تجمع درب السيم

تجمع درب السيم

الدولة : لبنان
المدينة : صيدا

جنين القاضي

تجمع درب السيم هو أحد التجمعات السكنية غير الرسمية التي يقيم فيها لاجئون فلسطينيون في لبنان، ويقع بالقرب من مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا جنوب البلاد.  يُعد هذا التجمع من المناطق غير المعترف بها رسميًا من قبل الدولة اللبنانية أو وكالة الأونروا، مما يجعله عرضة لمخاطر قانونية وإنسانية متعددة. 

تأسس تجمع درب السيم في أعقاب النكبة الفلسطينية عام 1948، حيث لجأت إليه عائلات فلسطينية بحثًا عن مأوى.  لاحقًا، خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975–1990)، ازداد عدد سكانه نتيجة تدمير مخيمات رسمية ونزوح المزيد من اللاجئين.  تُصنّف هذه التجمعات على أنها "غير شرعية" لأن الأراضي التي بُنيت عليها إما مملوكة للدولة اللبنانية أو لأفراد، ما يجعل سكانها مهددين بالطرد أو الهدم في أي وقت.

في عام 1998، أصدرت السلطات اللبنانية قرارًا بهدم منازل بعض اللاجئين في تجمع درب السيم بهدف شق أوتوستراد يربط بين مدينتي صيدا وصور.  تم تنفيذ القرار دون تعويضات تُذكر، مما أجبر العديد من العائلات على النزوح مجددًا إلى مخيمات أخرى في صور وبيروت والشمال.  

نظرًا لعدم الاعتراف الرسمي بالتجمع، يُحرم سكان درب السيم من الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.  غالبًا ما يعتمدون على مبادرات فردية أو دعم من منظمات غير حكومية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. 

رغم التحديات، أظهر سكان درب السيم روحًا تضامنية ملحوظة.  على سبيل المثال، خلال النزاعات الأخيرة في جنوب لبنان، فتح سكان التجمع مدرسة درب السيم الرسمية لإيواء العائلات اللبنانية النازحة، مقدمين لهم المأوى والغذاء والدعم النفسي، في تعبير عن التكاتف الإنساني بين الشعبين الفلسطيني واللبناني. 

يُسجّل في التجمع نشاط شبابي ملحوظ، حيث يعمل "تجمع شباب درب السيم" على تنظيم فعاليات اجتماعية وثقافية تهدف إلى تعزيز الوعي والهوية الوطنية بين الشباب الفلسطيني، بالإضافة إلى تقديم الدعم للمجتمع المحلي.  

تجمع درب السيم يُجسّد واقعًا معقدًا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث يواجه سكانه تحديات قانونية ومعيشية يومية، إلا أنهم يواصلون التمسك بحقهم في الحياة الكريمة والعودة إلى وطنهم، معتمدين على التضامن المجتمعي والنشاط المدني لمواجهة الظروف الصعبة.



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى