مخيم الدهيشة
الدولة : فلسطين - الضفة الغربية
المدينة : بيت لحم
أقيم مخيم الدهيشة عام 1949م من قبل وكالة الغوث، فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.31 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية بيت لحم، ويقع جنوب مدينة بيت لحم ويبعد عنها حوالي 3 كلم، على يسار الطريق الرئيسي بيت لحم – الخليل.
يبعد عن مدينة القدس 23 كم، حيث يمتد بشكل طولي بمحاذاة الشارع، يلتقي المخيم مع حدود قرية أرطاس، من الناحية المقابلة للمخيم منطقة جبلية غير مستغلة.
يرتفع المخيم عن سطح البحر 800 م، بلغت مساحة المخيم عام 1949م حوالي 258 دونماً، كان عدد سكانه عام 1949م حوالي 3200 نسمة جاؤوا من 53 مدينة وقرية فلسطينية عام 1948م، وبلغ عدد سكانه عام 1967م بعد الاحتلال حوالي 4200 نسمة وعام 1987م حوالي 6100 نسمة .
الموقع والجغرافيا
جغرافيا المخيم :
أقيم مخيم الدهيشة عام 1949م من قبل وكالة الغوث، فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.31 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية بيت لحم، ويقع جنوب مدينة بيت لحم ويبعد عنها حوالي 3 كلم، على يسار الطريق الرئيسي بيت لحم – الخليل.
يبعد عن مدينة القدس 23 كم، حيث يمتد بشكل طولي بمحاذاة الشارع، يلتقي المخيم مع حدود قرية أرطاس، من الناحية المقابلة للمخيم منطقة جبلية غير مستغلة.
يرتفع المخيم عن سطح البحر 800 م، بلغت مساحة المخيم عام 1949م حوالي 258 دونماً، كان عدد سكانه عام 1949م حوالي 3200 نسمة جاؤوا من 53 مدينة وقرية فلسطينية عام 1948م، وبلغ عدد سكانه عام 1967م بعد الاحتلال حوالي 4200 نسمة وعام 1987م حوالي 6100 نسمة .
سبب التسمية
تسمية المخيم بالدهيشة، فهي تُنسب إلى المكان الذي كان سابقاً معسكراً للجيش المصري، وكانت تملؤه الأشجار (هيشة) باللهجة المصرية، وحُرفت الكلمة إلى دهيشة.
الواقع السكاني
الواقع السكاني :
تنحدر أصول سكان المخيم من45من القرى الواقعة غرب منطقة القدس وغرب منطقة الخليل، كان الدهيشة أحد المخيمات المؤقتة التي كانت حلاً إنسانياً مؤقتاً لمشكلة إسكان اللاجئين الفلسطينيين، ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني المخيم فوق قطعة من الأرض قامت (الاونروا) باستئجارها من الحكومة الأردنية.
وفي منتصف عام 2006م بحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن مساحة المخيم 1.5 كم مربعاً، ويقدر عدد سكان المخيم بـ 9، 399 نسمة.
وفي المخيم ضائقة سكنية بسبب عرقلة سلطات الاحتلال لعملية البناء.
التعليم
التعليم :
يوجد فيه مدرستان إحداهما ابتدائية والأخرى إعدادية للذكور ومثلها للإناث.
في 1997، أنشأت(الاونروا)مدرسة بنات جديدة وجهزتها بتبرعات من وكالة المعونة الأمريكية.
الوضع الصحي
الركبة اليسرى، هوية مخيم الدهيشة
في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية هناك ما يقارب 240 مصاباً في الأربع سنوات الأخيرة، تركزت إصاباتهم في الركبة اليسرى الأمر الذي جعل هذا النوع من الإصابة بالتحديد يتحول الى ظاهرة تميّز أهالي المخيم.
رمزي عجمية 17 عاماً، و عيسى المعطي 16 عاماً، نشأت بينهما صداقةٌ بعد أن قامت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار عليهما وإصابتهما في ساقيهما وتحديداً في الركبة اليسرى لكل منهما مما تسبب بإصابات بالغة لكليهما.
وغالبا ما تجد الصديقين وقد وضع أحدهما ذراعه على ذراع الآخر، يتجولان سوياً في الأزقة الضّيقة بين المنازل المليئة جدرانها بالشعارات في المخيم.
ألم مشترك
عيسى كان أول من أصيب وهو في الثانية عشرة من عمره، وذلك في أيلول من عام 2015، عندما اندلعت الاحتجاجات والمظاهرات على المدخل الشمالي للمخيم ضد قوات الاحتلال، لم يكن عيسى مشتركاً في تلك المظاهرات، لكنه سرعان ما انطلق مسرعاً نحوها بعد أن علم أن أخاه الأصغر كان متواجداً ومشتركاً بها، ليهرع للبحث عنه.
وقال عيسى إنه ذهب مذعوراً الى مكان المواجهات متفادياً الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي الذي كانت تطلقه قوات الاحتلال، وفي أثناء ذلك قام أحد الجنود بإطلاق النار باتجاهه بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابته بأربع رصاصات توزعت ما بين ساقه وركبته اليسرى، والتي سرعان ما تحولت للون الأسود في ظل تأخير الأحتلال لسيارات الإسعاف وإعاقة وصولها إليه ولبقية المصابين. وبعد ساعة قضاها عيسى ملقى على الأرض ويحيط به الجنود، استقدموا سيارة إسعاف إسرائيلية نقلته عبر بوابة الجدار الى الداخل المحتل وما أن استيقظ وجد نفسه مكبلاً على أسرّة مستشفى هداسا عين كارم في مدينة القدس. وبسبب الرصاصات الأربع التي إستقرت في طرفه السفلي الأيسر، قُطعت الأوردة الدموية، الأمر الذي أدى الى إنتشار “الغرغرينا” ما أجبر الأطباء على بتر قدمه من منطقة الركبة.
وأضاف عيسى أنه شعر بالدمار عندما فقد ساقه واحتاج لعامين حتى اعتاد على الوضع الجديد الذي بات يعيشه بعد عملية البتر والعيش مع قدم اصطناعية، قائلا: “أنا في الوقت الحالي أدرك حقيقة أن الاحتلال هو الضعيف لانه بستخدم سلاحا ضد الحجارة، لذلك انا حاليا قوي وسأبقى كذلك”.
وقد أقام أهالي مخيم الدهيشة جنازة لساقه وحملوها بين أزقة وشوارع المخيم، قبل دفنها في مقبرة المخيم، والتي يرقد فيها من استشهد على يد قوات الاحتلال، معتبرينها كجزء لا يتجزأ من طقوس جنازات الشهداء، وقد أصبح هذا الأمر تقليداً متبعاً لكل الذين تعرضوا لاصابات وتم بتر ساقهم.
وفي عام 2016 غادر عيسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتلقى علاجا إضافياً لإصابته، وبعد عودته إلى المخيم التقى برمزي عجمية إبن الـ14 عاماً أنذاك، وقد أصيب في ركبته اليسرى أيضاً خلال اقتحام جيش الاحتلال للمخيم، وبقي عيسى في المستشفى لمدة شهر بجوار صديقه الذي يحمل نفس معاناته.
يقول رمزي: “تربطنا صداقة قوية سببها الألم، أنا جريح وهو جريح ولدينا نفس المعاناة، صداقتنا مثل الحجر ، ويوحدنا الألم”.
و أصيب رمزي في شهر اب من العام 2016 خلال إقتحام لجيش الإحتلال للمخيم تسببت له في انقطاع في الأوردة والشرايين ما أدى الى خضوعه ل ست عمليات جراحية.
إن تعافي رمزي من الإصابة لم يستمر طويلاً بعد إصابته، فقد توقف مجبراً لمدة اسبوعين بعد أن داهمت قوات الاحتلال منزله واعتقلته في الاسبوع الثاني لإصابته ونقلته الى سجن عوفر العسكري التابع لسلطات الاحتلال قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية ووجهت له تهمة إلقاء الحجارة، متعرضاً لإهمال طبي متعمّد ما تسبب في تفاقم إصابته إذ لم يكترث السجّانون بها. وبعد 11 يوما من التحقيق والمحاكمات أفرج عن رمزي بشرط الحبس المنزلي حتى الأول من كانون أول من عام ٢٠١٧، بالإضافة لتوقيع كفالة مالية بقيمة 7500 شيقلًا. واحتاج رمزي لشهر كامل من العلاج المستمر بعد الإفراج عنه، متنقلاً بين مستشفيات الضفة الغربية ليقلل نسبة العجز أثناء المشي لكن دون الوصول للحركة الطبيعية.
جروح رمزي لازالت تعيقه إلى الآن، إذ من الصعب عليه العمل أو البقاء في عمله وذلك بسبب إصابته لا سيما في فصل الشتاء فالألم يزداد ويؤثر عليه بشكل كبير بسبب وجود مادة البلاتين في ساقه التي تتأثر بالأجواء الباردة.
بتروا أحلامهم
ويصر رمزي على ممارسة أنشطة حياته وتنمية موهبته في كتابة الشعر، وفي ذات الوقت يحلم عيسى بأن يصبح موسيقياً ولاعب كرة قدم. فيقول: أحب الموسيقى وغناء الراب كثيرا، ولا يمكن القول أن اصابتي قد أثرت علي بشكل كبير في هذا المجال ولكن كانت الاثار السلبية في مجال لعب الكرة لانه لم يعد لدي القدرة على ممارستها.
وخلال مدة العلاج الطولية وقضاء معظمها في المستشفيات، فقد كلا الصديقين عدة سنوات من عمرهما وأجبرا على ترك المدرسة، ويختصر عيسى ما مر به بكلمات تعتصرها المرارة رغم نظرته المستقبلية قائلا: “قتلوا حلمي، لازم أرجع على المدرسة وأكمل دراستي وأحصل على الشهادة”.
