تجمع السعديات

تجمع السعديات هو أحد التجمعات الفلسطينية غير الرسمية في لبنان، يقع جنوب مدينة بيروت ضمن نطاق قضاء الشوف، على الطريق الساحلي بين بيروت وصيدا. ويُعتبر من التجمعات الصغيرة مقارنة بالمخيمات الفلسطينية الرسمية، لكنه يمثل موطنًا لعشرات العائلات الفلسطينية التي لجأت إلى لبنان بعد نكبة عام 1948.

غير معترف به رسميًا كمخيم لاجئين من قبل الدولة اللبنانية أو وكالة الأونروا، مما يجعله خارج نطاق الخدمات التي تُقدمها عادة الوكالة في المخيمات الرسمية.

الخدمات الأساسية تعاني من النقص، إذ لا توجد شبكة صرف صحي متكاملة، والمياه والكهرباء متقطعة، وتعتمد العائلات على حلول بديلة غير آمنة.

الدعم من المنظمات غير الحكومية ضعيف ومحدود، وغالبًا ما يكون موسميًا أو مؤقتًا.

يضم التجمع عائلات فلسطينية من مختلف مناطق اللجوء، أغلبهم من الطبقات الفقيرة.

السكن في التجمع يتميز بالعشوائية، حيث أن معظم البيوت مبنية من دون تراخيص، وغالبًا ما تفتقر للسلامة الإنشائية.

شهد التجمع أحداثًا أمنية متعددة، أبرزها في الحرب الأهلية اللبنانية (1976) حيث وقعت مجزرة في البلدة المجاورة على يد فصائل فلسطينية، ما ترك أثرًا اجتماعيًا وأمنيًا سلبيًا طويل الأمد.

لاحقًا، تأثر التجمع بالنزاعات الداخلية اللبنانية والتوتر بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، نظرًا لحساسية موقعه الجغرافي.

لا توجد مدارس رسمية داخل التجمع، ويضطر الطلاب للالتحاق بمدارس الأونروا أو اللبنانية في صيدا أو الجوار.

ضعف المواصلات والتكاليف يُعد عائقًا كبيرًا أمام التعليم المنتظم للأطفال.

معدلات تسرب مدرسي مرتفعة نتيجة الفقر والحاجة لعمل الأبناء في سن مبكرة.

غياب الدعم الأكاديمي والتربوي، فلا تتوفر مراكز تعليمية أو أنشطة لا صفية منتظمة.

بعض المبادرات التطوعية تحاول تنظيم دروس دعم أو توزيع قرطاسية، لكنها غير كافية.

اللاجئون الفلسطينيون محرومون قانونيًا من ممارسة العديد من المهن، مما يحصرهم في العمل اليدوي والموسمي.

يعتمد السكان على مهن هامشية مثل البناء، الزراعة، الصيد، والعمل في الورش الصغيرة.

لا يوجد ضمان اجتماعي أو صحي، ما يجعل ظروف العمل محفوفة بالمخاطر وغير مستقرة.

نسبة البطالة مرتفعة جدًا، خاصة بين الشباب والخريجين، ما يزيد من حدة الفقر.

بعض المنظمات تنفذ برامج تدريب مهني محدودة، لكنها لا تخلق فرص عمل فعلية.

تجمع السعديات يُجسد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعيشون خارج إطار المخيمات الرسمية. فهو تجمع فقير ومهمل، يعاني سكانه من التهميش القانوني والحرمان من الحقوق الأساسية في التعليم، العمل، والسكن اللائق. ويحتاج إلى تدخل عاجل من المؤسسات الإنسانية والدولية لتحسين أوضاعه وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية