ذاكرة المخيم - مخيم عين الحلوة
في ظهيرة يوم الثلاثين من شهر يوليو لهذا العام...
ابتدأت الأحداث في المخيم باغتيال العرموشي ورفاقه في مخيم عين الحلوة، وما لبثت أن بدأت المعركة في مساء اليوم ذاته، لتنتهي مخلّفةً عدداً من الشهداء قُدّر بثلاث عشرة ضحية ومن بينهم ( العرموشي )
ورفاقه، فيما أصيب (٨٦) جريحاً وصل منهم إلى مستشفى الهمشري (٦٦)جريحاً، تراوحت إصابتهم بين طفيفة - بسبب شظايا القذائف - ومتوسطة والقليل من الحرجة التي كانت إصابتهم في الصدر وفي مناطق خطرة من الجسم وكان أغلبهم من المدنيين. حيث تم توزيع الجرحى بين مستشفى الهمشري ومستشفى لبيب و مستشفى الراعي..
أما بالنسبة للأضرار فقد كان المخيم كله كان تحت إطلاق النار، وأما عن المناطق حول المخيم؛ فنحن كنا خارج المخيم ووصلتنا ما يقارب السبع قذائف في منطقة الهمشري وإحدى القذائف وقعت في موقف المستشفى وأصابت بعض الأشخاص بجراح متوسطة.
من أكثر المناطق التي حصل فيها تدمير جزئي أو كلي هي "منطقة الطوارئ" و "التعمير" واللتان شهدتا الاشتباكات العنيفة، ولكن حجم الدمار الأكبر كان في منطقة "الطوارئ". أما منطقة حطين وبعض مناطق الصفصاف والراس الأحمر فلحقها القليل من الدمار.
هذه الأحداث دفعت الأهالي إلى النزوح إلى مخيم المية ومية وفي مدرستي عسقلان ونابلس تحديدا
وقدمت لهم الوجبات اليومية وتم كذلك تأمين الحليب والحفاظات للأطفال. في هذه الأوقات عاد قليل ممن كانوا في المدارس والجوامع إلى بيوتهم ...ولكن المعظم منهم نزحوا إلى أهاليهم خارج المخيم ....
وهناك نسبة كبيرة من العائلات لم تعد بعد بسبب تدمير منازلهم نتيجة الاشتباكات العنيفة إضافة
لأجواء التوتر وعدم استقرار الأمور.1
شهد المخيم في الماضي أحداثاً كثيرة أهمها الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 والمعارك بين الفلسطينيين وأحزاب لبنانية، ثم شهد صراعاً مسلحاً بين جماعة فتح عرفات والمجلس الثوري (أبو نضال). وفي أعقاب اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان سنة 1989 تمّ تسليم الأسلحة الثقيلة من داخل المخيم إلى الجيش اللبناني.
ويُتَّهم أفراد من المخيم بأعمال تفجير داخل مناطق لبنانية، وبقتل أربعة من القضاة في صيدا سنة 1999، وبإيواء عناصر “إرهابية” من خارج لبنان (تابعة للقاعدة)، وشاركت عناصر فلسطينية من المخيم في المعارك في العراق وسورية. وحين توقفت الحرب الداخلية في لبنان سنة 1990، هدأت الأحداث في مخيم عين الحلوة، وعاش المخيم مثل باقي المناطق اللبنانية فترة من الهدوء إلى سنة 1997، حين عادت أعمال الاشتباكات والتفجير، وضرب الجيش اللبناني طوقاً على المخيم وظلت الأمور متوترة إلى وقتنا هذا.
1- صابرين قاسم مخيم عين الحلوة