تجمع قدسيا والهامة

الدولة : سوريا

المدينة : دمشق

دمشق / عمار عودة

  نيسان 2025

تجمّعات اللاجئين الفلسطينيين في قدسيا وضاحيتها والهامة – واقع اللجوء والتكيف بعد نزوح اليرموك

بعد الكارثة الإنسانية التي لحقت بمخيم اليرموك أواخر عام 2012 نتيجة النزاع المسلح، شكّلت مناطق قدسيا، ضاحية قدسيا، والهامة الواقعة شمال غرب العاصمة دمشق، ملاذًا آمنًا لآلاف اللاجئين الفلسطينيين. تقع هذه المناطق على بُعد نحو 12 كيلومترًا من مركز العاصمة، وشهدت خلال سنوات الأزمة تحولات ديموغرافية واسعة نتيجة النزوح.

 في تلك الفترة، لجأ عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، معظمهم من سكان مخيم اليرموك، إلى قدسيا وضواحيها، ليبلغ عددهم وفق تقديرات عام 2013 نحو 111 ألف لاجئ فلسطيني؛ توزعوا بواقع 60 ألفًا في قدسيا، و45 ألفًا في ضاحيتها، ونحو 6,000 في الهامة.

 تميّزت هذه المرحلة بعودة تدريجية لأهالي قدسيا الذين كانوا قد نزحوا بدورهم إلى الضاحية، ما شجع على استقرار قادمِي اليرموك، وعودة الحياة إلى طبيعتها نسبيًا في تلك المناطق..

وقد أثر قدوم الفلسطينيين بنشاط تعليمي و فكري واضح وزيادة عدد المعاهد ودور الثقافة 

مثل مؤسسة القدس و أمل فلسطين والإبداع وغيرها الكثير 

 ورغم تراجع الأعداد لاحقًا بسبب الهجرة إلى الخارج أو الانتقال إلى مناطق أخرى داخل سوريا، ظل الفلسطينيون النازحون من اليرموك يشكلون الكتلة السكانية الأكبر في قدسيا وضاحيتها لسنوات، إلى أن بدأت موجات نزوح أخرى من المناطق الشرقية لسوريا في تغيير هذا التوزع.

 ومع مرور أكثر من عقد على بداية النزوح، تشكّل جيل فلسطيني جديد وُلد ونشأ في قدسيا، مما أعاد التوازن العددي للاجئين بعد مغادرة عدد من العائلات إلى أوروبا ودول أخرى. وقد تزايدت أعداد السكان الفلسطينيين مجددًا بفعل الاستقرار النسبي، وارتفاع معدلات الزواج وتكوين الأسر.

 استجابةً لهذا الواقع الجديد، بادرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى افتتاح عدة مدارس في قدسيا وضاحيتها، مستأجرة بعض المباني المدرسية الحكومية للعمل خلال الفترات المسائية، بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الفلسطينيين وتوفير الحد الأدنى من حق التعليم في ظروف النزوح الطويل الأمد.

 يُعدّ هذا التجمّع اليوم من أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين خارج المخيمات الرسمية في سوريا، ويعكس قدرة اللاجئين على التأقلم وبناء حياة جديدة في وجه الأزمات المستمرة، رغم غياب الحلول الدائمة لقضيتهم