ولا يقتصر الأمر على رمزي وعيسى بل أن العديد من أصدقائهم تعرضوا إما للسجن او القتل أو الإصابة على أيدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
يقول رمزي: نحن جميعاً نقع تحت نيران رصاص الإحتلال، سواء كانوا أولئك المستيقظين أم أولئك النائمين، وأضاف وهو يشير الى صديق له وصل للتو لتحيته، “بجوز يصير هاض شهيدا ؟!!! وبجوز عيسى ينقتل بكرا أو الليلة”.
الإجراءات القانونية لمواجهة الإنتهاكات ضد الأطفال
مدير برنامج المساءلة للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش أشار إلى أنه في حالة تعرض أي طفل لانتهاكٍ من قبل الاحتلال الاسرائيلي فان هناك لجنة من التحكيم الميداني تقوم بزيارة موقع الانتهاك وفتح تحقيق ميداني مع أخذ إفادات من الضحايا وشهود العيان لمعرفة تفاصيل الاصابة وطبيعة السلاح الذي تم استخدامه وهل فعلاً كان هناك تهديد على حياة هؤلاء الضحايا.
وأضاف أبو قطيش أن المادة التي يتم جمعها بخصوص هذه الانتهاكات يتم استخدامها على مستويات مختلفة ومنها فضح هذه الانتهاكات من خلال حملات ضغط ومناصرة على وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال تزويد الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة بالمعلومات حول الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال.
ونوه أبو قطيش لحقيقة عدم وجود وعي كافٍ على المستوى الدولي في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي والانتهاكات الإسرائيلية للأطفال الفلسطينيين وأن وسائل الإعلام الدولية تميل لتبني الرواية الإسرائيلية المضللة.
كما وتقوم الحركة العالمية بتقديم تقاريرها حول الانتهاكات إلى لجان دولية مختلفة مثل لجنة اتفاقية حقوق الطفل و لجنة مناهضة التعذيب بالإضافة إلى اللجان التي تشكلها منظمات حقوق الإنسان، لكن المعضلة الرئيسية تكمن في عدم مساءلة الجنود الإسرائيلين الذين يقومون بهذه الانتهاكات، ما يساهم في إفلاتهم من العقوبات،
وأضاف أبو قطيش أن العشرات من الأطفال تعرضوا للقتل في العقد الأخير إلا أنه فتح تحقيق وإدانة جندي واحد فقط قام بعملية القتل، وأن العقوبة التي تلقاها هذا الجندي لم تتناسب مع الفعل الاجرامي الذي قام به ضد الطفل.
وقال ابو قطيش إن أهالي الأطفال عادة لا يتوجهون إلى المحاكم الإسرائيلية لمتابعة قضايا أبنائهم المصابين أو الذين يتعرضون إلى أي نوع من أنواع الاعتداءات الإسرائيلية بسبب قناعتهم أن هذه المحاكم جزء من المنظومة الاحتلالية ولن تعمل على إعادة حقوق أبنائهم وستنحاز إلى جانب جنود الاحتلال، وهو ما يحدث فعلياً، فلا يمكن إلقاء اللوم على الأهالي.
ويعتبر الطفل أركان مزهر 14 عاماً من مخيم الدهيشة آخر ضحايا العنف الإسرائيلي الروتيني فقد أصيب في صدره خلال اقتحام للمخيم في تموز عام 2018.
ووفقاً للحركة العالمية ، فقد منعت قوات الجيش الإسرائيلي سيارات الإسعاف الفلسطينية من دخول المخيم، الأمر الذي أجبر عائلة مزهر على نقله للمستشفى في إحدى السيارات الخاصة لأحد سكان المخيم وقد تم الإعلان عن استشهاده في المستشفى بعد وصوله بوقت قصير لعدم تلقيه الإسعافات الأولية.
إقتحامات المخيم
في مطلع عام 2015 قام أحد الضباط الإسرائليين من جهاز المخابرات “الشين بيت” والمسؤول عن مراقبة واقتحام المخيم والمشهور بإسم (كابتن نضال) بتهديد الشبّان في مخيم الدهيشة عن طريق نشر بيانات في شوارع المخيم تحتوي على رسائل تهديد بأنه سيجعلهم معاقين وبشكل دائم. وكانت تحتوي على عبارات مثل: “سأجعل جمبع شباب المخيم معاقين”، “سأجعلهم يمشون على عكازات وكراسي معاقين”، “سأجعل نصفهم معاقين والنصف الأخر يدفع كراسي المعاقين”، “سأجعلهم يقفون على الصراف الآلي ينتظرون رواتب المعاقين”.
وفي 21 أيلول من عام 2017، أجرى ‘الكابتن نضال’ اتصالات هاتفية بالعديد من شباب المخيم، قائلاً لهم أن “وقت إطلاق النار عليكم في الساقين قد انتهى”. وبهذا يعبّر ‘الكابتن نضال’ بشكل جليّ عن نيته التصعيد ضد شباب المخيم عبر القتل والإيذاء الشديد.
