البنية التحتية - مخيم جباليا



  استقبل قطاع غزة بعد حرب 1948م، جزءا كبيرا من اللاجئين الذين توزعوا في مختلف مدن وقرى القطاع، في المساجد والمدارس والكنائس أولدى المعارف والأقارب، وفي ثكنات سابقة للجيش البريطاني (البريج). حتى في الأرض الفضاء.[17]

قامت جمعية الكويكرز بتوزيع الخيام على اللاجئين واستمرت في الإشراف على المخيمات التي أنشأتها في قطاع غزة، حتى تشكيل وكالة الغوث الدولية، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم302 الصادر في 6/كانون أول/1949م. وباشرت الوكالة عملها في أيار 1950م[18]. وتحدث بعض المهاجرين عن  الهجرة  ان الكويكرز وزعت خياماً مختلفة منها خيمة جرس  يقيم بها عدد من 5-6 أفراد لعائلة واحدة، وأيضا خيمة الكوخ يقيم بها 10 أفراد لعائلتين.

وخيمة الصوان ويقيم بها من 20-30 فرد، كانت تقسم الخيمة إلى أربعة أرباع، لثلاثة عائلات، والربع الأخير يستخدم مطبخ لجميع العائلات في الخيمة، ومنها خيمة البراشوت تميزت بانخفاضها واضطر الناس عند دخولها إلى الزحف، وإذا أضيئت الخيمة ليلا يراهم من خارجها بسبب رقة قماشها، ومنها خيمة الجنزير وهي لأكثر من عائلة، وكان يوجد بها بعض الخيم الكبيرة والتي يقومون بإعطاء الحليب فيها، وتوجد فيها العيادات والأطباء[19].

البعض لم يشعر بالأمان في الخيمة، حيث يبقى رب الأسرة متيقظاً طوال الوقت، لأن كثير من العائلات سرقت أغراضهم، ولضمان الأمن لأهله وذويه من أي معتد، بحكم تراص الخيم بجانب بعضها البعض، وكانوا يشعرون بالاضطراب والخوف والقلق لأنهم ينامون مع عائلات غريبة في نفس الخيمة، لا يفصل بينهم سوى ستار رقيق، وكان البعض يرفض تهوية الخيام ويبقى في الحر حتى لا يتكشف أمام الناس[20].

   ومع بدء الوكالة أعمالها كان اللاجئون الفلسطينيون يقيمون في الخيام التي وزعتها جمعية الكويكرز. وفي عام 1950م شهد قطاع غزة شتاءً قارصاً عاصفا لم تصمد أمامه الخيام، فاقتلعتها الرياح تاركة سكانها بلا مأوى، ورأت الوكالة عدم جدوى استخدام الخيام[21].

واستبدلت الوكالة الخيام ببيوت صغيرة مبنية من الإسمنت وألواح الزينكو[22]، تغطيها أسقف الاسبستوس[23]، وكان البناء من طابق واحد وعرفت " بغرف الوكالة " تميزت بضيق وصغر الغرف[24]. في واقع الأمر لم تكن بيوت أومنازل بالمعنى أوبالمواصفات المعروفة؛ لذلك أطلق عليها اسم مأوى، وزودت الوكالة اللاجئين بالمواد اللازمة لإقامة البناء حسب حجم كل أسرة وحاجاتها في ذلك الوقت[25]. بنت الوكالة بعض تلك الغرف وبنى اللاجئون أنفسهم البعض الآخر، وذلك إما بمساعدة نقدية أوعينية من الوكالة أوبدون مساعدتها، وجرى في كثير من الحالات تحسين الغرف وإضافة غرف أومطبخ أوحمام عليها[26]، فقد كانت المساحة الممنوحة لكل أسرة في المخيمات الفلسطينية حوالي 100-150م2 حسب حجم كل أسرة[27]، حيث استعملت مساحة 110م2 على شكل غرف وأسوار بنيت حول الغرف. وتضم الغرف داخلها مساحة فارغة لوضع ممتلكات الأسرة وحاجتها (حوش)[28]،

كانت الوحدات السكنية متكدسة بعضها بجوار بعض وتوجد بين المباني أزقة وممرات ضيقة. بعضها يقل في عرضه عن متر واحد[29]، والشوارع ترابية توحل في الشتاء، وتصبح مجاري للمياه في الصيف.[30] ومع زيادة عدد أفراد أسر اللاجئين؛ والذي استدعى مساحة أكبر للمعيشة، قامت الوكالة في مطلع الخمسينات ببناء 48 الف مأوى في ثمانية مخيمات في قطاع غزة. وساعدت في بناء 5835 غرفة إضافية في بيوت اللاجئين داخل المساحة المقررة التي لا تزيد عن 150م2 في مخيمات غزة الثمانية[31].

المرافق العامة:

لم تتوفر في المخيم البنية التحتية الأساسية[32]، كالشوارع وشبكات الصرف الصحي[33]، وقال بعض الرواة أن دورات المياة لم تكن موجودة في البيوت بل كانت في الشوارع وهي منفصلة عن بعضها البعض، قسم خاص للنساء وقسم خاص بالرجال، وكتب على كل قسم دورات وكان منها القريب على السكان ومنها البعيد ولم تكن كافية للسكان[34].