البنية التحتية - مخيم العائدين/ مخيم الرمل / اللاذقية
يعتبر الحي من المناطق العشوائية كثيفة السكان الضعيفة تنظيميا وخدماتيا وتعتبر أيضا من أفقر المناطق في مدينة اللاذقية والأخفض غلاء على المستوى المعيشي، تسعى الدولة في تطوير المنطقة حيث كانت المنطقة في صدد مشروع عمراني ضخم لم يبدأ العمل فيه بسبب الأزمة السورية. ثم بعض المتنفذين من أصحاب شاليهات منطقة الشاطئ الأزرق حتى لا يؤثر على المردود المادي العائد لهم من خلال إستغلال السياح الأجانب وخاصة الخليجيين منهم.
ويعتبر شاطئ الرمل الجنوبي من أهم وأجمل شواطئ اللاذقية بسبب قربه من مركز المدينة وبسبب شاطئه الرملي الذهبي .
نظراً إلى أن وكالة الأونروا لا تعتبر مخيم الرمل مخيماً رسمياً، فقد تشاركت مؤسسات الدولة السورية مع الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في تقديم الخدمات التي تتعلق بالمياه والكهرباء والصرف الصحي وغيرها لسكانه، وفي الإشراف عليها وإصلاح مواطن الخلل في سير عملها. بيد أن هذه الخدمات ظلت ضعيفة، وكان الضغط عليها كبيراً، ناهيك عن أن المناخ الرطب السائد في منطقة المخيم يتطلب الصيانة المتكررة للبنى التحتية، وهو ما لا يمكن ضمانه دوماً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني جرّاءها الدولة السورية.
تطور المساكن والطرقات
عند وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى مدينة اللاذقية الساحلية في سورية، اتخذ كل واحد منهم مساراً معيناً فيما يتعلق بسكنه، وذلك وفقاً لأوضاعه المادية. فمنهم من استأجر بيتاً في المدينة، ومنهم من أقام في المساجد أو في المعهد الزراعي في منطقة تسمى "بوقا"، وهي قرية صغيرة تابعة لمدينة اللاذقية، وذلك إلى حين تمّ إنشاء المخيم في مطلع خمسينيات القرن العشرين على تلال رملية مهجورة. وحينها، قامت وكالة الأونروا بتقديم معونات مالية لعائلات اللاجئين لمساعدتها على بناء بيوت لها، بحيث بنت كل عائلة بيتاً على قطعة أرض، اختلف حجمها من عائلة إلى أُخرى على أساس معيار عدد أفراد العائلة، وكان مكوّناً من طبقة واحدة، ويضم غرفتين: واحدة للإقامة والمنامة، والثانية للمنتفعات. وبقي الأمر على هذا الحال حتى أواخر سبعينيات القرن العشرين، عندما تطوّرت أشكال البيوت، بحيث صارت تظهر بيوت أمامها حدائق صغيرة ، يُزرع فيها الخضار والفواكه، وتحفر آبار للمياه فيها، كما صارت بعض بيوت المخيم تتوسع عامودياً لأكثر من طبقة واحدة للبيت.
لم يكن هناك طرقات معبدة في المخيم عند بداية اللجوء إليه، لكن في سنة 1970 تم تعبيد الشارع الرئيسي والوحيد فيه، الذي سمّي باسم أول شهيد في المخيم، وهو وليد أحمد زامل (الذي تسلل مع مجموعة من حركة "فتح" إلى الضفة الغربية واستشهد ورفاقه في 7 كانون الأول/ ديسمبر 1967 في معركة مع الجيش الإسرائيلي). ويصل هذا الشارع المخيم بمدينة اللاذقية، وقد زرعت على رصيفيه أشجار الكينا، التي كانت جميع الزواريب في المخيم مزروعة بها وبأشجار الدلب. وقد حَمَلت الأحياء في المخيم أسماء المدن والقرى الفلسطينية التي لجأ منها سكانه.
المياه
في سنة 1970 تم توصيل المياه الجارية إلى المخيم من خلال صنابير مياه عمومية توزعت في أحيائه. ولا يزال المخيم يعاني جرّاء شح في المياه، وخصوصاً في فصل الصيف. ويتأثر الوضع المائي من وضع الكهرباء، ذلك إنه عند انقطاع الكهرباء يصبح من الصعب استجرار المياه إلى المنازل، وخصوصاً إلى الطبقات فوق الأرضية، وهو ما جعل سكان المخيم يقومون بتركيب خزانات مياه كبيرة في الطبقات الأرضية عند مدخل الأبنية.
الصرف الصحي
تُعتبر مشكلة الصرف الصحي من أبرز المشكلات التي تواجه سكان المخيم، والتي تستفحل في فصل الشتاء، وذلك جرّاء وقوع المخيم في منطقة منخفضة، الأمر الذي يؤدي إلى انسدادات كبيرة في فوهات الصرف، فضلاً عن تهالك شبكات الصرف الصحي نتيجة تقادمها الزمني، وفقدان بعض فتحات الصرف الصحي أغطيتها، وهو ما يتسبب في انتشار الأمراض والروائح الكريهة، من جهة، وفي بروز خطر سقوط المارة فيها، من جهة أُخرى.
ولا بد من الإشارة إلى أن مياه الصرف الصحي لمدينة اللاذقية بصورة عامة، ولمخيم الرمل بصورة خاصة، يتم التخلص منها عن طريق المصبات التي تصب في مياه البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يؤدي إلى تلوث الشاطئ ومياهه، وهي مشكلة تتسبب في انتشار الهواء الملوث وبالتالي الأمراض.
الكهرباء
في سنة 1959 دخلت الكهرباء إلى المخيم، وكما هي حال المناطق السورية الأُخرى، فإن المخيم يعاني انقطاعات كهربائية متواصلة، فاقمتها الخسائر الكبيرة التي لحقت بشبكة الكهرباء نتيجة الحرائق التي اندلعت في مدينة اللاذقية وريفها في أواسط سنة 2023. وتؤدي مخالفات الكهرباء الكثيرة إلى زيادة الحمولة الكهربائية إلى حد لا تستطيع الناقلات تحمله، الأمر الذي يتسبب في أعطال كهربائية متكررة، تجعل الكهرباء منقطعة عن المخيم لأيام عديدة.