجتهادات الشخصية والخاصة، ولم تكن ممنهجة ولا منظمة من قبل الجهات المختصة أو المسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين،وهذا ما أدى مع تراكم الوقت الى ازدياد البناء غير المنظم،المعتمد على التخطيط الفردي، وبالتالي الى بروز ظاهرة "البناء العشوائي" الذي هو سمة رئيسية لمخيم البرج الشمالي.

 نمط السكن في مخيم البرج الشمالي: 

يعتبر نمط السكن في مخيم البرج الشمالي من النمط العشوائي الذي يقوم الأهالي أنفسهم بتخطيطه وتشييده، ويقع في أدنى مراتب الإسكان، ويقوم على أساس اجتهادات شخصية في التخطيط والتصميم والبناء.

أثناء التجوال في أحياء المخيم تعترضك المباني المتراصة والمتراكمة على بعضها والتي تشبه "علب الكبريت" حيث تفتقد الى أسس ومقومات العيش، فمعظم هذه البيوت تفتقر الى التهوية الصحيحة نظراً لأن المبنى الواحد يحيط به المباني من ثلاث جهات مما يجعل مسألة دخول الشمس والتهوية الطبيعية أمراً في غاية الصعوبة.

إن التزاحم الشديد للمباني وعدم ترك فراغات أدى إلى فقدان الخصوصية وزيادة درجة التلوث السمعي والبصري. أضف الى ذلك أن معظم هذه البيوت أصبحت تشبه الكهوف والملاجئ من الداخل نظراً لعدم دخول الشمس وضوء النهار لها، كذلك الرطوبة العالية التي تعاني منها هذه البيوت.

ولمقارنة نمط البناء داخل المخيم مع أقل دول العالم تطبيقاً لمعايير البناء الهندسية الصحيحة،استطلعنا أراء المهندس المعماري"محمد حسام تكلي" الذي يؤكد أنّ مخيم البرج الشمالي يعاني معاناة صعبة ومأساة حقيقية للغاية. فمن خلال المعايير الهندسية للبناء، يحتاج كل منزل للاشعاع الشمسي،وهو الحصول على أعلى شعاع شمسي شتاءً وأقله صيفاً، وهذا له نتائج صحية وبيئية. فما بالك بمنازل لا ترى أشعة الشمس!!

ويضيف التكلي بأن هناك ما يسمى بالمحور الطولي للمبنى الذي يجب أن يكون موجهاً للشمال والجنوب، وهذا يوفر ما يقارب 30% من الطاقة الحرارية للمنزل صيفاً و 15% من الطاقة الحرارية للمنزل شتاءً. لذلك من الضرورة دخول أشعة الشمس بشكل مباشر لمدة لا تقل عن ساعة واحدة يومياً لفترة لا تقل عن 10 أشهر سنوياً، وهذا ينعدم في 70% من المنازل في المخيم،كذلك فإن الاكتظاظ السكاني وانعدام التراجع بين المنازل الذي يجب أن لا يقل عن مترين بين المنزل والآخر،يسهم في عدم وصول الاشعاع الشمسي الى المنازل.

ويضيف المهندس التكلي أن هناك معيار آخر هو "التهوئة"، فعند البناء يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أن مساحة النوافذ القابلة للفتح يجب أن لا تقل عن 5% من كل حائط. فكيف بحيطان متراصة متقاربة جداً؟؟

أضف الى ذلك،معيار حجب الضوضاء والعزل الصوتي، وذلك من خلال بناء عوازل بين الجدران،وهذا المعيار غير مأخوذ بالحسبان أثناء بناء البيوت نظراً لضعف القدرة الاقتصادية،مما يجعلك تشعر بأن الجيران يسكنون معك في نفس المنزل، وبالتالي غياب الخصوصية التي ينبغي أن تتمتع بها كل عائلة.

وفيما خصّ معيار "الحماية من الحريق" التي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند الشروع في بناء المنازل، فبعض المنازل قد تكون ملاصقة للبساتين، ما يعرض بعضها الى حرائق نتيجة اشتعال النيران في الأشجار اليابسة وامتدادها الى المنازل الملاصقة. وهذا قد يحدث للمنازل على أطراف المخيم التي هي غير مجهزة أساساً بنظام حرائق. فكيف إذا كانت بعض الأبنية تمر من خلال شُرفاتها كابلات الكهرباء الأساسية،التي تربط أعمدة الكهرباء ببعضها؟؟

أما بالنسبة لإطلالة البناء، فالمباني بحاجة أن تُطل على منظر طبيعي ما يساعد على الراحة النفسية،وهذا ما ينعدم تماماً في المخيم.  فكل مبنى في المخيم يُطل على مبنى آخر ملاصق له، فلا مناظر طبيعية سوى كتل إسمنتية متراصة تحجب الرؤيا وتسبب الضيق والتوتر.

وفيما يتعلق بوضعية المبنى بالنسبة للشارع، يضيف المهندس التكلي بأن الأصل في البناء أن لا تكون المنازل محاذية للشارع، وأن يمتد على جانبي الشارع المحال التجارية فقط، وأن يؤخذ بعين الاعتبار في تصميم البناء عدم إطلالة غرف النوم على الشارع.

كذلك هناك معايير لتصميم المنزل من الداخل، فلو أردنا تصميم منزل ل6 أشخاص، كان حصة كل من: غرفة الجلوس 24 متر، مدخل 9 متر، مطبخ 20 متر، حمام 10 متر، غرفتي نوم 40 متر، أي أن مساحة المنزل يجب أن تكون ما يقارب ال 100 متر، وهذا ما لا يتوفر غالباً في معظم مساكن المخيم التي هي أشبه بـ "علبة الكبريت".

يختم المهندس التكلي قائلاً: إن معظم الأبنية في المخيم تفتقر إلى مقومات السكن اللائق التي نصت عليها كل العهود والمواثيق الدولية، من ضرورة تمتع الإنسان بسكن لائق يضمن له حياة لائقة.

 الحق في السكن:

يتجاوز مفهوم الحق في السكن الملائم الغرفة ذات الجدران الأربعة والسقف الذي يغطيها لحماية قاطنيها، إلى مضمون أوسع وأشمل وهو مرتبط أساساً بالكائن البشري باعتباره أحد العناصر الأساسية لكرامة الإنسان. ولا يمكن بالتالي أن نفهم هذا الحق باقتصاره على توفر الجدران الأربعة للغرفة والسقف لتحل مشكلة السكن.

ورغم الأهمية الحيوية لهذه الجوانب غير أن الحق في السكن الملائم يأخذ أبعاداً أخرى مختلفة، ويتجاوز كثيراً هذه النظرة التقليدية. فالمسكن هو المكان الذي يقضي فيه الإنسان معظم وقته ومنه ينطلق للعالم وللبيئة المحيطة.

والحق في السكن هو حق عالمي وجزء من القانون الدولي لحقوق الانسان، وقد تم تفسيره وتحديد أبعاده كونه حق كل إنسان في مكان يضمن له العيش بكرامة وأمان، وبما يضمن له خصوصية وبناء علاقات عائلية واجتماعية.

فالمادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان نصّت على "أن لكل شخص الحق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية له ولأسرته وخاصة على صعيد المأكل والملبس والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية". والمادة 17 من الإعلان نفسه نصت بأن "لكل شخص حق التملك بمفرده أو الإشتراك مع غيره، كذلك لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً". وللطفل الحق في قدر كاف من الغذاء والمأوى واللهو والخدمات الطبية.

ويُعرف السكن الملائم بأنه ذلك السكن الذي يتضمن قدراً مناسباً من الخصوصية والمساحة الكافية والأمان والإضاءة والتهوية والبنية التحتية الأساسية والحماية الكافية من كل ما يُمكن أن يهدد سلامة السكان مثل البرد والمطر والصواعق والحرارة والرياح والرطوبة والحرائق وما الى ذلك. وهذا ما لا يتوفر في معظم منازل المخيم.

 واقع التعدي على الطرقات العامة والبناء العشوائي:

نظراً لضيق المساحة الجغرافية التي يقع عليها مخيم البرج الشمالي، والاكتظاظ السكاني الهائل داخل المخيم، والحاجة الى مزيد من المساحات لتوسعة المنازل التي ضاقت بأهلها، أصبح التعدي أمراً واقعاً ومفروضاً في المخيم.

فخلال جولة ميدانية في أحياء المخيم، يصادفك درج ممتد في الأزقة خارج حدود المنزل الأصلية نزولاً الى مساحة مقتطعة من الطريق، وقد يفاجئك أنّ الزقاق الذي كان يمتد بعرض 2 متر أصبح لا يتعدي عرضه في أوسع نقطة له 80 سم مع إضافة درج صغير هنا أو عامود هناك لتقوية ودعم أساسات المبنى. كما أن بعض الأزقة التي كانت منذ سنوات متسعة، أصبحت ضيقة وكأنها أنفاق لا يُرى من خلالها ضوء الشمس،بسبب أصحاب البيوت الذين اعتدوا عليها بإقامة أسقف تمتد خارج حدود منازلهم قد تصل أكثر من متر. في حين أن الساحة التي كان يلعب بها الأطفال منذ زمن بعيد،أصبحت ذكرى أو بقايا ساحة، فقد امتدت اليها يد الإنسان وحولتها الى جزء من غرفة نوم هنا، أو جزء من مطبخ هناك.

أما بالنسبة للشوارع والطرقات العامة في المخيم فحدّث ولا حرج، فبعد أن كانت شوارع المخيم متسعة، "ضاقت بها السبل"، وأصبحت معظمها أملاكاً خاصة للقاطنين بجوارها من منازل ومحلات، حيث يفاجئك درج ممتد في أجزاء من شارع المخيم الرئيسي، بجانبه درج لمنزل آخر انتهز فرصة عدم مساءلة جاره فامتد بدرجه هو أيضاً. وعلى بعد خطوات تلحظ دكاناً، وضع صاحبها براداً للمشروبات خارج حدود دكانه مستأصلاً مساحة من الشارع لبرّاده، وبجواره صاحب دكاناً آخر لم يكفه وضع البضاعة أمام دكانه بل تعدى ذلك الى الجهة الأخرى من الشارع واضعاً الجزء الأكبر من البضاعة فيها.

يفاجئك أحد اللاجئين بوضع برميلٍ أو دولابٍ بجانب منزله أو دكانه، باعتبار أن هذا الجزء من الشارع هو ملك شخصي له، وآخر بزرع عوائق حديدية أمام منزله لضمان موقف لسيارته متيقناً أن هذا المكان حق مكتسب له، وآخر ترك سيارته المهترئة مكانها لأشهر أو لسنوات في الشارع العام للحفاظ على الموقف الذي اعتبره ملكه الخاص ريثما يستملك سيارة أخرى ويضعها مكان القديمة.

كل هذه الأشكال من الاعتداءات أدّت الى بروز مشكلة حقيقية أثناء تنقل الأفراد والسيارات داخل المخيم، وخلق أجواء متوترة ومشحونة لا سيما عندما يكتظ الشارع بالسيارات، فتستهلك عملية تسيير السير أوقاتاً كثيرة مع ما يرافقه من توترات.

أثناء حديثنا مع اللاجئ الشاب "وليد موعد" الذي يعمل سائق سيارة قال: "نحن كسائقين نعتبر أن التعديات على شوارع المخيم باتت أمراً لا يطاق، وأن عملية التنقل في شوارع المخيم يلزمها ضبطاً للأعصاب نظراً لما تسببه التعديات من زحمة سير خانقة، ونعتبر أن الوقت المستهلك للقيام بجولة في شوارع المخيم أكبر بكثير من الوقت المخصص للذهاب من المخيم الى صور مثلاً، حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 5 كلم".

كما يرى اللاجئ الشاب "محمد حميد"، الذي يعمل سائق باص لنقل طلاب إحدى الروضات،أن الوقت المفترض لجمع الطلاب والذهاب بهم الى الروضة هو حوالي 15 دقيقة،ولكن نظراً لكثرة التعديات على الشوارع فإنّه بات يحتاج حوالي 40 دقيقة.

الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى ازدحام المخيم:

من خلال الجولة الميدانية والمقابلات التي أجريت مع شريحة من السكان،تبين أن أسباب الازدحام داخل المخيم تعود الى:

أ - قانون حظر التملك على الفلسطينيين: 

صدر عن الدولة اللبنانية قانون حظر التملك على الفلسطينيين يحمل رقم 296/2001، الذي ينص في المادة الثانية منه أنه "لا يجوز تملك أي حق عيني من أي نوع كان لأي شخص لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها، أو لأي شخص إذا كان التملك يتعارض مع أحكام الدستور لجهة رفض التوطين"،حيث صدّق عليه مجلس النواب اللبناني في الجلسة التي عقدت في 12 شباط عام 2001م وبموجب هذا القانون منع الفلسطيني دون غيره من حق التملك.

ووفقاً للاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي ينص على أنه: "لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره". يعد هذا النص تمييزاً ضد الفلسطينيين حيث نتج عنه مشاكل كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

مشكلة الإرث: فالذين تملكوا قبل تعديل القانون لا يستطيعون نقل ممتلكاتهم العقارية لورثتهم الفلسطينيين، كذلك الأم اللبنانية المتزوجة من فلسطيني، لا تستطيع توريث ممتلكاتها العقارية لأولادها الفلسطينيين،ويشمل القانون حتى أولئك الذين اشتروا عقارات قبل صدور القانون ولم يقوموا بتسجيله آنذاك،لأن السلطات اللبنانية رفضت ذلك.

 المساحة السكنية: 

تضاعف عدد السكان في المخيم بشكل كبير، بقيت المساحة المخصصة للمخيم عام 1955م،عدم القدرة على التوسع الأفقي، واعتماد السكان على البناء العامودي دون مراعاة الأسس والمعايير الهندسية والفنية،انتشار البناء العشوائي.

 غياب المرجعيات المختصة، ( الأمنية والتنظيمية والاجتماعية):

  • غياب السلطة الرادعة في المخيم أدى الى انتشار البناء والتعديات.
  • غياب القانون يلغي فرضية المساءلة والمحاسبة لدى الأشخاص المعتدين على الأملاك العامة.
  • اقتصار دور اللجان الشعبية في المخيم على حل بعض المشاكل التي قد تنشأ بين الأهالي نتيجة الخلاف على الحدود وغيرها وليس في تنظيم المنازل والأبنية.
  • غياب التخصص لدى أعضاء اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية في مجال التخطيط والتنظيم المدني.
  • التنظيم المدني التابع للدولة اللبنانية لا يدخل الى المخيم لاعتبارات عديدة منها الاعتبار القانوني كون أن الأرض غير مملوكة لكي تعمل على تنظيمها.
  • الدولة اللبنانية ليس لديها سلطة فعلية في المخيمات بموجب اتفاقية القاهرة التي نقلت السلطة الى منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تكن تعنى بالتنظيم المدني أو التخطيط العمراني.
  • الدولة اللبنانية تنظر للمخيمات من المنظار الأمني فقط وليس من المنظار الانساني،فلا تأخذ بعين الاعتبار ضيق الرقعة الجغرافية والحاجة الماسة الى توسعة المخيم.

 هناك أسباب أخرى لازدحام المخيم وهي:

1- رغبة الأهالي في سكن أبنائهم وأقاربهم بجوارهم.

2- زيادة الطلب لاستئجار المنازل داخل المخيم خاصة بعد الأزمة السورية.

3- ارتفاع الأسعار والأجور على الأراضي والشقق السكنية خارج المخيم.

4- تدني آليات التصميم والبناء المستخدمة في ميدان البناء.

5- تغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة.

6- التهاون مع منتهكي القوانين ومغتصبي الأراضي من قبل الجهات المعنية.

7- الحاجة الى توسعة المكان.

 نتائج ومخاطر البناء العشوائي والتعدي على الطرقات العامة:

ينتج عن البناء العشوائي والتعدي على الطرقات في مخيم البرج الشمالي، العديد من المشاكل والمخاطر التي يجب أن تؤحذ بعين الاعتبار، منها:

 المخاطر الاجتماعية:

حدوث مشاكل اجتماعية بين الجيران نتيجة اقتراب المنازل. فغالباً ما تسبب عملية تداخل المباني خلافات شخصية بين الجيران وأحياناً بين أفراد العائلة الواحدة،وهذا ما يؤكده الناشط الاجتماعي الأستاذ "ابراهيم ابراهيم أبو الرائد" الذي غالباً ما يتدخل لحل مثل هذه النزاعات أو فض هذه الاحتكاكات.

فقدان الخصوصية الاجتماعية نتيجة عدم ترك فراغات بين الأبنية. "كامل لمحمد" الذي يسكن في حي مكتظ يقول: أشعر بعدم الراحة نتيجة الأصوات المتداخلة بين المنازل، وأشعر وكأنها في منزلي،وكذلك فقدان الخصوصية نظراً لتلاصق الأبنية، وهذا ما يؤثر على تحصيل ابني الدراسي.

هذا التلوث السمعي والضوضاء نتيجة تراكم الأبنية على بعضها،يدفع أصحاب المنزل إلى غلق النوافذ تجنباً للأصوات المزعجة والقادمة عبر النوافذ، وبالتالي حرمان ساكني المنزل من كمية الهواء الداخلة اليه، والتي هي أصلاً غير كافية، وهذا ما يعاني منه اللاجئ "أشرف ندى الحسين".

 خلق جو غير مناسب للدراسة، وهذا ما يؤدي الى تراجع التحصيل الدراسي لدى الطلاب، ففي مقابلة مع الأستاذ "علي ادريس"، أوضح أن هناك علاقة وثيقة بين تحصيل الطلاب الدراسي وبين وضع السكن، فكلما كان السكن مريحاً، كان التحصيل العلمي للطلاب ايجابياً، أما إذا كان المسكن يفتقد لأدنى مقومات الحياة،سيؤثر سلباً على تحصيل الطلاب،كما أعطى الأستاذ "إدريس" مثلاً عن إحدى الطالبات المجتهدات في مدرسته،والتي تأخر تحصيلها الدراسي، وبعد المتابعة والسؤال عنها تبين أن تراجعها هو نتيجة عدم وجود بيئة ملائمة للدراسة داخل المنزل.

نتائج الاكتظاظ السكاني: 

مشاكل داخل الأسرة الواحدة نتيجة ضيق المكان.

تولد الاحتكاكات الاجتماعية.

التسرب المدرسي نتيجة عدم وجود بيئة تراعي الأسس التربوية.

التعقيدات والصعوبات التي تواجه الأهالي أثناء نقل مواد البناء والأثاث، فضلاً عن المعوقات التي تواجههم عند حدوث حالة وفاة داخل الأحياء.

خلال لقائنا مع المسعف "محمد سميح"، يقول بأن هناك صعوبة كبيرة في إسعاف المرضى، إذ لا تستطيع سيارة الإسعاف الوصول الى بعض أحياء المخيم، وهذا يؤثر على سلامة المرضى، حيث بإمكان سيارة الإسعاف الوصول الى نقطة محددة فقط، بعدها يعمد الأهالي الى نقل المريض مسافات طويلة بين الأزقة للوصول الى سيارة الأسعاف، وهذا يتطلب وقتاً إضافياً قد يؤثر على حياة المريض.

المخاطر النفسية:

 قتل الإبداع والابتكار لدى الأفراد في المخيم.

الاكتظاظ وعدم توفر الأبنية يؤدي الى خلق جو متوتر. فعندما لا يتوفر لشريحة الشباب المقبل على الزواج مساكن لتكوين أسرة، فإنّ ذلك يؤدي الى تسلل اليأس إلى قلوبهم، وبالتالي قد يدفعهم إلى افتعال المشاكل التي تؤثر سلباً على المجتمع بأسره.

لا يوجد المساحات الخضراء وساحات اللعب (حديقة عامة، ملعب) وهذا قد يؤدي الى عدم الارتياح وبالتالي الى حدوث أعراض ومشاكل نفسية وتوترات.

الاكتظاظ وعدم توفر الأبنية يؤدي إلى خلق جو متوتر له مضاعفات وتأثيرات على سلوكيات الأشخاص، وبالتالي حدوث احتكاكات قد يكون لها نتائج وخيمة.

يؤثر النسيج العمراني على أخلاقيات الأفراد وأحاسيسهم وطبائعهم. وقد أثبت الباحثون أن الفراغات العمرانية وتشكيلاتها وأبعادها وأسلوب توظيفها يؤثر بشكل واضح على نشاط وسلوك السكان، وكذلك في العلاقات الاجتماعية بينهم.

نتيجة لتفشي ظاهرة الفقر في المخيم وعدم القدرة على مجاراة العالم الخارجي في الامكانات ومستوى المعيشة يتولد لدى بعض سكان المخيم شعوراً بالعدوانية، وبالتالي خلق شخصية غير سوية لديها إحساس باتهام هذا العالم الخارجي بأنه سبب لما هم في،كذلك يتولد لديهم الإحساس بالغربة الاجتماعية الذي يتحول بعد ذلك الى الاستعداد الكامل لاستخدام العنف ضد المجتمع، والميل الشديد نحو الانحراف نتيجة الظروف الحياتية وعدم وجود توعية اجتماعية.

المخاطر التي تتعلق بالأمن والأمان: 

نتيجة لتراكم الأبنية والتصاقها قد تتولد الاحتكاكات الاجتماعية، وبالتالي قد تحدث عمليات اعتداء على بعض السكان وانتهاك خصوصياتهم.

عدم توفر نظام الحماية من الحرائق، لأنها لم تؤخذ بالحسبان عند بناء الأبنية. فعند حدوث حريق من الطبيعي أن تكون المنازل المجاورة معرضة لخطر الحريق نظراً للتلاصق الشديد بين المنازل.

مخاطر أسلاك الكهرباء، والتي يمر بعضها من خلال شرفات المنازل، وهذا أدّى الى حدوث وفيات عديدة خلال السنوات الأخيرة. فمثلاً، يقع "منزل عماد دواس" بالقرب من خط التوتر المتوسط.

خطر تعرض نسبة كبيرة من مباني المخيم للانهيار فوق رؤوس أصحابها، وذلك لأن أعمدة المنازل وأساساتها غير صالحة ولا تتحمل ضغط المبنى.

انتشار ظاهرة عمالة الأطفال نتيجة تدني المستوى الدراسي لهم والذي له علاقة بطبيعة المسكن وملاءمته للسكن.

ففي مقابلة مع المتعهد "رشيد الميعاري" قال: إن معظم المنازل داخل المخيم لا تصلح للبناء فوقها، ومعظم الأهالي يسألون قبل الشروع في البناء عن إمكانية تحمل المبنى لطوابق فوقه، وأحياناً كثيرة لا يصلح المبنى لبناء أي طابق فوقه، ولكن الحاجة ثم الحاجة وعدم وجود مكان آخر للبناء تدفعهم لبناء عدة طوابق رغم المخاطر المترتبة عن البناء.

ويضيف الميعاري أن البناء العامودي في المخيم قد يؤدي الى كارثة إنسانية لأن الأبنية لم تُبنَ لاستيعاب عدد الطوابق، نتيجة الاقتصاد في مواد البناء نظراً للفقر الشديد والحاجة الى مسكن. وبالتالي فإن حدوث أي هزة أرضية قد يتعرض لها المخيم ، ستؤدي الى انهيار المباني فوق رؤوس أصحابها، كأحجار الدومينو.

وفي لقاء آخر مع الناشط الاجتماعي "سامي حمود" أشار إلى أن الاكتظاظ السكاني يؤدي إلى انتشار السرقات والعنف المتبادل، وبالتالي زيادة معدلات العنف.

الأعباء والمشاكل الاقتصادية:

 زيادة ثمن تكلفة البناء نتيجة استئجار يد عاملة لنقل مواد البناء عند آخر نقطة تصلها الشاحنة لوضعها بالقرب من المنزل. فنتيجة التعدي على الطرقات، أصبحت شاحنات نقل مواد البناء تصل الى نقاط معينة تفرغ حمولتها فيها، ومن ثم يتم نقلها بين الأزقة الى البيت المنوي اعماره، وهذا يفرض تكاليف وأعباء مادية ومجهودات إضافية، هذا ما يؤكده السيد "حسام تكلي" الذي يعمل كمقاول ومتعهد بناء.

 الضغط على مرافق الصرف الصحي في المخيم وشبكات المياه وزيادة الاستهلاك اليومي للمياه والكهرباء يؤدي الى تقليل عمر الشبكات المفترض، وزيادة في المصروفات التي تدفع لصيانة الشبكات. هذا ما لفت الانتباه إليه مدير خدمات المخيم الأستاذ "رائف أحمد"، حيث أكد أن زيادة عدد السكان يفرض استهلاكاً لشبكات المياه والصرف الصحي وبالتالي تقليل العمر الافتراضي للشبكات.

 التأثير السلبي على مدخول السائقين وأصحاب السيارات الخاصة، نتيجة استهلاك وقت أكبر عند التنقل في شوارع المخيم، وهذا الوقت يؤدي الى حرق كمية من الوقود مما يقلل من فرص التوفير أو الربح.

 المخاطر الصحية:   

انتشار أمراض الحساسية والربو والروماتيزم، حيث تشير معظم الدراسات الصحية أن هناك علاقة مباشرة بين مكان السكن وصحة الانسان، فحجم الغرفة له علاقة بنسبة الهواء النظيف التي يحتاجها الانسان، وعدم توفر القسط الكافي من الهواء النظيف يؤدي الى خلل في بنية الإنسان الصحية لا سيما الأطفال.

بسبب عدم دخول أشعة الشمس بالقدر الكافي الى البيوت،فإن ذلك يؤدي إلى أمراض جلدية،ونقص حاد بالفيتامينات التي توفرها أشعة الشمس، وبالتالي مشاكل في العظام لا سيما مشكلة ترقق العظام.

يؤثر السكن غير اللائق على صحة السكان القاطنين فيه، وقد يسبب أوجاعاً في الرأس وطنينأً أو التهاباً في الأذن الوسطى، وقد يؤدي ذلك الى قصور في عضلات القلب نتيجة الحساسية، وكذلك يؤثر على نمو الطفل مما يؤثر على دماغه فيؤدي الى نقص في الدم لديهم.

ففي مقابلة مع الدكتور "علي صابر" أكد أن نسبة كبيرة من سكان المخيم تعاني أمراضاً جلدية وحساسية ونقصاً في الفيتامين "د"، بسبب طبيعة البناء داخل المخيم، والتي تفتقر الى أدنى مقومات السكن، والتي تؤثر على الأمن الصحي للسكان. ويشير الدكتور "صابر" إلى أن معظم البيوت لا يتوفر لها النسبة الكافية من أشعة الشمس، أو الهواء النظيف الذي يحتاجه الانسان.

 

الجهات المسؤولة:

أ- الاونروا:

عند استطلاع رأي شريحة من السكان في المخيم حول الجهة المسؤولة عن تفاقم أزمة السكن، وضع بعضهم اللوم على الأونروا كونها المعني الأساسي باللاجئين الفلسطينيين والشاهد الحي على نكبتهم.

وفي لقاء مع مدير خدمات مخيم البرج الشمالي الأستاذ "رائف أحمد، أبو ايهاب" قال: "في مرحلة وجود الدولة اللبنانية، كان مدير المخيم وبسلطة الدولة اللبنانية يمنع التعديات على المساحات الشاغرة. فقد كانت تمارس الأونروا دوراً من خلال مدير المخيم، وذلك بمنع التعديات على الشوارع والأزقة والساحات. وكان هناك انضباط وتجاوب في هذا الشّأن". ولكن مع خروج الدولة اللبنانية وضعف دور السلطات الفلسطينية داخل المخيمات، وزيادة عدد السكان والحاجة لبناء مساكن جديدة، أصبح هناك توسع أفقي واستغلال كل المساحات المجاورة للمنازل التي أصبحت تضيق وبالتالي أدى الى اختفاء تلك المساحات. ونتيجة عدم توفر المساحات الأفقية، أصبح البناء عامودياً، علماً أن المنازل في المخيم هي عبارة عن "مآوي" وليست منازل بالمعنى الصحيح للكلمة. وبالتالي، فعملية البناء العامودي أصبحت تتم على "منزل" غير مطابق للمواصفات الفنية. وهذا ما سيؤدي إلى كارثة إنسانية خلال سنوات.

أما بالنسبة لدور (الاونروا) اعترف الأستاذ "أحمد" أنه لا يوجد لديها استراتيجة للتعامل مع هذه المشكلة المتفاقمة، والتي تهدد سكان مخيم البرج الشمالي.

وأوصى الأستاذ "أحمد" ببحث هذا الأمر على أعلى المستويات: منظمة التحرير ورئاسة السلطة الفلسطينية، ورئاسة الأونروا، من أجل الإسراع في إيجاد الحلول واتخاذ الإجراءات المناسبة لهذه الأزمة، وإلا فإننا سنكون أمام كارثة إنسانية واجتماعية لا أحد يدرك عواقبها!

ب- منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية:

أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية بقرار من قمة الملوك والرؤساء العرب في عام 1964، وأدّت دور الممثل السياسي والقائد الاجتماعي للاجئين. وكونها "الممثل للشعب الفلسطيني" فقد حمّلتها شريحة من الأهالي اللوم والمسؤولية عن تفاقم أزمة السكن العشوائي والتمادي في التعديات على الأملاك العامة.

فمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن خلال اللجان الشعبية التي أقامتها في المخيمات للقيام بمهمة الحفاظ على الأمن وإدارة الحياة اليومية داخل المخيمات مع الجهات المختصة كان بإمكانها القيام بالدور المنوط بها وعدم وصول الأمور الى ما آلت اليه.

وفي لقاء مع مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم "جلال شهاب أبو باسل"، أكد أن منظمة التحرير الفلسطينية طلبت من الدولة اللبنانية توسيع رقعة الأرض القائم عليها المخيم، إلا أن الدولة اللبنانية رفضت بحجة أن هذه هي المساحة المتفق عليها، وأن لدى الأطراف اللبنانيين هاجساً من مسألة التوطين، وأن تعاطي الدولة في هذا الخصوص ليس تعاطياً ايجابياً ولا انسانياً.

وأضاف: "أن الجميع يتحمل مسؤولية الاعتداء على الشوارع والأزقة بسبب الحاجة. وأن اللجنة الشعبية تعمل جاهدة للتخفيف من هذه الاعتداءات، أحياناً تنجح وكثيراً ما تفشل". وأكمل: "أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن مخيم البرج الشمالي سيكون أمام كارثة إنسانية، لأن الأبنية في المخيم لم تؤهل لاستيعاب عدد الطوابق، وأن نسبة كبيرة منها آيلة للسقوط في أي لحظة، وهذا ما يشكّل خطراً كبيراً على السكان داخل المخيم، ويُنذر بحدوث كارثة إنسانية وشيكة، ففي مخيم البرج الشمالي اكتظاظ سكاني هائل قابل للإنفجار في أي لحظة".

واعتبر أن الذي يتحمل المسؤولية أساساً هي الأونروا، على اعتبار أنها الشاهد الحي على نكبة الشعب الفلسطيني، وهي مسؤولة عن إغاثة الشعب الفلسطيني وتشغيل اللاجئين، وهذا أمر إغاثي، وأن على الأونروا التعاطي بايجابية، ويجب عليها الجلوس مع الحكومة اللبنانية للبحث في هذه المسألة، والتوصل الى إيجاد الحلول المناسبة. وتمنى "شهاب" من الحكومة اللبنانية والأطراف السياسية الإتفاق على تحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين، ومنها حق التملك وتوسيع رقعة المخيمات ومنها مخيم البرج الشمالي.

وفي زيارة الى السيد "عدنان قاسم - أبو نبيل بحر" مسؤول اللجنة الأهلية في مخيم البرج الشمالي حول هذا الموضوع، أكد على ضرورة تكاتف جميع الفعاليات ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل التحرك وطرق الأبواب، لأن الكارثة الإنسانية باتت على الأبواب، والمخيم أصبح قنبلة سكانية موقوتة، يجب العمل على نزع فتيلها، وذلك من خلال إيجاد الحلول المناسبة لأزمة السكن.

 جـ - مؤسسات المجتمع المدني: 

إن ما يشهده مخيم برج الشمالي والعديد من المخيمات من ظاهرة البناء العشوائي والتعدي على الطرقات وضيق المساحة الجغرافية وعدم إمكانية البناء العامودي وانسداد الأفق في وجه الأجيال القادمة لجهة تأمين المسكن، دفع العديد من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الى التحرك من خلال تنظيم الوقفات والحملات المطلبية، لتحسين الواقع المعيشي للاجئين وإعطائهم حقوقهم في السكن والعيش بكرامة.

وفي مقابلة مع الأستاذ "حسن بهاني" مسؤول حماية الطفل ومدير قسم التدريب والتطوير في جمعية أرض البشر، اعتبر أن البناء العشوائي هو نتيجة لتراكم الأعباء والمشاكل الموجودة في المخيم ومنها ازدياد عدد السكان ضمن بقعة جغرافية ضيقة مع عدم وجود الفرص للتمدد.

وتابع بالقول "نحن الآن في دائرة الانفجار السكاني، وأن الحلول لهذه الظاهرة أكبر من إمكانات وقدرات المجتمع المدني، وأنّ على الجهات القيّمة على المجتمع متمثلةً بالأنروا ومنظمة التحرير الإسراع في إيجاد حلول لمعالجة هذه الظاهرة. وتابع بهاني "بأن الجهات المسؤولة هي في شبه غياب لعملها، وأن مؤسسات المجتمع المدني تقوم بدور لتكملة دور هذه الجهات لسد الثغرات الناتجة عن تقصيرها".

وأضاف "إن مؤسسات المجتمع المدني تحاول التخفيف من انتشار المشاكل، لكنها لا تستطيع وضع حد لها، لأن احتياجات الشعب الفلسطيني تفوق امكانات وتدخلات الأنروا. فأنواع التدخل لكل الأطراف العاملة في المجتمع الفلسطيني من مؤسسات محلية أو مدنية أو هيئات إغاثة تحول دون الإيفاء بالغرض المطلوب.

 خلاصات وتوصيات:

إن البناء العشوائي في المخيمات هو نتاج سياسة تراكمية طويلة، أدّت إلى إحداث تشوهات كبيرة في بينة المخيمات العمرانية، كما تركت تشوهات كبيرة أيضاً في بنية المجتمع ككل. إن سياسيات الحكومات اللبنانية المتعاقبة تجاه اللاجئين، والترهل السياسي الفلسطيني وضعف المرجعية السياسية والاجتماعية والأمنية، حتى على مستوى الأحياء، وارتفاع معدلات البطالة والفقر والأمية والتسرب المدرسي،أدّى إلى بروز ظاهرة التعدي على الطرقات واعتبار ذلك حقاً مكتسباً،بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك من تضييق للطرقات العامة والمشاكل الاجتماعية الناجمة وسوى ذلك. كل هذه الأمور تستدعي وقفة حقيقة وجادة وإطلاق صرخة مدوية لمن يعنيهم الأمر.

 أ- توصية إلى الحكومة اللبنانية:

المطالبة بإلغاء حظر التملك عن الفلسطينيين، لما له من آثار كارثية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.

الموافقة على توسيع مساحة المخيمات بالتعاون مع وكالة (الاونروا).

إمكانية تقديم مساحات من قبل البلديات المجاورة، تستخدم كمواقف للسيارات التي تقف في الطرقات وتعيق حركة الأهالي والسيارات.

