مخيم جنين
الدولة : فلسطين - الضفة الغربية
المدينة : جنين
يقع مخيم جنين إلى الجانب الغربي لمدينة جنين، تأسس عام 1953، وهو الآن يقع فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلومتر مربع، ويعد ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة، في منطقة على أطراف سهل مرج ابن عامر، تحيط به بعض التلال، ويمر بوادي الجدي، إضافة إلى منطقة سهلية مكتظة تعرف باسم "منطقة الساحل".
تقدر مساحة المخيم 372 دونماً ، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وهو ضمن حدود بلدية جنين، وقد استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.
الواقع السكاني
بلغ عدد سكان المخيم عام 1967 حوالي 7,019 نسمة.
وفي عام 1995 ارتفع إلى حوالي 17,447 نسمة.
وفي عام 2005 ارتفع إلى حوالي 25,447 نسمة.
أنشئ مخيم جنين عام 1953م، داخل حدود مدينة جنين على مساحة 373 دونماً. وأتى معظم ساكني المخيم من قرى يمكن رؤيتها من المخيم، وتقع اليوم خارج الخط الأخضر.
وينحدر سكان المخيم من عدة قرى في منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل وزرعين وصبارين وإجزم والمزار وغيرها، ونظراً لقربهم من مناطق سكناهم التي هجِّروا منها، فإنهم حرصوا على توثيق صلاتهم بأقاربهم داخل الخط الأخضر.
وبينما يجد ساكنو المخيم وظائف في القطاع الزراعي حول جنين، فلا يزال العديد منهم يعوّل على العمل داخل "إسرائيل" .
إجمالي اللاجئين المسجلين 15,496 لاجئاً. وبلغ اللاجئون المسجلون كحالات عسر شديد 392 أسرة.
الموقع والجغرافيا
يقع مخيم جنين إلى الجانب الغربي لمدينة جنين، تأسس عام 1953، وهو الآن يقع فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلومتر مربع، ويعد ثاني أكبر مخيم في الضفة الغربية بعد مخيم بلاطة، في منطقة على أطراف سهل مرج ابن عامر، تحيط به بعض التلال، ويمر بوادي الجدي، إضافة إلى منطقة سهلية مكتظة تعرف باسم "منطقة الساحل".
تقدر مساحة المخيم 372 دونماً ، اتسعت إلى حوالي 473 دونماً، وهو ضمن حدود بلدية جنين، وقد استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.
التعليم
في المخيم خمس مدارس:
منها ثلاث للذكور: إحداها إعدادية، والأُخريان مدرستان ابتدائيتان.
واثنتان للبنات: إعدادية وابتدائية.
كما يوجد مركز لرياض الأطفال، تم إنشاؤه من مساعدات محلية بواسطة "جمعية الرعاية الاجتماعية الخيرية" في نابلس، عدد التلاميذ 1,487 من البنين و 1,343 من البنات.
الوضع الاقتصادي
يوجد "مركز الفتيات الاجتماعي"، وهو النادي الوحيد في المخيم ، تشرف عليه وكالة الغوث وفي المخيم مسجد واحد، تم توسيعه وبناء طابق ثانٍ له، ويحتوي على مكتبة للنساء.
ويحتوى أيضاً على:
مركز إعادة تأهيل مجتمعي واحد
مركز برامج نسائية واحد
الإغاثة والخدمات الاجتماعية
شبكة الأمان الاجتماعي
الوضع الصحي
يحتوي المخيم على مركز صحي متخصص بتقديم الخدمات الطبية المختلفة لسكان المخيم، وهذا المركز يتبع بشكل مباشر لوكالة الغوث، ويضم كذلك وحدة علاج طبيعي واحدة
شخصيات
الواقع البيئي
تتصل كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكتي الكهرباء والماء العامة وجميعها تقريبا بشبكة الصرف الصحي التابعة للبلدية.
الوضع الاقتصادي
يعمل العديد من سكان المخيم في القطاع الزراعي في المناطق المحيطة بجنين، ويعاني حوالي ربع سكان المخيم من البطالة، وهم يتأثرون بضعف الطلب وبزيادة المديونية.
ويضم المخيم بعض البرامج:
برنامج التمويل الصغير
برنامج المال مقابل العمل
برنامج خلق فرص العمل
- عدد الأسر التي تتلقى معونات غذائية طارئة 2205 أسرة.
- عدد اللاجئين المستفيدين من برنامج التشغيل الطارئ 130 لاجئاً .
- يعاني المخيم من أزمة المياه وعدم وجود مقبرة للمخيم حيث يقوم السكان بدفن موتاهم في مقبرة جنين.
عدد المساكن المتضررة التي تأثرت نتيجة لتوغلات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ بداية الانتفاضة حتى مارس/آذار 2004، 43 منزلا حصل 35 منزلاً منها على المساعدة، ولا يتضمن هذا الرقم المساكن التي دمرت خلال الهجوم على المخيم في أبريل/نيسان 2002 حيث تعرض 10% من المخيم للتدمير، وتعرض للضرر البالغ العديد من مرافق الوكالة في مخيم اللاجئين، بما في ذلك المركز الصحي ومكتب الصحة.
من العائلات والعشائر التي تسكن المخيم والقرى التي جاؤوا منها
الوضع الرياضي
مركز الشباب الاجتماعي في مخيم جنين:
مؤسسة شبابية طلائعية أسست عام 1954 في مخيم جنين لغرض تنمية ورعاية القدرات الفردية والجماعية لأجيال اللاجئين من الفئات الشابة والفتية والطلائعية من المخيم والمحيط في المجالات الثلاثة الثقافية والاجتماعية والرياضية، وعلى مدار الأربعة والخمسين عاما الماضية تواكبت على المركز هيئات إدارية متعاقبة ومتلاحقة ، ويمكن تقسيم تاريخها الطويل الى ثلاث مراحل أساسية على النحو التالي:
المرحلة الأولى:
من عام 1954 ولغاية العام 1979 ،حيث كانت شعلة من النشاط ومن أبرز المراكز في المخيمات من حيث الأنشطة الرياضية والكشفية والاجتماعية على الرغم من الإغلاقات التي تعرض لها المركز إبان حرب العام 1967.
المرحلة الثانية:
من العام 1979 ولغاية العام 1987، حيث تم إعادة افتتاح المركز الذي كان مغلقا من قبل سلطات الاحتلال وتم تأسيس الفرق الرياضية لكرة القدم والسلة والطائرة وتنس الطاولة وكمال الأجسام ورفع الأثقال، حيث حصل لاعب المركز كمال حسين المعروف بالأماني على لقب بطل الضفة في بطولة رفع الأثقال فئة الخفيف المتوسط ،كما حصل أبطال المركز على مراتب متقدمة في بطولات كمال الأجسام في الضفة .أما في مجال كرة القدم والتي كانت اللعبة الرئيسية في المركز حيث انضم الفريق في وقت متأخر نسبيا لرابطة الأندية في الضفة وحصل على الدرجة الرابعة، إلا انه استطاع أن يثبت نفسه وبجداره وخلال فترة قصيرة تجاوز الدرجة الرابعة إلى الثالثة ثم الثانية وكان من المرشح الأقوى للدرجة الأولى، كما وصل فريق المركز إلى التصفيات النهائية بالنسبة لدوري الكأس بوصوله إلى المربع الذهبي في العام 1983 وتغلبه على فرق قوية مثل مؤسسة البيرة من أقوى فرق الدرجة الممتازة وتعادل المركز مع خدمات الشاطئ في العام 1985.
