التعليم - مخيم درعا


 

شهد الواقع التعليمي في مخيم درعا وتجمع المز يريب جنوب سوريا تدهوراً حاداً حرم الآلاف من الطلاب الفلسطينيين حقهم بالتعليم، إثر النزاع المسلح إلى دمار كلي أو جزئي بجميع المدارس، مما جعل العديد منها خارج الخدمة.

الأمر الذي جعل الطلاب دون أي تحصيل علمي لأكثر من خمس سنوات متعاقبة يضاف إلى ذلك انتشار البطالة وسوء الواقع الاقتصادي مما أجبر الأطفال على البحث عن العمل بمختلف أنواعه في محاولة منهم تأمين بعض المصاريف لعوائلهم.

وقد حرمت الحرب عدداً كبيراً من أبناء المخيم من حق التعليم ومتابعة تحصيلهم العلمي، فقد تعرضت مدارس وكالة الأونروا للقصف بالطيران والمدفعية والبعض الآخر حوّلها إلى مشافٍ ميدانية وحولت أخرى إلى سجن، ما أدى إلى تراجع العملية التعليمية داخل المخيم وانتقال من بقي من طلاب إلى أحد منازل المخيم (منزل عبد الله اليوسف) لتلقي التعليم من قبل مدرِّسين من أبناء المخيم متعاقدين مع الأونروا.

يُشار أن (الأونروا) في مخيم درعا كانت تدير عدة مدارس للذكور والإناث بنظام فترتين مثل: مدرسة عين كارم ومدرسة طبريا، مدرسة كفركنا ومدرسة الصفصاف، فيما لا توجد ثانوية، وينتقل الطلاب إلى ثانويات مدينة درعا لإكمال دراستهم.

من جانبها طالبت مجموعة من العمل المنظمات الدولية ووكالة (الأونروا) ومنظمة التحرير الفلسطينية العمل على توفير الحماية للمدنيين في مخيم درعا، وانقاذ الواقع التعليمي فيه والضغط على الدول الداعمة لتلبية الحاجات التعليمية للمخيم من حيث ترميم وإعادة بناء المدارس المدمرة جراء القصف المكثف عليها.

ان العملية التعليمية في مدارس وكالة (الاونروا)تأثرت بالعموم جراء الأوضاع الكارثية في سوريا حيث توقف الكثير من المدارس عن العمل، وتراجعت نسبة الأشخاص الذين لديهم إمكانية التعلم من 95% قبل الحرب إلى أقل من 75% في عام 2015م.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)قد أعلنت على موقعها الإلكتروني أن نسبة كبيرة من الطلاب الفلسطينيين في سورية اضطروا إلى ترك مدارسهم بسبب تزايد مستويات الفقر والبطالة، وعدم القدرة على توفير الطعام والصعوبة في إيجاد مكان بديل للسكن.

في غضون ذلك ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن جميع مدارس مخيم درعا قد دمرت بالكامل ناهيك عن الاعتقال الذي طال عدد من المدرسين الفلسطينيين، ووفق لتقديرات غير رسمية فأن حوالي (70)% من مباني وأحياء مخيم درعا قد دمرت، فيما يعيش من تبقى من اللاجئين داخله أوضاعاً إنسانية غاية في الخطورة.

وفي عام 2017 يشار  أنّه وبعد الدمار الكبير الذي لحق بمدارس وكالة الغوث (الاونروا) جرى إنشاء عدد من المدارس   البديلة حيث قامت الوكالة و   بالتعاون مع الأهالي بتجهيز عدّة بيوت إنشاء صفوف بداخلها لاستقبال الطلاب وشملت المدارس البديلة كلّ من مخيّم درعا و حي طريق السد كما جرى تخديم أكثر من 155 عائلة لديهم أبناء في سن التعليم في المخيّم وطريق السد، الذي يضم أكثر من 40 عائلة فلسطينية. [1]