مخيم عين عريك
الدولة : فلسطين - الضفة الغربية
المدينة : رام الله
أقيم مخيم عين عريك عام 1948م،على أراضي قرية عين عريك،إلى الغرب من مدينة رام الله،لا يبعد عنها سوى حوالى عشرة كيلومترات،تحيط بها قرى دير ابزيع ،وعين قينيا، وبيت عور التحتا، وبلدة بيتونيا.
نشأ مخيم عين عريك كغيره من مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات نتيجة الاحتلال (الصهيوني) لفلسطين وتهجير أهله من قراهم وكان ذلك في العام 1948م،تحيط بها قرى دير ابزيع وعين قينيا وبيت عور التحتا وبلدة بيتونيا،وتشتهر بمزروعاتها كأشجار الزيتون واللوز والجوز والعنب والرومان،بالإضافة إلى كثرة عيون الماء العذب الموجودة بها.
الموقع والجغرافيا
أقيم مخيم عين عريك عام 1948م،على أراضي قرية عين عريك،إلى الغرب من مدينة رام الله،لا يبعد عنها سوى حوالى عشرة كيلومترات،تحيط بها قرى دير ابزيع ،وعين قينيا، وبيت عور التحتا، وبلدة بيتونيا.
نشأ مخيم عين عريك كغيره من مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات نتيجة الاحتلال (الصهيوني) لفلسطين وتهجير أهله من قراهم وكان ذلك في العام 1948م،تحيط بها قرى دير ابزيع وعين قينيا وبيت عور التحتا وبلدة بيتونيا،وتشتهر بمزروعاتها كأشجار الزيتون واللوز والجوز والعنب والرومان،بالإضافة إلى كثرة عيون الماء العذب الموجودة بها.
ملكية أرض المخيم
يعود جذور عين عريك إلى الملك الروماني صفر ونيوس الثاني،وأن القرية أساساها روماني ويلاحظ في القرية القديمة أثار تدل على صحة هذا القول.
الواقع السكاني
يقع مخيم عين عريك الى الغرب من مدينة رام الله ويبعد عنها حوالي سبعة كيلومترات وهو مقام على أراضي قرية عين عريك الذي سمي باسمها .
ينحدر سكان المخيم من 13 مدينة وقرية فلسطينية،مثل مدينتي اللد والرملة،وقرى البرية والقباب وجمزو وعنابة وعاقر واشوع وأبو شوشة والسافرية والسوافير وعسلين والبرج.
ويبدو بأن عيون الماء في القرية قد جلبت إليها عددًا كبيرًا من اللاجئين وقت النكبة،وقد سكن اللاجئون الخيام، ثمَّ قاموا ببناء سقائف من الحجارة والطين،وفي عام 1964م بنت (الاونروا) وحدات السكنية محل سقائفهم.
أما بنسبة للسكان فقد بلغ عدة آلاف عند إقامة المخيم إلا أن الكثيرين نزحوا إلى الاردن الشقيق عام 1967م أو رحلوا للسكن في المدن القريبة مثل بيتونيا ورام الله والبيرة،وقدر عدد سكان المخيم قبل عام 1967م بحوالي 2000 نسمة.
يبلغ عدد السكان الذين يسكنون داخل المخيم الآن حوالي خمسمئة نسمة ولو أضفنا إليهم مجموع اللاجئين الذين يحملون بطاقة غوث اللاجئين ويسكنون في قرية عين عريك لبلغ عدد الذين يحملون بطاقة غوث اللاجئين حوالي سبعين في المئة من سكان عين عريك ككل، وينحدرون من مناطق اللد،الرملة،يافا،عنابة،أبو شوشة،جمزو،البرية،البرج،القباب،بير إمعين،السافرية،السوافير،إشوع،عسلين،ساريس،عاقر،النعاني،صرعة.
ويعيش في القرية حوالي 2000 نسمة،وذلك حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2004م،وتحوي المسلمين والنصارى وجزء من قاطنين القرية من المهاجرين الذين تركوا قراهم اثر حرب عام 1948م.
