الوضع الاقتصادي - مخيم العائدين/ مخيم الرمل / اللاذقية



العمل

استفاد اللاجئون الفلسطينيون في المخيم في السنوات الأولى التي أعقبت لجوئهم إليه من خبرة عملهم في موانئ المدن الساحلية الفلسطينية التي وفدوا منها، فعملوا في مرفأ مدينة اللاذقية وفي مجال صيد الأسماك، وقد ترأس بعضهم أكثر من مرة نقابة عمال الصيد البحري في الساحل السوري، كما عمل عدد آخر منهم في أعمال حرة متعددة وفي مجال الخدمات. وبعد صدور القانون رقم 260 لسنة 1956، الذي منح اللاجئين الفلسطينيين في سورية حقوق العمل التي يتمتع بها العمال السوريون، صار اللاجئون في المخيم يعملون في دوائر الدولة وفي منشآت القطاع العام

الفقر

يعتبر مخيم الرمل من المخيمات الفقيرة، إذ أثرت الأوضاع الأمنية في مستواه الاقتصادي، ويعمل معظم أبناء المخيم في المرفأ (ميناء اللاذقية ) والصيد، ومنهم موظف في دوائر الدولة، بينما ينشط بعضهم في أعمال البيع وأعمال الخدمات.

صحيًا، تقوم الأونروا في مخيم الرمل بإدارة مركز صحي، كما يوجد في المخيم مستوصفا آخر يتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة لوجود صيدلية ومخبر.

يعاني المخيم من سوء الوضع الصحي بشكل عام، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى مساكنه المتهالكة بسبب الرطوبة البحرية العالية، إضافة إلى مجاري الصرف الصحي لمدينة اللاذقية التي تصب في البحر وفي شاطئ المخيم التي ينطلق منها روائح كريهة وتلوث الشاطئ ومياهه، وهذه المشكلة تسبب انتشار الهواء الملوث وبالتالي تسبب الأمراض. (1)

وسكان المخيم هم في الغالب موظفون مدنيون أو موظفون في المتاجر. كما يعمل صيد الأسماك على توفير دخل قليل للعديد من اللاجئين.

ومثل باقي المناطق في سوريا، فإن النزوح والبطالة والتضخم ومخاطر الحماية والأمن تعد من ضمن الشواغل الرئيسة التي يتشارك بها لاجئو فلسطين والسوريون على حد سواء في سوريا. كما أن ازدياد الفقر والصعوبات الناجمة بشكل مباشر عن الأزمة الجارية في سوريا قد أديا إلى الزيادة في آليات التأقلم السلبية مثل الزواج المبكر وعمالة الأطفال وتعاطي المخدرات. وعملت الأونروا على زيادة جهودها من أجل القيام بأنشطة وقائية وتوعوية في مدارسها ومراكزها المجتمعية.

محطات صعبة في حياة المخميم:

ذاق مخيم الرمل ويلات المآسي بمختلف أشكالها، ذلك إنه تأثر بالحرب التي عصفت بسورية في بداياتها، وهو ما أدى إلى نزوح الآلاف من سكانه. وبعد أن سيطر الجيش السوري مجدداً على المنطقة، عاد قسم من سكانه إلى مساكنهم، بينما كان قسم آخر منهم قد غادر البلد بصورة كلية، 2000 شخص وفقاً للأونروا. وفي السادس من شباط/ فبراير 2023، ضرب زلزال شديد المناطق الشمالية من سورية ومناطق أُخرى في تركيا، ما تسبب في تضرر ملايين الأشخاص، بمن فيهم سكان مخيم الرمل، الذي شهد وفاة عدد من سكانه وانهيار أو تصدع الكثير من أبنيته، والتجاء قاطنيها إلى الجوامع ومدارس الحكومة أو مدارس الأونروا. وبسبب الوضع الاقتصادي المتردي، لم يتمكن كثير من هؤلاء السكان من ترميم مساكنهم، كما لم يتمكن بعضهم من استئجار مساكن أُخرى داخل المخيم أو خارجه لعدم قدرتهم على دفع بدلات الإيجار.

وقد ناشدت الأونروا الدول المانحة كي توفر لها مبلغ 2.6 مليون دولار بصورة عاجلة لتغطية حاجات سكان مخيم الرمل.