خشم الدرج

خشم الدرج

الدولة : فلسطين - الضفة الغربية
المدينة : الخليل

1.3 التعريف بمنطقة خشم الدرج : يتناول هذا الفصل على جمع المعلومات عن خشم الدرج وذلك من خلال الزيارة الميدانية لهذه القرية , كما ويتناول التعريف بهذه القرية وعرض مشاكل اللاجئين وغير اللاجئين في هذه القرية : 2.3 خشم الدرج خشم الدرج : هي منطقة تضم مجموعات فلسطينية , تقع جنوب الخليل وتعتبر خشم الدرج من أسفار يطا وتبعد هذه المنطقة عن مدينة الخليل حوالي 40 كم وهذه المنطقة من المناطق المهمشة جداً في فلسطين . 3.3 التجمعات التي تشكلت منها قرية خشم الدرج : الصرايعة أم الخير الكعابنة اطعيمات الزويدين الهدلين 4.3 خشم الدرج ما بين الـ 1948 – 2005 م : كانت منطقة خشم الدرج خالية من السكان باستثناء بعض البيوت الطينية البسيطة المتناثرة في المنطقة , وتعود هذه البيوت لعائلة البسايطة الذين انتقلوا إليها من منطقة يطا قبل 1948م , وهم السكان الأصليين للمنطقة وأصحاب الأراضي , فكانوا يقضون فصل الصيف فيها لتربية المواشي وزراعة الأراضي , وفي عام 1948م لجأ إلى هذه المنطقة لاجئين من عائلات مختلفة من الشمال بسبب الحرب يطلبون المأوى , فقد سلب الصهاينة منهم ممتلكاتهم ومساكنهم , فلا يجدون مسكن ولا غذاء , فشكلت كل عائلة منهم أقلية صغير في المنطقة . يتراوح أعداد السكان في هذه التجمعات بين 700 و1700 نسمة لكل تجمع حيث يسجل تجمع البسايطة أعلى نسبة تجمع في هذه القرية وهو 1700 نسمة أما الزويدين 1300 نسمة وأم الخير 1000 نسمة والهدلين 700 نسمة تقريباً . تعتبر منطقة خشم الدرج من المناطق المهمشة جداً لعدم انتمائها لأية بلدية حكومية فهي بلا خدمات حكومية وكانت المنطقة في تلك الفترة بدون كهرباء , حيث كان السكان يعتمدون على ضوء السراج حتى عام 2005م , وكانت الآبار التي يحفرونها تكفيهم بعض الشيء لتأدية احتياجاتهم , ولكن مع مرور السنين وتزايد عدد أفراد هذه الأقليات زادت حاجة السكان للماء , ونتج عن الحاجة للماء قلة الأراضي الزراعية لعدم توفير الماء الكافي للزراعة , وجفت الأراضي وأصبحت جافة ولا تصلح للزراعة , مما جعل السكان يعتمدون على تربية المواشي والدواجن . من المشاكل الكبيرة في القرية مكب النفايات التي تستخدمه بلدية يطا وبلدية الخليل لتخلص من النفايات حيث يتم حرق النفايات للتخلص منها , مما سبب للسكان مشاكل صحية في الجهاز التنفسي , بالإضافة إلى زيادة نسبة التلوث بالتربة . 5.3 للوضع الصحي كان السكان يعتمدون على الطب العربي , ولا يوجد في المنطقة أي خدمات صحية , والحالات الطارئة يتم علاجها في مركز أبو الحسن القاسم في يطا فهو يعتبر أقرب مركز صحي للمنطقة , حيث يبعد 25 كم عن القرية مما زاد من صعوبة الحالات الطارئة , وتدهورها بشكلٍ كبير فكثيرٍ من الأحيان يؤدي بعد المسافة إلى وفاة المريض لعدم حصوله على العلاج الفوري مثل إصابات الحوادث الناتجة عن السقوط من مرتفعات أو الحرائق , أما مشاكل الحمل فهي تنتهي في معظم الحالات بالإجهاض وما ينتج عنه من تدهور صحي وفقدان للمرأة الحامل . 6.3 التعليم لم تتوفر في القرية أي مراكز تعليمية لذا فإن سكان خشم الدرج أميين بشكل عام باستثناء بعض الطلبة الذين رغبوا في الالتحاق إلى مدارس خارج القرية طلباً للعلم , وهم يُعتَبرون أول المتعلمين في القرية مثل الأخوين الأستاذ يوسف عبد الله البسايطة والمهندس نايف عبد الله البسايطة , فقام الأخوين بتعليم بعض أطفال القرية . 