البنية التحتية - خان الشيح


 

البنية التحتية للمخيم 

عام 1952 نظم "زهدي أبو خليل" وهو أحد المدرسين في المخيم بيت شعر في المخيم يبين فيه الواقع المر والمكان المقفر حينها الذي أقيم فيه المخيم حيث قال:

"نصبت خيام مثل نسج العنكبوت ...........  بين الفيافي التائهات كأنها منفى العبيد."

وفي هذه الفترة كانت وكالة الغوث هي المرجع الوحيد الذي يقدم المساعدات الإنسانية من غذاء- بطانيات- طحين- سكر –رز- صابون- زيت- سمنة- الألبسة المستعملة (البالة).

وكان السكن حينها في خيام لا تقي الناس حر الصيف ولا برد الشتاء القارص الذي تتميز به منطقة خان الشيح المفتوحة على جبل الشيخ المكسو بحلة بيضاء بهية من الثلوج صيفا وشتاءً (في تلك السنوات). وكانت الرياح (والزوابع) تعصف بالمخيم وتمزق خيمه مما حدا بوكالة الغوث أن تخصص خياطين لترقيع تلك الخيم الممزقة.

في بداية الأمر وزعت الخيام على أبناء المخيم في عام 1949م وأسكنوا فيها، وفي تلك المرحلة هبّ إعصار شديد أدى إلى اقتلاع جميع الخيم، وكاد يحمل الأطفال معه مما أدى إل ترحيل العائلات إلى مدينة قطنا وعرطوز وإيوائهم في المساجد ليعودوا بعد يومين ليلملموا أغراضهم المبعثرة ويعيدوا نصب خيامهم من جديد، فصول من معاناة مستمرة إلى يومنا.

وفي عام 1951م بدأ الناس ببناء بيوت لهم ذات جدران من اللبن (الطين+القش) وأسقف خشبية مؤلفة من الأعمدة والقصب

وبداية السبعينيات أدخل الإسمنت المسلح إلى المخيم، وبدأت عملية البناء الحديثة، لتصبح البيوت أكثر حضارةً ومؤلفة من عدة طبقات.

أما بالنسبة للخدمات البيئية (أعمال النظافة) في المخيم فتنقسم مسؤوليتها على ثلاث جهات رسمية، حسب التقسيم الجغرافي للمخيم. فالمخيم القديم يخدم من قبل وكالة الغوث والهيئة العامة للاجئين ممثلة بالمكتب الإداري في المخيم، والذي يقوم من خلاله عمال النظافة على إزالة القمامة وتنظيف الشوارع.

أما منطقتي التوسع العمراني في المخيم، فالمنطقة الشرقية فيه تابعة إدارياً لبلدة دروشة المجاورة وبالتالي تقوم بلدية دروشة بتخديمها، أما الغربية فتابعة إداريا ًلقرية منشية خان الشيح وبالتالي يكون عبء تخديمها على بلدية هذه القرية.

وبقيت البنية التحتية (تعبيد الطرقات- شبكة المجاري- كهرباء- تمديد مياه) في المخيم في حالة متردية للغاية، حتى بادر الاتحاد الأوربي وبمنحة منه مع الجهات الرسمية المختصة بشؤون اللاجئين بتوفير هذه الخدمات التالية: تعبيد الطرقات- صرف صحي- شبكة مياه صالحة للشرب في كل منزل وتجديد بناء المدارس والمستوصف التابع للوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

ويذكر أن الكهرباء دخلت إلى المنازل في عام 1976 حيث كانت البيوت حينذاك من اللبن والسقف من الخشب وفوقها قشرة من الإسمنت.