تجمع حي شمال الخط

تجمع حي شمال الخط

الدولة : سوريا
المدينة : درعا

حي شمال الخط في درعا: تاريخ عثماني وذاكرة فلسطينية

سمي حي شمال الخط بهذا الاسم لأنه يقع شمال المحطة التي بناها الأتراك في مدينة درعا على الخط الحجازي حيث كان هناك معسكر كبير للأتراك في هذه المنطقة، يقال إن لورنس العرب الجاسوس البريطاني المعروف احتجز في سجن المحطة وقام بتهريبه من السجن أحد الجنود من منطقة جبل العرب والذي كان يخدم في هذه المحطة.

كانت درعا المحطة – قبل إنشاء السكة – عبارة عن أراض يزرعها سكان درعا البلد، إلى أن قرر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في عام 1900، وصل خط الحجاز من دمشق إلى المدينة المنورة، ليخدم الحجاج، وتفرّع من خط درعا خطوط جانبية إلى مدينة حيفا، كون أهل درعا كانوا يذهبون إليها للعمل هناك.

وقد بُني جانب هذه السكة مبانٍ خدمية ومسجد المحطة القديم، فكان إنشاء السكة إيذاناً بإنشاء أحياء جديدة لمدينة درعا أولها حي شمال الخط، والعديد من الأحياء الجديدة، فأصبحت درعا المحطة مركزاً للمدينة.


تاريخ التواجد الفلسطيني في الحي:

عُرف هذا الحي بحي المسيحيين فيما مضى، إذ سكن هذا الحي نسبة كبيرة من المسيحيين، وما يزال هذا التواجد كبيرًا، إلا أن هذا الحي ما لبث أن شهد تنوعًا من شتى أطياف ومكونات سورية، وقد ضم هذا الحي عوائل فلسطينية، سكنت هذا الحي وأقامت به منذ عقود، من العائلات الفلسطينية الأصيلة من مهجري نكبة 1948 وخاصة من حيفا من قريتي اجزم وعين غزال: مزعل، أبو عطا، أبو زعرور، زعزع، أبو جعص، أبو عاذرة، كحّول، العلي، أبو شقير من اجزم، عبد العزيز من اجزم، الحصان، عقاب، أبو عاتوق، الغزاوي، مهاوش الزنغري، عباس كما أن هناك عوائل أخرى قدمت الحي واتخذته سكنا لها فيما بعد .


الواقع التعليمي 

في الحي توجد مدرسة التحرير، ومدرسة سبعة نيسان وكلتاهما للدولة السورية، أما مدارس الأونروا فتعتبر قريبة من الحي، ويمكن للطالب المضي للدراسة في إحداها، ويعود ذلك لموقع الحي الذي يتوسط مدينة درعا باعتباره أول حي يتأسس في المدينة لتحيط به الأحياء فيما بعد ويغدو بمثابة القلب لمدينة درعا، تعتبر مدرسة طبرية التابعة لوكالة الأونروا أقرب المدارس، ولا تشكل أي مشقة في الوصول إليها كونها في حي الكاشف القريب من الحي، كما أن مدارس الأونروا الواقعة في مخيم درعا هي أيضا قريبة، أما في السابق فكانت الحواجز والسواتر تفصل هذا الحي عن المخيم، وكان الوصول إلى المخيم أمرا مستحيلاً وخطرًا للغاية، واليوم بعد سقوط النظام البائد أزيلت الحواجز وعادت الحياة طبيعية وصار بمقدور الطلبة التنقل بسهولة ودون خوف.

ورغم كل الظروف الصعبة، ظهرت نخبة مثقفة في شتى الاختصاصات والمجالات: فهناك طبيب بيطري يدعى أحمد الحصان، وهناك علاء مهاوش الزنغري دراسات عليا في علم الاجتماع بالإضافة إلى عدد كبير من المعلمين والأطباء والمهندسين الذين كان لهم بصمة في تاريخ الحي.


الواقع الصحي 

لا يوجد في حي شمال الخط اي مستوصفات أو عيادات خاصة بالأونروا، أو تابعة للحكومة السورية إلا أن موقع الحي المميز جعل السكان الفلسطينين قادرين على الوصول إلى مستوصف الوكالة في الكاشف بسهولة كونه لا يبعد كثيرًا عن الحي، ويمكن المضي نحوه سيرا على الأقدام.

ومع ذلك يحوي الحي عيادات خاصة، كما أن المشفى الوطني قريب من الحي، وهناك عدة مشافٍ خاصة قريبة من الحي كمشفى الشفاء والشرق والرحمة، وهذا ما خفف عنهم كثيرا من المشاكل الصحية. 


الواقع المعيشي 

 عانى هذا الحي من مشكلة المياه من سنوات عديدة، وظلت هذه المعاناة ملازمة لهذا الحي حتى يومنا هذا، ومع تحرر البلاد، أخذ الوضع المائي يتحسن، وقل الاعتماد على الصهاريج التي كانت تكلف الأهالي مصاريف زائدة تزيد من معاناتهم المادية. 

من جانبه أكد عمر ستيتي وهو فلسطيني من دمشق يقطن الحي منذ سنوات، على أن أهم مشكلة في الحي هي انقطاع المياه وغلاء الإيجارات، مشيراً إلى أن المنظمات المعنية بأمور اللاجئين والمهجرين سواء الفلسطينين او السوريين صمّت آذانها عن كل نداءاتهم ومطالباتهم بإيجاد حلول لمشكلة المياه، من قبيل تخصيص صهريج لهذا الحي يقلل من تبعات هذه المشكلة التي تستنزف منهم المال الكثير، إذ بلغت تكلفة متر الماء 50 ألفا، فيما تبدو مشكلة الإيجارات المرتفعة هي الكابوس الذي ينغص منام الفلسطينين والسوريين في هذا الحي القديم الذي تصدعت جدرانه وباتت أكثر بيوته آيلة للسقوط نتيجة القصف المتكرر، ومع ذلك لم يجد الأهالي أمامهم إلا السكن فيها بعد دمار بيوتهم. 

 خالد الناصر، من سكان مخيم درعا، يسكن في غرفة غير مكسوة في حي شمال الخط بإيجار شهري600 ألف ليرة (60 دولارًا)، ويتعرض لضغط من المالك لزيادة الإيجار إلى 800 ألف ليرة، يعمل خالد في البناء بأجر يومي لا يتجاوز 75 ألف ليرة، ويخشى أن يصبح بلا مأوى، مما قد يضطره للعودة إلى منزله المهدم في المخيم


مجزرة/ كي لا ننسى

 في شهر تشرين الأول 2013 قتل 7 فلسطينين 3 منهم من عائلة واحدة بتاريخ 12/ 10/ 2013 جرّاء المجزرة التي ارتكبتها قوات بشار الأسد في حي شمال الخط، وهم: ماهر مزعل، كامل مزعل، الطفل يمان وائل مزعل، إضافة إلى افتكار حسن الحسين، سجود أحمد أبو زعرور، الطفل أغيد أحمد أبو زعرور

فايز أبو عيد – مجموعة العمل



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى