التعليم - مخيم الشاطئ
التعليم المدرسي : الجزء الول
الحالة التعليمية:
تشمل دراسة الحالة التعليمية على توزيع السكان الذين بلغوا سن العاشرة أو سن الخامسة عشر فأكثر حسب درجة الإلمام بالقراءة والكتابة حيث إن هذه المؤشرات تعبر عن مستوى المعيشة وتعتبر مقياساً للحكم على التطور الثقافي والاجتماعي وتنبئ بالاتجاهات التعليمية المستقبلية وفقاً للخطط الموضوعية فالدول التي تتزايد فيها نسبة الآمية تكون بيانات التركيب السكاني حسب الحالة التعليمية ذات فائدة مباشرة في التخطيط نحو مكافحة الآمية في مناطق مختلفة (ابراهيم:2000م، ص 258).
ووكالة الغوث الدولية هي التي تشرف على التعليم الابتدائي والإعدادي للاجئين في المخيمات وخارجها، فيما يكمل بعض أبناء اللاجئين دراستهم الإعدادية في المدارس الرسمية الحكومية والتعليم الثانوي مقتصر على المدارس الحكومية فقط، ذلك أن الوكالة لا تغطي هذه المرحلة من التعليم.
أعداد المدارس والشعبة والطلبة اللاجئين في قطاع غزة حسب المرحلة التعليمية والجهة المشرفة لعام الدراسي 2012/2013م
المرحلة التعليمية | الجهة المشرفة | عدد المدراس | عدد الشعب | عدد الطلبة | عدد المعلمين والمعلمات |
أساسية (*) | حكومة | 260 | 3977 | 38531 | 13501 |
وكالة | 245 | 5922 | 224822 | 10356 | |
خاص (**) | 39 | 475 | 2842 | 0 | |
الإجمالي | 544 | 10374 | 266195 | 23857 | |
الثانوية(***) | حكومة | 138 | 2296 | 52405 | 4850 |
خاص | 11 | 235 | 1576 | 0 | |
الإجمالي | 149 | 2531 | 53981 | 4850 |
الأوضاع التعليمية للمخيم :
اتجه أبناء المخيمات نحو التعليم بكثافة، وتشهد الأرقام المتوفرة على هذا الاتجاه، الذي بدا سياقه المعتاد بالارتفاع عاما وراء عام، وان تعرض لاختلال نسبي أحيانا، ويمكننا إعادة ذلك إلى الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي منعت البعض من الاتجاه إلى الدراسة، أو مغادرة مرحلة التعليم مبكرا، وإذا كانت معدلات الالتحاق بالمدرسة، ومتابعة الدراسة لا زالت مطمئنة نسبيا، إلا أن ذلك لا يعني الركون إليها، وانما يتوجب البحث الجاد في ضرورة إيجاد الوسائل اللازمة لمنع التسرب من المدارس خاصة في المراحل الأولى.
واقع الحال أن الوكالة تشرف على التعليم الابتدائي والإعدادي للاجئين في المخيمات وخارجها، فيما يتابع بعض أبناء اللاجئين دراستهم الإعدادية في المدارس الرسمية، والتعليم الثانوي مقتصر على المدارس الرسمية، ذلك أن الوكالة لا تغطي هذه المرحلة من التعليم.
وتشغل الأونروا حوالي 168 مدرسة ابتدائية وإعدادية في قطاع غزة، وهو العدد الأكبر الثاني بعد ا لأردن، وتوفر فرص التعليم لحوالي 60.000 طالب وطالبة(117). والأخذ بعين الاعتبار الزيادة الطبيعية لإعداد الطلبة فما زالت هناك حاجة ماسة لبناء المزيد من المدارس رغم عدم وجود الدعم المالي لذلك.
ونتيجة للزيادة المضطردة من تزايد عدد التلاميذ، فقد زادت حدة الاكتظاظ في مدارس الأونروا في القطاع، حيث بلغ معدل عدد التلاميذ،ي الصف الواحد خلال السنوات1994/1995م من 47-50 تلميذا، وهي أعلى نسبة من نوعها في الأقاليم الخمسة لعمليات (الاونروا).
وكانت مدارس عديدة تشغل أبنية من الإسمنت والأجر، يعود تاريخها إلى سنوات الخمسينات والستينات، وكانت قد أنشئت أصلا كأبنية مؤقتة. واضطرت عدد من المدارس للعمل بنظام الفترات الثلاثة، بعد أن أصبحت أبنية مدرسية أخرى غير آمنة وتوجب إخلاؤها لإعادة التأهيل.