المرحلة الثالثة:
من العام 1993 ولغاية العام 2008 بإعلان السلطة الوطنية الفلسطينية وانتشارها لاحقا وما عكسه ذلك على الأوضاع عامة وبدء عودة وتقوية الأنشطة الرياضية إلى مناطق السلطة الفلسطينية، بدأ مركز جنين يعيد نشاطاته الرياضية بالرغم من كونه قد فقد خيرة أبنائه الذين سقطوا شهداء أمثال كابتن الفريق ومهاجمه الأول الشهيد لطفي البدوي وبطل الملاكمة الشهيد فتحي القانوح إلا أن المركز استعاد مكانته بقوة وبسرعة وشارك في المسابقات المحلية الرسمية والتنشيطية وسجل حضورا لافتا إلى أن اندلعت الانتفاضة الأقصى التي كان لمخيم جنين بكل أركانه ومنها مركز الشباب شرف المشاركة والتضحيات حتى جاء نيسان من العام 2002 والمعركة الشهيرة التي خاضها مقاتلو المخيم وأسفرت عن قيام جيش الاحتلال بتدمير جزء كبير من المخيم تدميرا شاملا كان المركز أحد المباني الذي تعرضت لتدمير شامل، وقد سقط من أعضاء المركز الفاعلين في المجالات الرياضية ما يربو على 23 شهيدا . وقد طالت عملية الإعمار التي أعقبت اجتياح نيسان إقامة مبنى جديد للنادي بمساحة 1350 متر مربع مؤلف من طابقين بالإضافة لساحة أمامه تبلغ مساحتها الدونم وربع الدونم.
حتويات المركز:
- مقر مستقل للنادي
- أجهزة حاسوب
- مكتبة ثقافية
- معدات رياضية كاملة للفرق الرياضية بمختلف الألعاب
الوضع السياسي والقانوني
لقد أصبح المخيم خاضعا لسيطرة السلطة الفلسطينية في منتصف التسعينيات، إلا أنه كان عرضة لحوادث عنف كثيفة خلال الانتفاضة الثانية. وقد دخل الجيش الإسرائيلي المدينة والمخيم في نيسان من العام 2002 وأعلن عنهما منطقة عسكرية مغلقة ومنع الجميع من الوصول وفرض حظرا مستمرا على التجول.
واستمر القتال داخل المخيم مدة 10 أيام قام خلالها الجيش الإسرائيلي بمنع دخول سيارات الإسعاف والعاملين في القطاع الطبي والإنساني من دخول المخيم. وأدت المصادمات إلى وفاة ما لا يقل عن 52 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين بالإضافة إلى مقتل 23 جنديا إسرائيليا، فيما جرح العديدون.
تم تدمير ما يقارب من 150 بناية في المخيم فيما أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالحة، الأمر الذي خلف وراءه حوالي 435 عائلة بلا مأوى.
وبالرغم من أن الخطط قد وضعت من أجل إعادة بناء المخيم وتبرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بالأرض لتوسعة المخيم، إلا أن هناك العديد من العقبات التي حالت دون إعادة الإعمار، بما في ذلك الاجتياحات "الإسرائيلية" المتكررة والعديد من حالات حظر التجول المتكررة والإغلاقات "الإسرائيلية" لأمن فريق المشروع.
وقد تعرض مدير المشروع إيان هوك لإطلاق النار عليه من قبل قناص إسرائيلي خلال وجوده في مجمع الأونروا في المخيم في تشرين الثاني 2002 مما أدى إلى وفاته.
المجازر في المخيم
تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول معركة جنين
أعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تقريراً بناء على قرار الجمعية العامة المتخذ في 7 مايو/أيار 2002 م والذي طلبت فيه الجمعية من الأمين العام تقديم تقرير عن الأحداث التي وقعت في جنين وفي المدن الفلسطينية الأخرى مستفيدا من الموارد والمعلومات المتاحة. وقد طلبت الجمعية العامة هذا التقرير عقب حل فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة الذي شكله الأمين العام تلبية لقرار مجلس الأمن رقم 1405 (2002) المؤرخ 19 أبريل/نيسان 2002م. وأوردنا الجزء المتعلق مباشرة بجنين وملاحظات الأمين العام فقط، وللاطلاع على التقرير كاملا وحيثياته يمكن العودة للمصدر.
توغل الجيش (الصهيوني) في مدينة جنين ومخيم اللاجئين 3-18 أبريل/نيسان 2002م
بالرغم من أن الروايات المباشرة المتاحة جزئية ويتعذر التثبت من صحتها وغفل في كثير من الأحيان،فإنه من الممكن عبر مصادر الحكومة (الصهيونية) والسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة وغيرها من المصادر الدولية تتبع تسلسل زمني تقريبي للأحداث التي وقعت داخل مخيم جنين في الفترة من 3 إلى 18 أبريل/نيسان 2002م.
فقد استمر القتال نحو 10 أيام وتميـّز بمرحلتين مستقلتين:المرحلة الأولى بدأت في 3 أبريل/نيسان وانتهت في 9 أبريل/نيسان،في حين استغرقت المرحلة الثانية يومي10و11 أبريل/نيسان.
وحدثت معظم الوفيات على كلا الجانبين في المرحلة الأولى ولكن يبدو أن معظم الأضرار المادية حدثت في المرحلة الثانية.
ادعت السلطة الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان بأن قوات جيش الدفاع (الصهيوني)قامت أثناء إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين بارتكاب أعمال قتل غير مشروعة،واستخدام دروع بشرية،واستعمال القوة بصورة غير متناسبة،وبعمليات اعتقال وتعذيب تعسفية،ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية.
ويشير جنود جيش الدفاع (الصهيوني)الذين اشتركوا في اجتياح جنين إلى حدوث انتهاكات للقانون الإنساني الدولي من جانب المقاتلين الفلسطينيين داخل المخيم،بما في ذلك تمركزهم في منطقة مدنية مكتظة بالسكان واستخدامهم للأطفال لنقل الشراك المفخخة وربما نصبها.
وفي رواية الحكومة (الصهيونية)عن العملية،قامت القوات (الصهيونية)أولا بتطويق مدينة جنين وفرضت سيطرتها على مداخل المدينة ومخارجها وسمحت للسكان بمغادرتها طواعية.وهناك نحو 11 ألف شخص فعلوا ذلك،ووفقا للمصادر (الصهيونية) فإن القوات (الصهيونية)اعتمدت في توغلها في المخيم على المشاة بالدرجة الأولى وليس على القوة الجوية والمدفعية في محاولة منها لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى أدنى حد ممكن، ولكن روايات أخرى عن المعركة تشير إلى أن عددا يصل إلى 60 دبابة ربما يكون قد استخدم حتى في الأيام الأولى.
وتشير المقابلات التي أجرتها منظمات حقوق الإنسان مع شهود إلى أن الدبابات والمروحيات وقوات برية تستخدم أسلحة صغيرة كانت سائدة في اليومين الأولين،وبعدها استخدمت الجرافات المدرعة لتدمير المنازل والهياكل الأخرى لكي توسع الممرات داخل المخيم.
وقامت القوات (الصهيونية)مستخدمة مكبرات الصوت بحثّ المدنيين باللغة العربية على إخلاء المخيم،تشير بعض التقارير بما في ذلك المقابلات التي أجريت مع جنود جيش الدفاع (الصهيوني)إلى أن هذه التحذيرات لم تكن كافية وتجاهلها كثير من السكان. وقد فرّ عدد كبير مـن سكان مخيم جنين من المخيم قبل بدء الاجتياح (الصهيوني)أو مع بدايته،وغادر آخرون بعد 9 أبريل/نيسان،وتختلف التقديرات بشأن عدد المدنيين الذين بقوا في المخيم طوال الفترة ولكنه قد يصل إلى 4 آلاف شخص.
”الرواية (الصهيونية): وقعت معركة شديدة في جنين اضطر خلالها جنود جيش الدفاع (الصهيوني)إلى القتال بين المنازل المفخخة وحقول القنابل”
وكما جاء في وصف الحكومة (الصهيونية)"وقعت معركة شديدة في جنين اضطر خلالها جنود جيش الدفاع (الصهيوني)إلى القتال بين المنازل المفخخة وحقول القنابل في جميع أنحاء المخيم الذي أعدّ مقدما كميدان قتال مفخخ".
وتعترف السلطة الفلسطينية بأن"عددا من المقاتلين الفلسطينيين قاوموا الهجوم العسكري (الصهيوني)وكانوا مسلحين ببنادق فقط و... متفجرات بدائية"،وقدّم متحدث باسم جيش الدفاع (الصهيوني)صورة للمقاومة تختلف عن ذلك اختلافا طفيفا، حيث ذكر أن الجنود واجهوا "أكثر من ألف عبوة متفجرة، وعبوات متفجرة حية، وبعض العبوات المتفجرة الأكثر تطورا... مئات من القنابل اليدوية... [و] مئات من الرجال المسلحين". وتؤيد تقارير حقوق الإنسان الروايات التي تؤكد أن بعض المباني كانت مفخخة من جانب المقاتلين الفلسطينيين.
