الفنان مهند العزة

الفنان: مهند العزة
البلد : فلسطين
المخيم : العزة
جنين القاضي
في عمقِ الذاكرةِ، حيثُ تتشابكُ خيوطُ الحكايا مع ألوانِ الصمودِ، ومن رحمِ مكانٍ يختزلُ الألمَ والأملَ، تنبثقُ حكاياتٌ لا تُروى بالكلماتِ وحدها. هنا، في مخيمِ العزة، الذي ليسَ مجردَ بقعةٍ جغرافيةٍ على الخريطة، بل هو كائنٌ حيٌّ يتنفسُ الصبرَ ويُورّثُ القصصَ عبرَ الأجيال، وُلِدَ فنٌّ من نوعٍ خاص، فنٌّ يحملُ في طياتِه عبقَ الأرضِ ومرارةَ الشتات، وصرخةَ الهويةِ التي تأبى النسيان.
من هذهِ التربةِ المجبولةِ بالتحدي، ومن أزقةٍ تُحاكي دروبَ العمرِ، برزَ اسمٌ، ليسَ فقط لفنانٍ يمتشقُ الريشةَ والألوان، بل لراوٍ بصريٍّ ومؤرخٍ يُعيدُ تشكيلَ الروايةِ. مهند العزة، ابنُ المخيمِ الذي رأى في كلِّ حجرٍ جدارية، وفي كلِّ صرخةٍ نغماً، استطاعَ أن يُحوّلَ تجربةَ الأسرِ والفقدانِ إلى حبرٍ لونيٍّ، يُوثّقُ بهِ لغةً فريدةً تتجاوزُ الحدودَ وتخترقُ الصمتَ. إنّه الفنُّ الذي ينبضُ من قلبِ المخيمِ ليُعانقَ العالمَ بأسرهِ، وليُثبتَ أنَّ الإبداعَ الحقيقيَّ يولدُ من رحمِ المعاناةِ، وأنَّ الريشةَ الصادقةَ أقوى من أيِّ قيدٍ وحدود.
النشأة والانتماء :
وُلد مهند العزة عام 1981 في مخيم العزة الذي أنشئ في خمسينيات القرن الماضي للاجئين من قرية بيت جبرين المهجّرة عام 1948. لم تكن نشأته مجردَ مرورٍ زمنيٍّ، بل كانت صياغةً عميقةً لروحِ فنانٍ ووعيٍ مقاومٍ. فبولادته أبصرَ النورَ في مخيمِ العزة، ذلكَ الفضاءُ الذي يختزلُ حكايا أجيالٍ من اللجوءِ والذاكرةِ. ترعرعَ مهند بينَ أزقةِ المخيمِ الضيقةِ التي كانتْ بمثابةِ معارضَ فنيةٍ مفتوحةٍ، وجدرانٍ تروي قصصاً لم تُكتَبْ بعد. كلُّ تفصيلةٍ في هذهِ البيئةِ، من صخبِ الحياةِ اليوميةِ إلى صمتِ الليالي، كانتْ تُرسمُ ملامحَ وعيهِ السياسيِّ والفنيِّ المبكرِ، ليُدركَ أنَّ الذاكرةَ لا تُخلّدُ بالكلماتِ فحسب، بل بالريشةِ واللونِ والابداع أيضاً فوجد أن الفن هو سلاحه لمقاومة.
المسار الأكاديمي للفنان مهند العزة:
بدأ دراسته في تخصص الفنون الجميلة، حيث التحق ببرنامج البكالوريوس وتلقى تدريبًا أكاديميًا على تقنيات الرسم والنحت والتصوير.( جامعة القدس (أبو ديس ) فلسطين/ 2003)
تم اعتقاله في نفس العام من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة تتعلق بالنشاط الطلابي، مما أدى إلى توقفه عن الدراسة.
بعد إطلاق سراحه، أكمل دراسته في جامعة بيرزيت، حيث حصل على ماجستير في الدراسات الإسرائيلية، مع تركيز على دراسة البنية الاستعمارية والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في السجون.
كما تلقى تدريبًا في العلاج بالفن، وهو ما ساعده في دمج الأساليب العلاجية الفنية في أعماله الفنية.
المسار المهني والفني لمهند العزة:
الانطلاقة الفنية المبكرة
بدأ اهتمامه بالفن في سن مبكرة، حيث شارك في ورش فنية في القدس، وتلقى أولى دروسه في الفنون الجميلة من خلال المجلات الفنية.
تجربة الأسر الأول (2003 – 2007)
في عام 2003، تم اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي على خلفية نشاطه السياسي أثناء دراسته في جامعة أبو ديس. قضى 4.5 سنوات في السجون الإسرائيلية، حيث كانت هذه الفترة هي الأكثر تأثيرًا في حياته الفنية.