وقد أقام المهجرون بداية في المغارات والكهوف وتحت الشجر وناموا في العراء مفترشين الأرض وملتحفين السماء وقد عانوا أشد المعاناة قبل أن توزع عليهم وكالة غوث اللاجئين بعض الخيام والشوادر،وبعد الخيام أقاموا في سقائف مبنية من الحجر والطين ومسقوفة بالأخشاب وأغصان الأشجار وقد ظل الحال على ما هو عليه إلى أن أقامت وكالة الغوث وحدات إسكانية من الطوب بواقع غرفة للعائلات الصغيرة وغرفتين للعائلات الكبيرة.
من خلال المسح الميداني للأبنية القديمة الذي نفذه مؤسسة "رواق" عام 1997م،تم تسجيل 132 مبنى قديماً في القرية، من بينها 114 مبنى تتألف من طابق واحد،أي ما نسبته 86 % من إجمالي عدد الأبنية،أما باقي المباني فكانت تتألف من طابقين ( 18 مبنى، 14 %).
أظهرت الحالة الإنشائية للمباني أن هناك 111 مبنى بحالـة جيدة ( 84 %)،إلى جانب وجود 18 مبنى بحالة سيئة ( 14 %)، و 3 مبانٍ غير صالحة للاستعمال ( 2 %).
سبب التسمية
ويقال أن سبب التسمية يعود الى قائد روماني يقال له "تيسور ارك" ويعني هذا الاسم "كثرة العيون"،حيث سمي المخيم تيمناً باسم القرية،قرية عريك.
التعليم
يوجد في المخيم مدرستان تابعتان لوكالة الغوث وهما مستأجرتان من الكنيسة الكاثوليكية إحداهما ابتدائية آيلة للسقوط وتشكل خطراً حقيقياً على الطلاب والأخرى إعدادية لا تفي بالغرض.
ونظرًا لأنَّ إحدى المدرستين قد أصبحت آيلة للسقوط فقد تم إخلاؤها والإستعانة بصفوف المدرسة الحكومية، لحين قيام (الاونروا) بتصليحها او استئجار مقر آخر .
ذاكرة المخيم
وقد أقام المهجرون في المغارات والكهوف وتحت الشجر وناموا في العراء مفترشين الأرض وملتحفين السماء وقد عانوا أشد المعاناة قبل أن توزع عليهم وكالة غوث اللاجئين بعض الخيام والشوادر،وبعد الخيام أقاموا في سقائف مبنية من الحجر والطين ومسقوفة بالأخشاب وأغصان الأشجار وقد ظل الحال على ما هو عليه إلى أن أقامت وكالة الغوث وحدات إسكانية من الطوب بواقع غرفة للعائلات الصغيرة وغرفتين للعائلات الكبيرة.
وبعد نكسة عام 1967م نزح الكثيرون إلى دولة الأردن الشقيقة أو إلى المدن المجاورة وأصبح الأهالي المقيمين في المخيم يعودون بجذورهم للمناطق التي هجروا منها 1948م وهي: البرية،جمزو،عنابه،القباب، البرج،إشوع،عسلين،السافرية،السوافير،الرملة،أبو شوشة.
البنية التحتية
منذ تأسيس اللجنة الشعبية فقد تم تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي تخدم سكان المخيم،فرغم الإمكانيات المتواضعة تم تنفيذ مشروع جمع النفايات قبل وجود سيارة خاصة تابعة للمجلس القروي في القرية كذلك مشروع خط المياه الزائدة لعين الشيخ حسين حيث كانت المياه تسير في عرض الشارع دائماً،ومشروع إقامة روضة إطفال تابعة للجنة الشعبية وهي روضة نموذجية جداً أقيمت بتكلفة ما يقارب 45 ألف دولار،وكذلك مشروع إعادة تعبيد شوارع المخيم وإقامة جدران استناديه بكلفة حوالي مئة وخمس وثمانين ألف دولار،والآن يوجد مشروع مجمع خدمات مخيم عين عريك قيد التنفيذ وقد تم شراء قطعة أرض بمبلغ عشرين ألف دينار وهناك مخطط لإقامة مجمع من خمسة طوابق وقد تم بناء طابقين دون تشطيب وتوقف البناء حالياً لعدم وجود تمويل وقد بلغت تكلفة الطابقين حوالي ثمانين ألف دولار وتبلغ مساحة الطابق الواحد 200م،كما نفذت العديد من المشاريع الصغيرة التي تهم المواطنين.