وليس هناك شك في أن جيش الدفاع (الصهيوني)واجه مقاومة فلسطينية عنيفة،وليس هناك شك أيضا في أن المقاتلين الفلسطينيين في المخيم وفي أماكن أخرى انتهجوا أساليب تشكل انتهاكات للقانون الدولي أدانتها وما برحت تدينها الأمم المتحدة،بيد أن الأمور ما زالت تفتقر إلى الوضوح والتيقن فيما يتعلق بسياسات وحقائق رد القوات (الصهيونية)على هذه المقاومة. وتؤكد الحكومة (الصهيونية)أن قوات جيش الدفاع (الصهيوني)"اتخذت بصورة واضحة جميع التدابير الممكنة لعدم تعريض حياة المدنيين للخطر"ولكنها ووجهت بـ"إرهابيين مسلحين تخفّوا عن عمد بين السكان المدنيين"،ومع ذلك فإن بعض جماعات حقوق الإنسان وشهود العيان الفلسطينيين يؤكدون أن الجنود (الصهاينة)لم يتخذوا جميع التدابير الممكنة لتجنب إصابة المدنيين بل واستخدموا بعضهم كدروع بشرية.
وبينما توغلت القوات (الصهيونية)في المخيم،انتقل المقاتلون الفلسطينيون حسبما تفيد التقارير إلى وسط المخيم،وتشير التقارير إلى أن أعنف القتال وقع في الفترة ما بين 5 و 9 أبريل/نيسان مما أسفر عن أكبر خسائر في الأرواح على كلا الجانبين.
وهناك تقارير تفيد بأنه خلال هذه الفترة زاد الجيش (الصهيوني)من قصفه بالقذائف من الطائرات المروحية ومن استخدام الجرافات بما في ذلك بغرض هدم المنازل لدفن مَن رفضوا الاستسلام تحت أنقاضها حسبما ادعي كما قام بإطلاق النار"بصورة عشوائيـة"،وفقدت القوات (الصهيونية)14 جنديا،13 منهم في اشتباك واحد وقع يوم 9 أبريل/نيسان.ولم تتكبد القوات (الصهيونية)أية خسائر أخرى في الأرواح في جنين بعد 9 أبريل/نيسان.
وتشير التقارير الصحفية من الأيام المشار إليها والمقابلات اللاحقة التي أجراها ممثلو المنظمات غير الحكومية مع سكان المخيم إلى أن خمسة فلسطينيين في المتوسط ماتوا كل يوم خلال الأيام الثلاثة الأولى من الغارة وأن يوم 6 أبريل/ نيسان شهد زيادة حادة في عدد القتلى.
وأكد مستشفى جنين وفاة 52 بحلول نهاية مايو/أيار 2002م.كما يقدر جيش الدفاع (الصهيوني)أيضا عدد الخسائر في الأرواح بنحو 52 شخصا،وقد ادعى أحد كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية في منتصف أبريل/نيسان أن نحو 500 شخص قد قُتلوا،وهو رقم لم يثبت في ضوء الأدلة التي ظهرت.
ومن المتعذر أن يحدد بدقة عدد المدنيين بين القتلى الفلسطينيين. وقدرت حكومة "إسرائيل"،أثناء توغل قواتها في المخيم أنه كان هناك "عشرات فقط من القتلى في جنين... وأن الغالبية العظمى منهم كانوا يحملون أسلحة وأطلقوا النار على قوات [جيش الدفاع (الصهيوني)]"،وقد أبلغ مسؤولون (صهاينة)أفراد الأمم المتحدة بأنهم يعتقدون أن 38 من بين القتلى الـ 52 كانوا من المسلحين و14 من المدنيين،وقد اعترفت السلطة الفلسطينية بأنه كان هناك محاربون من بين القتلى،وقامت بتسمية بعضهم،ولكنها لم تضع تقديرات دقيقة للعدد في كل من الفئتين.وتضع منظمات حقوق الإنسان الخسائر بين المدنيين عند رقم أقرب إلى 20 حيث وثّقت منظمة رصد حقوق الإنسان 22 مدنيا من بين القتلى الذين يبلغ عددهم 52 شخصا،في حين ذكرت منظمة الأطباء المناصرين لحقوق الإنسان أن "الأطفال دون سن 15 سنة والنساء والرجال فوق سن 50 سنة كانوا يشكلون نحو 38% من جميع حالات الوفاة المبلّغ عنها".
وذكر جيش الدفاع (الصهيوني) في ذلك الوقت أن أساليبه قد لا تتغير "لأن الافتراض الأساسي هو أننا نعمل في حي مدني"،غير أن الروايات الأخرى عن المعركة تشير إلى أن طابع العملية العسكرية في مخيم جنين للاجئين تغير فعلا بعد 9 أبريل/نيسان 2002م. ففي ذلك اليوم قُتل 13 جنديا (صهيوني)وجُرح عدد آخر فيما تصفه السلطة الفلسطينية والحكومة (الصهيونية)على السواء بأنه "كمين خطط له جيدا"ومات الجندي (الصهيوني)الرابع عشر في مكان آخر من المخيم في ذلك اليوم،مما أوصل خسائر القوات (الصهيونية)في الأرواح خلال العملية في جنين إلى 23 شخصا.
وفي أعقاب الكمين يبدو أن القوات (الصهيونية)غيّرت تكتيكاتها من تفتيش المنازل وتدمير بيوت المقاتلين المعروفين إلى توسيع نطاق القصف بالدبابات والقذائف،كما استخدمت القوات (الصهيونية)الجرافات المدرعة تدعمها الدبابات لهدم أجزاء من المخيم. وتؤكد الحكومة (الصهيونية)أن "القوات (الصهيونية) لم تدمِّر المباني إلا بعد أن وجهت نداء عدة مرات للسكان بمغادرة المباني التي لم يتوقف منها إطلاق النار".وتدعي إفادات الشهود وتحقيقات منظمات حقوق الإنسان أن التدمير كان عشوائيا وغير متناسب حيث كانت بعض المنازل تتعرض للهجوم من الجرافات قبل أن تتاح الفرصة لسكانها لإخلائها. وتؤكد السلطة الفلسطينية أن قوات جيش الدفاع (الصهيوني)"كانت لديها معرفة كاملة وتفصيلية بما يحدث في المخيم عن طريق استخدام الطائرات التي تطير دون طيار والكاميرات المثبتة في بالونات… [و] أن أيا من الفظائع التي ارتكبت لم يكن غير متعمد".
وشككت منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية فيما إذا كان هذا التغيير في التكتيكات متناسبا مع الهدف العسكري ووفقا للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان،وتدعي رواية السلطة الفلسطينية عن المعركة أنه استخدمت "المروحيات الحربية لإطلاق قذائف (تو) على هذه المنطقة الكثيفة السكان... مدافع مضادة للطائرات قادرة على إطلاق ثلاثة آلاف قذيفة في الدقيقة... وعشرات الدبابات والمركبات المدرعة المزوّدة بمدافع رشاشة… [و] جرافات بلدوزر لهدم المنازل وشق ممرات واسعة"،وتشير مصادر أخرى إلى الاستخدام الواسع النطاق للجرافات المدرعة والمروحيات الحربية يومي 9 و10 أبريل/نيسان،وعلى الأرجح حتى بعد أن بدأ القتال يهدأ،وخلال هذه المرحلة حدث معظم الضرر المادي ولا سيما في حارة الحواشين في وسط المخيم التي سوِّيت بالأرض عمليا،ودمِّر تماما الكثير من المساكن المدنية وأصيب عدد أكبر بأضرار بالغة،كما أصيب بأضرار شديدة عدد من المرافق التابعة(الاونروا)في المخيم بما في ذلك مركزها الصحي ومكتب الصرف الصحي.
