مخيم عين الحلوة
الدولة : لبنان
المدينة : صيدا
يقع على بعد 3 كلم جنوبي شرقي مدينة صيدا، وهو من أكبر من المخيمات في لبنان من حيث السكان والمساحة، حيث أنه يُعَدُّ مخيم عين الحلوة عاصمةَ الشتات للاجئين الفلسطينيين، يبعــد عنصيدا نحو 2 كلم، يبعد عن الحدود مع فلسطين 67 كلم، ويقع على بعد 3 كلم جنوبيّ شرقيّ مدينة صيدا، وقد تأسس على أرض كانت أصلاً معسكراً للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، وقد بدأت الأونروا عملياتها في المخيم عام 1952، وتبلغ مساحته نحو 2.9 كلم مربع، وهو أكبر المخيمات في لبنان من حيث السكان والمساحة، ويعدّ عاصمة المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويبلغ عدد الفلسطينيين في المخيم المسجلين في سجلات الأونروا نحو 47.500 ألف لاجئ وفق موقع الأونروا
الموقع والجغرافيا
الموقع الجغرافي:
يقع على بعد 3 كلم جنوبي شرقي مدينة صيدا، وهو من أكبر من المخيمات في لبنان من حيث السكان والمساحة[1]، حيث أنه يُعَدُّ مخيم عين الحلوة عاصمةَ الشتات للاجئين الفلسطينيين، يبعــد عنصيدا نحو 2 كلم[2]، يبعد عن الحدود مع فلسطين 67 كلم، ويقع على بعد 3 كلم جنوبيّ شرقيّ مدينة صيدا، وقد تأسس على أرض كانت أصلاً معسكراً للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، وقد بدأت الأونروا عملياتها في المخيم عام 1952، وتبلغ مساحته نحو 2.9 كلم مربع، وهو أكبر المخيمات في لبنان من حيث السكان والمساحة، ويعدّ عاصمة المخيمات الفلسطينية في لبنان، ويبلغ عدد الفلسطينيين في المخيم المسجلين في سجلات الأونروا نحو 47.500 ألف لاجئ وفق سنة موقع الأونروا 2019 [3]
[1] مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان، محمد سرور زين العابدين، الطبعة الثانية، دار الجابية لندن بريطانيا، 1433هـ،2012م.
[7] مخيم عين الحلوة بيـن التحديـات والمعـالجـة، فلسطيننا http://www.falestinona.com/ourpalwebsite/ArticleDetails.aspx?ArticleId=5631
النشأة
الإنشاء :
يبلغ عدد سكانه وفق أهل المخيم نحو 70 ألف نسمة والبعض أوصلهم إلى 100 ألف، معظمهم من 13 قرية فلسطينية تتوزع على أقضية عكا والجليل والحولة، وقد وفدت إليه جموع من المهجرين من مخيم النبطية سنة 1974 ومن مخيمي البداوي ونهر البارد في طرابلس سنة 1983، ومن مخيمات بيروت سنة 1985، ومع هذه الهجرات المتوالية أصبح عين الحلوة يتسم بالكثافة السكانية العالية وصار أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث عدد السكان، كذلك فإن عين الحلوة هو الأكبر من حيث المساحة رغم أنها لا تزيد عن الكيلومتر المربع الواحد، أنشئ المخيم سنة 1949 بمبادرة من الصليب الأحمر الدولي، ثم انتقل الإشراف عليه إلى الأونروا سنة 1950. ويشكل المخيم صورة مصغرة عن الفضاء السياسي الفلسطيني حيث يضم جميع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتحالف الوطني والقوى الجهادية والإسلامية التي تتنافس بشكل دائم على النفوذ والسلطة، الأمر الذي يكلف المخيم أحيانا صدامات دامية ونزاعات مربكة
سبب التسمية
المساحة
المساحة: تبلغ مساحته 290 دونماً [2]
[2] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/
ملكية أرض المخيم
البنية التحتية
البنية التحتية:
يعاني مخيم عين الحلوة — مثل باقي الوجود الفلسطيني في لبنان— من البنية التحتية (ماء، وكهرباء، وصرف صحي) سيئة للغاية، ولا تتوفر في السكن أي مواصفات صحية أو بيئية، حيث يقل عدد الشوارع، ولا توجد ساحات عامة أو أماكن ترفيه أو ممارسة هوايات، وتنتشر الأزقة، وتتراجع فرص التعليم والانضمام للجامعات، وترتفع معدلات الفقر والبطالة والأمية.
ويشكو المخيم من تردي البنية التحتية والخدمات، فالكثير من قنوات ومجارير الصرف الصحي ومياه الأمطار مكشوفة على امتداد المخيم، خصوصاً في الزواريب وأزقة الأحياء. وهي قريبة بأغلبيتها من تمديدات مياه الشرب التي يحصل عليها الأهالي من الشبكة القديمة والمهترئة[1]
[1] الخيام http://www.khiyam.com/news/article.php?articleID=2747
الواقع السكاني
الواقع السكاني :
يظن الزائر للمخيم للمرة الأولى أنه يدخل إلى منطقة عسكرية، أو أنّ من يعيش في ذاك المكان هم مجموعة من الأشخاص الخطرين، لا سبعين ألفا من اللاجئين أو يزيدون. إنه مخيم عين الحلوة.
ومع أن اسمه يوحي بالجمال والهدوء، إلا أن كل شيء في المخيم أو حوله هو عكس ذلك تماما، فلا عين ماء عند سفح الجبل، ولا فيه جمال الطبيعة وروعتها ولا نبعا جاريا...
يعتبر امتدادًا عمرانيًا متصلا مع مدينة صيدا. يزيد عدد سكان المخيم عن الـ٧٠ ألف نسمة، وتبلغ مساحته ٠,٨ كلم مربعا، ما يعني أن الكثافة السكانية عالية جدا، ومخيم عين الحلوة يضم عدة مخيمات، تضم مهجرين نتيجة للحرب الأهلية: سكان من مخيم النبطية، سكان من مخيم تل الزعتر المدمرين.
وأهم ما يمكن قوله على الإطلاق هنا، هو أن اللاجئ أي لاجئ، يعاني حتى لو كان يتمتع بكامل حقوقه. فالفلسطينيون في لبنان مشكلتهم الكبرى أنهم لاجئون بعيدون عن أرضهم وقراهم ومدنهم. ولو كانت العودة ممكنة للفلسطينيين لتمت معالجة جميع المشاكل المتعلقة بمعاناتهم في لبنان، لكن حتى يتحقق ذلك، فإن المطلب الأول هو أن يعيش هؤلاء بكرامة وأن يتمتعوا بحقوقهم المنصوص عليها في مختلف المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، كذلك بما يؤمن به اللبنانيون أنفسهم في مقدمة الدستور، القانون الأسمى في البلاد.[1]
عدد السكان :
يبلغ عدد السكان المسجلين وفق سجلات الأونروا عام 2019 حوالي 47,500 لاجئ مسجل، يضاف لها أعداد من فلسطينيي سوريا، وتتحدث اللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني عن وجود 70 ألف نسمة[2]. وهناك من قال من أهل المخيم أن سكانه 100 ألف.
إحصائية ديمغرافية لمخيم عين الحلوة:
[1] الخيام http://www.khiyam.com/news/article.php?articleID=2747
[2] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/
الوضع الاقتصادي
الواقع الاقتصادي
يعمل معظم سكان المخيم في الأعمال الحرفية البسيطة كأعمال البناء في المناطق المجاورة بالإضافة إلى اعتماد الكثير منهم على الأعمال التجارية البسيطة، من بيع الخضار أو السمانة والمواد الغذائية والملابس بالإضافة إلى وجود ما يقارب من 400 موظف يعملون لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في شتّى القطاعات مثل التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية وأعمال النظافة.
كما يعمل جزء من أبناء المخيم في مؤسسات اجتماعية وخيرية وخدمية، كما يعمل جزء منهم موظفا لدى الفصائل الفلسطينية العاملة داخل المخيم ومنهم من يعمل في مزارع خضار وفاكهة
ورغم أن اليد العاملة الفلسطينية تعد منتجة وفعالة، إلا أنّ عمل الفلسطيني يتم في لبنان بشكل غير معلن، كما لا تسمح القوانين اللبنانية للفلسطينيين بالعمل في المهن الحرة، وهو ما يسد الآفاق أمام المتعلمين منهم، ويشكل عقبة رئيسة أمام طموح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.[1]
وفي تقرير لانتصار الدنان حول الوضع الاقتصادي ومحاولة التغلب عليه جاء فيه:
ومع اقتراب حلول شهر رمضان، دعت لجنة تجّار سوق الخضار في مخيم عين الحلوة، الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم إلى لقاء من أجل العمل على تحسين الوضع الاقتصادي، في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة التي يمرّ بها المخيم، بعد تراجع الحركة التجارية. وعرض المجتمعون الوضع العام للمخيم، والظروف التي تعاني منها الناس، وما وصل إليه الحال نتيجة عوامل عديدة، أبرزها الوضع الأمني الذي أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء، وتكبّد التجار خسائر فادحة في البضائع، وتراكم الديون. واتفقوا على تشكيل لجنة تضم ممثلين عن التجّار من السوق التجاري، والشارعين الفوقاني والتحتاني، واللجان الشعبية والأحياء، لمتابعة الملف مع المعنيين، ودعوة القيادة السياسية الفلسطينية والقوة المشتركة لأخذ دورها بشكل فعلي لحفظ الأمن في المخيم، ما يساعد بشكل أساسي على تنشيط الحركة داخل المخيم، ومطالبة القيادة السياسية الفلسطينية بإيجاد حلول، وتسهيل إدخال موادّ البناء إلى المخيم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، لتشغيل اليد العاملة والحد من نسبة البطالة، وفرز عناصر من القوة المشتركة لتنظيم حركة السير لمنع الزحمة، وتنظيم يوم مفتوح من كل شهر يتضمن تخفيضاً في الأسعار بشكل كبير بهدف بيع السلع منعاً لتكدّسها، بالتنسيق مع أصحاب المحالّ التجارية كافة، ودعوة المؤسسات العاملة في المجال الإغاثي أو الاجتماعي لشراء السلع والبضائع والمستلزمات من داخل المخيم، والمساهمة في دعم الاقتصاد وخصوصاً خلال شهر رمضان.
قاسم عثمان أحد بائعي الخضار في سوق المخيم، وينحدر من بلدة صفورية في فلسطين، يقول: "أبيع الخضار في المحل. الوضع الاقتصادي اليوم مأسوي، لكننا نأمل أن يتحسن مع حلول شهر رمضان، شرط أن تتعامل الفصائل مع الأوضاع الأمنية بشكل هادئ، ومنع أي هزات أمنية بشتى الوسائل، في ظل الترابط بين الوضع الاقتصادي وحركة السوق التجارية. وتراجعت حركة البيع في السوق في ظل الهزّات الأمنية العديدة. وعاد التوتر الأمني في المخيم، وفقدنا تواصلنا مع لجنة تجّار السوق. لذلك، اتفقنا على وضع خطة لتحسين وضع السوق في شهر رمضان".
يدفع عثمان مائتي دولار بدل إيجار محلّه، عدا عن اشتراك الكهرباء وثمن البضاعة التي يشتريها يومياً. وإن حدث أيّ إشكال أمني، تتكدس البضائع ثم تتلف.
أما محمود حجازي، وهو بائع خضار أيضاً في سوق المخيم، فيقول: "الوضع الاقتصادي في لبنان سيئ بشكل عام، ويتأثر بالمحيط الذي يعيشه. بالطبع، فإن أهالي المخيم سيتأثرون بهذا الوضع لكونهم جزءاً من السكان الذين يعيشون في لبنان. لكنّ مشكلة الفلسطيني أكبر في ظل قلة فرص العمل. ونشعر من جراء هذا الوضع بأن الناس سيأكلون بعضهم بعضاً. العديد من الشباب الفلسطينيين الذين تخرجوا في الجامعات لا يجدون العمل، والأسباب باتت معروفة".
يتابع أنّه في ظل انعدام فرص العمل، "أضطرّ إلى بيع الخضار في السوق. وقد أثّر الأمر بشكل كبير على بائعي السوق الأساسيين". ويقول: "نحن سبعة أشخاص في البيت، وهذه البسطة لا تؤمّن قوت يومنا، لكن أتمنى أن تتحسن حركة البيع والشراء مع قدوم شهر رمضان. لذلك، اجتمعت لجنة تجّار السوق مع الفصائل الفلسطينية في المخيم، من أجل وضع خطة تساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية. وإن لم يتحسن الوضع فستحلّ بنا الكارثة. أنا مثلاً أعمل منذ ساعات الصباح الأولى. وما أجنيه لا يتجاوز العشرة دولارات. وهذا لا يعدّ كافياً لعائلتنا".
[1] مركز العودة الفلسطيني https://prc.org.uk/?lang=ar
الوضع الصحي
الوضع الصحي
تنتشر أمراض التلاسيميا والسكري والضغط بشكل واسع في مخيم عين الحلوة. ومن أهم التحديات التي تواجه سكان المخيم هو ارتفاع حاجات الناس الطبية وكثرة الأمراض، وتداخل شبكة مياه الشرب مع شبكة الصرف الصحي، كما أن المريض في مخيم عين الحلوة شأنه شأن كل المرضى الفلسطينيين يضطر لأن يسلك طريقاً صعباً للوصول الى هدفه بإجراء عملية جراحية، خصوصاً إذا كانت غير مشمولة من قبل الأونروا، عندها يطرق أبواب الجمعيات الخيرية، والمساجد وفاعلي الخير، وأحيانا لا يجد من يساعده. ونتيجة لعوامل عديدة من بينها الضغط الأمني والنفسي والاجتماعي والاقتصادي فإن الناس يشعرون بالضيق والتذمر وينعكس ذلك طبعا حادا في سلوكهم أحيانا. فضلاً عن أن اكتظاظ المنازل وانعدام الشروط الصحية للبناء يترك أثرا مباشرا على صحة وحياة السكان. يكفي للمرء أن يزور مثلث الحرمان والفقر (عمقا - المنشية - السمارية ) ليدرك حجم الضغط الذي يعيشه سكان المخيم. ويعتبر العامل الصحي هاجسًا حقيقيا يلاحق الفلسطينيين في لبنان [1]
شهد هذا القطاع تراجعاً واضحاً في خدماته، بسبب الكثافة السكانية العالية في مخيم عين الحلوة، وكذلك بسبب النقص الشديد والتأخر في توفير الأدوية الضرورية للمسنين مثل أدوية الضغط وأدوية القلب والسكري وغيرها مطلع كل شهر، بالإضافة إلى اعتماد الأونروا يوم السبت عطلة لا تستقبل فيه إلا الحالات الطارئة.
أما على صعيد المستشفيات الخاصّة، فقد تعاقدت الأونروا مع مستشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني ومع المستشفى الحكومي ومركز لبيب الطبي وهذه المستشفيات تقوم بتقديم الخدمات الطبية للحالات العادية من أمراض الزائدة والمرارة والاستشفاء العادية، أما الأمراض المستعصية والمعقدة كالقلب المفتوح أو الجلطات الدماغية والأزمات القلبية، وأمراض السرطان وجلسات الليزر أو الجرعات الكيمائية فإن الأونروا لا تغطي سوى 30% من تكلفة العلاج. وهناك الكثير من الأمراض لا تغطيها الأونروا بتاتا كالحروق وحوادث السيارات وتركيب أطراف ومفاصل وهذه أمراض ذات تكاليف مرتفعة وهنا تكمن المشاكل، فالكثير من المرضى الفلسطينيين الفقراء لا يستطيعون سداد فرق التكاليف لعمليات العلاج العادية، وبالتالي إما أن يتوقف العلاج عنهم وإما أن يضطروا الى التسول على أبواب المؤسسات الخيرية والمساجد لتجميع المال المطلوب. والكثير من المرضى توفوا داخل المستشفيات وتم احتجاز جثثهم لحين سداد ما عليهم من مستحقات للمستشفيات الخاصة. لذلك نظمت اللجان الشعبية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني خلال العام 2010 عدة اعتصامات وقاموا بالعديد من التحركات المطلبية التي كانت الأونروا بعد كل تحرك تلتقي بالفعاليات وباللجان الشعبية والأهلية، وتقدم الوعود بتحسين الخدمات إلا أن التطبيق الفعلي على الأرض كان مغايراً لما كان يتم الوعد به. وبالتالي أصبح هناك أزمة ثقة بين عموم اللاجئين الفلسطينيين والأونروا، والتي لا تتحرك من ذاتها لتحمل مسؤولياتها إلا بعد القيام بتحركات احتجاجية هنا وهناك واتصالات مكثفة والتعرض الى إغلاق مراكزها أو الاعتداء على موظفيها بسبب الحاجة الملحة لهذا اللاجئ للمساعدة أو الدعم.[2]
ثانياً : -الأمراض المنتشرة في المخيم :
- أمراض الضغط
- أمراض السكر
- أمراض الدم
- أمراض التلاسيميا .... وغيرها
[1] مركز العودة الفلسطيني https://prc.org.uk/?lang=ar
[2] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/
التعليم
تعاني المسيرة التعليمية في مخيم عين الحلوة من صعوبات حقيقية، ففضلا عن سياسية الأنروا التربوية التي تعاني من ترهل وضعف كبيرين (نظام الدوامين، الترفيع الآلي، اكتظاظ الصفوف في الطلاب..) هناك مشاكل أخطر من ذلك كله وهي غياب الرغبة الجادة لدى العديد من الطلاب من الاهتمام بالتعلم، ورغبة أخرى أكبر منها بترك مقاعد الدراسة، ولذلك ما يبرره أو يفسره. ونتيجة لسلسلة طويلة من الحرمان، فإن آفاق المستقبل لدى الطلاب مسدودة. إن معدلات التسرب الآخذة بازدياد تترك بصماتها الواضحة في السلوك الإجتماعي وحتى في مستقبل الفلسطينيين كله في لبنان. وليس كل الطلاب الذين يتركون مقاعد الدراسة يتوجهون لتعلم صنعة ما. كما أن المشاكل الأمنية والتوترات المتنقلة في المخيم أو مع الجيش اللبناني تنعكس مباشرة على المسيرة التعليمية. ويمتاز مخيم عين الحلوة بالحساسية المرتفعة، فأي توتر أمني أو استنفار في أي زاروبة أو أي مكان في المخيم مهما كان حجمه فإنه يجعل الطلاب وذويهم والهيئة التدريسية على السواء في حالة هيجان وقلق وتوتر، مما يضطر المدارس لأن تغلق أبوابها لحين انتهاء هذا التوتر أو ذاك، والذي قد يستمر لعدة أيام. تترك هذه المشاكل كلها آثارا نفسية سيئة للغاية لدى الأطفال، أهمها جنوحهم نحو العنف، وهي من المشاكل التي لا يتم تسليط الضوء عليها كثيرا.[1]
لم يحصل أي تحسن على مستوى التحصيل العلمي في الأعوام الأخيرة، إذ تدنّت نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة إلى مستويات خطيرة، بالرغم من توفير الأونروا مباني مدرسيّة جديدة واعتماد نظام الدوام الواحد. إلا أن الواقع الاجتماعي الصعب وانعكاس الواقع الأمني المتوتر، انعكس سلباً على أداء التلاميذ، من حيث الالتزام والانضباط في الصفوف، وهذا سبب تدني نسبة النجاح إلى 22% في شهادة البريفيه، وهذه النسبة متدنية جداً. هذا بالإضافة إلى زيادة نسبة التسرب المدرسي بين الأطفال خلال عام 2010 مقارنة بالسنوات السابقة. فقد كانت نتائج تجربة نيسان 2010 التي أجرتها الأونروا لطلابها لتدريبهم واختبار قدراتهم قبل خضوعهم للامتحانات الرسمية مقلقة جدا، إذ لم ينجح أحد من طلاب مدرسة حطين المتوسطة وكانت النتيجة صفراً، وانعكس ذلك أيضا على نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة الرسمية.
أما التعليم الثانوي فهو أفضل حالا، باعتبار أن الطلاب الذين يصلون إلى المرحلة الثانوية هم من الطلاب ذوي المستويات الجيدة، وبالتالي تصل نسبة النجاح السنوية في شعبة علوم الحياة ما يقارب 90% أما شعبة الاقتصاد والإنسانيات فقد تصل الى 72%، إلا أن عملية الانضباط في المدرسة تواجه تعقيدات كثيرة بسبب الواقع الأمني والاقتصادي الذي تعيشه المخيمات الفلسطينية في لبنان. وفي العموم لا يتلقى طلاب مخيم عين الحلوة التعليم الكمي والنوعي المطلوب.[2]
كان الفلسطينيون في لبنان من أكثر فئات المجتمع تعليماً في الحقبة التي اعقبت نكبة 1948 وحتى نهاية سبعينات القرن العشرين. لكن، منذ خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في سنة 1982 بدأت ظواهر التسرب من المدارس لدى التلاميذ من الفئة العمرية 10-17 سنة (المرحلتان المتوسطة والثانوية) تتزايد بسبب الاضطرار إلى الالتحاق بورش العمل لإعالة العائلة التي فقدت الزوج على سبيل المثال.[3]
المشاكل التعليمية:
ومن الملاحظ أن الأونروا تهتم بالمدارس الثانوية أكثر من المدارس الابتدائية والمتوسطة، وهذا يبدو جلياً في التفاوت في نتائج الامتحانات الرسمية التي تبدو باهرة للطلاب الثانويين ومخيبة لطلاب المرحلة المتوسطة ولعل هذا التراجع في مستوى التعليم الابتدائي والمتوسط دفع بالأهالي المقتدرين مادياً إلى تسجيل أبنائهم في مدارس خاصة أو تسجيلهم في دورات دروس الدعم المدرسي (التقوية) التي انتشرت بكثرة في السنوات الأخيرة، ولا تدير الأونروا إلاّ مدرسة ثانوية واحدة في كل منطقة، ما يعني أن معظم المخيمات لا مدارس ثانوية فيها، ويضطر الطلاب الثانويون فيها للتوجه إلى المدرسة الوحيدة المتاحة، علماً بأن الأونروا لا توفّر لهم وسيلة نقل، بل يذهبون في باصات على نفقتهم الخاصة، فضلاً عن ذلك، ليس هناك برامج تلحظ الطلاب الذين يتسربون من المدارس قبل الصف التاسع الذين لا يجدون إلا الشوارع مأوىً لهم.
العقبات والصعوبات على الصعيد التربوي:
تقع المدارس إلى جوار حي سكني متراص، إذ يعاني الطلاب من روائح الطعام المنتشرة والأصوات المنبعثة من المنازل والممرات الضيقة، كما يؤدي الضجيج الصادر عن الطلاب في المدارس خاصة أثناء الاستراحة إلى إزعاج الأهالي، كما أن الصفوف تكتظ بالطلاب حيث يصل عدد الطلاب في صفوف مدارس الأونروا إلى حوالي 40 طالباً في الصف الواحد، مما يساهم بشكل كبير في تدني وتراجع المستوى التعليمي والي يعود للأسباب التالية:
- سياسة الترفيع الآلي للطلاب
- الأسلوب النظري في التعليم
- المنهج الجديد
- العوامل الاجتماعية
- التسرب المدرسي
- قوانين العمل
مشكلة التسرب: نشرت انتصار الدنان تحقياً عن التسرب في عين الحلوة جاء فيه:
جاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قطع تمويل بلاده عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ليؤجج خوف الأهالي والتلاميذ على حدّ سواء، في عين الحلوة كما في غيره من مخيمات اللجوء الفلسطيني. ففي حال إغلاق مدارس "الأونروا" لن يجد التلاميذ أيّ أفق لمتابعة تعليمهم.
سبق عدد من الفتية الفلسطينيين هذه الاحتمالات، بمغادرة مقاعد الدراسة لأسباب مختلفة، أبرزها العمل. في كلّ الأحوال، يعتبر كثيرون أنّ إنهاء الفلسطيني في لبنان دراسته لن يفيده بشيء إذ إنّه ممنوع من العمل في معظم المهن التي يتخصص فيها.
محمد بلال ناصر، فتى فلسطيني، في السادسة عشرة، يسكن في منطقة الطوارئ المحاذية للمخيم، وهو من عكا بفلسطين. يعمل حالياً في فرن لبيع المناقيش. ترك محمد المدرسة بعدما أنهى الصف السابع الأساسي. كان والده قد تعرض لنكسة صحية أجبرته على ترك عمله، إلى أن توفي قبل ثلاثة أشهر، بعد معاناة دامت سنتين. يقول محمد: "عائلتنا مكونة من ثمانية أفراد، نعيش في بيت متواضع، في منطقة الطوارئ، والمنزل ملك لنا فلا ندفع إيجاراً. كان والدي يعمل في البناء، ومنذ مرضه، قررت ترك المدرسة والعمل، خصوصاً أنّني أدركت أنّ نهايتي في حال أكملت تعليمي، لن تكون أفضل من الشبان الذين يجلسون في المقاهي طوال الوقت، ولا يجدون فرصة عمل أبداً. أريد أن أساعد أهلي وأتعلم مهنة".
يتابع: "في البداية عملت في محل لبيع العصير، في منطقة التعمير، بصيدا، ثم انتقلت إلى مكان آخر. كنت أرغب في تعلم النجارة، لكنّ المهنة لم تعجبني إذ جربتها، ثم انتقلت إلى العمل في فرن لبيع المناقيش، في المخيم، فأحببت العمل. تركت المدرسة مجبراً، لكنّي اليوم أخاف على آلاف التلاميذ الذين قد يحرمون من التعليم، بسبب قرارات ترامب، فحين تغلق مدارس الأونروا، سينقطع أطفال المخيمات عن التعليم، فلا قدرة للأهالي على دفع حتى إيجار سيارة النقل التي تقلهم خارج المخيم، إذا ما كان البديل عن مدارس الأونروا هي المدارس الرسمية اللبنانية المجانية".
أحمد صغيّر، فتى فلسطيني آخر في السادسة عشرة، يعيش في مخيم عين الحلوة، وهو من الناعمة، قضاء صفد، بفلسطين. يعمل بائعاً في محل للسمانة (بقالة). بعد تركه المدرسة تعلم مهنة الزجاج، لكنّه لم يجد عملاً. هو ليس مضطراً للعمل إذ يعيش في كنف أسرة مكتفية مادياً، فوالده لديه محل صغير في الشارع الفوقاني للمخيم لبيع الأدوات الكهربائيّة، كما يتقاضى راتباً من حركة فتح، وهم في البيت أربع بنات، وشابان. يقول أحمد: "لم أكن أكره المدرسة، ولم أكن كسولاً، لكنّني كنت في الصف الثامن عندما تشاجرت مع مدرسي، فطُردت يومين، وبعدها صارت المشاكل تتكرر، فتركت المدرسة في الصف نفسه، لأتعلم بعد ذلك مهنة الأزّاز (صانع الزجاج) لكنّي لم أجد عملًا فيها. بدأت بعدها العمل في المحل هنا".
يتابع: "أمي تعمل في الأونروا، وتساعد والدي في مصروف البيت. إذا توقفت الوكالة، ستخسر أمي عملها ويتضرر وضعنا المعيشي. الأخطر في الأمر هي المدارس، فصحيح أنّني تركت المدرسة، لكنّني لا أشجع أيّ تلميذ على تركها، ولو اكتفى بالتعليم المتوسط فقط. إذا أوقفت الأونروا خدماتها، خصوصاً في ما يتعلق بالمدارس، فسيصير الأطفال عرضة للبقاء في الشوارع والجهل. الناس في المخيم ليس باستطاعتهم تعليم أولادهم، فهم بالكاد يستطيعون تأمين المأكل والمشرب، فما بالك بوضع أبنائهم في مدارس خارج المخيم أو مدارس خاصة؟".
أسماء المدارس في المخيم :
- مدرسة الناقورة
- مدرسة الفالوجة
- مدرسة بيسان
- مدرسة حطين
- مدرسة مرج بن عامر
- مدرسة قبية
- مدرسة السموع المتوسطة للبنين
- مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري
رياض الأطفال في المخيم :
- روضة الهدى الاسلامية
- روضة صلاح الدين الأيوبي
- روضة غسان كنفاني
- روضة الشهيدة هدى زيدان
- روضة فالح رباح
- روضة السنابل
- روضة هدى شعلان
[1] مركز العودة الفلسطيني https://prc.org.uk/?lang=ar
[2] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/
[3] مركز دراسات الخليج http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/fd74a9b2-36b7-4ce2-86ea-459f2afaaeab
[4] تسرب مدرسي في عين الحلوة، انتصار الدنان، العربي الجديد 25 سبتمبر2018 https://www.alaraby.co.uk/society/2018/9/24/
الوضع السياسي والقانوني
الواقع السياسي والقانوني
مخيم عين الحلوة هو من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ودول اللجوء، وهذا له علاقة مباشرة بقضية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم الأصلية، ومرتبط بمفاوضات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ومصير اللاجئين الفلسطينيين. فالأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة انطلقت سنة 1997، بعد هدوء دام سنوات، وذلك بعد مؤتمر مدريد للسلام سنة 1991، واتفاق أوسلو سنة 1993، وتأسيس السلطة الفلسطينية سنة 1994، وبروز توجه دولي وإقليمي لتصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حقّ العودة وفرض التوطين في لبنان، يدار المخيم من قبل الفصائل الفلسطينية[1]
انظر : الفصائل الفلسطينية في المخيم
[1] مركز زيتونة للدراسات والاستشارات الفلسطينية https://www.alzaytouna.net
ذاكرة المخيم
حراس الذاكرة الفلسطينية
كانت جدتي بطلة ذكرياتها دون منازع. في الوقت الذي كنت أشعر فيه أن حياتي لم تعد شيئًا لذيذًا سهلاً علي أن أعيشه بهدوء، وجدتني أتصل بها وأسألها المزيد من التفاصيل.
علا صوتي في أحيان كثيرة لأنه لم يكن باستطاعتي الكتمان أكثر، ولم أكن أعلم أبدًا أن فتاة صغيرة في مثل سني لا يمكن أن تحمل الإجابات على تساؤلاتها المعقدة، حتى كبرت… وفهمت وحدي.
كنت أسير في كل مرة عبر الطرقات الموجودة في حكايات جدتي. رمتنا الأرض خارج أرضها وفي صيدا صرنا لاجئين، كانت عائلتي موجودة في مخيم له شكل غير مألوف في بادئ الأمر. وعندما كنت أبتعد عن الدار كنت أبتعد عن طفولتي في الوقت ذاته، لتصبح أصابع الذين أحبهم لا تقشر البرتقال. الأرض حيث كل بقعة تحمل في داخلها قبرًا للملايين من الناس الذين قتلوا أو هجروا تاركين خلفهم الكثير من رائحة الدمار الخانقة. غابت جذورهم تحت التراب لكنها لم تختفي إلى الأبد. الرصاص صار ذكرياتنا اليومية، نيران المخيمات لم تزل تحترق. وهذا التاريخ كنا نتعلمه، فهل كان من السهل حقًا أن ننزل من فوق الحائط؟
لكني وجدت روحي في تلك الأماكن التي لم أستطع شم روائحها قط، والليل لا يجد فيها النهار. استمعت إلى الصلوات التي تقام حتى هذه الساعة هناك. ومن ثم سرت لمدة سبعون عامًا باتجاه الشمال، حيث عكا والكثير من البشر البسطاء. شاركتهم خبزهم في وجبات الطعام، جلست على أرضية المساجد حيث الغرباء المحترمون. رأيت امرأة شابة ليس لديها طريقة أو وسيلة لتذهب إلى أي مكان، بلا تعليم ولا تسلية ولا حتى مكان تعيش فيه، ومع ذلك لم تفقد الشعور بالأمان للحظة واحدة.
تمتمت باسم الله عن الذي لا أعرفه حول هذه الأرض وهذا الشعب. كل شيء كان عظيمًا، لكني لماذا منذ وهلة بكيث!
أردت حقًا العودة إلى بلدي، ولكن في نفس الوقت كنت أعرف أنه لا يمكنني الذهاب إلى هناك. لأنه لا يوجد مكان لي. يومًا بعد يوم، صرت أستمع إلى الأخبار، وأتابع ما يحدث بعيدًا في داخلها هناك، فيتحطم قلبي أكثر، لأن الأخبار كانت تحبطني كالعادة. كان قلبي ينبض لشعبي، ولكني لم أعرف ما الذي يجب أن أفعله.
حتى تعلمت بمرارة أن هجرتنا لم تكن النهاية، وأن اللجوء لم يعني يومًا انشقاقنا عن تاريخنا وأهلنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية الفلسطينية الأصيلة.
أيقنت أن للوطن واجب وحق علينا، وأن لدينا أمانة يجب أن نؤديها من خلال أبنائنا. أدركت أن بيوتنا وأزقتنا وشوارعنا الفلسطينية التي تركناها خلفنا، لم تعني لنا يومًا اليأس، وفقدان الأمل. وأن صوت زغاريط النسوة المختلط بصوت الرصاص، ما بين الرعب والصراخ، يولد فرح ما بطريقته الخاصة.