والأولوية العليا التي أعطتها الأونروا لتحسين الأوضاع في مدارسها، كانت موضع مشاركة من البلدان المتبرعة، التي قدمت بعض الأموال عام 1995م من خلال برنامج تطبيق السلام لتوسيع وتطوير البنية الأساسية التعليمية ومشاريع أخرى لدى الأونروا في غزة. وقد تم إنشاء عدد من المداس الجديدة، وتحديث عدد من الغرف الدراسية المتخصصة، والصفوف الدراسية.
هذا إذا علمنا أن عدد المدارس التي تعرضت للأضرار والإجراءات (الصهيونية) في الوضع الراهن، حيث تم إغلاق عدد 6 مدارس بأوامر عسكرية، وتعرضت حوالي 137 مدرسة إلى القصف (الصهيوني) بالرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، وتم تعطيل الدراسة في اكثر من 150 مدرسة جراء العدوان (الصهيوني) على المناطق، وتحولت في لحظات معينة عدد من المدارس إلى ثكنات عسكرية حوالي 7 مدارس.
قد سقط المئات من بين الطلاب بين شهيد وجريح وعدة آلاف من المعاقين والمصابين من الهجمة (الصهيونية) الشرسة على المناطق.
بالإضافة إلى إجراء صيانة وتأهيل شامل لعدد من المدارس واقامة عدد من الملاعب في مواقع مختلفة.
وتم توفير التدريب المهني والتقني لعدة مئات من المتدربين والمتدربات في مركز غزة للتدريب وقد وفر عدد من الدورات التدريبية المهنية ومدتها سنتين، في أشغال الكهرباء، والبناء، والميكانيكا، إضافة إلى دورات شبه فنية، مدتها سنتين في العلاج الطبيعي والإلكترونيات الصناعية، والأعمال التجارية والمكتبية، والترتيبات مستمرة لعقد دورات جديدة مستحدثة في الرسم المعماري، والفندقة والإيواء، ومراقبة الأبنية وغيرها بما يلبي الحاجة المحلية المتنامية للعمال المهرة في قطاع البناء.
كما وينظم المركز دورات مهنية مدتها حوالي 12 أسبوعا في صناعة الألمونيوم، وأعمال الجبص وتشكيل الإسمنت، والسمكرة.
وقد اثر الإغلاق والإضرابات ومنع التنقل بين الضفة وغزة، على الطلاب المتدربين حيث واجه المتدربين الوافدين صعوبات كبرى في الحصول على تصاريح من السلطات (الصهيونية) بمراكز التدريب التابعة (للاونروا) في الضفة،ولطالما أفاد طلاب غزة من مرافق التدريب في الضفة،لان عدد من أماكن التدريب في مركز غزة للتدريب غير كاف لتلبية الحاجة المحلية.
واستوعب برنامج الوكالة للتدريب أثناء الخدمة عدد من المعلمين ومدراء المدارس وموجهين تربويين ومدربين حوالي 162 موظفا، هدفت هذه الدورات الارتقاء بمؤهلات المشتركين،و مساعدتهم في تطبيق التغييرات المنهجية وتحسين طرائقهم التعليمية وتعزيز مهاراتهم في الإدارة التربوية.
وقدمت أيضا بعضا من المنح الجامعية لحوالي 220 طالبا لاجئا فلسطينيا بينهم 102 طالبة، كانوا قد تفوقوا في الامتحانات العامة للمرحلة الثانوية.
ولكن هناك عدد من الكادر التعليمي في المدارس هم من الموظفين بعقود (بطالة) تنتهي بانتهاء الفصل الدراسي وتجدد بابتداء السنة الدراسية التالية، حيث لم تستطع الوكالة توظيف طاقم إضافي منذ العام 1995م لتلبية الحاجة الناتجة عن تزايد عدد الطلاب المستمر سنة تلو الأخرى.
إسهامات الأونروا للاجئين في قطاع غزة في الجانب التعليمي 1950حتى 1967:
الأبنية المدرسية:
تعد الأبنية المدرسية دوراً هاماً وأساسياً في العملية التربوية،لأنها تشكل البيئة يتم فيها التعلم والأبنية غير المناسبة قد تحرم الطلبة من نشاطات تعليمية مهمة، وتحد قدرتهم على التفاعل مع بعضهم ومع مربيهم بالشكل السليم.
وهذا واقع اللاجئين الفلسطينيين عند نشأة (الاونروا)،فقد لجأت الأونروا لنصب الخيام واستخدامها مدارس صفوف تستوعب الأعداد الكبيرة من الطلبة،التي التحقت بالمدارس، حيث أن هذه الخيام لم تكن ترقى قط الى الصف النموذجي،الذي تؤكد عليه توصيات اللجنة التربوية الوزارية، وهذه الخيام عير صحيحة تعوزها الصيانة،لأنها في الصيف تكون ساخنة كالمخابز،ولأن التعليم تم في الخيام بالتأكيد لا يوجد مختبرات وقد كانت نصف المدارس في غزة تقريبا لا يوجد فيها الا مختبر واحد يستعمل للفيزياء والكيمياء والأحياء في نفس الوقت.
وهذا يبين حقيقة الوضع المالي الذي لم يمكن الأمم المتحدة من النهوض بأعباء التعليم، حيث إنها أول ما بدأت عهدها لم تعط التعليم جانباً من الاهتمام قدر الاهتمام بالإغاثة لولا إصرار الشعب الفلسطيني على التعليم،وبمروره بفترات من الزمن بدأت الأونروا بوضع الخطط لإنشاء الأبنية المدرسية،وتزويدها ببعض التجهيزات المناسبة حيثما توافرت الأرض المناسبة والتمويل الكافي.
وظهر النقص في عدد من المدارس على الرغم من أن المدرسة كانت تستوعب ما فوق خمسين طالبا في الخيمة الواحدة، ذلك نتيجة لازدياد عدد الطلاب، وفي الوقت نفسه كان نقص في الأراضي الصالحة لبناء المدارس،وعدم توفير الأموال الكافية لذلك، ولكن لكي تؤمن الأونروا هذه الحاجة اضطرت إلى أن ترصد لعام 1966م مبلغا،يتجاوز ما صرفته في عام 1965مايقارب1.2مليون دولار، وخصصت نصف هذه الميزانية،لبناء صفوف جديدة، ولاستيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ ،وكان هذا العلاج والحل لتسيير عملية التعليم وعدم إيقافها.
وقامت (الاونروا)أيضاً باستئجار بعض الأبنية في عملية التدريس مع أنها لم تكن مصممة لهذا الغرض.
أوضاع الطالب:
تميز التعليم في بدايته بوجود أعداد كبيرة من التلاميذ ممن تجاوزا السن الطبيعي للصف وهذا يوضح طموح الأهالي،ورغبتهم في تعليم الذكور، والمواظبة على تدرجهم المدرسي، لذا شملت المدارس نسبة عالية من التلاميذ الكبار الناضجين الواعين سياسياً،وهذا يتضح من الزيادة الكبيرة التي طرأت على أعداد الطلاب في المرحلة الابتدائية في مدارس (الاونروا) ما بين 1954م حتى 1967م، وكان هذا العدد ملحوظاً، لأنه أوجد ضغطاً كبيراً على المدارس بسبب قلتها فبدأت الأونروا تأخذ مدارس مستأجرة لتكفي عدد هؤلاء الطلاب.
والجدول التالي يوضح عدد الطلاب ويرصد تزايدهم خلال تلك الفترات:
السنة الراسية | الابتدائي | الإعدادي | المجموع |
1950-1951 | 42560 | 82 | 42642 |
1951-1952 | 49592 | 234 | 49826 |
1952-1953 | 66589 | 946 | 67535 |
1953-1954 | 92881 | 3356 | 96237 |
1954-1955 | 1011070 | 6443 | 107550 |
1955-1956 | 104448 | 10228 | 114676 |
1956-1957 | 105231 | 13644 | 118875 |
1957-1958 | 104771 | 16339 | 121116 |
1958-1959 | 103733 | 19317 | 123050 |
1959-1960 | 106117 | 20641 | 126758 |
1960-1961 | 107520 | 24249 | 131769 |
1961-1962 | 112541 | 27269 | 139810 |
1962-1963 | 118823 | 28929 | 147752 |
1963-1964 | 125558 | 31431 | 156989 |
1964-1965 | 136377 | 34133 | 170510 |
1965-1966 | 141935 | 36736 | 178671 |
1966-1967 | 149294 | 39997 | 189291 |
ويلاحظ من هذا الاستبيان مدى إقبال طلاب غزة على التعليم، وخصوصاً في المرحلة الابتدائية، أما بالنسبة للتعليم الإعدادي فإن (الاونروا) لم توفره بشكل واضح إلا في العام الدراسي( 53-1954)،وتم قبول الطلاب فيها بناء على إتمام المرحلة الابتدائية بنجاح.