الوضع الصحي
يوجد عيادة صحية تابعة لوكالة الغوث،وهي العيادة الوحيدة القائمة في المخيم وكان الطبيب يداوم طوال الأسبوع،إلا أن ذلك تقلص إلى يومين فقط،وهذا لا يتناسب بطبيعة الحال مع حجم المراجعين للعيادة،إذ إنها الوحيدة التي تقدم الخدمات الطبية لكل اللاجئين من قرية عين عريك ومخيمها وقرى كفر نعمة ودير بزيع وبلعين وحتى اللاجئين الذين غادروا المخيم إلى خارجه،فبدلاً من زيادة أيام الدوام تقوم الوكالة بتقليصها.
الوضع الاجتماعي
العلاقات الاجتماعية داخل المخيم ومع القرية علاقات مودة ووئام عزّ نظيرها،فالعدد القليل للاجئين في المخيم جعلهم أسرة واحدة يقومون بالواجب تجاه بعضهم على أكمل وجه في الأفراح وفي الأتراح،حيث أقاموا لذلك صندوقاً يشارك فيه كل من يحمل بطاقة هوية في المخيم.
جرت العادة أن يبادر المسيحيون بوليمة للمسلمين إذا مات منهم أحد،كما يقوم المسلمون بالأمر نفسه إذا كان الفقيد مسيحياً.
وفي رمضان يبادر المسيحيون كل عام إلى دعوة المسلمين إلى وليمة إفطار يعدّونها لهم،بينما يقوم المسلمون بذات الأمر بعد صوم الأربعين عند المسيحيين،وقد أضفت مثل هذه العادات على الناس شعوراً بالارتياح ممزوجاً بمستوى عال من الفخر والاعتزاز.
الوضع الرياضي
لا يوجد نادٍ للمخيم،لكن اللجنة الشعبية قامت أخيراً بشراء قطعة أرض صغيرة على أمل أن تجد من يموّل بناء ناد عليها.
الواقع الإنساني والإغاثي
كانت الوكالة منذ عام 1964م تخصص للعائلة المكوّنة من أربعة أنفار غرفة بمساحة تسعة أمتار،أما العائلات المكونة من خمسة أو ستة أنفار فكانت تحظى بغرفة أوسع،وإذا بلغت العائلة سبعة أو ثمانية أنفار كانت تُمنح غرفتين من النوع الأول،وبالطبع دون أيّة مرافق .
كما يعاني سكان المخيم من عدم اعتراف وكالة الغوث به مخيماً رسمياً،ما يُضعف الخدمات التي تقدمها تلك الوكالة،فرغم أنها كانت تدفع حتى وقت قريب أجرة الأرض التي يسكن عليها جزء من سكان المخيم للأوقاف،إلا أنها قلّصت خدماتها للمخيم على نحو ملحوظ منذ السبعينيات حتى يومنا هذا.