خلال فترة سجنه هذه، ابتكر مهند العديد من اللوحات والرسومات التي جسدت العزلة النفسية والوقت المفقود داخل الزنازين. استخدم أدوات بسيطة للغاية، مثل اقلام الرصاص والحبر، وركز في أعماله على فكرة الحبس الانفرادي، الزمن، والحرية المفقودة.
هذا العمل الفني كان بمثابة وسيلة لتوثيق تجربته في الاسر والتعبير عن معاناته ومعاناة الأسرى الفلسطينيين بشكل عام.
التحرر والعمل الفني والحقوقي
بعد الإفراج عنه، أصبح مهند ناشطًا حقوقيًا، حيث عمل في مؤسسة "الضمير" لدعم حقوق الأسرى الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة التوثيق والتوعية بمعاناتهم.
كما واصل مسيرته الفنية، معبرًا عن تجاربه في السجون عبر معارض فردية وجماعية في الداخل والخارج، مثل معرض "مش سياسة" في مركز حنظلة للفنون، ومعارض أخرى في بيروت، عمان، ودمشق.
الأنشطة الفنية والمعارض التي شارك بها مهند العزة:
Sharjah Biennial 16 (2023): شارك في المعرض ضمن مشروع فني بصري تحت عنوان “Bilna’es”، حيث عرض أعماله التي تسلط الضوء على مفهوم الحرية المفقودة والعزلة.
عرض أعماله في معارض دولية، مثل معرض "السجون والفن" الذي جمع بين الفن السياسي والعلاج النفسي.
أعماله تمتاز بالتعبير عن الصراع الفلسطيني، العزلة، والوقت المفقود، وقد استخدم في العديد منها تقنيات الخطوط الحادة، الظلال القاتمة، والتباين بين الأبيض والأسود.
تجربة الأسر الثانية (2020 – 2022)
في نوفمبر 2020، تم اعتقاله مرة أخرى من قبل قوات الاحتلال، ليبقى في السجن لمدة 24 شهرًا قبل أن يتم الإفراج عنه في أكتوبر 2022. خلال هذه الفترة، استمر في إنتاج أعماله الفنية داخل السجن، محاولًا نقل التجربة الحسية للسجن والعزلة باستخدام أدوات بسيطة متوفرة.
هذه التجربة ألهمت العديد من الأعمال التي تم عرضها بعد الإفراج عنه، حيث أضاف إليها عناصر جديدة تمثل الظلم والاستمرار في الحياة وسط القهر.
الفن كذاكرة وهوية
يرى مهند العزة أن الفن الفلسطيني ليس فنًا زُخرفيًا، بل وثيقة حياة، وسجل مقاومة. بدأ يرسم منذ الطفولة، لكن تجربته الفنية نضجت اكثر واصبحت اكثر تأثيراً خلال الاعتقال وما بعده، حيث ركز على تصوير الذاكرة، الجسد الأسير، الزمن، والعزلة.
لوحاته تجسّد الكائن الفلسطيني العالق بين جدران الاحتلال وتفاصيل المخيم. ليست واقعية بحتة، بل تميل إلى الرمزية التجريدية، وتُظهر تأثيرًا واضحًا للحالة الشعورية – الخوف، الانتظار، التحدي، والانكسار.
الفن داخل المخيم: مركز حنظلة
عاد مهند إلى المخيم بعد إطلاق سراحه، ليكون أحد الأعضاء الناشطين في مركز بيت جبرين الثقافي (حنظلة)، وهو مركز شبابي يهدف إلى تعزيز الهوية الفلسطينية لدى أطفال وشباب المخيم من خلال الفن والموسيقى والمسرح.
في عام 2009، نظّم أول معرض فني جماعي داخل المخيم بعنوان "Not Politics" (مش سياسة)، بمشاركة ستة فنانين آخرين، وبحضور أكثر من 600 زائر من المجتمع المحلي. حمل المعرض رسالة فنية صريحة: "قضايانا ليست فقط سياسية، بل إنسانية وعاطفية أيضاً".
له حضور دولي وأعمال بارزة منها :
2013–2014: شارك في بينالي الشارقة 16 من خلال مشروع "Bilna’es"، الذي رصد فيه العلاقة بين الجسد الفلسطيني ونظام الاعتقال. كانت أعماله مستوحاة من تجربة الأسر، حيث رسم الجسد المحاصر في مساحات ضيقة والظل الذي يفوق حجمه.
2019: أقامت مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله معرضًا بعنوان "The Facility"، تناول فيه مهند تجربة الاعتقال من زوايا نفسية، وجسدية، وزمنية. اللوحات كانت مظلمة، كثيفة، وصريحة، تنقل شعور القلق والانفصال عن الزمن بدقة نادرة.