وفي غضون يومين بعد 9 أبريل/نيسان أخضعت القوات (الصهيونية)المخيم وهزمت ما تبقى فيه من عناصر مسلحة،وفي 11 أبريل/نيسان استسلم آخر المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين لقوات جيش الدفاع (الصهيوني)بعد أن طلبوا وساطة منظمة "بتسالم"، وهي إحدى منظمات حقوق الإنسان (الصهيونية)التي تعمل في الأرض الفلسطينية المحتلة،لضمان عدم تعرضهم لأي أذى،ووفقا لمصادر السلطة الفلسطينية،كان من بين مَن استسلموا عدد من قيادات الجهاد الإسلامي وفتح المطلوبين وكذلك ثلاثة أشخاص مصابين وولد عمره 13 سنة.
انتهاء التوغل(الصهيوني) وعواقبه، 11 أبريل/نيسان – 7 مايو/أيار 2002م
بينما اقترب توغل جيش الدفاع (الصهيوني)في جنين من نهايته برزت طائفة من المشاكل الإنسانية،أو ازدادت سوءا،بالنسبة لأربعة آلاف من المدنيين الفلسطينيين ممن بقوا في المخيم،وتمثلت أولى هذه المشاكل في التأخير المطوّل في الحصول على الرعاية الطبية للجرحى والمرضى داخل المخيم،وعندما بدأت حدة القتال تنحسر،منع جيش الدفاع (الصهيوني)سيارات الإسعاف وأفراد الأطقم الطبية من الوصول إلى الجرحى داخل المخيم على الرغم من المناشدات المتكررة الموجهة إليه بتسهيل مرور سيارات الإسعاف ومندوبي المنظمات الإنسانية بمن فيهم مندوبو الأمم المتحدة. وعلى مدى الفترة من 11 إلى 15 أبريل/نيسان قدمت الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى التماسات إلى جيش الدفاع (الصهيوني)وتفاوضت معه من أجل تمكينها من دخول المخيم وبذلت محاولات كثيرة لإرسال قوافلها،دونما طائل،وأُبلغ مسؤولو الأمم المتحدة الذين زاروا قيادة جيش الدفاع (الصهيوني)في 12 أبريل/نيسان بأنه سيسمح لموظفي المساعدة الإنسانية التابعين للأمم المتحدة بالوصول إلى السكان المتضررين،غير أن هذه الإمكانية لم تتحقق على أرض الواقع ولم تسفر عدة أيام من التفاوض مع كبار المسؤولين في جيش الدفاع (الصهيوني)وموظفي وزارة الدفاع(الصهيوني)عن تأمين إمكانية الوصول الضروري رغم ما قدموه من تأكيدات مخالفة لذلك،وفي 18 أبريل/نيسان انتقد كبار موظفي الأمم المتحدة بشدة "إسرائيل" للطريقة التي تعالج بها وصول المساعدة الإنسانية في أعقاب المعركة،وخاصة رفضها تسهيل إمكانية الوصول الكامل والآمن إلى السكان المتضررين،منتهكة التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وجهزت(الاونروا)عملية كبيرة لإيصال الأغذية والإمدادات الطبية للاجئين المعوزين الذين كانوا قد فروا من المخيم،وإلى مستشفى جنين،غير أنه لم يسمح لها بدخول المخيم،وزاد حدة الأزمة الإنسانية تفاقما قيام جيش الدفاع (الصهيوني)منذ أول يوم من أيام الهجوم بقطع التيار الكهربائي عن المدينة والمخي،ولم يُستعد التيار الكهربائي إلا في 21 أبريل/نيسان.
وتضمنت العديد من تقارير جماعات حقوق الإنسان روايات عن انتظار مدنيين جرحى عدة أيام من أجل الحصول على المساعدة الطبية، وعن رفض الجنود (الصهاينة) إتاحة حصولهم على العلاج الطبي،وفي بعض الحالات توفي أناس نتيجة لهذه التأخيرات. وبالإضافة إلى الأشخاص الذين أصيبوا بجراح في أثناء القتال،عانى أيضا سكان مدنيون في المخيم وفي المدينة من نقص الدواء وتأخر الحصول على العلاج الطبي للحالات التي كانوا يعانون منها قبل العملية العسكرية،وعلى سبيل المثال أفيد في 4 أبريل/نيسان بأن 28 مريضا بالكلى في جنين عجزوا عن الوصول إلى المستشفى لعمل الغسيل الكلوي.
وبدا أن تشغيل مستشفى جنين الذي يقع خارج المخيم مباشرة قد تعرّض لإرباك خطير من جراء عمليات جيش الدفاع (الصهيوني)بالرغم مما جاء في بيانات الجيش بأن "المستشفى لم يمسّه شيء"،فقد تأثرت بشدة إمدادات المستشفى من الكهرباء والمياه والأوكسجين والدم بسبب القتال وما تلاه من انقطاع في الخدمات،وفي 4 أبريل/نيسان أمر جيش الدفاع الإسرائيلي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن توقف عملياتها وأغلق أبواب المستشفى،وأفاد العاملون بالمستشفى بأن القذائف والأعيرة النارية أصابت المعدات بأضرار جسيمة في الطابق العلوي بالمستشفى،وأن مريضين على الأقل قضَيَا بسبب الضرر الذي لحق بإمدادات الأوكسجين،ولم يسمح لأي من الفلسطينيين الموجودين بالمستشفى بمغادرته حتى 15 أبريل/نيسان.
ويبدو أنه بالإضافة إلى منع وصول الإسعاف،استهدف جيش الدفاع (الصهيوني) في بعض الحالات أفراد الأطقم الطبية. ففي 4 مارس/آذار قبل التوغل في جنين قُتل رئيس خدمات الطوارئ الطبية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في جنين بقذيفة أطلقتها دبابة (صهيونية) على سيارة الإسعاف التي كان يستقلها والتي كانت تحمل العلامة الواضحة لسيارات الإسعاف،وفي 7 مارس/آذار قتل موظف في الأونروا عندما أطلق جنود (صهاينة)عدة عيارات نارية على سيارات إسعاف تابعة (الاونروا) كان يستقلها بالقرب من طولكرم بالضفة الغربية،وفي 3 أبريل/نيسان أفيد بأن ممرضة فلسطينية تعرضت لإطلاق النار داخل مخيم جنين من جانب جيش الدفاع (الصهيوني) رغم أنها كانت ترتدي زي الممرضات،وفي 8 أبريل/نيسان أطلقت النيران على سيارة إسعاف تابعة (الاونروا) أثناء محاولتها الوصول إلى رجل جريح في جنين.
”وقد دأبت حكومة "إسرائيل" على توجيه اتهام مؤداه أن المركبات الطبية تستخدم لنقل الإرهابيين”
وقد دأبت حكومة "إسرائيل" على توجيه اتهام مؤداه أن المركبات الطبية تستخدم لنقل الإرهابيين،وأن المباني الطبية تستخدم لتوفير الملجأ لهم،واستلزم ذلك،وفق ما أعلنته "إسرائيل"،إخضاع إيصال المساعدة الإنسانية لقيود صارمة،كذلك فإنه في حالة مخيم جنين بالذات عزا المتحدثون باسم جيش الدفاع(الصهيوني) هذا المنع إلى ضرورة تطهير المخيم من الألغام المفخخة بعد أن خفّت حدة القتال. وقال متحدث أيضا "إن الفلسطينيين يرفضون في واقع الأمر عروضنا بتقديم المساعدة الإنسانية لهم" وإن "أي شخص يحتاج إلى المساعدة يحصل عليها".
وثمة توافق في الرأي بين موظفي المساعدة الإنسانية الذين كانوا موجودين في الميدان بأن التأخيرات عرّضت للخطر حياة كثير من الجرحى والمرضى داخل المخيم،ومع أن موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من موظفي المساعدة الإنسانية عرضوا الامتثال الكامل لإجراءات التفتيش الأمني لجيش الدفاع(الصهيوني)عند دخول المخيم ومغادرته،فإنهم لم يستطيعوا دخول المخيم على هذا الأساس،وعلاوة على ذلك أفاد موظفو الأمم المتحدة بأن جيش الدفاع (الصهيوني)سمح لبعض الصحفيين(الصهاينة) بدخول المخيم بمرافقة الجيش في 14 أبريل/نيسان،وذلك قبل أن يسمح بذلك لأفراد المساعدة الإنسانية،وطلب موظفو الأمم المتحدة مرافقة مماثلة من الجيش لدخول المخيم من أجل تقييم الحالة الإنسانية لسكانه،غير أنهم لم يفلحوا في ذلك رغم التأكيدات التي قدمها لهم كبار المسؤولين في جيش الدفاع(الصهيوني) بإمكانية كفالة هذا الدخول.
