حي العراتفة

حي العراتفة

الدولة : الأردن
المدينة : الرصيفة

عرتوف من القدس الى مدينة الرصيفة الأردنية

عمان – جمانة جمال

 من أقدم أحياء الرصيفة وأول أحيائها، "حي العراتفة" الذي انشيء بدايات ستينات القرن الماضي، وهو أحد الأحياء الواقعة في مدينة الرصيفة بمحافظة الزرقاء في الأردن، يحده من الشمال شارع خالد بن الوليد، ومن الجنوب شارع المنطقة الحرفية، ومن الشرق شارع البخاري، ومن الغرب شارع عثمان بن عفان.

وأطلق أسم حي العراتفة نسبة الى قرية "عرتوف" وهي من قرى فلسطين المهجرة، تقع على بُعد 36 كم غرب القدس، أقامت سلطة الانتداب البريطاني قلعة للشرطة في القرية، واحتلها العرب بعد خروج الانكليز منها، لكنّ اليهود تمكنوا من الاستيلاء عليها بعد ذلك، واستخدموها قاعدة  لهم، وسابقا أقاموا فيها عام 1895 أراضي مستعمرة “هارتوف” التي دمرها  العرب مرارًا، ثم أعيد بناؤها بعد نكبة عام 1948.

وفي عام 1948 عند وقوع النكبة، خرج سكان قرية عرتوف مهاجرين شرقاً، حيث سكنوا الأغوارالأردنية  ومدينة مادبا الأردنية ومنطقة الكرامة، وعرف أهالي القرية بتربية الأبقار، لذلك انتقلوا للعيش في منطقة الرصيفة لطبيعتها الخصبة وهي منطقة حرش كبيرة وموقعها محصور مابين السيل والاتوستراد والوادي الفاصل مع حي الأمير علي أشبه بهضبة منبسطة، وعملوا في تربية الأبقار.

وتضم العرتوف خمسة عائلات تقربيا وهي: عائلة رحال، شحادة، الاعرج، وعائلة الشواهين، وأكثرهم يقطنون في حي العراتفة ومنهم من يسكن في الأغوار ومادبا والكرامة الى جانب العديد من المناطق الأردنية.

 وإلى جانب عائلات عرتوف يعيش في الحي العديد من العائلات الأدرنية والفلسطينية لتشكل نسيجاً اجتماعياً متماسكاً، فالشارع العام في أول الحي من الجهة الغربية حي الدروز بني معروف وفي داخل الحي تجمع لاهالي عرتوف وبئر السبع عدد من العائلات من الطفيلة ومن أهالي الخليل، وعائلات الرضاوين، النويرية، العتيليين الفلسطينيين، وعائلة أبو لبه، حيث يبلغ عدد سكان حي العراتفة وحي الأمير علي المجاور حوالي 40 ألف نسمة وهو أحد الأحياء البارزة في مدينة الرصيفة .

ويعتبر حي العراتفة، من الأحياء الشعبية ولم يشهد تطورًا من الناحية العمرانية وبقي محافظا على عمرانه القديم إلى جانب الحديث.

من مشاكلة في البنية التحتية اهتراء شبكات المياه مما يؤدي إلى تسرب المياه في الشوارع وهدر كميات كبيرة منها، وهذا الوضع أجبر السكان على شراء المياه من صهاريج خاصة لتلبية احتياجاتهم اليومية.

كما يعاني أهالي الحي من انقطاع مستمر للمياه لفترة طويلة، وتكرر حوادث فيضان مياه الصرف الصحي في شوارع الحي، مما يسبب تلوث البيئة وانتشار الروائح الكريهة، ويشكل تهديدًا للصحة العامة.

ويعاني أهالي الحي من نقص وسائل النقل العام داخل المنطقة، مما يصعّب عليهم التنقل إلى المناطق الأخرى للعمل أو الدراسة.

ويفتقر الحي إلى مركز صحي يخدم سكانه، مما يضطرهم للذهاب إلى الأحياء المجاورة لتلقي الخدمات الطبية، وهذا يشكل عبئًا إضافيًا على الأهالي.

ويشتكي سكان الحي من تزايد أعداد الكلاب الضالة في الحي، خاصة في المناطق المحيطة بالمقبرة، حيث تشكل خطرًا على الأطفال والمارة، ولم تسلم مقبرة الحي من إهمال واضح، حيث تنتشر النفايات داخلها، وتُستخدم من قبل بعض الأفراد لممارسات غير قانونية، مما ينتهك حرمة الموتى ويزعج الأهالي.

ومن المعالم البارزة في الحي مسجد عبد الله بن مكتوم،وهو أقدم وأكبر مسجد يخدم أهالي المنطقة ويُعد مركزًا للنشاطات الدينية والاجتماعية ويُعتبرمركزًا للعديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية التي تعزز من روح المجتمع والتعاون بين سكانه وحاليا ونتيجة تهالك بناء المسجد تم اغلاقه حتى يتم صيانته خوفا على حياة رواد المسجد .

ويخلو الحي من مدارس تابعة للأونروا، إلا انه يوجد في الحي العديد من المدارس الحكومية للذكور والاناث .

شهدت الرصيفة ثلاث موجات هجرة رئيسية أثرت بشكل مباشر على التركيبة السكانية لمدينة الرصيفة وأحيائها، بما في ذلك حي العراتفة:

  1. الهجرة الأولى 1948: عقب نكبة فلسطين، نزح العديد من الفلسطينيين واستقروا في الرصيفة، مما أدى إلى زيادة التنوع السكاني في المنطقة.
  2. الهجرة الثانية 1967: بعد حرب حزيران، شهدت الرصيفة موجة نزوح آخر من الفلسطينيين، مما عزز من التنوع الثقافي والاجتماعي في الأحياء، بما في ذلك حي العراتفة.
  3. الهجرة الثالثة 1990: مع عودة المغتربين من دول الخليج بعد حرب الخليج الثانية، خاصة من الكويت، استقر العديد منهم في شمال المدينة، مما أدى إلى توسع الأحياء وازدهارها.

 

 



تصدير المحتوى ك PDF

مقاطع فيديو


إضافة محتوى