لذا فإن (الاونروا) ظلت تشرف على تعليم اللاجئين من سكان القطاع في المرحلة الابتدائية والإعدادية فقط, وظل دور (الاونروا) بانتهاء المرحلة،وبعد ذلل يلتحق من ينجح من الطلاب اللاجئين في المرحلة الإعدادية بالمدارس الثانوية ومعاهد المعلمين الحكومية، ومديرية التربية والتعليم هي التي تحدد امتحان الشهادة الإعدادية في مدارس الأونروا.
المنهج:
تأثر المنهج الفلسطيني بسياسات الاحتلال المفروضة عليه،حيث أنه عندما قررت السلطات الصهيونية البقاء في الأراضي المحتلة لزمن طويل، قامت بإلغاء 78كتاباً من كتب الاجتماعيات واللغة العربية كانت تدرس في فترة الانتداب البريطاني.
ولكن هذا الإجراء جوبه برد فعل عنيف من قبل الشعب الفلسطيني، وخاصة من المعلمين والطلاب، حيث أنه تم إعلان إضراب عام شمل جميع المناطق، وادعت السلطات المحتلة أن ما تم حذفه من المناهج كان يتضمن عداء عنصري لليهود، لكن الحقيقة أن اليهود حذفوا كل ما يمت بصلة إلى تنمية شعور الانتماء إلى الطالب لأمته، وإلى أفضل ما في تاريخه فمثلا حذفت حادثة شنق الوطنيين العرب على يد جمال باشا عام 1916م.
وقد أصدر الحكم العسكري أمراً عسكرياً رقم 107 في شهر أيلول عام 1967م نص على منع 32 كتاباً مدرسياً من أصل 150 كتاباً مقرراً من وزارة التربية والتعليم.
وقد الغوا كثيراً من أبيات لشعراء وطنيين يشعلون نار الحماسة في قلوب الطلاب، وهذا ما يغيظهم، بل إنهم ألغوا من المناهج الدراسية قصيدة لأحمد شوقي كانت مقررة في المرحلة الإعدادية لكونها شملت معنى الحب والوطن ومن أبيات هذه القصيدة:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
لذا فإن تحكم الحركة (الصهيونية) بمناهج تعليم الطلاب في قطاع غزة من بداية 1950م حتى 1967م لا يمكن أن ينتج عنه إلا أسوء مناهج تعليمية يمكن أن يقدم لأية مجموعة بشرية، حيث إن أهداف الفلسطينيين عديدة، وتعبر عن أبعاد تخدم النظام السياسي الحاكم،وتفتقر إلى أن يكون أو لا يكون،فهذه المناهج تفتقد إلى البعد الفلسطيني الهادف إلى تكوين ضمير هذا الشعب،مثلما تفتقر إلى البعد النوعي لخصوصية التربية الفلسطينية،لذا نتج عن هذا الوجود انفصام والتعليمية وأهدافها.
ولكن برغم التحكمات العنيفة من الاحتلال (الصهيوني)، قامت الأونروا بتأمين المناهج للطلاب في هذه الفترة ،فكانت تشمل مناهج المرحل الابتدائية على سبعة ألوان من الخبرات المعرفية التدريسية وهي:
- التربية الدينية.
- اللغة الإنجليزية.
- العلوم العامة.
- الرياضيات.
- التربية الاجتماعية.
- اللغة العربية.
- التربية الرياضية البدنية
المرحلة الإعدادية:
أما بالنسبة للمرحلة الإعدادية فقد توفرت في العام الدراسي (1953- 1954) فهي تمنح الدراسة فيها بناء على النجاح الترفيع من المرحلة الإبتدائية، أما بالنسبة للمناهج التي كانت تدرس للفلسطينيين في قطاع غزة ، فهي كالتالي:
- التربية الدينية.
- اللغة الإنجليزية.
- العلوم العامة.
- الرياضيات ( جبر، حساب ،هندسة).
- التربية الاجتماعية (تاريخ، جغرافيا، تربية وطنية).
- اللغة العربية.
- التربية الرياضية البدنية.
- الرسم النظري.
- التدريب اليدوي( معادن، وأخشاب، ورسم هندسي).
- تدريب منزلي للبنات.
وذلك لأنه عندما كان من المفروض أن تقدم(الاونروا) للفلسطينيين التعليم الوجه لتلبية حاجاتهم المستمدة من تراثهم كان وضع (الاونروا) صعباً للغاية، لكنها تمكنت بعد ذلك من الخروج من هذه المشكلة الكبيرة عن طريق الخبراء في رئاسة (الاونروا)، الذين يعملون على التنسيق بين دوائر التربية والتعليم مع الأقطار العربية.