وفي عام 2017 استشهد رائد الصالحي والبالغ من العمر 22 عاماً في إحدى المداهمات الليلية للمخيم وهو صديق مقرب لرمزي وعيسى بعد تلقيه عدة رصاصات في أجزاء مختلفة في جسمه على أيدي قوات الاحتلال التي أتت لاعتقاله في تلك الليلة وحين قام بالهرب أطلقوا عليه الرصاص ما أدى إلى استشهاده.
إن الاقتحامات التي تقوم بها قوات الاحتلال على مخيم الدهيشة والتي كثيراً ما تكون بعد منتصف الليل، تتسبب في سقوط العديد من الإصابات بين سكان المخيم والتي تتنوع ما بين إعاقات مؤقته أو دائمة وفي بعض الأحيان تكون تلك الإصابات قاتلة. وخلال العام 2018 سجل المخيم 64 اقتحام تم خلالها اصابة 43 شاب 16 منهم تم استهدافهم بالركبة اليسرى. وكان شهر شباط هو الأعلى خلال العام من حيث عدد الاقتحامات ب 11 اقتحام.
بلغت عدد الاصابات في مخيم الدهيشة خلال الأربع سنوات الماضية ما يقارب 240 إصابة كانت معظمها بالركبة اليسرى. وشهد عام 2016 أعلى عدد اصابات حيث بلغ 77 إصابة 36 منهم في الركبة اليسرى من مجموع اصابات العام، يليه العام 2017 ب 62 إصابة 27 منهم في الركبة اليسرى من إصابات العام ، و55 إصابة 21 منهم في الركبة اليسرى خلال عام 2015، و43 إصابة في عام 2018.
إستهداف الركبة عملية ممنهجة أم بمحض الصدفة؟
طبياً لا يوجد اختلاف بين الركبتين اليسرى واليمنى، إذ قال أخصائي جراحة الركبة الدكتور زياد دحابرة لا يوجد اي فرق طبي بينهما، و أن اصابات العظم تكون أبسط من إصابات المفاصل، لأنه إذا شفي العظم يستطيع الشخص الحركة يشكل طبيعي، أما الإصابات التي تكون بالمفاصل فتكون إصابات معقدة لإن الاربطة والغضاريف الموجودة فيه حساسة واصابتها برصاصة مباشرة تسبب في غالب الأوقات إعاقة دائمة أو من الممكن أن يخسر ساقه للأبد.
وأضاف دحابرة أن استهداف الشباب في المخيم في مفصل الركبة لا يدعو مجالا للشك أن الذي يستهدفهم يعرف تماماً ما مدى خطورة الإصابة به.
ولا يقتصر الأمر على إصابة الشبّان أثناء مشاركتهم في الرد على اقتحامات جيش الاحتلال، بل يصل لحد تعمّد إصابتهم دون مبررٍ قانوني، وهو ما حدث مع رغد شمروغ الذي تعرّض للإصابة أثناء عودته من عمله، ورغم عدم مشاركته في الاشتباكات الدائرة بين قوات جيش الاحتلال وشبّان المخيم، إلا أنه وجد نفسه يسير بالقرب من الجنود، وأثناء محاولته الهرب تعرض لشظية أصابت ساقه، وما أن التف للجهة المقابلة تعرض لإصابة مباشرة برصاصة متفجرة في ركبته اليسرى. وخلال ثوانٍ معدودة وجد قوات الاحتلال تحيط به، وتعرض للاعتداء بضربات متتالية على رأسه، قبل أن يتفاجأ باتهامات مفادها مشاركته في الاشتباكات الدائرة قائلاً: “رغم الوجع اللي أنا كنت فيه بــس لأنه روسنا يابسة كنت أجاوب وأنكر إني كنت بالاشتباكات”.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بإصابة شمروخ بل اعتقلته بعدها ونقلته بواسطة جيب عسكري وحوّلته لإحدى المشتشفيات الإسرائيلية ولبث هناك سبعة أيام تحت الحراسة المشددة، وبمجرد بداية تعافيه وجد نفسه في معتقل للتحقيق وتوجيه الاتهامات تحت ذريعة المشاركة في الاشتباكات، قبل أن يتم الإفراج عنه لعدم ثبوت أي من التهم الموجهة إليه وبسبب إصراره على موقفه.
الاثار النفسية والاجتماعية على المصابين
إبراهيم سليم اخصائي علم النفس الإكلينيكي قال إن هناك تاثيراتٌ على الأفراد الذين يصابوا وتتسبب اصابتهم باعاقة دائمة أوفقدانهم لأحد أطرافهم تتوزع على الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية، فعلى الصعيد النفسي يلاحظ ظهور أعراض واضحة كأعراض انسحابية وفقدان الثقة بالنفس وتشوه في صورة الذات بالإضافة إلى عدم الشعور بالأمن والاستقرار بشكل دائم مما يعني شعورهم بالتوتر والاكتئاب بشكل كبير ويؤدي ذلك بالعادة إلى التاثير بقيام الفرد بوظائفه وواجباته اليومية مثل عدم ذهابه إلى العمل أو إلى المدرسة.