وفي 15 أبريل/نيسان، وبعد 12 يوما من بدء العملية العسكرية،سمح جيش الدفاع (الصهيوني)لأفراد وكالات إنسانية بالدخول إلى مخيم اللاجئين في جنين،وسمح لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية ولجنة الصليب الأحمر الدولية بدخول المخيم بمرافقة عسكرية،لكنهم أفادوا بأن تحركاتهم كانت مقيدة بشدة وقصرت على مناطق بعينها وأن وجود كميات كبيرة من الذخائر التي لم تنفجر بما في ذلك الشراك الخداعية والألغام المفخخة زاد من تقييد هذه التحركات،لذا فإنهم بعد أن قاموا بإخلاء سبع جثث فقط اضطروا إلى التخلي عن جهودهم، وحيل أيضا دون قيام فريق تابع للأمم المتحدة برفقته سيارتا نقل تحملان مياها وإمدادات بتفريغ حمولتيهما واضطر أيضا إلى الانسحاب،ولم يبدأ توزيع مؤن الإمدادات على سكان المخيم إلا في اليوم التالي 16 أبريل/نيسان،وكان النقص الحاد في الغذاء والماء واضحا بجلاء،وبدأ موظفو المساعدة الإنسانية توجيه نداءات من أجل توفير جهود متخصصة للبحث والإنقاذ في إخراج الجرحى والموتى من تحت الأنقاض.
وما أن سمح جيش الدفاع (الصهيوني)في 15 أبريل/ نيسان بالدخول غير المقيّد إلى المخيم،حتى عوقت الذخائر غير المنفجرة قيام موظفي المساعدة الإنسانية بعملياتهم بشكل آمن،وقد أفادت وكالات المساعدة الإنسانية غير التابعة للأمم المتحدة عن وجود كميات كبيرة من الذخيرة غير المنفجرة -المتفجرات التي زرعها المقاتلون الفلسطينيون والذخائر التي أطلقها جيش الدفاع (الصهيوني)تبطئ من عملهم،هذا وقد استمرت لعدة أسابيع المفاوضات بين الأمم المتحدة والوكالات الدولية من جهة وجيش الدفاع (الصهيوني)من جهة أخرى لجلب المعدات الملائمة والأفراد المناسبين إلى المخيم لإزالة الذخائر غير المنفجرة،وخلال هذه الفترة قُتل على الأقل فلسطينيان في حوادث انفجارات.
الأونروا في المخيم
وفرت الأونروا العديد من المدارس والمراكز الخدمية داخله، مثل:
-الإغاثة والخدمات الاجتماعية
-برنامج الغذاء الطارئ والمساعدة النقدية
- مركز توزيع أغذية.
- مركز صحي.
- وحدة علاج طبيعي.
- مركز تأهيل مجتمعي.
- مركز برامج نسائية.
وقد تم تدمير ما يقارب من 150 بناية فيما أصبح العديد من المباني الأخرى غير صالحة، الأمر الذي خلف وراءه حوالي 435 عائلة بلا مأوى. وبالرغم من أن الخطط قد وضعت من أجل إعادة بناء المخيم وتبرعت دولة الإمارات العربية المتحدة بالأرض لتوسعة المخيم، إلا أن هناك العديد من العقبات التي حالت دون إعادة الإعمار.
إحصائيات الأونروا في المخيم:
أكثر من 16,000 لاجئ مسجل
المؤسسات التابعة للأونروا في المخيم:
- مدرستين، تعمل واحدة منها بنظام الفترتين
- مركز توزيع أغذية واحد
- مركز صحي واحد
- وحدة علاج طبيعي واحدة
- مركز إعادة تأهيل مجتمعي واحد
- مركز برامج نسائية واحد
البرامج العاملة في المخيم:
- التعليم
- الإغاثة والخدمات الاجتماعية
- شبكة الأمان الاجتماعي
- التمويل الصغير
- الصحة
- برنامج المال مقابل العمل
- برنامج الغذاء الطارئ والمساعدة النقدية
- خلق فرص العمل
التوزيع الديموغرافي
تحديات في المخيم
المشاكل الرئيسة:
- بطالة عالية
- مدارس مكتظة
- أضرار كبيرة نتيجة الانتفاضة الثانية
المؤسسات والجمعيات
أعلن في مخيم جنين عن تشكيل لجنة مؤسسات في المخيم يقع على عاتقها العمل المشترك لمتابعة شؤونه وذلك خلال اجتماع عقدته اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين مع ممثلي عدد من المؤسسات.
وشملت المؤسسات كلّا من مدير المخيم ومركز الشباب الاجتماعي وجمعية كي لا ننسى وجمعية العمل النسوي والمركز النسوي وجمعية الجليل بالإضافة إلى أعضاء من اللجنة الشعبية.
وأشار الحضور إلى أن الهدف من الاجتماع هو العمل المشترك بين اللجنة الشعبية ومؤسسات المخيم تم خلاله مناقشة الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها المخيم، مؤكدين على ضرورة الشراكة الحقيقية بين اللجنة الشعبية كممثل رسمي لأهالي المخيم ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في مخيم جنين.
وأكدوا على ضرورة إيجاد آليات للتواصل مع المجتمع المحلي والمجتمع الخارجي، مشيرين إلى دور المؤسسات التي تعمل في المجالات المختلفة سواء المرأة أو الطفل أو الشباب وآلية تطوير وتحسين وضع البرامج والفعاليات بحيث تتناسب وتتلاءم مع احتياجات المجتمع المحلي
شهداء من المخيم
الشيخ الأسير المحرر خضر عدنان
ولد المجاهد والأسير المحرر/ خضر عدنان محمد موسى في بلدة عرابة بمحافظة جنين في 24/3/1978م.
- ينتمي المجاهد/ خضر عدنان إلى عائلة مجاهدة تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وقد قدمت العديد من أبنائها الأبرار شهداء وأسرى في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين.
- تتكون أسرته من والديه الأكارم، واثنين من الأخوة، وأخت واحدة، وقدر الله أن يكون الشيخ الأسير/ خضر عدنان هو الثالث بين أخوته.
- تزوج الشيخ الأسير/ خضر عدنان برفيقة حياته، التي أنجبت له ابنتين هما (معالي) 4 سنوات، و(بيسان) 1.5 سنة، وزوجته حامل في الشهر السادس.
- درس الشيخ الأسير/ خضر عدنان في مدرسة (عرابة للبنين) فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة (أبو جهاد).
- واصل الشيخ الأسير/ خضر عدنان تعليمه الجامعي، فالتحق بجامعة بيرزيت ليحصل منها على بكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية في العام 2001، و أيضاً مسجل في جامعة بيرزيت ببرنامج الماجستير منذ العام 2004 تخصص اقتصاد ولكنه لم يتمكن من الاستمرار بسبب اعتقالاته المتكررة من العدو الصهيوني.
- افتتح الشيخ الأسير/ خضر عدنان مخبزاً متواضعاً خاصاً به في بلدة قباطية بمحافظة جنين لكي يعتاش منه وذلك في ظل عدم حصوله على وظيفة بسبب الانتماء السياسي.
أبو جندل :
"أبو جندل" هي كنية الشهيد البطل يوسف ريحان "أبو محمد"، أحد قادة مخيم جنين القسام، وقائد في جهاز "الأمن الوطني"، لكنه كان صاحب رؤية لمفهوم أمن الوطن الذي لا يمكن أن يتحقق إلّا بمقاومة الاحتلال لا بالتعاون والتنسيق الأمني معه.
ولد الشهيد في قرية يعبد عام1965م، انضم إلى صفوف الثورة في الخارج وعاد مع قوات الأمن إلى الضفة المحتلة عام 1996م، ليعمل مدربًا لقوات الأمن الوطني فيها.