له مشاركات في مشاريع فنية متعددة، مثل مشروع "أبداً لن أفارق" الذي نظمه المتحف الفلسطيني، حيث استعرض قطعة خشبية من بابٍ عتيق حملها معه من المخيم إلى العالم، رمزًا لجذوره.
الرسالة والرؤية لمهند العزة :
بالنسبة لمهند، الفن ليس مهنة، بل موقف. هو يؤمن أن الرسم وسيلة للتأريخ والاحتجاج، وأن كل خط في اللوحة هو بمثابة صرخة ضد النسيان. لا يسعى لتجميل الواقع، بل لكشف حقيقته.
يقول:
"كل مخيم فيه فنان، وكل فنان فيه وطن. المخيم ليس مكانًا للشفقة، بل حاضنة للثقافة والنضال".
كتب مهند العزة مذكرات عن تجربته الشخصية داخل سجون الاحتلال الصهيوني وصف بها المعاناة التي تعرض لها من الحبس الانفرادي والعزلة وكانت بعنوان يوميات السجون :
يوميات السجون (١):
الساعة الخامسة والنصف صباحاً، قسم 10 في "إيشل" سجن بئر السبع الصحراوي، هدوء وسكون وصمت قاتل يسود القسم المكون من 18 غرفة متقابلات، وفيها 120 أسير. وفي هذه اللحظات من الصباح بالذات لا يُسمع سوى صوت بعض الأنين من زوايا الغرف، تعلو حيناً وتختفي حيناً آخر.
ليكسر صوت الأنين صوت أقدام الجنود يدخلون القسم، وقرع مفاتيح السجان هي تنبه الأسرى بأن مفتاح الحرية أصبح معلق على مؤخرة جندي قادم من اوكرانيا ، وليس كما كنا نتعلم أن مفاتيح حرية الأسرى معلقة على اخمص بندقية في أزقة المخيم.
يوميات السجون (2)
الساعة السادسة صباحاً، يبدأ الطرق على أبواب الغرف، وصراخ الجنود بلكنة عبرية روسية عربية مشابكة، يرددون: "عدد.. عدد".
هذه الكلمة التي أصبح وقعها أشدّ قوّة من صفّارات الإنذار، ينتفض جسد الأسير وينهض من نومه بسرعة لا إرادية، يقف بانتظار دخول الجنود، وتدرك أن الهدف ليس "العدد"، وإنما يهدف "الجنود النياندرتال " إلى إخضاع الأسرى لتعليمات مصلحة السجون باعتبارهم سجناء أميون لا حقوق لهم، وإلى ازعاج وقطع أحلامهم، فهم لا يعلمون أننا داخل الغرف نعيش ونُبدع مقولة: " اذا رأيت أسيرًا نائماً فلا توقظه لعله يحلم بحريته، أما إذا أردت أن توقظه فحدّثه عن الحرية"..
يوميات السجون (3)
ندخل إلى النوم لنكمل حلم الحرية، ثم ننهض لنمارس معركة البقاء، ونعود إلى النوم، فقد احترفنا هذه اللعبة، فأنت في داخل السجن تعيش دائمًا بين رصاصتين، وإذا شعرت بالأمان لحظة واحدة، فاعلم أنك على خطأ.
داخل السجن هناك عالم وحياة مختلفة، وهناك ممارسة للنضال من نوع آخر فيجب أن تنام وانت متيقظ، خوفًا من أن يطرق الباب بدل السجان فدائيًا بكوفية يريد أن يقتلع الباب للحرية.
يوميات السجون (٤):
ما إن نسرق لحظات قليلة من الهدوء، حتى يعود الطرق على الأبواب..... إنه اقتحام تفتيش جديد لجنود القوات الخاصة الذي سرعان ما يتحول إلى "قمعة" جديدة.
ثواني قليلة أمامنا: كل منا له مهمته المحددة سلفاً: أحدهم سيكون الساحر الذي سيخفي كل الأشياء الممنوع اقتنائها، البلوزة الزرقاء، صورة الأخت المعلقة، وقطعه السلك والمسمار. وآخرون لتعطيل الهجوم ثواني معدودة تمكن أبو أحمد المريض من أخذ مكانه.
كمبتدأ في السجون كانت مهمتي الحفاظ على المسمار "متعدد الاستخدامات"، هذا الرفيق القديم الذي وصل عندنا، وسكن معنا وبيننا، وأصبح عنصرا حيويا في حياتنا اليومية.
يوميات السجون (5):
إن مهمة إخفاء "الشيء" خلال 10 ثواني صعبة جداً، فكثير من الأمور تكون سهلة حين نفكر بها، ولكن حين يأتي وقت تطبيقها فعلياً، ندرك أنها غير ذلك.
أنجزت مهمتي وأصبح المسمار في مكان لن تطاله عيون القوات الخاصة وأجهزتها الحساسة، و الجميع بات مستعداً للهجوم المرتقب.
خلال الدقائق القادمة علينا أن نحافظ على حياتنا جميعاً، سيدخلون من عدة محاور، بلباسهم الأسود، مسلحين بالعصي والهروات و الفلفل و الأسلحة الأتوماتيكية. سيقاتلوننا على طريقة " Krav Mega" القتال المباشر "بالالتحام" بعد أن يلقوا بقنابل الغاز داخل الغرفة المغلقة. علينا الدفاع عن أنفسنا على طريقة المجتمع الاسبرطي والصمود واقفين وأطول مدة ممكنة.
انهالت علينا العصى، وامتلاًت وجوهنا بالفلفل، اختنقنا بالغاز، تمكن أبو أحمد من استنشاق الأوكسجين من رذاذ الماء في دورة المرحاض واكتشفنا أنفسنا أحياء
يوميات السجون (6):
بعد يومين من الهجوم، عملنا جاهدين لإعادة ما تم تدميره و تخريبه ، انهمكنا في التخلص من الغاز المختبئ بين الثنايا. وحدسنا ينبئنا بهجوم جديد. وعدنا للابتسام والفرح ليس لأننا مازلنا أحياء فقط بل أيضاً لأننا مارسنا دورنا كأحياء فالمعركة مازالت مستمرة والتحدي قائم والمسؤولية على جميع المناضلين.
فأحياناً الألم يكون بوصلتك لتحديد معسكر الأعداء و الأصدقاء.
يوميات السجون (٧):
يوم جديد ، وأمل جديد .... والمعركة مستمرة لكسر السجن والسجان.
إلى الزنزانة مرة أخرى .... لإعادة رسم السماء على جدرانها .. والتأمل للحظات.
يعود المسمار إلى موقعه متنقلاً بين الأيدي وبين الغرف ، ويبدأ يتناقل الأحاديث لكي لا تسوقنا ريح الصدمة وترمى بنا في بحيرة الإكتئاب .
الصدمة نهر و الأمل بحر.
لا لن تسمح للعدو وبطشه أن يستدخل الهزيمة فينا وأن يصهر وعينا أو يفقدنا القدرة على وصف الألم وهذا من أصعب ما يمكن وصفه ، لقد تعلمنا أن نسوق الريح والنهر إلى بحرنا.
بعد كل يومية، لم يكن مهند يطوي صفحة، بل كان يفتح أفقًا جديدًا لرؤية الفن كأداة شفاء وجسر تواصل، وكمسؤولية أخلاقية تجاه الأجيال القادمة. أراد أن يُثبت أن الفنان لا يعيش في برجٍ عاجي، بل في خندق الحياة، يصغي لنبض الشارع، ويحمل على كتفه ذاكرة المخيم وأمل الوطن.
من هنا، لم يكتفِ مهند بالرسم، بل شارك في ورش للأطفال، ودعم مبادرات شبابية ثقافية، إيمانًا بأن الفن حين يخرج من القلب يصل إلى القلوب، وحين يُزرع في المخيم، يُثمر حرية.
في الختام :
من بين ثقوب الجدران الإسمنتية وصرير الأقفال الثقيلة، تشكّلت ريشة مهند العزة كأداة مقاومة، لا تُرسم بها فقط ملامح الوجوه، بل تُكتب بها تواريخ لا تسكن الكتب، وتُروى بها حكايات لا تسعها القصائد. في لوحاته، يتنفس المخيم، ويتحدث الحجر، وتنبض الجدران بما عجزت عنه المنابر.
اليوم، لا يقف مهند العزة فقط كفنان، بل كأرشيف حيّ لذاكرة جماعية لا تموت، وكراوٍ بصريٍّ يحمل مرآةً تُعكس فيها ملامح وطنٍ مشرّد، وأملٍ لا يُهزم. هو واحدٌ من أولئك الذين حوّلوا الوجع إلى إبداع، والزمن المسروق إلى دهشة لونية تخترق صمت العالم.
ولعل يوميات السجون، بما تحمله من وجعٍ مجبولٍ بكرامة، تشكّل أبلغ شهادة على أن الفن ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية في معركة البقاء والحرية.
من زنزانةٍ بلا نوافذ، إلى لوحةٍ تفتح ألف نافذة، يواصل مهند العزة رحلته، حارسًا للذاكرة، ومقاتلًا بريشةٍ لا تنكسر، ليهمس في أذن العالم:
"لسنا ضحايا نُرثى، بل رواةٌ ننهض من الركام، ونرسم الحياة حتى بأظافرنا."
تصدير المحتوى ك PDF