7.3 خشم الدرج في عام 2005م وما بعد : في عام 2005 م جاء إلى المنطقة مجموعة من اليهود بحجة التدريب العسكري , وقاموا بزراعة الأسلاك المعدنية في الأراضي المحيطة بالمنطقة , وبعد عدة شهور استولى اليهود على 17 ألف دونماً من الأراضي في هذه المنطقة لإقامة معسكرٍ تدريبيّ فيها , تاركةً الأراضي المزروعة بالأسلاك للسكان , واعتبرت هذه الأراضي والمناطق الأخرى منطقة ( c ) على اعتبار أنها مناطق أمنية ويمنع فيها البناء , ولكن السكان كانوا يقومون ببناء المنازل بدون ترخيص , وقد قام الحكومة الإسرائيلية بإعطاء قرار إخطار بالهدم لمعظم هذه المنازل . كما أقاموا المعسكرات فيها وسميت بمعسكرات جبل الخليل والكرمل , وسكن هذه المعسكرات أفراد من المستوطنين وعملوا على تعبيد الطرق المؤدية للمعسكر ومد خطوط الكهرباء والماء له , كما أقاموا نقاط التفتيش على مداخل القرية وتحكموا بسكان القرية . لقد زادت سيطرت اليهود على هؤلاء السكان عن طريق إمدادهم بالخدمات العامة مقابل 850 ألف شيكل لشبكة الماء , فقام السكان ببيع المواشي وجمع ما ادخره بعض العمال من مال لتوفير المبلغ المطلوب , ومُـدت شبكة الماء في عام 2008م , أما بالنسبة للكهرباء فقد قام مجلس البلدية بجمع مليون شيكل لتغطية تكاليف إمدادات الكهرباء من المعسكر عام 2009م . أما بالنسبة لمكب النفايات فقد منعت السلطات العسكرية بلدية الخليل من حرق النفايات , فأصبحت البلدية تعمل على طمّ النفايات فيها بدل حرقها . يعاني السكان معاناة كبيرة من المواصلات في هذه القرية حيث لا يوجد خطوط معبدة داخل القرية باستثناء الطريق المؤدية للمعسكر والطرق المجاورة لها , مما يزيد من معاناة السكان في التنقل وتأدية احتياجاتهم اليومية والحصول على أي خدمات أخرى حيث يصل بعد الطرق الوعرة عن الطريق المعبدة حوالي 4-5 كم تقريباً . 8.3 الخدمات الصحية : طالب أهل القرية بمركز صحي يقدم الخدمات الصحية للسكان , فعملت الحكومة الفلسطينية على تقسيم تجمعات خشم الدرج إلى مناطق تابعة لمراكز الصحة الفلسطينية , ومناطق لخدمات الصحة التابعة للوكالة ( U N ), فالمناطق التابعة للصحة الفلسطينية تم فتح مركز صحي فيها , ولكن هذا المركز لا يفتح أبوابه إلا ليوم واحد فقط في الأسبوع , وهو خاص لتقديم التطعيم للأطفال وتسجيل المواليد , كما يقوم بتقديم الدواء لمرضى السكري والضغط ولكن بدون فحص مسبق للمريض , أو أي مراقبة لتطور أو تدهور وضعهم الصحي , أما بالنسبة للمناطق التابعة لمركز الصحة الوكالة (U N ) , فهم يقدمون الخدمات عن طريق سيارة تابعة للمركز تأتيهم كل يوم ولا يوجد مركز صحي ثابت تابع لوكالة الغوث فيها . عملت إحدى التجمعات في القرية وهي الكعابنة بالتبرع بمبناً خاص لعمل مركز صحي للقرية وتم تجهيزه بالأجهزة والأدوية من قبل الصحة التابعة للحكومة الفلسطينية ,ولكن في نهاية عام 2012م تم سحب جميع الأجهزة من المركز وأخذها إلى مركز صحي جديد داخل يطا , بحجة حاجتهم لها في الوقت الحاضر داخل المركز الجديد في يطا . انتشر في القرية أمراض سرطانية قاتلة في الفترة الأخير بين السكان , وبعد التدقيق والفحص للمرضى وجد أن السبب في هذه الأمراض هو طبيعة الأسلاك المزروعة في الأراضي التي كانت تستخدمها قوات الاحتلال في التدريب العسكري , وقد حضر أطباء وخبراء من مركز الصحة الفلسطينية , وعملوا على تحليل الأسلاك وفحصها لإثبات خطورتها على الأطفال وما تسببه لهم من أمراض قاتلة . 9.3 التعليم في خشم الدرج : تكثر مشاكل التعليم في قرية خشم الدرج والأقليات المحيطة بها , حيث أنه لا توجد في هذه القرية سوى مدرسة تعليمية واحدة , وكان يتعلم فها عدد قليل من أبناء القرية , إلا أن المجلس القروي في القرية قام بتشجيع العلم فيها وعمل على توسعتها بشكلٍ يسمح لعدد من الأبناء الالتحاق بها وحصولهم على التعليم , ولكن المشكلة هنا تكمن في أن المدرسة تجمع ما بين الجنسين في المبنى الواحد فهي مدرسة مختلطة من الصف الأول الأساسي إلى الثانوية العامة مما أدى إلى تسرب بعض الفتيات من المدرسة لتحفظ الأهالي في المنطقة باستثناء بعض الفتيات المتفوقات , فهن يحصلن على درجات عالية في العلمي والأدبي ,ولا مجال لتكملة الدراسة الجامعية لكلى الجنسين , وذلك لعدة أسباب : لعدم توفر المال الكافي لتغطية