أما على الصعيد الاجتماعي أهم الأعراض فقدانهم للمشاركة بالنشاطات الاجتماعية المحيطة بهم والاهتمامات التي كانوا يمارسونها قبل إصاباتهم مما يؤدي إلى عزلتهم عن المجتمع الذي يعيشون فيه وهذا يعود إلى عدة اعتبارات منها كيفية تعامل المجتمع مع مثل هذه الحالات.
ونتيجة للآثار النفسية والاجتماعية ينعكس ذلك سلباً على الآثار الاقتصادية اذ تؤدي الإصابات في بعض الأحيان إلى فقدان مصدر دخل أساسي و فقدان خيارات أخرى للدخل كان من الممكن أن يمارسوها لولا تعرضهم للإصابة وفقدان أحد أطرافهم أو تعرضهم الى إعاقة دائمة. ويصل الأمر إلى حد التاثير على الرغبة بالزواج أو الارتباط، اذ يعتقد المصاب أن المجتمع ينظر له نظرة دونية مبنية على عدم قدرته على القيام بالواجبات الزوجية، ما يتسبب في عزوف المصابين عن الزواج، لكن المسؤولية ملقاة على المجتمع الذي عليه أن يقدم دعماً لهم من خلال الدعم الاجتماعي والأسري بالاضافة الى العمل النفسي للتخلص من الأعراض التي تظهر عليهم على جميع الأصعدة.
مخيم الدهيشة
يقع المخيم جنوب غربي مدينة بيت لحم، ويسكنه حوالي 13017 لاجئ على مساحة تقل عن كيلو متر مربع بحسب وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (الانوروا)، وتعود أصول عائلات المخيم الى 45 قرية مختلفة من قرى غرب القدس وقرى الخليل، ولجئ سكان المخيم خلال نكبة عام 1948. ويعتبر المخيم اكبر المخيمات الثلاثة في محافظة بيت لحم، وهو تحت مسؤولية (الانوروا)، وبالرغم من مرونة ونشاط مجتمع مخيم الدهيشة إلا أنهم عانوا الكثير طوال سنوات لجوئهم. تتلخص المشاكل الرئيسية في المخيم اليوم في التعليم والبطالة وانعدام الأمل بسبب قلة الفرص المتاحة للشباب.
الوضع الاجتماعي
الوضع الاجتماعي :
في 1995م، أنشأ سكان المخيم لجنة للمخيم تعد الآن أكثر اللجان نشاطاً في مخيمات لاجئي الضفة الغربية، وفي 1996م، نظمت اللجنة برنامجا تلفزيونيا لجمع التبرعات برعاية عضو شهير بالمجلس التشريعي الفلسطيني، وتمكنت من جمع 600 طناً من الإسفلت على الأقل ومبلغ 20000 دولار لتعبيد طرقات المخيم وأزقته.
الوضع الاقتصادي
الوضع الاقتصادي :
تعمل معظم القوى العاملة في قطاع الخدمات في أماكن متعددة في الضفة، جزء منهم يعملون كموظفين في وكالة الغوث، يوجد في المخيم 86 متجراً للحرف اليدوية .
وثلث عدد سكان المخيم عاطلون عن العلم، حيث أن فرص العمل مرتبطة بسوق العمالة (الصهيونية)وغالبا ما يقوم الأشخاص العاطلون عن العمل بالبدء بأعمال تجارية صغيرة كالبسطات على جانب الشارع.
الواقع البيئي
الواقع البيئي :
وبالنسبة للخدمات الكهربائية تضيءلما نسبته 53.1% من مجموع العائلات،أما بالنسبة للمياه،حصلت 397 عائلة على شبكة مياه إلى منازلها أي بنسبة 34.4% من مجموع العائلات،أما المرافق الصحية فتشرف عليها وكالة الغوث.
وفي الوقت الذي ترتبط فيه كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكتي المياه والكهرباء،إلا أن 15% من المساكن ليست متصلة بنظام الصرف الحي العام،وبدلا من ذلك فهي تستخدم مراحيض متصلة بحفر امتصاصية.
الوضع الرياضي
الوضع الرياضي :
يوجد في المخيم جمعية مخيم الدهيشة الخيرية تأسست عام 1983م ومركز شباب الدهيشة تأسس عام 1969م يقوم بالأنشطة الرياضية والثقافية.
الوضع السياسي والقانوني
الوضع السياسي والقوانين المتعلقة بالمخيم :
أثناء الانتفاضة الأولى أقام الجيش (الصهيوني) سياجاً أمنياً حول المخيم وباباً دواراً معدنياً عند المدخل الرئيسي لمنع رمي الحجارة على السيارات (الصهيونية) المارة على طريق القدس الخليل الرئيسي، وبقي الجدار حتى أزيل عام 1995م بعدما أصبح المخيم تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.