بل وفهمت أن ما يحدث هنا لابد أن يصل صداه هناك حتى تكون العودة إلى فلسطين وفي يدنا ما يعمرها ويفيدها.
وبعد أن مات الكبار ولم ينسى الصغار وهم يعيشون داخل فلسطين في مخيمات الجوار، تساءلت كيف لشبابنا الجديد أن ينسى بلدهم المحتل وهم يستيقظون كل صباح على رائحة الزيت والزعتر وتوارث العادات الفلسطينية بما فيها من عادات وتقاليد ولباس ولهجة، وهي تذكر بفلسطين وتاريخها النضالي.
نحن لهذه الأرض كنا ولهذه الأرض مازلنا وإنا إليها لراجعون.
وكما يفعل العاشق برسائل حبيبته القديمة، يشمها ويقبلها ومهما مر الوقت لا ينسى شكل الأحرف عندما ارتعشت شفتاه اثر قرائتها.
هكذا نقول بأننا فلسطينيون.
أقطع هذا الطريق الطويل إليك وحدي بالأحرف الكبيرة والشكل البذيء لجدران حينا الفقير .
أنا لا أثق بالهدوء الذي أعيشه مطلقًا، أسمع بحة صوتي على الورق وتزدحم الأمور السيئة التي تقضم أطراف أصابعي.
صار يشبه وجهي كل شيء يمر أمام الباب.
ما الذي يحدث تحت السرير؟
كلها أشياء لا يمكنني العثور على إجابات شافية لها، ولا يمكن لمرة أن تكون الأولى مرتين.
أخاف من نفسي ومن الآخرين وهم يعبرون منشغلين بأشيائهم، ولا تبدو عليهم أي علامات غير مألوفة.
أخاف من القدرة العجيبة على الاعتياد، كما لو أن الحياة الآن كما هي بصورتها الطبيعية والناس يعيشونها دون أن يتغير شيء، التعايش مع أكثر الأحداث قسوة.
كأنني أشاهد فيلمًا صامتًا لا يحمل الألوان وكل الليل المتأخر انقلب فجأة إلى ظهيرة.
من أين خرج ذلك الصوت كله؟
حسنًا، لا أدري كيف سأتذكر هذه الأيام في المستقبل؟
في الصف الطويل أنا المغتربة التي تقف أمامك الآن أول الصف، امرأة لا تتذكر سببًا واحدًا لوجودها هنا وانتظارها ليشرح لها أحدهم كيف أصبحت فجأة لاجئة كل هذه المدة ولا تجرؤ على القفز منذ سنوات إلى الجهة الأخرى.
كيف يمكنني التخلص من سؤالي البسيط حين أراه متعبًا؟
أنا منشغلة الآن بمراقبتك عبر التلفاز، يعقدون حولك مؤتمرًا صحافيًا ويعلنون فيه انتصارك بينما تربكني حولك أسئلة الصحافيين الفضوليين.
أشعر أنك تخاطبني في كل ما تقول أو تتعمد أن تسمعني كلامك.
روحي تجوب أزقتك وأحلامي جميعها أكبر مني، بينما يغلق باب الدار خلفي، يتملكني ذلك الشعور القديم بالخوف.
لقد منحت لقلبي وطنًا، ما كنت لأتمكن من كتابة هذه السطور بدون حبك، لكني متعبة وأسير ببطء، خلفك تمامًا!
أقف على عتبة الدهشة طويلاً وأستيقظ محمله بكل الأحلام السريعة والعاجلة مرة أخرى.
أحاول أن أتحسس طريقي بحذر وأتحدث مع رأسي عن الحياة الجميلة في الخارج، أحاول جمع نفس طويل، لكنه يتقطع.
صارت الأشياء تحرك نفسها من أمامي، إنني وأنا فيك أقف أيضًا أمام الباب محاولة الدخول إليك، لي أطرافًا لا تحتمل ثقلي ولم يأتي أحد ليأخذ بيدي من أي مكان .
أعتقد أني انتهيت.
هل يمكنني البكاء؟
حاجز عابس.. بل أكثر من واحد، يقف أمامي الآن، يعيق حركتي، يصعب طريقي والوقت قد توقف في جهات أربع تطوق بقعة ضوء لا أسماء حقيقية لها، لا ملامح واضحة عليها، ولا حدود لذلك الوطن سوى جدار اسمنتي يصل السماء وتقوم أساساته على الأرواح المعذبة في تلك الزاوية المعتمة من العالم الضخم.
هل تراها مثلما تفعل عيني؟ بكل خرابها.. دمارها.. بؤسها.. وحزن الأفكار التي تكبر معها، حلوة!
الجميع هناك يصنع كل صباح وجه واحد، ستعتاد عليه بعد المرة الأولى لك، ثم ستصبح أول من يشعر بالغرابة إن تبدلت الملامح.
الكل له وجه واحد ” أنا لست جيدًا في الحياة”.
أما عني، كنت هناك وأعرف منذ أشهري الستة في الحياة أنني لست منهم. أني سلسلة من الفضوليين التي تستمر بالسؤال وفقط عن حل لجميع أوضاع اللاجئين هناك، هنا، وفي كل مكان مخبىء من أطراف المدن الكبيرة.
وعرفت بالمثل أن الدخول إلى عين الحلوة لا يشبه رحلة الخروج منها.
عين الحلوة.. وما أدراك ما عين الحلوة؟ أتمنى لو بإمكاننا أن نكون غريبين مجددًا!
لم أمكث طويلًا، كانت زيارات سريعة، لطالما أثار ذلك المكان اهتمامي، أحببت رائحة الوطن التي لم تنفذ مع “طول الزيارة”.
دفعتني الأشياء المبعثرة، المشاهد الغير طبيعية والتي تمارس بشكل علني وروتيني أن أحفظها في داخلي، وكأنها جزئي المفضل من الحياة.
الجزء الذي كبر معي ويشاركني حياتي الخاصة منذ فترة طويلة.
علمت لاحقًا أنه قوتي، أو سببًا لها.
ترى، هل أحببت الواقع حقًا؟ هل كنت أراه بصورته الطبيعية؟ أم أن حبي للكلمات دفعني لإستخدامها في الأماكن الغير مناسبة لوصف وضع غير محتمل؟
لماذا يبدو كل شيء يسري كما لو أنه جزءًا من دائرة متقنة بينما لا شيء منطقي؟ لا شيء يحدث دون ألم!
ومع هذا لم أكن لأجد أبدًا من يصرخ طالبًا النجدة.
ربما أن الأدمغة هناك لا تملك قابلية الوصول إلى العالم، أو أنهم في موعد مع فكرة ما وليس مع آخرين مثلي.
لحظة واحدة..
أنا أيضًا أواعد أفكارًا أخرى، لكني أريد فكرتهم..
إذن، هل يبدو الأمر مثيرًا للإهتمام؟
لا أدري، ممكن.. والله أعلم.
لا معنى لهذا كله، لأنه قد يعني الآن أي شي.
إلى التي زرعت وطنًا في مخيم مهترىء..أحبكِ!
ليال كثيرة قد مضت، غابت الشمس أكثر من مرة، نام الجميع تسع مرات، عددتها! ولم يكن بإستطاعتي بعد أن أستجمع قواي وأراسلك..
اللعنة يا تاتا!
انقسم المخيم..
وها هو الجدار يرتفع شيئًا فشيئًا حتى يستيقظ النيام ذات صباح ويدركوا أن ضوء السماء ما عاد يصل أسقف الزينكو البسيطة تلك – كانت يومًا تحميكم من الغرق-، لقد حجبوا عنكم الحياة!
ولا تسأليني، لو كنت أدرك من هم حقًا لأخبرتك، لكني والله لا أعلم..
صدقيني هذه المرة فقط.
كانت قد وصلتني الأخبار حول وعكتك الصحية الأخيرة، وكنت قد طلبت أن أسمع أنفاسك البطيئة، لكن الأجهزة التي أعادتك للحياة فصلت بيننا هذه المرة، في تلك اللحظة لم أغضب، كنت يقينة من أنك ستعوضيني عنها آلاف المرات فيما بعد.
الأخبار السيئة تلاحقني من كل مكان مع نهاية العام، ولتعرفي الآن أنني أخشى عليكِ منها.
أرى أن المخيم ما عاد قويًا، ما الذي يحل بشعب الخيام؟
ولأنني أحببت المخيم بعدد السنون التي أخبرتني فيها، عن اللحظات الكثيرة التي استغرقتها لتنقلي وطنًا بأكمله في خيمة واحدة، أطلب منكِ ألا تفلتي يدي الآن.
الأمور لا تبدو على ما يرام، وأنا لا أريد أن يمحى كل شيء دفعة واحدة.
ماذا لو أخذتني أقدامي إلى هناك مجددًا؟
كنا قد اتفقنا أن حكاويكِ من ستدلني للتعرف على أماكن الأشياء..
ما الذي تبقى لنا الآن؟
حواجز من الجهات الأربع
وجدار
هذا كل شي!
-هاتي يدك-.
من في عين الحلوة إلا .. لا أحد!
صدقاً، لا أحد هناك.. فقط لا أحد
لا قطة ضالة، لا صوت عواء لكلب يحتضر
لا زجاج تفتت في شجار شبابي وبقي ليجرح أقدام الأطفال
لا روائح نفايات هنا وهناك
لا زواريب قد لا تحمل أطرافك الزائدة وتعلق في منتصفها يوم قررت أن تخاطر لتعبر إلى الضفة الأخرى!
لا حواجز تسألك عن هويتك، لأنها مطبوعة في طرف ياقتك “الممزوعة” وفي جيبك الواسع الذي لا يحتضن سوى عشرة آلاف ليرة، أجرة يومك، بعد أن نسيت أن هناك حياة في الخارج، أصبحت تمسك بها كل مساء وأنت تقبل بلاط منزلك، شاكراً الله، متمتماً: الحمدلله- طعميتنا من خيرك، لا تعوزنا لغيرك-.
تنظر إلى زوجتك التي لا تستطيع أن تعرف كم بحراً يحد أطراف بقعتها، ولا هيبة صخرة الروشة التي تراها على التلفاز تارة وفي بطاقات بريدية تارة أخرى، “حرمت” أن تخاطر على الحاجز مجدداً، يوم مسكت يدها وأخبرتها أن الله هنا، نامت بعدها ليلة كاملة في غرفة كلها أسود، وبابها من قضبان حديدية.
كانت تئن الليل بطوله وهي تردد بصوت يكاد أن يكون همساً: الله الله تعال بسرعة، الغرفة باردة، ونسيت جواربي في المخيم.
يسألها المحقق صباحاً: لماذا لا تملكين هوية؟
لا أعرف، كانت لدي أوراق، صورة عنها، منذ أعوام كانت تحمني وكنت لا أتحملها، اليوم لا تحمني، وعلي أن اتحمل أنها لا تفعل وأني في صراع، وأنني لا هوية لي، وأنني لا وطن يحميني، وأننا لا مكان لنا!
أذكر جيداً الدمعات التي هربت سريعاً من ختيار يقطن في “الشارع الفوقاني” وهو يدفع بأبنائه واحداً تلو الآخر للهجرة إلى ألمانيا، أذكر كيف شهق في محاولة منه لأن لا يبكي على طرف الهاتف وهو يردد: الله معك يا ابني، ناطرينك طول العمر.
يغلق الهاتف ليدخل في نوبة بكاء، يبكي كل ما يحيط به إلا الوطن، والوطنيون، والمواطنون، وعلى رأسهم، المرأة التي نسيت جواربها في المخيم، فماتت من البرد، وهي تفكر ما الذي ستجيبه إذما سألها غريب: من أنتِ؟ من أين أتيتِ؟ حسناً..فقط ارحلي!
إلى أين؟
إلى البقعة التي لا ترفضك..
العالم لم يحبنا (تصرخ) ثم تقع أرضاً، وفجأة: تموت!
تأتني جدتي من بقعة بعيدة جداً، تجلس بجواري، تارة أقبل كفها وتارة أحتضنه وتارة أنظر إلى عينها، وأقول: لماذا خرجتم؟
يحضر صوت أمي من بعيد، تصيب في كلماتها والدتها – أي جدتي- ، وتتمتم: ليتكم متم، وراحت ملامحكم، واختفت اسمائكم، وأصبحتم أرقاماً، وأسطراً في كتاب تاريخ، ولم تخرجوا!
لقد خرجتم لتبحثوا لكم عن حياة، لتجدوا لأنفسكم سبباً لمحاولة العيش مجدداً، خمني ما الذي حدث؟
67 عاماً، أجيال تأتي وأخرى ترحل، تحفظ التاريخ جيداً، وأسماء الله الحسنى أيضاً، وتعرف أنها لا تريد أن يبقى الحال على ما هو عليه، جزء انتحر ، منهم من أصبح من الشهداء.. جزء هاجر وبنوا لأنفسهم وطناً آخر، وجزء في الداخل يصارع هوية البقاء، يوم يسألونهم في المدارس: ما عاصمة فلسطين؟
ليجيبوا وفقط: “القدس الشرقية”.
في غربتي..
الطقس شديد الحرارة
قلبي يشتعل وأطرافي لم تعد تثق بي مجدداً
قررت ظهراً أن أنهي تقاريري على عجلة، وأن أمتلك الوقت حتى أطرافه في يومي هذا
كل شيء نحبه نملك له الوقت، وهذا ما لا يستوعبه من نحاول أن نترك بيننا وبينهم بضع مسافات
ورغم أنني أحب عملي، إلا أنني أحب أن أصنع من الطحين فلسطين لي، أن أشكل من العجين تلك القرى التي أنسى كثيراً اسمها
قد تكون رائحة الوطن معلقة بأولئك الذين يعودون إليه بعد أعوام، لكن ما بالي أنا أشتم رائحة الوطن بخبز التنور وقرصه والصاج والكماج!
أنهك نفسي حتى آخري، أسرع كثيراً في اللحظات الأخيرة لأنهي ما ورط نفسي به- كما هي عادتي-، أخرج سريعاً لأمشي.. كل الاتجاهات ستعيدني من حيث أتيت، أعلم ذلك، لكني مجدداً لا أعلم لما أنا هنا حتى الآن؟
لا بقعة تحتضنني، والمهام لا تنتهي، والروتين رغم أنني أتقنه إلا أنه لا يصنع لي من الخبز وطناً..
أذكر يوم أخبرتني الأفلام الوثائقية والحكايات التي لازالت تسردها لي جدتي، كيف كان لرغيف الخبز قوة مبهرة في سد جوعنا، وعواطفنا..
كيف كنا نصنع من الخبز بيوتاً، وفي الكثير من الأحيان رجالاً!
ومنه أيضاً.. كنا نهرب من الحرب، نخبئ الكثير من الطحين.. كنا نتقاسم الرغيف في كل مرة نجتمع فيها لنأكل.. وما خيل لنا أننا سننقسم يوماً بعدها ..
لم أعش تلك اللحظات، أنا في غربتي، والطقس يشتد حرارة في كل مرة أفكر فيها أن أحدث نفسي، قلبي يشتعل، ومع هذا أجيد صناعة الخبز جيداً، كما أجيد الكتابة.. لا وجهة لكتابتي هذه وربما.. هي بلا معنى!
فلسطين.. أخشى أنني لم أعد قادرة على التكتم.. أني أراك في المرمية.. في الخبز .. في الطحين..
وأخشى أيضاً أنني سأنسى قريباً تلك التفاصيل، وفي غربتي أصنعك.. في غربتي حيث الطبيعة التي تتآمر على أن لا ترحم أحداً
حدثيني، ما الذي تريدينه؟ أما عني، فأنا أريدك، لقد اخترتك قبل هذا منذ وقت طويل
فكري جيداً مازال المساء طويلاً..
(الخبز أصبح بارداً..)
زاد تعلقي وحبي الشديد لوطني الذي خلقت وملامحه ملصقة على جسدي عقب الحرب الأخيرة التي طالت قطاع غزة..
للإعلام قدرة عجيبة بإقناعك أن طعم التفاح مر جداً وأن البرتقاله التي تراها ماهي إلا بطيخ أصفر نسميه في بلادنا “شمام”، وأن نظرك المضطرب هو السبب في عدم التعرف على تلك الفواكه، فشوهت الحقيقة، أنت مجرد لعبة، يحركونها بأيديهم كيفما أرادوا!
يخبرني زميلي الصحفي والذي يقبع في احد مناطق العالم المنعزلة (غزة) عن تعلقه الشديد بالتواصل مع أبناء جالية بلده في الخارج، يحاول أن يهرب من فكرة الانقسامات التي طالت بقعته وانغمرت حتى تطبعت على جثث الشهداء وقد زينت أكفانهم بأعلام حزبية ونسوا في المسيرات تلك وهم يهتفون بإسم الوطن أن يرفعوا علمه!
يتكرر المشهد، ويطغى لون الدم على كافة الأحزاب تلك..
ما أجمل لون الدماء في حضرة الأحزاب..علها وحدتنا يارجل!
زميلي الذي اختار النضال في شارع غير المظاهرات والهتاف..
يدفع عمره الجيد في العمل ليل نهار وينتهي الأمر بأن يداوي نصفه الآخر، أي نصف يصادفه، وإن لم يكن في الحقيقة على معرفة وطيدة به!
فلا يفكر بالزواج بعد مثل باقي الشباب في عمره، إنما أمله أن يشفي أولئك الذين لاينتمون لحزب، ولا تظهر أسمائهم في الشريط الاخباري ذو اللون الأحمر والمطبوع على إحدى جوانبه بالأسود كلمة (عاجل)..
لطالما كانوا مهمشين.. وسيصبحون في خبر كان !
يقول لي وقد أبكاني حديثه جداً: ” تخيلي أني قد أمضيت عشرة أعوام من حياتي محاولاً لنسيان أربعة حروب خسرت فيها ثقتي.. خسرت فيها الله!”
كان يبكي باعترافاته تلك، وكأنه يتلو على مسامعي قصص لاحد الروائيين الذين يسلطون الضوء على أبطال من هامش هذا العالم اللعين..
في المقابل ها أنا منذ عدة أيام أنتظر أن أستلم طرد بعثه لي أحد الكتاب من مناطق الـ 48 في فلسطين المحتلة..
ننتظر الموافقة من السلطات الاسرائيلية..
ترى هل سينطقون اسمي المطبوع على الطرد بشكل صحيح؟
هنادي أم.. سأصبح فجأة خناديي!
هل سيرمون بالعلبة البلاستيكية التي تضم رمالاً من صفد؟
وعدني صديق آخر أن يرسل لي علبة من بحر غزة أيضاً..
متشوقة جداً لأن أبني فلسطين خاصة لي في غربتي..
أعلم أنه سينقصها وطن، فالأشياء الرمزية تلك لا تشفي قلبي من مطالبه في وطن حرمت منه..
مؤلمة جداً قصتي وأنا أخبر الجميع أنني أستلم طرود بها فتات من وطني، انتظر الموافقة من السلطات الاسرائيلية لأحظى بها.
الأكثر إيلاماً رسالتي الالكترونية للأنروا وأنا أسألهم ماهي حقوقي كلاجئة خلقت في الخارج؟ ليجيبوني أن ” مؤهلاتي وصفاتي” لا تتناسب مع الحقوق التي يمنحونها للاجئين!
ألا تكفي الوثيقة؟
ما أبعد خذلانكم عن الوطن.. ما أبعده عن وطنيتكم!
أذكر جيداً كيف أجابني صديقي الغزي الآخر والذي سافر لبعثه دراسية في فرنسا يوم سألته ما الذي ينقصك في غربتك؟ في محاولة لأن أخفف عنه غربته.. أنا التي ذقت مر الغربتين، تغريبتنا الأولى إلى لبنان والثانية في غربتنا إلى المياه المالحة..
أجابني: مارمية.. انتهت وأحتاج إلى كمية منها..
أتتني الجرأة لأن أكسر عادات بلادي قليلاً..
وأتحول إلى رجل يشبه ذلك الذي يعصب عيناه جيداً بالكوفية، لا تبرز من ملامح وجهه وتفاصيل جسده إلا عروقه الزرقاء..
قررت أن أؤدي هذه المهمة حيث كانت جارتي المقدسية قد جلبت لي ما يفيض عن حاجتي من المارمية..
بعثت بالكمية كلها إليه، عانت جداً تلك المسكينة – المارمية- قبل أن تصل!
فقد مكثت في الجمارك الفرنسية على نحو أسبوعان وقد علمت بعدها أن المارمية التي يدمن الشعب الفلسطيني شربها مع الشاي الأحمر من الممكن أن يتم حرقها واستخدماها كمخدر مهلوس!
أدركت فعلاً مدى تأثيرها..
ادماننا لها وادمانها لأرضنا التي تخلو من كل الأشياء، إلا منها..
كل المغتربون يشتهون طعام أمهاتهم، لمة العائلة قبل المغرب، اصوات الصغار في الحارة، ومباريات كرة القدم التي لا توقيت ولا حدود مرمى لها..
إلا المغترب الفلسطيني..
مهموم بتفاصيل حكايته.. قد يكون الهم في الحصول على حفنة من المارمية بعض الأحيان!
أذكر جيداً صوت أحد قادة السلطة الذي يقيم خارج ارض الوطن ويعمل في إحدى سفاراته، وقد عرف بلقب “رئيس لجنة شؤون اللاجئين الفلسطينيين” وهو يتهرب من كل ما له صلة بكلمة فلسطين.
يغرق كثيراً في بحر جلسات التصوير والمقابلات التي يرفع فيها نظارته.. ربطة عنقه، وهو يقول: “نحن أصحاب قضية، نريد أن نعطي الطرفان حقهما، ولا يهمنا المستعربون منا، بعيدة الأرض عن أصحابها..”
مات أصحاب الأرض الأوفياء ياسيدي!
*الصورة المرفقة بعدسة المصورة: فاطمة برو – لبنان 16 أغسطس2015.
لطالما شاهدتها تحرص على اعطاء ملاحظات علنية لنساء العائلة حول كيفية اقتناء الزيتون، والطعم الأصلي الذي من المفترض أن يكون عليه ليتأكدن أن الزيتون من بلادنا البعيدة.
جدتي في موسم الزيتون!
تسرد لي دائماً قصتها مع جدي الذي كان يكبرها بنحو عشرين عاماً، وقد كان قريبها قبل أي شيء..
“ازا برجع عفلسطين بخبركم كل كروم زيتون لدار مين، بعدني حافظة تعون دارنا ودار خالي أبو جدك الله يرحمه”
خرجت من فلسطين لشهر عسل بعد زيجتها وهي ابنة الأربعة عشر عاماً، تقول دائماً بأن خروجها الى لبنان كان بمثابة شهر عسل ولكن جمع معها فلسطين بأكملها، “طلعت شهر عسل وأخدت فلسطين كلها معي”.
تخبرني عن حكاوي تحويش محاصيل الزيتون الموسمية، تناوبها هي وجدي للذهاب إلى بساتين لبنان في الجنوب، رغم الشتات واللجوء، واجتياحات تكررت كثيراً طالت الفلسطنيون واللبنانيون على حد سواء، كلاهما كانا ضحية لكراهية الطرف الآخر، ولأن جدتي صفدية، لم تتخلى عن غرس فلسطين في بقاع عين الحلوة، فمن التين والعنب والتوت والمشمش كانت فلسطين حاضرة طيلة سبعة وستون عاماً في أكبر مخيمات لبنان.
انجبت جدتي فيهن من الأبناء احد عشر، وحصدت من أحفاد الأحفاد عائلة ضخمة يزيد عدد أفرادها عن الخمسين، شاخت الأشجار، وعلى فقدان جدي كبير العائلة حزنت حتى تيبست أضلعها، الا التين، وعادة تحويش الزيتون وتحويله من عجر إلى مكبوس.. حامض وحار وحلو، وشهي حد فلسطين التي لم تمحى داخل جدران منزل كبر وبين زواياه.. بقيت فلسطين في الغربة حاضرة!
مازلت جدتي وهي ابنة التسعون عاما تذكر فلسطين كثيرا، تبكي عندما تسمع عتابات ابو عرب، وتسرح بعد ان تتذكر كيف خرجت من بيتها والجميع من حولها يؤكدون لها ان خروجهم ماهو الا حل مؤقت، وان العودة بعد يومان فقط..
لم ينتهي اليومان بعد، ولا احد يعلم متى تأتي الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ليأذن الله أن يدفن الفلسطينيون اللاجئون في أرضهم!
جدتي التي لم تلحق بمدارس الرأس الأحمر، تعلم جيداً أن فلسطين تعني وطن، وأننا لوطننا لراجعون.
تقص علي العديد من الحكاوي، لأعدها بأنني سأدونها يوماً، كانت ترفض الفكرة، وبعد أن تيقنت أن ماتبقى لنا من بلادنا البعيدة مجرد حكاوي- نحن أصحاب الوثائق- ابتسمت، لتعطني الضوء الأخضر كي أكتب.. وأشرح لما لم يسقط بعد غصن الزيتون من أيدينا!
جدتي.. من النساء الفلسطينيات الذويقات للزيتون!
مساحة ذابت ملامحها وتلاشت، تغيرت تماماً منذ أن زاد عدد ساكنيها إلى ثلاثة أضعاف.
بيوت فوق بعضها البعض، طوابق مكدسة عمرت فوق بنية لا تحمل من الضمير شيئاً ولا من وجعهم أشياء.
قد تسقط يوم تمل، دون سابق انذار، وبلا إشارات سماوية هذه المرة.
لا أحد يعلم متى، لكنهم يعلمون جيداً أنه ليس باليوم البعيد.
في مخيم عين الحلوة، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، تقام زفة العريس في شوارع متعرجة، لها ايقاعها الخاص ومن الفرحة الكثير من النصيب.
شهدت على روائح الأحزاب والطائفية والوجع الفلسطيني الموحد بالدماء وحلم العودة. في سطح المنازل، كل المنازل، أقيمت حفلات الخطوبة والزواج وزينت الأجواء أغاني على خطى فارس كرم ولكن بطابع ديني امتاز به أهل المخيم في كل المناسبات.
تلعن خالتي جارتنا التي تسرع في تشغيل (الشفاط) لسحب المياه فور عودة الكهرباء بالسلامة بعد غياب قد يدوم ساعات أو أياماً في معظم الأحيان..
أحياناً لا ينال الجميع من تلك المياه نصيبهم، نعود مجدداً إلى نقطة البنية التحتية، فهناك الكثير من البيوت التي عمرت بمساحة أنابيب مياه أعمق مما يجب أو أكثر ارتفاعاً من أن تكتفي من الماء الفائض كجارتنا، تجدها هي وأصحاب النصيب ينفضون بيوتاً بأكملها، ثم يصرخون “خلص الخزان، تكو الآزان! ”
في الشارع ترى مزيج من البراءة والرجولة.. بائع الخروب يمتلك بيتاً من ثلاثة طوابق – تقول جدتي أنه ينال حصته من الحزب الذي ينتمي إليه- فالخروب كما تعلمون؟، ما بيعمر بيت!
طفل آخر، ترك الدراسة باكراً، فارس الذي كان أصغر إخوته وأكثرهم تمرداً على الواقع المر الذي يحيط به كيفما تحرك.
ورث مهنة والده في صبغ البيوت، رسم لنفسه مستقبلاً، وورشة وعمال..وعروس! عروس لا تشبه من حوله من بنات المخيم، طبع تفاصيلها في رأسه، جسم هيفاء، شعر إليسا، دلع نانسي وذكاء نجوى كرم..
ارتطم في نهاية مخيلاته تلك بالحقيقة أن من أمامه لا يشبهن إلا الوجع وحلم العودة من جديد!
على فتحات الزواريب، أطفالاً بعمر الزهور، أضحوا باعة فجأة بصرخة من الوالدة حفظها الله لهم أو كسل من الوالد أطال الله بعمره ليعيشوه!
تجد في أحضانهم ما لذ وطاب، ترمس مع الحامض، فول مع الكمون، عنبر شي أخضر وشي أحمر، عرنوس ذرة مشوي أو مسلوق على كيف كيفك، وأرطال من بذر البطيخ الأحمر والأصفر!
طفولتهم عبارة عن أصوات عالية، ينادون بها للمارة كي يقتربوا، كي لا يعودوا محملين، فيحملوا فوق عاتقهم هم صراخ الأم وهم ضرب الأب وهم الغد.. هم الوجع وحلم العودة من جديد!
الفتيات هناك، قلما تجد من تكمل تعليمها، حيث تشرب الفتاة جرعات من اليأس عندما تفطم من ثدي أمها وهي ابنة العامين..
تلقن منذ الصغر درساً أن “ظل راجل ولا ظل حيطة” وتضرب حد الذي يزرق فيها جسدها إن فكرت أن تحظى بغير الذي اختاره الأهل لها..
تجدها محترفة كثيراً في شرب القهوة التركية بسكر إضافي، وإن سألت عن السبب فستسمع إجابة موحده “الحياة مرة..كمان القهوة نشربها مرة! ”
كل فتيات المخيم عملن في صالونات التجميل، ثم باعة لملابس الحريم.. كلهن كدوا كثيراً لأجل الحصول على عريس لقطة وهن في ربيعهن العشرين.. بعد أن فسخن خطوبتهن لثلاثة مرات فأكثر! ما أجمل سقف أحلامهن.. وما أقل حظوظهن..
“تبنتت” مصطلح سمعته مؤخراً من والدتي، يطلق على الفتاة التي فاق عمرها الخمسين ولم تتزوج بعد، لا أعلم من أين جاءت التسمية، لكنتي سألتها كثيراً
“وما المسمى الذي يطلق على الذكر في هذه الحالة؟” لم تجيبني أمي.. لأدرك أن المخيم مشبع بالفروق بين المتبنته والذكر.. وموحد بهم الوجع..وحلم العودة من جديد!
المؤسسات والجمعيات
المؤسسات والجمعيات:
- جمعية النداء الإنساني
مؤسسة جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية
هي مؤسسة للإغاثة والتنمية الشبابية تعمل على تخفيف المعاناة الانسانية في حالات الطوارئ والكوارث وتساهم في رفع مستوى المعيشة في مخيمات اللجوء الفلسطينية في سوريا وتفعيل شرائح المجتمع المختلفة من خلال مشاريع وأنشطة هادفة .
وتهدف بشكل خاص إلى :
1- التخفيف من وطأة المعاناة في حالات الأزمات والكوارث وتقديم خدماتها إلى الفلسطينيين والسوريين المقيمين في المخيمات الفلسطينية في سوريا من خلال توفير الاحتياجات العينية والخدمية الضرورية .
2- تمكين مجتمعات اللاجئين من خلال مشاريع تنموية لتنهض بالإمكانات الاجتماعية والإنسانية والمادية بشكل فردي وجماعي وتمكين المنظمات المجتمعية لتحمل مسؤولياتها وأخذ دورها في المجتمع .
3- تفعيل دور الشباب ليس كفئة مستهدفة فقط بل كشريحة فاعلة وتضمين احتياجات الشباب وتطلعاتهم وحاجاتهم في كل مراحل العملية التنموية ونواحيها وبمشاركة الشباب أنفسهم حيث أن المنظور الشبابي لا يتعاطى مع الشباب بوصفهم مشكلة ، أو بوصفهم ضحايا وإنما كذوات فاعلة وكثروة يجب الاستثمار في بناء قدراتها والاعتماد عليها كشرط ضروري لإحداث أي تغيير اجتماعي منشود.
4- تخطيط وتنفيذ برامج ومشاريع قائمة على فكر التنمية المستدامة .القيم:الصمود – الابتكار – التمايز – المساءلة والمسؤولية – الأصالة.رؤية المؤسسة: العمل على بناء مجتمعات منظمة وممكنة ومتمايزة وفعالة.مهمة المؤسسة:تعزيز مقومات صمود مجتمعاتنا وآليات مشاركتها وبناء قدرات الشباب.- مركز التنمية الإنسانية
- جمعية الفرقان
- جمعية تواصل
- جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني
- جمعيّة ناشط الاجتماعية الثّقافيّة ومركز التّنمية الإنسانيّة
الأونروا في المخيم
بدأت الاونروا عملياتها في مخيم عين الحلوة عام 1952 وبدأت تدريجيا باستبدال الخيم ببيوت، وقد انضم إلى المخيم مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا للنزوح من مخيمات طرابلس وبيروت أثناء ما اصطلح على تسميته بحرب المخيمات بين عامي 1985 – 1987.
بيوت المخيم صغيرة ومتلاصقة ومازال بعضها ذا أسقف زنكية، وقد قامت الأونروا ببناء أبنية من عدة طوابق بين عامي 1993 – 1994 لإسكان 118 عائلة مهجرة من مناطق أخرى، إلا أنّ بعض العائلات المهجرة ما تزال تعيش على حافة المخيم في أوضاع معيشية سيئة للغاية.
مرافق الأونروا:
1- ثمان مدارس، بما فيها مدرسة ثانوية
2- مركزان صحيان
البرامج العاملة في المخيم
- التعليم
- شبكة الأمان الاجتماعي
- الإعاقة
- الصحة
- مركز البرامج النسائية
المشاكل الرئيسية
- ارتفاع معدلات التسرب من المدارس
- مساكن صغيرة
- ظروف إسكان سيئة
- الفقر
- البطالة المرتفعة جدا
- انتشار الأمراض
شهد القطاع الصحي تراجعاً واضحاً في خدماته، سواء داخل عيادات الأونروا بسبب الكثافة السكانية العالية في مخيم عين الحلوة، وكذلك بسبب النقص الشديد والتأخر في توفير الأدوية الضرورية للمسنين مثل أدوية الضغط وأدوية القلب والسكري وغيرها مطلع كل شهر، بالإضافة إلى اعتماد الأونروا يوم السبت عطلة لا تستقبل فيه إلا الحالات الطارئة.(1)
(1) موقع الأونروا https://www.unrwa.org
شخصيات
هنالك شخصيات من المخيم كان لها بصمة جميلة في تاريخ المخيم نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- الداية أو القابلة القانونية أم علي، ابنة قرية عمقا قضاء عكا التي ورثت المهنة عن أمها في فلسطين، والتي كانت وراء ولادات معظم الأطفال في سنوات الخمسينات. كانت على أهبة الاستعداد دائماً، وكانت تعرف جميع النساء الحوامل في المخيم، بالأسماء وأماكن السكن في الحارات والأزقة، وتتوقع طلبها في أي لحظة. كانت النساء تعرف التدابير المساعدة لتسهيل مهمة أم علي على إخراج الأجنة من الأرحام، وحين تتعسر الولادة مع الداية أم علي، كانت المرأة المعسرة تُحمل على فرشتها، وتغطى بحرام، وتنقل إلى مستشفى لبيب أبو ظهر، في صيدا، المتعاقد مع "أونروا" لإنقاذ الأم أو الجنين، أو كليهما معاً. كانت أم علي، بعد كل ولادة، تتلقى أجراً غالباً ما يكون زهيداً.
2- أبو حسن المطهّر الحيفاوي، الذي لم يكن له منافس في تلك السنوات، والذي يقوم بعملية الختان للطفل في الأسابيع الأولى من عمره، إلاّ في حالات الأولاد المدللين، أو المولودين بعلةٍ ما، فيتركون إلى مرحلةٍ عمريةٍ لاحقة. كان أبو حسن، بحقيبته المميزة، يتنقل بثقة طبيبٍ في أزقة المخيم، من بيت إلى بيت، يترك وراءه أصوات بكاء الأطفال المخدوعين بالحكاية نفسها: انظر إلى العصفور.. ويقوم أبو حسن بمهمته، بلا أي تخدير كما يحصل في المستشفيات. وهكذا يقوم أبو حسن بمهمة تحضير الأطفال للدخول في النسق الاجتماعي السائد، بعد أن تكون أم علي العمقاوية أحضرتهم إلى نور الحياة.
3- الحكيم أبو رشيد فربما يكون أهم شخصية في المخيم، رافقت الأطفال اللاجئين، إناثاً وذكوراً. كان أبو رشيد، نايف سلامة، من قرية مجد الكروم. ولد هناك عام 1915، ولم يدخل المدرسة قط، لكنه تعلم مهنة التمريض في حيفا. وهناك عمل ممرضاً في الميناء، يعالج المسافرين عبره، ثم اشتغل في مستشفى حيفا، وتعلم اللغة الإنكليزية، وتزوج من أم الفحم، وعندما سقطت مجد الكروم، لجأ وعائلته إلى قرية رميش في جنوب لبنان، ثم انتقل إلى مخيم عين الحلوة، واشتغل بالطب، بعد أن فتح عيادةً في بيته في المخيم، وراح يعالج المرضى، وخصوصاً الأطفال، لكثرة الأمراض المتفشية، بسبب سوء التغذية في بداية اللجوء. وملأت شهرة الحكيم المنطقة، فصار المرضى يأتونه من القرى اللبنانية المجاورة، راغبين بالعلاج بأجر زهيد، أو مجاناً في بعض الحالات. وعلى الرغم من انتشار مستوصفات العلاج التي أنشأتها الفصائل الفلسطينية بعد عام 1969، حافظ الحكيم أبو رشيد على مكانته وثقة الناس، بمهارته الطبية، إلى حد نسج حكايات على لسانه، مثل حكاية إصابته بالمرض مرةً، وذهابه إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. وعندما سأله الطبيب الأميركي المختص من أين جاء، قال له من عين الحلوة، فأجابه الطبيب الأميركي: عندكم الحكيم أبو رشيد، وتأتي للعلاج هنا.
أقام الحكيم أبو رشيد علاقاتٍ وثيقةً مع الأطباء في صيدا، وكان يحصل على الأدوية عن طريقهم، ويوزعها على مرضاه في المخيم مجاناً، ولطالما كانت الأدوية هي نفسها البنسلين والتتراسايكلين للالتهابات ودغوامايسن للإسهال
4- فتحي زيدان
5-معين رفاعي
6-احمد المقدح
7-عبد الرحمن حمد،
8-ام خالد نوفل، عندما حاول عناصر من قوات الاحتلال اعتقال زوجها ومعه ابنها، كيف انتفضت بوجه الجنود، وأمسكت برقبة جندي وصاحت بوجهه: «الارض بتتكلم عربي»! واستمرت تصرخ حتى اجتمع الجيران وراحوا يهتفون بوجه قوات الاحتلال الذين هالهم المشهد وآثروا الانسحاب من دون اعتقال المربي نوفل ونجله في المرة الاولى. إلا أنهم تمكنوا من اعتقاله بعد ذلك بعيدا عن بيته وزوجته.(1)
9-رغدة شناعة
10- سمير جمعة
11- عدنان الرفاعي
12- محمد أبو ليلى
13- علي بركة
14- د. ربيع أبو ليلى
15-منير مقدح
16- عبد الله شريدي
17-محمود عيسى اللينو
18-بسام السعد
19- أحمد عبد الهادي.
20- على بركة (1)
(1) العربي الجديد https://www.alaraby.co.uk/portal
من العائلات والعشائر التي تسكن المخيم والقرى التي جاؤوا منها
العائلات في المخيم
الجوخ
الدنان
سعد
النفوذي
عويد
هرغل
سوسان
الحنفي
الصالح
محمد
هلال
زعيتر
قادرية
خليل
عطواني
جنداوي
المحمود
شناعة
الحاج
منصور
فرهود
السيد
الحبشي
علي
أبو جاموس
المقدح
عبد الهادي
سليمان
إبراهيم
اسماعيل
السيد
الصفدي
نوفل
شهابي
موسى
عبد الغني
بدر
أبو عرب[1]
ثانياً: من الروابط العائلية الموجودة في مخيم عين الحلوة:
رابطة أهالي عمقا
رابطة أهالي بلدة عرب زبيد
رابطة آل المقدح
رابطة أهالي بلدة الرأس الأحمر
رابطة آل حجير
رابطة آل المقدح ......وغيرهم[2]
تتألف غالبية العائلات القاطنة في المخيم من اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى لبنان إثر نكبة فلسطين العام 1948 من القرى والبلدات الواقعة شمالي فلسطين، وأهمها: الخطيب، المقدح، يونس، أبو الهيجا، ابو الكل، حمد، الشايب، صالح، خليل، حميد، أيوب، علي، عوض، حليحل، إبراهيم، الشابات، طافشي، الافندي، الأسدي، ذياب، الصنوبر، الزرعيـني، شحادة، سنيتي، فرهود، دهشة، هريش، العقبة، شمالي، حجاج، بليبل، كردية، زعموت، زيدان، مبالي، حوراني، قاسم، مرعي، فريحة، سعدي، شعيب، حجير، طحيبش، عبدالغني، مناع، الجمال، اليوسف، عباس، عيسى، بلعوس، حيدري، ابو سويد، الرفاعي، الخ..[3]
مدن وقرى فلسطين التي جاؤوا منها :
مدن وقرى فلسطين التي جاؤوا منها
عمقا
الصفصاف
الجليل
خطاب
عكا
لوبيا
حيفا
يافا
بيسان
الناصرة
صفد
طبريا
اللد
الرملة
الحولة
[1] عاصمة الشتات https://www.facebook.com
[2] موقع فلسطيننا http://www.falestinona.com
[3] الخيام http://www.khiyam.com/news/article.php?articleID=2747
شهداء من المخيم
شهداء مخيم عين الحلوة:
- عادل كامل ضاهر
- يحيى محمد الخميس
- حسن حسين كردية
- نزار صالح حجاج
- حسن مرعي عيسى
- نادر قدري فزع
- سليمان ابراهيم حسان
- جمال عيسى زعطوط
- محمد محمود المدد
- تيسير محمد الشايب
- مصطفى محمد حليمة
- مصطفى يونس ورد
- لطفي إبراهيم لطفي
- ماجد إبراهيم بلبيل
- قاسم أحمد حجير
- نجاة ملوخ مريجيل
- محمد أحمد صالح
- محمد حسين آغا
- محمد ذياب العوض
- سمير مريجيل
- عبد الرحمن صبحا
- محمد سعيد النصر
- محمد عثمان الهرش
- عماد عماد أبو شقرا
- محمود أبو شليح
- سعيد الصالح
- انتصار محمد عوض
- سعيد محمد عوض
- باسم نايف دياب
- عادل كامل ضاهر
- مصطفى حسين عكاشة
- محمود فاعور
- قاسم علي صحير
- محمد مصطفى صالح
- عبد الرحمن صبحا
- عماد أبو شقرا
- محمود أبو شليح....وغيرهم [1]
[1] مقابلات مع طلبة فلسطينيين مقيمين في لبنان
تحديات في المخيم
أزمة المخيم : هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً أساسياً في أزمة مخيم عين الحلوة أهمها:
البعد السياسي: مخيم عين الحلوة هو من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ودول اللجوء، وهذا له علاقة مباشرة بقضية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وديارهم الأصلية، ومرتبط بمفاوضات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ومصير اللاجئين الفلسطينيين. فالأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة انطلقت سنة 1997، بعد هدوء دام سنوات، وذلك بعد مؤتمر مدريد للسلام سنة 1991، واتفاق أوسلو سنة 1993، وتأسيس السلطة الفلسطينية سنة 1994، وبروز توجه دولي وإقليمي لتصفية القضية الفلسطينية وإسقاط حقّ العودة وفرض التوطين في لبنان.
البعد الأمني:من الملاحظ أن هناك جهات دولية وإقليمية ومحلية أرادت أن يبقى مخيم عين الحلوة مساحة لتصفية الحسابات، وصندوقاً لتبادل الرسائل، ومكاناً تأوي إليه العناصر المطلوبة. إذ ليس من المنطق أن تشهد جميع الأراضي اللبنانية هدوءاً أمنياً لا مثيل له من سنة 1990 إلى سنة 2005 عندما تمَّ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، ويبقى مخيم عين الحلوة وحده يعيش توترات أمنية من عمليات تفجير واغتيال في بقعة لا تزيد عن 2 كم2.
البعد اللبناني:رفض الدولة اللبنانية بسط سلطتها الأمنية على مخيم عين الحلوة وباقي المخيمات الأخرى، فالدولة اللبنانية ترفض إدخال الجيش اللبناني إلى داخل المخيمات مع العلم أنها تحتفظ بوجود قوي في محيطها خصوصاً عين الحلوة. وهذا يترك المخيم في فوضى أمنية ويعزز الخلاف مع الجهات الرسمية في لبنان، ويظهر مخيم عين الحلوة أنه منطقة تعيش خارج القانون.
البعد الإنساني والاجتماعي:يعاني مخيم عين الحلوة —مثل باقي الوجود الفلسطيني في لبنان— من أزمات اقتصادية وإنسانية واجتماعية، فالسلطة اللبنانية تمنع اللاجئين من العمل والتملك، والتعليم ضعيف، والرعاية الصحية سيئة، والبنية التحتية (ماء، وكهرباء، وصرف صحي) سيئة للغاية، ولا تتوفر في السكن أي مواصفات صحية أو بيئية، حيث يقل عدد الشوارع، ولا توجد ساحات عامة أو أماكن ترفيه أو ممارسة هوايات، وتنتشر الأزقة، وتتراجع فرص التعليم والانضمام للجامعات، وترتفع معدلات الفقر والبطالة والأمية.
ويوجد في المخيم أكثر من خمسة آلاف مطلوب للدولة اللبنانية بتهم معظمها باطلة أو مضى عليها الزمن، ويفرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً قاسياً حول المخيمات، ويفتش الداخلين والخارجين ويحصر الدخول والخروج بمناطق محددة، ويقيم سواتر ودشم وحواجز في محيط المخيم، ويمنع الإعمار، وهناك قيود على عمل وتحرك وكالة الأونروا الدولية.
عناصر مؤثرة: هناك مجموعة من العناصر تؤثر في الصراع في مخيم عين الحلوة:
غياب المرجعية السياسية والعسكرية والأمنية الفلسطينية الواحدة القادرة على فرض الأمن، فهناك حالة من الصراع بين الفصائل الفلسطينية، وبين حركة فتح والمجموعات الإسلامية بسبب محاولات فتح ضرب هذه الجماعات.
عدم وجود اهتمام رسمي لبناني بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين عموماً وأوضاع المخيم، مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ووقف الإجراءات الأمنية، وإنهاء هذه الأزمة من خلال قرارات سياسية وأمنية وتنموية فاعلة.
وجود فكر متشدد داخل مخيم عين الحلوة، له ارتباطات خارج المخيم، ويتأثر بأحداث المنطقة وصراعاتها وانقساماتها، ويدخل أحياناً عنصراً للمشاركة فيها، ويقبل منطق إيواء مطلوبين.
وجود ارتباط وثيق بين مجموعات عاملة في المخيم مع أجهزة أمنية محلية وإقليمية، تتأثر بقراراتها وتنفذ توجهاتها.
دخول عدد من المطلوبين إلى مخيم عين الحلوة، مثل بديع حمادة الذي قتل ثلاثة جنود من الجيش اللبناني سنة 2002، وتمّ تسليمه للسلطات اللبنانية وأعدم؛ وفضل شاكر الذي دخل إلى المخيم بعد أحداث منطقة عبرا سنة 2013، وشادي المولوي الذي دخل إلى المخيم سنة 2014، وتصر الدولة اللبنانية على تسلم هؤلاء في المخيم، في حين لا يوجد أي سبب لبقاء هؤلاء في المخيم، وتعجز الفصائل الفلسطينية عن اعتقالهم، ويحظون بدعم مجموعات داخل المخيم.
اكتشاف النفط في البحر المتوسط قبالة السواحل اللبنانية، ووجود القوات الدولية في جنوب لبنان وخشية القوات الدولية من استخدام مخيم عين الحلوة ضدها في أعمال عنف، وخشية شركات النفط من السبب نفسه.
إن وجود عدد من المطلوبين الإسلاميين في المخيم يجعل المخيم مرتبطاً بالملف الدولي المسمى “مكافحة الإرهاب”. وهناك محاولات كثيرة خصوصاً من جهات مرتبطة بالأمن الفلسطيني في رام الله بملاحقة هؤلاء وقتلهم أو اعتقالهم.
رغبة حركة فتح في استعادة نفوذها في المخيم واستعادة السيطرة على جميع أحيائه، بصفته أهم المخيمات وأهم مناطق نفوذها سابقاً. وهنا تدخل في صراع مع جميع المجموعات التي تتناقض فكرياً وسياسياً واجتماعياً مع حركة فتح، وترفض سياسات وبرامج منظمة التحرير الفلسطينية[1]
[1] مركز زيتونة للدراسات والاستشارات الفلسطينية https://www.alzaytouna.net
[2] جريدة الجمهورية ـ علي داود https://www.aljoumhouria.com
ذاكرة المخيم
في ظهيرة يوم الثلاثين من شهر يوليو لهذا العام...
ابتدأت الأحداث في المخيم باغتيال العرموشي ورفاقه في مخيم عين الحلوة، وما لبثت أن بدأت المعركة في مساء اليوم ذاته، لتنتهي مخلّفةً عدداً من الشهداء قُدّر بثلاث عشرة ضحية ومن بينهم ( العرموشي )
ورفاقه، فيما أصيب (٨٦) جريحاً وصل منهم إلى مستشفى الهمشري (٦٦)جريحاً، تراوحت إصابتهم بين طفيفة - بسبب شظايا القذائف - ومتوسطة والقليل من الحرجة التي كانت إصابتهم في الصدر وفي مناطق خطرة من الجسم وكان أغلبهم من المدنيين. حيث تم توزيع الجرحى بين مستشفى الهمشري ومستشفى لبيب و مستشفى الراعي..
أما بالنسبة للأضرار فقد كان المخيم كله كان تحت إطلاق النار، وأما عن المناطق حول المخيم؛ فنحن كنا خارج المخيم ووصلتنا ما يقارب السبع قذائف في منطقة الهمشري وإحدى القذائف وقعت في موقف المستشفى وأصابت بعض الأشخاص بجراح متوسطة.
من أكثر المناطق التي حصل فيها تدمير جزئي أو كلي هي "منطقة الطوارئ" و "التعمير" واللتان شهدتا الاشتباكات العنيفة، ولكن حجم الدمار الأكبر كان في منطقة "الطوارئ". أما منطقة حطين وبعض مناطق الصفصاف والراس الأحمر فلحقها القليل من الدمار.
هذه الأحداث دفعت الأهالي إلى النزوح إلى مخيم المية ومية وفي مدرستي عسقلان ونابلس تحديدا
وقدمت لهم الوجبات اليومية وتم كذلك تأمين الحليب والحفاظات للأطفال. في هذه الأوقات عاد قليل ممن كانوا في المدارس والجوامع إلى بيوتهم ...ولكن المعظم منهم نزحوا إلى أهاليهم خارج المخيم ....
وهناك نسبة كبيرة من العائلات لم تعد بعد بسبب تدمير منازلهم نتيجة الاشتباكات العنيفة إضافة
لأجواء التوتر وعدم استقرار الأمور.1
شهد المخيم في الماضي أحداثاً كثيرة أهمها الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 والمعارك بين الفلسطينيين وأحزاب لبنانية، ثم شهد صراعاً مسلحاً بين جماعة فتح عرفات والمجلس الثوري (أبو نضال). وفي أعقاب اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان سنة 1989 تمّ تسليم الأسلحة الثقيلة من داخل المخيم إلى الجيش اللبناني.
ويُتَّهم أفراد من المخيم بأعمال تفجير داخل مناطق لبنانية، وبقتل أربعة من القضاة في صيدا سنة 1999، وبإيواء عناصر “إرهابية” من خارج لبنان (تابعة للقاعدة)، وشاركت عناصر فلسطينية من المخيم في المعارك في العراق وسورية. وحين توقفت الحرب الداخلية في لبنان سنة 1990، هدأت الأحداث في مخيم عين الحلوة، وعاش المخيم مثل باقي المناطق اللبنانية فترة من الهدوء إلى سنة 1997، حين عادت أعمال الاشتباكات والتفجير، وضرب الجيش اللبناني طوقاً على المخيم وظلت الأمور متوترة إلى وقتنا هذا.
1- صابرين قاسم مخيم عين الحلوة
المصادر والتوثيق
[1] مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان ، محمد سرور زين العابدين ، الطبعة الثانية ، دار الجابية لندن بريطانيا ، 1433هـ ،2012م.
[2] المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)https://pahrw.org/
[3] موقع الأونروا https://www.unrwa.org/
[4] أصدقاء مخيم عين الحلوة، https://www.facebook.com
[5] الخيام http://www.khiyam.com/news/article.php?articleID=2747
[6] مركز العودة الفلسطيني https://prc.org.uk/?lang=ar
[7] موقع الأونروا https://www.unrwa.org/
[8] مخيم عين الحلوة بيـن التحديـات والمعـالجـة فلسطيننا http://www.falestinona.com/ourpalwebsite/ArticleDetails.aspx?ArticleId=5631
[9] صحيفة المدن اللبنانية https://www.almodon.com/portal
[10] جبهة النضال الشعبي الفلسطيني https://www.nedalshabi.ps/
[11] أحمد عزيز : صحفي وكاتب مصري متخصص في الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية ، نون بوست 23/3/2017 https://www.noonpost.com/search/google/23/32017
[12] بابونجhttps://www.babonej.com/
[13] مركز الخليج للدراسات ، المخيمات الفلسطينية في لبنان.. ازدحام وفقر وبطالة وصراعات داخلية http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/fd74a9b2-36b7-4ce2-86ea-459f2afaaeab
[14] تسرب مدرسي في عين الحلوة، انتصار الدنان، العربي الجديد 25 سبتمبر2018 https://www.alaraby.co.uk/society/2018/9/24/
[15]مخيم عين الحلوة يسعى للتغلب على أزمته المعيشية، انتصار الدنان، العربي الجديد 25 سبتمبر2018 https://www.alaraby.co.uk/society/2018/9/24/
[16] مركز الزيتونة للدراسات تقدير استراتيجي 07/03/2017 https://www.alzaytouna.net
[17] مقال آلام مخيم عين الحلوة "عبد الستار قاسم،تاريخ النشر:08/03/2017،عرب 48 https://www.arab48.com
[18] العربي الجديد https://www.alaraby.co.uk/portal
[19]مقابلات مع طلبة فلسطينين مقيمين في لبنان
[20] عاصمة الشتات https://www.facebook.com
[21]من مدونة هنادي العنيس، مدونة من مخيم عين الحلوة http://arablog.org/author/einalhilweh/
[22] جريدة الجمهورية ـ علي داود https://www.aljoumhouria.com
[23] قلم رصاص ، الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في لبنان : أليات التطوير نحو مشاركة الشتات
[24]الوجه الإنساني لمخيم عين الحلوة، تقرير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" 13- 10- 2016