تجمع الفاكهاني
الدولة : لبنان
المدينة : بيروت
بيروت / جنين القاضي
تجمع الفاكهاني هو حي فلسطيني بارز في بيروت الغربية، لعب دورًا محوريًا في تاريخ النضال الفلسطيني خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. يقع الحي بين دوار الكولا ومخيمي صبرا وشاتيلا، وتحتضنه جامعة بيروت العربية في قلبه. أُطلق عليه اسم "جمهورية الفاكهاني" نظرًا للدور السياسي والعسكري الذي اضطلع به في تلك الفترة.
الموقع والجغرافيا
الموقع والأهمية الجغرافية
يمتد حي الفاكهاني على مساحة لا تتجاوز كيلومترًا مربعًا، ويقع في موقع استراتيجي بين دوار الكولا ومخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت الغربية. هذا الموقع جعله مركزًا حيويًا للأنشطة السياسية والعسكرية الفلسطينية.
مركز القيادة الفلسطينية
خلال الفترة من 1969 إلى 1982، أصبح الفاكهاني المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. احتوى الحي على مكاتب جميع قيادات الفصائل الفلسطينية، مراكز الإعلام والإذاعة الفلسطينية، مركز التخطيط، ومقرات المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. كان يُعتبر مركزًا للقرار الفلسطيني في لبنان.
كانت تسمى دولة الفاكهاني إشارة لسيطرة الفلسطينيين عليها
الوضع المعماري
الجانب العمراني والمعماري
الطابع العمراني: يتميز تجمع الفاكهاني بمزيج من الأبنية السكنية المتوسطة الارتفاع، التي تعود في معظمها إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
البنية التحتية: تعاني المنطقة من بنية تحتية متقادمة، حيث أن شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي بحاجة إلى صيانة وتحديث.
التخطيط العمراني: بسبب النمو العشوائي والتوسع غير المخطط، يفتقر التجمع إلى مساحات خضراء ومرافق عامة كافية.
الوضع الاجتماعي
الحياة الاجتماعية والاقتصادية
التركيبة السكانية: يضم التجمع مزيجًا من اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين اللبنانيين، مما يخلق تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا.
الوضع الاقتصادي: يعاني السكان من معدلات بطالة مرتفعة، خاصة بين الشباب، نتيجة للقيود القانونية المفروضة على عمل الفلسطينيين في لبنان.
الخدمات الاجتماعية: تقدم بعض المنظمات غير الحكومية خدمات تعليمية وصحية، إلا أن هذه الخدمات غالبًا ما تكون محدودة وغير كافية لتلبية احتياجات السكان.
معلومات إضافية
التحولات السياسية والتاريخية
الفترة الذهبية (1969–1982): كان الفاكهاني مركزًا للقيادة السياسية والعسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مما أكسبه لقب "جمهورية الفاكهاني".
الاجتياح الإسرائيلي (1982): تعرض التجمع لقصف مكثف خلال الاجتياح، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وخروج منظمة التحرير من بيروت.
الفترة اللاحقة: بعد خروج المنظمة، فقد الفاكهاني مكانته كمركز للقرار الفلسطيني، وتحول إلى منطقة سكنية تعاني من التهميش والإهمال.
تحديات
التحديات الحالية
الاعتراف القانوني: لا يحظى التجمع باعتراف رسمي كمخيم للاجئين، مما يحد من إمكانية الحصول على دعم من الأونروا أو الدولة اللبنانية.
البنية التحتية والخدمات: تعاني المنطقة من نقص في الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى ضعف في الخدمات التعليمية والصحية.
الضغوط الاقتصادية: تفاقمت الأوضاع الاقتصادية للسكان بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
الواقع الثقافي والأنشطة
النشاط الإعلامي والثقافي
شهد الحي نشاطًا إعلاميًا وثقافيًا مكثفًا، حيث صدرت فيه أكثر من 18 صحيفة فلسطينية بين يومية وأسبوعية وشهرية. كما كان مركزًا للعديد من المثقفين والشعراء والكتاب العرب الذين دعموا القضية الفلسطينية، مما جعله رمزًا للنضال والثقافة الفلسطينية.
شخصيات
الشخصيات البارزة
عاش في الفاكهاني العديد من القادة الفلسطينيين البارزين، منهم ياسر عرفات، خليل الوزير، جورج حبش، نبيل شعث، ودلال المغربي. كما كان مقرًا للعديد من المثقفين والكتاب الذين ساهموا في دعم القضية الفلسطينية.
الواقع الثقافي والأنشطة
تناولت العديد من الأعمال الأدبية والفنية حي الفاكهاني، منها رواية "شرفة على الفاكهاني" للكاتبة ليانة بدر، التي تسلط الضوء على حياة الفلسطينيين في بيروت ودور المرأة في النضال. كما وثقت العديد من الكتب والمقالات تلك الحقبة الزمنية وتأثيرها على القضية الفلسطينية.
معلومات إضافية
مجزرة الفاكهاني
الفاكهاني، التي قصفتها طائرات الاحتلال وكانت تضم مكاتب لمنظمة التحرير وللجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وشقق سكنية، ما أسفر عن استشهاد المئات بينهم العديد من النساء والأطفال. وكان من بين الشهداء، العراقية ثائرة فخري بطرس والممرض الفرنسي نيكولا رواييه (فرانسوا) والمناضل التونسي محمد ساسي (جياب التونسي).
تصدير المحتوى ك PDF