تكاليف الجامعة . المواصلات الغير مؤمنة , فالجامعات بعيدة جداً عن المنطقة والمواصلات مُكْلِفَة إن وجُدت حيث تصل تكلفة الطالب الجامعي من (40 - 50 ) شيكل تقريباً يومياً . , أما المشكلة الأكبر وهي تخص الفتاة أكثر من الفتى وهي المحاضرات المسائية , حيث تجبر الطالب على بقاءه لوقت متأخر في الجامعات لحضور هذه المحاضرات , فتكون المغادرة في وقت متأخر جداً والطريق غير آمنة نهائياً بسبب وجود المستعمرة . على الرغم من كل هذه العقبات فإن بعض العائلات ترغب في تعليم أبنائها فهي تعمل على استئجار سكن لأبنائها خاص لطلاب الجامعات , ولكن تبقى مشكلة المال وهذه لا تحل إلا إذا قامت إحدى الجمعيات بتبني أبنائهم المتفوقين على الأقل لتكملة الدراسة الجامعية . لقد تمكن بعض السكان من تعليم أبنائهم في الجامعات بصعوبة بالغة فحصل أبنائهم على درجات عالية في الجامعة في مجالات التعليم والهندسة , ولكن لا مجال للتوظيف أو العمل حيث توظف التربية في المدرسة الوحيدة في القرية موظفين من أبناء القرى المجاورة وترفض توظيف المتعلمين في خشم الدرج و مما زاد من نسبة البطالة في القرية وتبقى المعاناة مستمرة في مجال التعليم . حاول السكان حل مشاكل الاختلاط في المدرسة بتبرع المجلس القروي بقطعة أرض وعرضها على مسؤولي التربية والتعليم , ولكن لا يوجد رد لهذا الكتاب على تبني مشروع بناء المدرسة , أو إذن موافقة بذلك , كما عمل السكان في تجمع أم الخير والتجمعات القريبة منها من بناء مدرسة للمراحل الثانوية لتخفيف العدد في المدرسة الرئيسة , إلا أن هذه المدرسة بعيدة عن التجمعات وهي قريبة بشكل كبير من المعسكر جعلها في غاية الخطورة على الطلاب من كلا الجنسين ,لذلك طالب السكان بتأمين مواصلات خاصة فقط لتلك المدرسة , وتم الاستجابة لمطلبهم وإحضار حافلة خاصة لهم والمشكلة أن هذه الحافلة لا تحمل إلا سبعة عشرة راكباً وعدد الطلاب يفوق المئة طالب وطالبة, ففي أي وقت سوف يبدأ السائق بجمع الطلاب وفي أي وقت ينتهي ؟ فينتهي النهار بجمع الطلاب ومغادرتهم ولا يكون هناك وقت كافٍ للتدريس , وإلى هذا الوقت لم يجد السكان حل لمشاكل التعليم في القرية . حاول بعض المهندسين من أبناء القرية الاستفادة من مجال دراستهم ببناء الآبار وعمل أي مشاريع زراعية داخل القرية مثل البيوت البلاستيكية , إلا أن المستوطنين هدموا تلك الآبار لمنع السكان الاستفادة منها , فتبقى السلطات الإسرائيلية هي المسيطرة على المصادر المائية , ومهما حاول السكان من عمل مشاريع فإنها تبوء بالفشل وعدم نجاحها كما يجب , لذا اقتصر الأهالي على تربية الأغنام والدواجن . 10.3 الحياة الاجتماعية في القرية : يعد تعدد الزوجات في القرية من الأمور الطبيعية حيث يتزوج الرجل من اثنتان أو ثلاث على الأقل ويمكن أن يصل التعدد إلى الأربع , ما يقلل من نسبة الفتيات غير المتزوجات , ويكون الزواج من الأقارب هو الزواج الأكثر في القرية فقليل من العائلات ترغب بتزويج أبنائها من العائلات البعيدة في النسب ومن غير الأقارب , مما يساعد على وجود بعض الأمراض الوراثية من ضعف النظر وأمراض الضغط والسكري , وأمراض تصلب الشرايين 1.4 التوصيات و الاقتراحات مركز صحي متكامل ويحتوي على الأجهزة الصحية التي تمكن الطبيب من تقديم الإسعافات الأولية , وتقديم خدمة الطوارئ للمرضى , كما يطالب سكان القرية بتوظيف طبيب في المركز بشكلٍ دائم وخلال أيام الأسبوع أو ثلاثة أيام على الأقل للاستفادة من خدماته بشكل أكبر . تبني التعليم في القرية وتوفير مواصلات خاصة للطلاب الجامعيين ومد يد العون لهم لمساعدتهم في تكملة مسيرتهم التعليمية . تقديم المساعدات للأسر الفقيرة والتي لا تجد ما تقدمه لأبنائها من غذاء ومسكن صحي وعلاج وغير ذلك . توفير الوظائف لأبناء القرية المتعلمين في المدرسة الخاصة في القرية للاستفادة من خبراتهم التعليمية .


إضافة محتوى