وبزغ نجمه في انتفاضة النفق التي اندلعت عام 1996م، قبل أن يطارد بعد قتله جنديًا (إسرائيليًا) على أحد الحوجز في بداية الانتفاضة الثانية، وتوجه بعدها إلى مدينة جنين التي أصحبت معقلًا للمقاومة الفلسطينية بالضفة..
فجرت فيه مشاهد الألم والمعاناة التي يتعرض لها أبناء شعبه أحاسيس الفداء مرة أخرى، وذكرته بمعارك بيروت التي خاضها في الخارج ومشاركته بانتصارات الجنوب، وحثت فيه معاني المقاومة من جديد.
ورأى بعينه ذلك المفاوض الذي تجاوزت تنازلاته كل معقول مقابل ثمن بخس، فنظر إلى المرآة ذات مساء فوجد فيها رجلا، وحدث نفسه قائلًا "أيباع الوطن وأنا حي؟!، فأقسم معاهدًا أن يكون حاميًا له.
امتشق البندقية سائرًا إلى إحدى الحواجز في بيت لحم التي استلذ فيها جنود الاحتلال إهانة أبناء شعبه، وأقسم أن ينتقم من ذاك الجندي الذي قتل شابا وهو ينتظر عروسه منذ الصباح على ذاك الحاجز، ثم ذهب وألقى بالأخيرة أرضًا وسط قهقهة زملائه الجنود.
ذلك المشهد لم يرق له، فأطلق النار بكثافة على الجندي، ليجعله عبرة لكل جنود الاحتلال، وهنا كانت البداية لمرحلة من المطاردة للبطل المغرور، وتبدأ مسيرة العمليات التي اعترف الاحتلال بمسئولية الشهيد أبو جندل عن مقتل خمسين من جنوده فيها.
ولم يغب عن ذاكرة الفلسطينيين من قبل صراخ أبي جندل الذي وقف يومًا على حاجز (إسرائيلي)، متوعدًا جنود الاحتلال بأن يطلق عليهم مئة رصاصة إن فكر أحدهم بإطلاق طلقة واحدة على أطفال المخيم.
وقد أثار ذاك المشهد اندهاش العدو حول ذلك الضابط الجديد الذي أعلن ثورته على منظومة الخنوع والقبول بما يمليه (الإسرائيلي)، وأظهر فلسطينيًا جديدًا غير ذلك الذي صنعته "إسرائيل" ليكون حاميًا لها وسندًا لحدودها.
القائد أبو جندل التقى مع قادة المقاومة في المخيم وفي مقدمتهم الشيخ جمال أبو الهيجا والشهيد القائد محمود حلوة ومحمود طوالبة، وتعاهد معهم على الاستمرار في المقاومة والدفاع عن جنين.
قاد الشهيد رفقة حلوة وطوالبة وقيس عدوان والقائد يوسف السركجي أشرس معركة عرفتها الضفة المحتلة إبان الاجتياح "الإسرائيلي" للضفة المحتلة.
والشهيد كان متقنًا لفن ضرب قذائف الأربي جي وصناعة العبوات الناسفة، إضافة إلى قدرته على التدريب والإعداد والتخطيط في توزيع المجموعات لحماية الثغرات في مخيم جنين.
المعركة استمرت إلى آخر لحظة، غير أن قلة العتاد ونفاد الرصاص من المقاومين، أضعف من قدرتهم على مواصلة التصدي للهجوم "الإسرائيلي".
وقد استمر أبو جندل لآخر لحظة مع عدد من المقاومين في المواجهة، حتى حاصره الاحتلال في إحدى المنازل داخل المخيم وقصف المنزل بطائرات الأباتشي، قبل أن تعدمه رميًا بالرصاص.
ولجأ الشهيد إلى مخيم جنين الذي شهد أعنف المعارك التي دارت بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية ، وقد استمرت المعركة قرابة 15 يومًاـ استشهد خلالها 55 مواطنا من المخيم، فيما أوقع أبطال المقاومة عشرات القتلى في صفوف الجيش (الإسرائيلي) الذي اعترف حينها بمقتل 23 جنديا.
قيس العدوان :
عرفت جنين ميلاد المميزين، وأتقنت صنع التحدي للمحتل، واحتضنت في مرج إبن عامر رفات الشهيد القائد الشامي عز الدين القسام، وفيها صمد المجاهدون عند الحصار المطبق دون أن يسلموا مخيم جنين للعدو، فقدموا الشهداء والأشلاء والدماء.
ففي مدينة جنين لعام 1977، ولد الشهيد قيس عدوان أبو جبل، المكنى بـ "أبي طارق" نسبة إلى طارق بن زياد فاتح الأندلس وشمال إفريقيا، لأسرة كريمة ترجع جذورها لقرية "سيريس" في مدينة جنين، عرفت الصبر على البلاء، وآمنت بالإسلام منهج حياة، مما أثر في نشأة المهندس قيس عدوان، وإلتزامه في صفوف الدعوة الإسلامية منذ نعومة أظفاره.
تلقى المهندس قيس عدوان تربيته الإسلامية في صفوف جماعة الإخوان المسلمين منذ المراحل الأولى من عمره، فكان من أحباب الله في المسجد الكبير في مدينة جنين.
أحب شهيدنا القرآن الكريم فاتخذه صديقاً وهادياً ومرشداً له في كل حين، فقد أتم حفظ أجزاء كثيرة منه وأتقن علم التجويد، وغدا يتلوا آي القران آناء الليل وأطراف النهار.
تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس جنين إلى أن تخرج من الثانوية العامة في الفرع العلمي بمعدل يؤهله لدخول كلية الهندسة عام 1995.
في جامعة الشهداء
في عام 1996 التحق شهيدنا البطل بجامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية ليكون طالبا في قسم الهندسة المعمارية.
وسرعان ما اندمج قيس في العمل الطلابي ليكون العضو الأبرز في الكتلة الإسلامية في كليته بشكل خاص، ثم قائداً طلابياً معروفاً بين أقرانهِ الطلبة بإنتمائهِالأصيل لحركة المقاومة الإسلامية حماس مما جعل المهندس قيس يدفع بعضا من عمره ضريبة للوطن داخل السجون الصهيونية.
وكسائر مناضلي الشعب الفلسطيني تعرض قيس عدوان للإعتقال السياسي على أيدي أجهزة أمن السلطة، في الحملة الشعواء ألتي قادتها حركة "فتح" ضد أبناء الحركة الإسلامية عام 1996 تنفيذا للأجندة الأمريكية الصهيونية القاضية بمحاربة الإرهاب.
إستمر اعتقال شهيدنا البطل ستة شهور في سجن "جنين" المركزي ثم أطلق سراحه ليعتقل لدى الإحتلال ستة أشهر جديدة ليضاف إلى سجله النضالي عاما من الأسر مشتركا بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
وبعد خروجه من السجن في العام 1998 أنتخب قيس عضواً في مجلس إتحاد الطلبة الذي كان أغلبيته من الكتلة الاسلامية .
وفي العام 2000 عند اندلاع إنتفاضة الأقصى المباركة أنتخب قيس عدوان رئيساً لمجلس إتحاد طلبة جامعة النجاح الوطنية، الذي أصبح فيما بعد ثلاثاً من أعضائه شهداء ومن تبقى تحول إلى مطارد للاحتلال الصهيوني وللسلطة الفلسطينية .
تعرض شهيدنا القائد في هذه الفترة لإعتقالات متفاوتة من قبل السلطة الفلسطينية على خلفية العمل الطلابي وخدمة طلبة جامعة النجاح الوطنية، خاصة بعد إخفاق حركة "الشبيبة" التابعة لفتح في الحصول على مقاعد تؤهلها لقيادة المجلس لأكثر من عشر سنين.
قيس والمطاردة
إتجه المهندس قيس عدوان منذ إنطلاقة إنتفاضة الأقصى المباركة إلى العمل العسكري، فانتسب إلى كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكانت باكورة أعماله الجهادية عملية "وادي عارة" والتي نفذها المجاهد زيد الكيلاني.