الأونروا في المخيم
الأونروا في المخيم :
حوالي 13,000 لاجئ مسجل
مدرستان
مركز توزيع أغذية واحد
مركز صحي واحد تابع (الاونروا)وهناك مركزان آخران
مركز تأهيل مجتمعي واحد
مركز واحد للطفولة
مركز واحد لبرامج المرأة
الواقع الإنساني والإغاثي
الواقع الاغاثي والخدمي :
- عند نهاية خمسينات القرن العشرين بدأت (الاونروا) ببناء وحدات سكنية بسيطة
- غرفة واحدة مساحتها 10 أمتار مربعة،سقف معدني وأرضية من الباطون.
- بمرور السنين قام اللاجئون ببناء بيوت أوسع من الوحدات التي بنتها لهم ا(الاونروا)
- أزقة المخيم ضيقة وهنالك نقض في المياه في فصل الصيف .
شخصيات
إبراهيم ملحم
إبراهيم رمضان
آيات الأخرس
حنان الحروب
ناصر اللحام
خالد الحروب
شهداء من المخيم
من شهداء المخيم:
- ابراهيم احمد حسين عوده
- رفيده خليل احمد ابولبن
- بسام عيسى محمد الغروز
- جاد محمود عطاالله سالم
- حسين عبدالفتاح حسين ابوصالح
- علي محمود عبدربه الزغاري
- عيسى زكري عيسى ابوفرج
- محمد احمد محمد العطبه
- ناظم محمد جمعه ابوجوده
- نزار عبدالفتاح محمود فرج
من العائلات والعشائر التي تسكن المخيم والقرى التي جاؤوا منها
ينحدر اللاجئون في مخيم الدهيشة من (79) قرية فلسطينية مهجرة تنتمي إلى أقضية القدس وغزة والخليل وبئر السبع ويافا والرملة، وقد بلغ عدد المسجلين في المخيم في سجلات وكالة الغوث في ايار من العام 2008م (12953) نسمة، ويعود أكثر من نصف سكان المخيم في أصولهم إلى سبعة قرى مهجرة،حيث تأتي في المرتية الأولى قرية زكريا قضاء الخليل 15.6% يليها بيت عطاب في المرتبة الثانية 7.2%.أما في المرتبة الثالثة فيأتي اللاجئون من قرية جرش 6.1% يلي ذلك اللاجئون من قرية بيت نتيف 6.1% فقرية علار قضاء القدس 5.9% أما المرتبة السادسة فيحتلها اللاجئون من قرية راس أبو عمار 4.6% يليها الولجة 4.5% فدير أبان 4.3% فعجور 3.9%، وفي المرتبة العاشرة تأتي قرية القبو 3.8%. أما القرى والبلدات التسع والستين الأخرى فيشكل اللاجئون من أصولها ما نسبته 37.9% من سكان المخيم.
أصول اللاجئين في (مخيم الدهيشة)/ أيار 2008م
| ||||
الرقم | اللواء | القضاء | البلدة المهجرة | العدد |
1 | القدس | الخليل | زكريا | 2020 |
2 | القدس | القدس | بيت عطاب | 930 |
3 | القدس | القدس | جَرََش | 796 |
4 | القدس | الخليل | بيت نتيف | 788 |
5 | القدس | القدس | علار | 768 |
6 | القدس | القدس | راس ابو عمار | 601 |
7 | القدس | القدس | الولجة | 584 |
8 | القدس | القدس | دير أبان | 557 |
9 | القدس | الخليل | عجّور | 504 |
10 | القدس | القدس | القبو | 490 |
11 | القدس | القدس | رافات | 440 |
12 | اللد | الرملة | خربة بيت فار | 385 |
13 | اللد | الرملة | خلدة | 300 |
14 | القدس | الخليل | مغلّس | 251 |
15 | القدس | القدس | سُفلى | 229 |
16 | القدس | القدس | صرعة | 210 |
17 | القدس | القدس | دير الشيخ | 207 |
18 | القدس | الخليل | بيت جبرين | 194 |
19 | القدس | القدس | عرتوف | 182 |
20 | القدس | القدس | البُريج | 164 |
21 | القدس | القدس | إشوع | 152 |
22 | القدس | القدس | المالحة | 128 |
23 | القدس | القدس | صطاف | 128 |
24 | القدس | القدس | عين كارم | 120 |
25 | غزة | غزة | عراق المنشية | 116 |
26 | غزة | غزة | قسطينة | 93 |
27 | غزة | غزة | الفالوجة | 90 |
28 | القدس | الخليل | دير الدّباّن | 89 |
29 | اللد | الرملة | بيت جيز | 89 |
30 | غزة | غزة | تل الترمس | 86 |
31 | القدس | الخليل | تل الصافي | 84 |
32 | القدس | القدس | بيت محسير | 76 |