يواجه المخيم وسكانه العديد من الصعوبات وأهمها عدم اعتراف وكالة غوث اللاجئين بالمخيم كمخيم رسمي رغم وجود مدارس وعيادة تابعة لوكالة الغوث،وكذلك فإن المخيم يعد مركزاً لتوزيع التموين للاجئين الموجودين في المنطقة وقد أدى عدم الاعتراف إلى شح الخدمات المقدمة، فالمدارس تعاني من وضع مزرٍ جداً،وإحداهما آيلة للسقوط،كما تعاني المدارس من قلة الغرف الصفية واكتظاظها،كما أن العيادة لا تقدم خدمات طبية ورعاية كافية حيث تستقبل المراجعين بمعدل يومين في الأسبوع والعيادة لا تخدم سكان المخيم فقط بل تقدم الخدمات لأهالي قرية عين عريك وللاجئين القاطنين في قرى دير بزيع وكفر نعمة وبلعين،كما لا يوجد بنية تحتية في المخيم وخاصة شبكة مجاري حيث يعاني السكان من هذا الموضوع كما لا يوجد مؤسسات لرعاية قطاعات السكان المختلفة.
تحديات في المخيم
يعاني سكان المخيم من عدم اعتراف وكالة الغوث به مخيماً رسمياً،ما يُضعف الخدمات التي تقدمها تلك الوكالة، فرغم أنها كانت تدفع حتى وقت قريب أجرة الأرض التي يسكن عليها جزء من سكان المخيم للأوقاف،إلا أنها قلّصت خدماتها للمخيم على نحو ملحوظ منذ السبعينيات حتى يومنا هذا.
المؤسسات والجمعيات
منذ تأسيس اللجنة الشعبية تم تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي تخدم سكان المخيم،فرغم الإمكانيات المتواضعة تم تنفيذ مشروع جمع النفايات قبل وجود سيارة خاصة تابعة للمجلس القروي في القرية.
كذلك مشروع خط المياه الزائدة لعين الشيخ حسين حيث كانت المياه تسير في عرض الشارع دائماً.
ومشروع إقامة روضة إطفال تابعة للجنة الشعبية وهي روضة نموذجية جداً أقيمت بتكلفة ما يقارب 45 ألف دولار.
كذلك مشروع إعادة تعبيد شوارع المخيم وإقامة جدران استناديه بكلفة حوالي مئة وخمس وثمانين ألف دولار.
والآن يوجد مشروع مجمع خدمات مخيم عين عريك قيد التنفيذ وقد تم شراء قطعة أرض بمبلغ عشرين ألف دينار.
وهناك مخطط لإقامة مجمع من خمسة طوابق وقد تم بناء طابقين دون تشطيب وتوقف البناء حالياً لعدم وجود تمويل وقد بلغت تكلفة الطابقين حوالي ثمانين ألف دولار وتبلغ مساحة الطابق الواحد 200م،كما نفذت العديد من المشاريع الصغيرة التي تهم المواطنين.
تطمح اللجنة الشعبية في المستقبل بإقامة مؤسسات تعني بقطاعات السكان المختلفة وخاصة الطفل والمرأة والشباب والمسنين كما نطمح بأن تقدم خدمات تليق بالسكان وتحفظ كراماتهم
المصادر والتوثيق
عوني فارس وحسن قدومي ، اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة، الناشر : أكاديمية دراسات اللاجئين و مركز العودة الفلسطيني، الطبعة الأولى- لندن 2013 .
أديب محمد زيادة ، دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية، دار العودة للدراسات والنشر- بيروت - الطبعة الأولى 2010 كتاب مجلة العودة (2).
الموسوعة الحرة ( تاريخ الزيارة 9/5/2016 )
موقع فلسطين في الذاكرة ( تاريخ الزيارة 9/5/2016 )
http://www.palestineremembered.com/GeoPoints/_Ayn__Arik_577/ar/
دليل أريج
http://vprofile.arij.org/ramallah/ar/pdfs/vprofile/Ein%20Arik_Vp_Ar.pdf
رواية من المخيم
يتذكر رباح موسى (أبو ناصر - 65 سنة) من البرية بداياته في المخيم حيث يعود بذاكرته إلى أيام الطفولة قائلاً بألم مَن أَعيته الغربة والسنون: كنت طفلاً صغيراً حين دخلنا مشردين قرية نعلين ثم المزرعة الغربية ثم بيت عور الفوقا بحثاً عن المكان المفقود إلى أن استقر بنا المقام في عين عريك سنة 1952، حينها سكنّا بيوتاً مسقوفة بجذوع الشجر والقش المخلوط بالطين، لقد كانت الفئران والأفاعي تسرح وتمرح على تلك الأسقف، لدرجة أنها سقطت أكثر من مرة في صحن الدار محدثة بيننا فزعاً رهيباً، كانت حياة بؤس وشقاء وفقر بكل معنى الكلمة، لم نكن نعرف حمّاماً داخلياً في بيوتنا، بل كانت الناس يقضون حاجاتهم في الخلاء وتحت الشجر ليلاً.