وكان لشهيدنا الدور البارز في قيادة كتائب القسام، وفي تطوير قدراتها العسكرية فعمل على تطوير الأحزمة الناسفة التي تستعملها كتائب القسام في تفجيراتها، فكانت عملية الإستشهادي عز الدين المصري المعروفة بعملية " سبارو" والتي قتل فيها أكثر من 19 صهيوني من تصميم يديه.
ومنذ تلك اللحظة تحول المهندس قيس عدوان إلى المطلوب رقم واحد لقوات الإحتلال، ليغادر بيته وبلده ويصبح مطاردا في جبال جنين ومخيمها الصامد، مرافقاً لسلاحه الشخصي الذي طالما كان بين شهيدنا وبينه عشق غريب فلم يغادر سلاح ال "إم 16" كتف شهيدنا حتى رحل إلى جوار ربه.
لم تمنعه المطاردة من إتمام نهج كتائب القسام فكانت عملية شاكر حبيشي من تدبير المهندس والتي قتل فيها أكثر من أربعة صهاينة، مما أثار الكيان الصهيوني وشدد من إجراءاته في مطاردة شهيدنا والايعاز الى سلطة اوسلو لجمع المعلومات عن أماكن تواجده.
ثم إنتقل قيس عدوان إلى محج الثائرين "مخيم جنين" حيث عمل على تطوير العبوات الناسفة، وبناء الخطط المحكمة للدفاع عن المخيم في حال تعرض للإجتياح.
لم يتوقف شهيدنا عند تطوير العبوات والأحزمة الناسفة ولكن وضع الخطط الكفيلة باقتحام المغتصبات الصهيونية، فكان إقتحام معسكر "تياسير" الصهيوني من قبل الإستشهاديان صالح كميل وأحمد عتيق التجربة النوعية الأولى من إخراج وتخطيط المهندس قيس عدوان.
وقد حلم شهيدنا بالفضاء، ونظر إلى غزة وتكنولوجيا الصواريخ القسامية التى تدك المغتصبات فالتقى بزميله في المقاومة الشهيد "سائد عواد" حيث وضعا الأسس لتطوير صواريخ القسام ونقل التجربة الصاروخية الى الضفة الغربية.
موعد في طوباس
ومع إشتداد الملاحقة الأمنية للشهيد قيس من قبل عملاء الإحتلال الصهيوني وبقايا أجهزة أمن " فتح" في الضفة الغربية أضطر شهيدنا إلى تغيير مكان أقامته، والإلتحاق بمجموعة قسامية من أجل الإعداد لعمليات تشترك فيها الخبرات. فانتقل المهندس إلى مدينة طوباس وانضم إلى إخوانه القساميين، ولكن سرعان ما إنكشفت الشقة التي أقاموا فيها.
وفي صبيحة يوم الجمعة الخامس من نيسان لعام 2002 حاصرت قوات ضخمة من الإحتلال الصهيوني، وشاركتها الدبابات وطائرات" الأباتشي" المنزل الذي اجتمعت فيها الخلية القسامية. طالب جيش الإحتلال الشهداء القسامين تسليم أنفسهم ولكن دون جدوى، وبدأت المعركة الضارية بإطلاق اعيرة نارية من داخل منزل المطاردين باتجاه الة الحرب الصهيوني. لم تجرؤ قوات الإحتلال على إقتحام المنزل، فأقدمت على قصفه واطلاق النار كزخات المطر المنصبة عليه مما أدى الى إستشهاد المجاهد قيس عدوان وإخوانه بعد ستة ساعات من معركة غير متكافئة قادها قيس بسلاحه الذي عشقه وأحبه "الام 16" في حين ملك العدو الطائرات والدبابات والأسلحة الفتاكه الثقيلة.
ارتقى قيس عدوان وزملاؤه الشهداء القادة إلى ربهم في يوم الجمعة، ليشهدوا على شعب فلسطين وآهاته، وليوقظ إستشهادهم الحياة في العديد من الناس حتى تكتمل المسيرة ولا تتوقف جذوة الجهاد والمقاومة.
قيس عدوان الذي نشأ شبلا في المسجد الكبير في مدينة جنين، وغدا قائدا للعمل الطلابي في جامعة النجاح الوطنية، واختار خاتمة الشهادة في كتائب القسام سيبقى بطلا في قلوب وعقول من عرفه ومن لم يعرفه، ومهما طال الزمن فلن يطويه النسيان.
الطوالبة :
ولد الشهيد القائد الشيخ محمود أحمد محمد طوالبة (أبو عبد الله) في أحضان مخيم جنين بتاريخ 19/3/1979م، لأسرة فلسطينية مجاهدة مكونة من 9 أفراد بالإضافة لوالديه، وكان ترتيبه الرابع في أسرته التي لجأت إلى مخيم جنين بعد نكبة عام 1948م، بعد أن دمر الاحتلال منازلهم وشردهم من قريتهم نورس القريبة من مدينة حيفا.
ومنذ صغره بدت عليه علامات التأثر بما تعرض له شعبنا من مآسي ونكبات, فتأثر بواقع معاناة اللجوء والحياة القاسية في مخيم جنين، فكبرت معه روح الانتماء للوطن والاستعداد للمقاومة وكراهية المحتل الغاصب الذي حرمه من حقه في العيش بأرضه, وعندما كان يتحدّث والده عن مجازر الاحتلال وإرهابه كان يتمنى أن يكبر بسرعة لينتقم ويثأر من الصهاينة.
تلقى شهيدنا القائد طوالبة تعليمــه الأســاسي والإعــدادي في مدرســة وكالــة الغــوث قبــل أن يترك الدراسة يتفــرغ للعمــل في مهنة البناء (القصارة) في الأراضي المحتلة عام 1948م، ليكون معيلاً لأسرته، ومن ثم عمل في أحــد المحــلات التجاريــة بمدينــة جنــين، وتزوج برفيقة حياتــه ورزق منها ببنت أسماها دعاء، وولد أسماه عبد الله، وعــاش حيــاة عاديــة مثــل أبنــاء المخيــم حتــى انــدلاع انتفاضــة الأقصى عــام 2000م.
تميز الشــهيد محمــود طوالبة بالشجاعة وقوة الشخصية والإيثار، وتميز بدماثة خلقه وابتسامته الدائمة، كان شاباً لطيفاً وخجولاً للغاية ومحبوباً من قبل الجميع، وعــرف عــنه هــدوؤه وســكينته، لكنــه فــارس شــجاع يرفــض الظلــم والإجحــاف، ويعمــل دوماً عــلى رد المظــالم، لكــن معايشــته لواقــع الاحتــلال والممارســات البشــعة بحــق أبنــاء شــعبه جعلــت منــه قائــداً ميدانياً شجاعاً يعمــل على الثــأر مــن الاحتــلال وجيشــه الباغــي.
كان الشهيد القائد طوالبة يحب عمل الخير ويتواصل مع الفقراء والمحتاجين ويتبرع براتبه الشخصي البسيط لإعالة العائلات الفقيرة في المخيم ولم يكن يقصده أحد ويعود خائباً، فقد تبرع بسرير ابنه لأحد الأطفال الأيتام وتبنى عدد من الأيتام وحرص على دفع راتب شهري لهم، وغيرها الكثير، وكان يهتم بأسر الشهداء والمعتقلين ويقدمهم على أي شيء آخر مما جعل الجميع يحبه ويحترمه.
كان حديث شهيدنا القائد محمود طوالبة الدائم عن فلسطين وحق العودة وحلمه الشهادة لذلك لم يتأخر في تحقيق حلمه، فانخرط في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في ريعان شبابه, وبدأ يقضي أوقاته في المسجد ودور العبادة وساحات المقاومة ودعوة الشباب للعودة إلى الدين والإسلام وحمل لواء الجهاد، وأصبح داعية إسلامي يركز على الشباب الذين لا يصلون ويزورهم في بيوتهم ويهديهم الأشرطة الدينية ويرشدهم للصلاة في المساجد .
وفور اندلاع انتفاضة الأقصى لم يكتفِ القائد طوالبة بالمشاركة في المواجهات والمسيرات بل شرع في تشكيل المجموعات السرية لحركة الجهاد الإسلامي والتي عملت على تطوير عمل المقاومة، والارتقاء بوتائر العمل الجهادي المقاوم عبر رفد انتفاضة الحجر بالسلاح وعمليات المقاومة التي سرعان ما طورها إلى عمليات استشهادية.