33 | القدس | القدس | جورة القدس | 72 |
34 | حيفا | حيفا | حيفا | 71 |
35 | غزة | غزة | المجدل | 68 |
36 | القدس | الخليل | زكرين | 54 |
الرقم | اللواء | القضاء | القرية المهجرة | العدد |
37 | القدس | القدس | عسلين | 54 |
38 | اللد | الرملة | قطرة | 52 |
39 | اللد | الرملة | بيت سوسين | 51 |
40 | القدس | القدس | صوبا | 48 |
41 | غزة | بئر السبع | بئر السبع | 40 |
42 | غزة | غزة | بعلين | 39 |
43 | اللد | يافا | سَلَمَة | 38 |
44 | اللد | الرملة | ابو شوشة | 37 |
45 | اللد | الرملة | التينة | 35 |
46 | القدس | القدس | دير الهوا | 35 |
47 | اللد | الرملة | يازور | 33 |
48 | اللد | الرملة | صرفند الخراب | 32 |
49 | اللد | يافا | يافا ابو كبير | 31 |
50 | القدس | القدس | شرافات | 30 |
51 | القدس | الخليل | القبيبة | 23 |
52 | اللد | الرملة | الخيمة | 23 |
53 | اللد | الرملة | الرملة | 19 |
54 | القدس | الخليل | كدنا | 17 |
55 | اللد | الرملة | زرنوقة | 17 |
56 | اللد | الرملة | صرفند العمار | 17 |
67 | غزة | بئر السبع | خربة المجدلات | 16 |
58 | اللد | يافا | الجماسين الغربي | 15 |
59 | القدس | القدس | خربة العمور | 14 |
60 | غزة | غزة | اسدود | 13 |
61 | اللد | يافا | يافا سكنة درويش | 11 |
62 | اللد | يافا | بيت دجن | 9 |
63 | اللد | يافا | الخيرية | 9 |
64 | القدس | الخليل | خربة بيت عوا | 9 |
65 | القدس | الخليل | دورا | 8 |
66 | القدس | القدس | القدس | 8 |
67 | اللد | الرملة | قزازة | 7 |
68 | القدس | الخليل | دير نخّاس | 7 |
69 | القدس | القدس | عطروت | 7 |
70 | غزة | بئر السبع | جبارات الدقس | 6 |
71 | القدس | الخليل | الشيوخ | 6 |
72 | القدس | الخليل | عرب الجهالين | 6 |
73 | القدس | الخليل | ترقوميا | 5 |
74 | غزة | غزة | المسمية الصغيرة | 4 |
75 | القدس | القدس | القدس المدينة الجديدة | 2 |
76 | القدس | الخليل | صوريف | 1 |
77 | غزة | غزة | عراق سويدان | 1 |
78 | القدس | القدس | العوجا | 1 |
79 | القدس | القدس | رامات رحيل | 1 |
المجموع |
|
|
| 12953 |
الواقع الثقافي والأنشطة
الواقع الثقافي والانشطة :
مخيم الدهيشة أول مخيم في الضفة الغربية يوقع اتفاق تآخٍ مع مدينة مونتيتيير الفرنسية عام 1991م/م1992م،ويروج مركز إبداع الثقافي بالمخيم للأنشطة الثقافية من خلال فرقة رقص فلكلوري تتألف من 60 طفلا،وتجولت الفرقة بعدة بلدان،منها فرنسا وقبرص،وأدت عروضها فيها،وتشيد فرقة إبداع حاليا مضيفة عند مدخل المخيم.
يوجد في المخيم جمعية مخيم الدهيشة الخيرية تأسست عام 1983م ومركز شباب الدهيشة تأسس عام 1969م يقوم بالأنشطة الرياضية والثقافية.
معلومات إضافية
حقائق وارقام :
- إجمالي اللاجئين المسجلين 12045 لاجئاً .
- اللاجئون المسجلون كحالات عسر شديدة 301 أسرة .
- عدد الأسر التي تتلقى معونات غذائية طارئة 1375 أسرة .
- عدد التلاميذ: بنين (1300) وبنات (1400).
مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم عام 1948
لمحت بريقا متقدا يطل من فسحة عينيه.. استقرت نظراتي على وجهه معلقا: ماذا بك؟ كان جدي يبكي على أنقاض بيته عند باب المغارة وهو يقول "أتذكر أيام الخير..أنظروا ماذا حل بنا بعد النكبة."
ياله من يوم حزين ....
كان الجو حارا والمشاعر متقدة تخترق الأزمنة التي حالت بينه وبين القرية بذكريات الماضي لتتماهى مع الحاضر.
يومها غمرني الحزن، فانعكست آثاره على صفحة وجهي، حضرتني عبارات جدي.. السعادة أنفاسها قصيرة وتضيق ذرعا بمن لا يُقدّرها وتفرُّ دون أن نلحظ غيابها!!).