ويواصل شهود مرحلة التأسيس لهذا المخيم تقديم شهاداتهم، فالحاجة مريم منصور(76 سنة) من أشوع التي خرجت كآلاف اللاجئين من قرية زوجها عسلين ولم يتعدّ عمرها آنذاك خمس عشرة سنة، تقول: عشية النكبة لم نكن نشعر بالأمان، كنا نخرج في الليل إلى الجبل ننام تحت الزيتون، وفي النهار نعود إلى القرية، حينها سمعنا عن مجزرة دير ياسين، فقرر أهل القرية الخروج خوفاً على الأرواح والأعراض، توجهنا إلى راس أبو عمار ودير الهوى، ومنها رحلنا إلى بيت ساحور فالعيزرية فأريحا، وهناك كان لدي بنت كادت تموت من الحرّ، فقررنا الخروج إلى مخيم عين عريك حيث سبقنا والداي وأهلي، وعندما وصلنا إلى عين عريك شجعَنا على البقاء فيها وجود ينابيع المياه الوفيرة، وعندها مكثنا في سقائف أشبه بالطوابين يعلوها النتش المخلوط بالطين والشِّيد.. بقينا هكذا إلى أن بنت الوكالة لعائلتنا الكبيرة غرفتين متواضعتين بقينا فيهما إلى أن منّ الله علينا فهدمناهما وبنينا مكانهما في السبعينيات ما هو أكثر أمناً.
وتلتقي روايات الشهود وتتشابه، فالحاجة مريم جابر (81 سنة) من عنابة، خرجت منها متزوجة ليستقرّ بها المقام في أريحا قبل أن تعود وزوجها أدراجهما نحو مخيم عين عريك حين سمعا عن توافر فرص أقل سوءاً للعيش. تستذكر الحاجة جابر مبيتهم ليالي كثيرة قبل يوم التهجير خارج القرية في السهل وفي الوعر، حيث كانوا يعودون إلى القرية مع طلوع شمس اليوم التالي خوفاً من مباغتة اليهود القرية ليلاً كما حصل في دير ياسين، وبالفعل لقد دخل اليهود القرية ليلاً وأخذوا يطلقون النيران في كل اتجاه، ما دفعنا إلى الهروب بأطفالنا ونسائنا ومن بقي من رجالنا.
وما زالت الحاجة مريم عيّاد تتذكر كيف كان المسلحون المجاهدون من الرجال يسهرون على أمن البلد في غياب الجميع عنها ليلاً، فقد كان كلّ بيت يستبقي شاباً مسلحاً للدفاع عنها في وجه العصابات الصهيونية في حال مباغتتها القرية، وفي هذا الإطار بقيت الحاجة عياد تفاخر بزوجها وتتندر؛ إذ باع ذهبها في عنابة كي يشتري بندقية للدفاع عن القرية حيث كتب لها الأهل مقابلها قطعة أرض مزروعة، فذهبت الأرض وذهب الذهب كما تقول.
تؤكد المرأة العجوز شهادتها على بدايات المخيم، حين تؤكد أنها وأهلها سكنوا المغاور وبنوا سقائف من حجارة وطين بعد أن مكثوا سنتين تحت الخيم والشوادر، حيث بنوا بعدها سقائف أكبر قبل أن تأتي الوكالة لتبني لهم غرفاً من طوب هدموها لاحقاً بعدما تحسنت الأحوال.