فقامت بوضع منهج تعليمي للطلاب في قطاع غزة مستمد من المناهج والكتب المصرية لتدرس الطلاب الذين يدرسون في مدارس الأونروا في قطاع غزة.
ولأن (الاونروا) ليست بدولة لها فلسفتها وأهدافها ومناهجها التعليمية، فما هي إلا هيئة متفرعة من الأمم المتحدة، لذا من الأمم المتحدة، لذا اتفقت مع المصريين على استخدام المناهج التي تطبقها على طلابها، وقد كانت (الاونروا) تعتمد أنظمة الامتحانات والإكمال والرسوب والعطل المدرسية، التي تقررها وزارة التربية والتعليم في مصر.
المعلمين اللاجئين في الاونروا:
يعد المدرّس جوهر العملية التعليمية لأنه لو توفر المنهج والطلاب لن تتم العملية التربوية بدونه، لأنه عمود عملية التدريس.
ومما لا شك فيه ما عانى منه المدرس اللاجئ في قطاع غزة كان أحياناً يتقاضى أجر أشياء عينية، أي كانت رواتبهم سرديناً وتمراً وزبيباً وفولاً وارزاً، فلم تكن نقداً، وأنه في الخمسينات كان بعض المعلمين يستخدمون جانباً من لخيمة بدلاً من السبورة، وأن أطفالهم يكتبون أكياس الورق المهملة ويجلسون على الحجارة.
وهذا ما يوضح أهمية التعليم عند الفلسطينيين بقطاع غزة وزيادة طلبهم على التعليم، فكانت الزيادة في الطلب تسبق أية خدمة أخرى من مختلف الخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين في غزة، ما يثب هذا الحديث أن يدخل في كل عام عدد أكبر من الأولاد، ويبقون فيها مدة أطول، وهذا يعني وجوب تعيين عدد أخر من المعلمين، ولكن ما زالت هناك عقبة رئيسة، تعيق سبل التطور السليم لبرنامج التعليم من خلالها، بأن غالبية العاملين لدى الوكالة في القطاع في الفترة ما بين 1950م إلى 1960م تنقصهم المؤهلات اللازمة حيث إن كثير من المعلمين الذين عينتهم الأونروا في الخمسينات ومطلع الستينات لم يكونوا معدين إعداداً جيداً ليقوموا بأعمالهم التعليمية على النحو المرغب فيه.
ولذا قرر دائرة التربية والتعليم في (الاونروا) توفير التعليم المناسب للاجئين الفلسطينيين في قطاع من المعلمين في غزة، فقد قررت إنشاء معهد خاص يتولى إعادة تدريب العدد الهائل من المعلمين في صيف 1952م تم عقد ثلاثة مراكز تدريب لستمائة معلم.
وفي صيف 1952م تم عقد ثلاثة مراكز تدريب لستمائة معلم .
وفي صيف 1953م عقدعملت دورات متشابه يشملها عمل (الاونروا) واليونسكو، والتي حضرها بين ( 800-900)مدرس من (الأونروا).
وكان التركيز على أعمال محددة بأقل عدد من المحاضرات، وتم إنشاء صفوف في كل مركز للقيام بعملية التعليم التوضيحي، والعمل من خلال النقاش الجماعي.
وظل الأمر على هذا الشكل ،حيث قامت (الاونروا) بإنشاء معهد خاص يتولى إعادة تدريب هذا العدد الهائل من المعلمين المتزايدين في العدد، وقد وفر هذا المعهد فرص التدريب والتأهيل للآلاف من المديرين والعاملين والمعلمين في جهاز التربية والتعليم.
وبدأ يتطور هذا التدريب حتى أصبح في أثناء خدمة المدرس، وذلك بإعطاء المدرسين مواد تعليمية أعدت من أجلهم ليقرؤوها قراءة ذاتية بأنفسهم، ثم يجتمعون مرة واحدة في الأسبوع، يتلقون خلالها بمحاضر يقوم بشرح النقاط الصعبة والإجابات عن استفسارات المدربين.
وكما يقوم المشرفون التربويون بزيارة للمعلم الملتحق بدورة معهد التربية في الفصل الذي يدرس فيه ليساعده في تطبيق الأفكار النظرية، من أجل تحسين أسلوب الدروس، ومن ثم تحسين تحصيل التلاميذ،مما أدى إلى تحسين التعليم في مدارس (الاونروا)، وبين ذلك نتائج الطلبة الباهرة التي تفوقت على نتائج كثر من المدارس الأخرى.