ليس جدي وحده الذي سلب بيته وأرضه.
مئات الآلاف من الوطنيين الفلسطينيين هجروا من ديارهم عام 1948 ومعهم أطفالهم ومدخرات ومقتنيات عزيزة عليهم بعد تعرضهم لإرهاب الكيان الصهيوني تارة بالقصف الصاروخي وأخرى بالسلاح الأبيض.
جدي واحد ممن نجوا من النكبة لكن وقوفه على عتبة الماضي استحوذ على ذكريات راق لها لكنها اصطدمت بحاضر كطعم السم..سجي جسده على مسطبة الغرفة.. إلى أن أطفأت عيناه الشمس..كانت تلك لحظة عودته إلى المخيم قادما من رحلة إلى القرية.
بقيت مأساة أخرى.....
خلال الرحيل القسري إبان النكبة.. كان الصغير محمود ارتمى على ذراع أمي وإلى جانبها أبي يسير بخطى حثيثة باحثا عن مكان آمن. كان وجه أخي الصغير شاحبا كأنه يعاني الدوار وحوله زحف مئات الوطنيين الفلسطينيين يسيرون على طريق ترابي متعرج بخطى ثقيلة إلى غير مكان.
وفي وسط الزحام وفي مواجهة أبي وأمي..كان أجدادي ينظرون بريب للصغير الذي فارق الحياة على طريق الآلام.
وقد تم أخذ أبي وأمي بعيدا تاركين الطفل بين الصخور بعيدا عن الآخرين الذين – مثله - حظوا بشرف الرقاد في الديار.
وفي غضون أسابيع قليلة..اختفى ضريح الطفل، فلم يحظى بشاهد قبر يكتب عليه اسمه..مثل الآلاف فوق التلال ...وفي تجاويف الأرض وتحت الأشجار...لكن اسمه يركن في الذاكرة: محمود حسن مناع – زكريا.
عند إذن بكت أمي وحين نظرت إلى والدي وجدته أيضا غارقا في الدموع صرخت بمرارة. واتكأى على بعضهما بخطوات متثاقله إلى اتجاه مجهول.
وتمضي السنين في المخيم محفوفة بالفقر المقدع والحرمان من الحرية التي انتزعت من الأب وأبنائه لسنين طوال.
كان الأب يجلس على المقعد الذي يمكن تطبيقه وإلى جانبه أمي منشغلة بطهي طعام تقليدي وأبناؤهما يجولون داخل الغرفة.
لقد أطلق سراح أبي (75 عاما) بعد أن أمضى حكما بالسجن لمدة خمس سنوات، قضاه عليه ثلاثة عسكريين إسرائيليين بتهمة مقاومة الاحتلال.
يومها غمرتنا وابناء عشيرتي ومخيمي الفرحة تختلف..لمحت دموعا تنساب على وجنتي أبي تطل على عيني فخفق قلبي وكأنني فهمت ماذا أصابه.
تلك هي المرة الأولى التي نلتقي بها جميعا تحت سقف واحد بعد مضي ثماني سنوات في المعتقلات الصهيونية ..كانت تلك دموع الفرح.
وتقترب النهاية..كان أبي على فراش الموت وقبله أمي التي حال الزمن بينها وبين زوجها وأولادها سنوات طويلة أعاقت زيارتهم في آن، حيث معتقلات الصهيونية مترامية المسافات على أرض فلسطين التاريخية.
كان أنينه يلامس مشاعري ويسري بطيئا في بدني..يخاطب نفسه قبل صحوة الموت: "ألا يحق لي قبرا في زكريا؟."
وفي تلك اللحظات استسلم لإرادة الله إلى أن صعدت روحه إلى السماء تاركا خلفه مزيج من الذكريات التي تعكس صورة مأساة حطمها الكفاح والثبات بدءا من كونه محاربا ضد العصابات الصهيونية قبل عام 1948 ومرورا باعتقاله في الصحراء لمدة ست سنوات أخرى ثم الانخراط في حرب التحرير المستمشرة حتى يومنا هذا.
(كتبت هذه القصة في الذكرى الثانية لرحيل حسن مناع الفرارجة عن عمر يناهز 81 عاما)
Jawdat_manna@yahoo.co.uk
المصادر والتوثيق
عوني فارس وحسن قدومي ، اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة،الناشر : أكاديمية دراسات اللاجئين و مركز العودة الفلسطيني،الطبعة الأولى- لندن 2013م
أديب محمد زيادة،دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية،دار العودة للدراسات والنشر- بيروت - الطبعة الأولى 2010م كتاب مجلة العودة (2)
الموسوعة الحرة( تاريخ الزيارة 25/4/2016).
الموقع الإلكتروني(الاونروا)( تاريخ الزيارة 25/4/2016).
موقع قبسطين في الذاكرة( تاريخ الزيارة 25/4/2016)
دليل التجمعات الفلسطيني اريج ( تاريخ الزيارة 25/4/2016 )