ب- توصية إلى وكالة الأونروا: 

العمل بشكل جاد وحقيقي لتوسيع مساحة المخيمات، كي تتناسب مع الزيادة السكانية المطردة.

تشكيل لجنة هندسية للكشف على المنازل المهددة بالانهيار، والعمل السريع على إعادة إعمارها أو ترميمها.

القيام بصيانة الشوارع الرئيسية بشكل دوري لتسهيل الحركة من وإلى المخيم.

السعي لدى شركة كهرباء لبنان للقيام بإعادة تأهيل شبكة كهرباء المخيم،بسبب التمديد العشوائي للكوابل والأسلاك حماية للأهالي من الخطر.

ج- توصية إلى منظمة التحرير الفلسطينية – وفصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني:

بناء منظومة من الحكم المحلي الفاعل والناجح يكون عماده اللجان الشعبية بعد إعادة بنائها على أسس ديمقراطية وتخصصية.

تشكيل لجان أمنية في المخيمات وفق أسس مهنية صحيحة (رؤية مجتمعية وطنية وسياسية وأمنية) تشارك فيها جميع الفصائل، وتكون ذات مهام وصلاحية واضحة ومحددة.

تحمل اللجان الأمنية مهامها بإزالة جميع التعديات على الطرقات والشوارع العامة، ووضع الضوابط الصارمة وتطبيقها تجاه المخلين.

منع أصحاب المحال التجارية من عرض بضائعهم خارج حرم محالهم، وعدم وضع العوائق أمام هذه المحال.

د- توصية إلى منظمات المجتمع المدني:

القيام بحملات توعية متواصلة لسكان المخيم تعزز مفهوم الحماية والحفاظ واحترام المرافق العامة،بما فيها الطرقات، والتنبيه من مخاطر البناء العشوائي.

تطوير وتمتين العلاقة مع البلديات والتنسيق الدائم معها في جميع القضايا المطلبية التي تخص أهالي المخيم كون بعض المخيمات يسكنها لبنانيون.

تنسيق وتوحيد الجهود بين مؤسسات المجتمع الأهلي قاطبة، لتحديد أولويات حاجات الأهالي والسعي الدؤوب لتنفيذها.

تنفيذ أنشطة وبرامج مجتمعية متنوعة تهدف إلى تعزيز الإنتماء للمجتمع والحفاظ عليه مثل حملات النظافة العامة، تنظيم شبكات الكهرباء،إضاءة الطرقات العامة،طلاء جدران الاماكن العامة، الرسم وكتابة العبارات الهادفة...[4]

 فهرس المقابلات

الرقم

الاسم

الصفة

تاريخ اللقاء

1

علي إدريس

استاذ مدرسة

16أب

2

محمد حميد

سائق باص روضة

21 اب

3

كامل لمحمد

احد سكان حي مكتظ

21 اب

4

وليد موعد

سائق سيارة اجرة

21 اب

5

محمد تكلي

مهندس معماري

22 اب

6

حسام تكلي

متعهد بناء

22 اب

7

رشيد ميعاري

متعهد بناء وناشط اجتماعي

22 اب

8

سامي حمود

ناشط اجتماعي

23 اب

9

اشرف ندى

احد سكان حي مكتظ

23 اب

10

ابراهيم ابراهيم

استاذ وناشط اجتماعي

23 اب

11

جلال شهاب

مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم البرج الشمالي

24 اب

12

علي صابر

دكتور صحة

24 اب

13

رائف احمد

مدير مكتب الأونروا في مخيم البرج الشمالي

25 اب

14

عدنان قاسم

مسؤول اللجنة الأهلية في مخيم البرج الشمالي

26 اب

15

حسن بهاني

جمعية أرض البشر

مسؤول حماية الطفل ومدير قسم التدريب والتطوير

16 ايلول

16

محمد سميح

سائق اسعاف

5 ايلول

 

 

 

[1]http://www.unrwa.org/ar/where-we-work/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/camp-profiles?field=3276

[2]http://www.unrwa.org/ar/where-we-work/%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86/camp-profiles?field=3276

[3]كتاب حيث يشيخ الألم، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت .

[4]دراسة مفصلة حول التمدد العمراني العشوائي في المخيمات، مخيم البرج الشمالي نموذجاً ، المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"

- المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/

2-منظمة ثابت لحق العودةthabit-lb.org/

3-كتاب حيث يشيخ الألم ، للكاتبة الفلسطينية هيلانة عبد الله ، النشر المنظمة الفلسطينية لحق العودة ثابت .

4-منتدى عبد خطار ، منتدى الشباب الفلسطيني www.abedkhattar.com/vb/ 

5-موقع الجزيرة على الانترنت ، المخيمات الفلسطينية في لبنان ، https://www.aljazeera.net/ 

6- مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان ، محمد سرور زين العابدين ، الطبعة الثانية ، دار الجابية لندن بريطانيا ، 1433هـ ،2012م.

7-موقع فلسطيننا http://www.falestinona.com 

8- نور الأدب  http://nooreladab.com 

9- جبهة النضال الشعبي الفلسطيني https://www.nedalshabi.ps/

 



تصدير المحتوى ك PDF

صور عن مخيم البرج الشمالي / مخيم الشهداء


مقاطع فيديو


إضافة محتوى