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م، كان للشهيد طوالبة دور مميز وكبير، فالتحق بصفوف سرايا القدس بعد أن تعرف على الشهيد القائد محمد بشارات أحد أبرز قادة السرايا وعمل معه وقاتل إلى جانبه، وشاركه في كثير من عمليات إطلاق النار على الطرق الالتفافية التي كانت تمر منها قوافل قطعان المغتصبين وجنود الاحتلال الصهيوني.
وبعد أن اشتد عوده وتمكن من استعمال السلاح وتصنيع المواد المتفجرة، عُين قائداً عسكرياً لسرايا القدس في مخيم جنين، وعمل من خلال موقعه على الإشراف والتنفيذ المباشر لسلسلة من العمليات الاستشهادية التي نفذتها سرايا القدس، كما احترف القائد محمود طوالبة مهنــة تصنيــع المتفجــرات والعبــوات الناســفة والأحزمــة الناســفة والقنابــل اليدوية.
أصبح القائد محمود طوالبة بعد عدد من العمليات الاستشهادية التي أدت لمقتل وإصابة عشرات الصهاينة أحد أخطر المطلوبين للعدو الصهيوني بالضفة الغربية المحتلة، وبنداً من بنود المحادثات الأمنية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الصهيونية التي مارست ضغوطاً حتى قامت السلطة باعتقاله في أواخر العام 2001م، مما أثار تظاهرات شعبية استمرت ثلاثة أيام أمام أحد المراكز الأمنية قرب جنين حيث كان معتقلاً، ونقل لاحقاً إلى سجن في نابلس حيث نجح في الفرار بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية السجن بهدف القضاء على المجاهدين بداخله.
تعرض الشهيد طوالبة لأربع محاولات اغتيال صهيونية باءت جميعها بالفشل، أما الأولى يوم اغتيال الشهيد معتصم الصباغ فنجا من الموت بأعجوبة، وأما الثانية فقد ارتقى فيها الشهيدان مجدي الطيب وعكرمة ستيتي من كتائب شهداء الأقصى، حيث استطاع أن ينزل من السيارة قبل إصابتها بصاروخ طائرة الأباتشي بلحظات، وأما الثالثة استطاع أن ينجو من تفجير المحل التجاري الذي كان يعمل فيه مع شقيقه بعد اكتشاف العبوة الناسفة في الوقت المناسب، أما الرابعة بعد قصف طائرات الاحتلال سجن نابلس الذي تواجد بداخله وتمكن من النجاة وعاد لمخيم جنين الذي استقبله بمسيرات حاشدة عبرت عن تقدير الجماهير الفلسطينية له واعتزازها الشديد به، وقد حظي باستقبال شعبي حاشد.
يصعب حصر عدد الاستشهاديين الذين قام بتجنيدهم وإرسالهم لتنفيذ عمليات استشهادية وأسندت مسؤوليتها إلى الشيخ القائد محمود طوالبة، إذ كان يفخخ من عشاق الشهادة من هم من جنين وغير جنين، حتى أصر شقيقه مراد أن يحظى بهذا الشرف، وبالفعل وفي يوم خطبة شقيقته جهز القائد محمود لشقيقه مراد حزاماً ناسفاً لتنفيذ عملية استشهادية داخل فلسطين المحتلة وأراد تفجير نفسه ورأى عدداً كبيراً من الأطفال الصغار في المكان، فأمسك عن تنفيذ العملية حرصاً منه على عدم قتل الأطفال فهذه هي أخلاق المجاهدين، وتمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله وأفرج عنه في وقت لاحق، إلا أن عزيمة وإرادة القائد محمود لم تضعف وكان يمضي حياته وأوقاته في تدريب المجاهدين وتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.
قبل بدء معركة مخيم جنين بدأ القائد محمود طوالبة وإخوانه المجاهدين يستعد لمواجهة المحتل وقام بتفخيخ بيته وجميع البيوت المجاورة، وكان يقضي الليل والنهار في تجهيز العبوات فقد كان مهندس العبوات الأول في مخيم جنين وعندما اندلعت المعركة كان في مقدمة المجاهدين الذين تنادوا لتوحيد فصائل المقاومة التي عملت معاً لمواجهة المحتل، فمحمود لم يكن قائداً يصدر التعليمات بل كان يقود المعارك ويصنع العبوات ويزرعها في كمائن للمحتلين, وعندما أصيب خلال المعركة رفض الاستسلام أو التراجع أو مغادرة ساحة المعركة، وكان يحمل حزامه الناسف الذي لم يكن يفارقه وسلاحه الذي لم يهدأ طوال المعركة.
في اليوم الثالث من معركة جنين تقدم الجنود باتجاه حي الشلبي في مخيم جنين فأبلغه الأهالي بتحرك المشاه بشكل واسع وسريع فنصب لهم كميناً قرب منزل الشلبي وباغتهم بهجوم سريع مما أدى إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال وإصابة آخرين.
وخاض الشهيد محمود طوالبة ومجموعته المجاهدة عدة اشتباكات عنيفة وقام بنصب العديد من الكمائن بكل بسالة وشجاعة، حيث خاض اشتباكاً مع جنود الاحتلال في حارة الدمج استمر عدة ساعات، ثم انسحب إلى حارة الحواشين واشتبك برفقة مجموعته المجاهدة مع جنود الاحتلال وتمكنوا من قتل جنديين صهيونيين وتم سحب جثث الجنود القتلى بأحد الأسلاك الطويلة ومصادرة أسلحتهم.
كان القضاء على القائد محمود طوالبة أحد أهداف الجيش الصهيوني في معركة جنين، لما كان يشغله من منصب مهم في حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، ولقيامه بتجنيد العديد من الاستشهاديين وإرسالهم لتفجير أنفسهم في داخل الأراضي المحتلة عام 1948م.
ويقول الأسير المحرر علاء الصمادي من مخيم جنين:" أول ما تلفظ به الكابتن جمال الصهيوني أثناء اعتقالي خلال معركة مخيم جنين وكان يلح في سؤال الشبان المعتقلين من جنين وأنا منهم عن محمود طوالبة قائلاً":هل منكم رأى جثة محمود ؟ هل منكم من يستطيع إرشادي إلى مكانها؟ "، ويؤكد لهم غير مرة أن القوات الصهيونية المحاصرة للمخيم ستنسحب فور تأكيدهم استشهاد محمود أو التوصل إلى مكان جثته!!.
بعد مقاومة عنيفة وضارية من المجاهدين استمرت لعدة أيام خلال معركة جنين البطولية، وفي يوم الاثنين الموافق 8-4-2002م، استطاع العدو الصهيوني تشخيص المكان الذي يتواجد فيه القائد محمود طوالبة وبرفقته مجموعة من المجاهدين (عبد الرحيم فرج وشادي اغبارية (نوباني) وأشرف أبو الهيجا)، عقب الكمين البطولي الذي نفذه هؤلاء المجاهدون الأبطال ضد جنود الاحتلال، وقُتل فيه عدد من جنود الاحتلال وأصيب آخرون، بعد هذه العملية البطولية النوعية والجريئة صب العدو جحيم ناره بصواريخ "الأباتشي" ومدافع الدبابات على المكان الذي تواجد فيه القائد محمود طوالبة مع عدد من المجاهدين، مما أسفر عن استشهاد القائد طوالبة مع العديد من إخوانه الأبطال ومنهم الشهداء (عبد الرحيم فرج وشادي اغبارية (نوباني) وأشرف أبو الهيجا)، وبعدهــا ورد الخبر لبقيــة المجموعــات بــأن المجموعــة المتواجــدة في بيــت أبــو جــواد القاســم استشــهدت.
معركة الدفاع عن مخيم جنين معركة ضارية دارت في مخيم جنين في فترة الانتفاضة الثانية منذ (1 أبريل 2002 15 أبريل 2002).
هذه بعض أسماء شهداء معركة مخيم جنين والعديد من الشهداء اللذين لم تذكر اسمائهم بسبب فقدانهم وعدم التعرف على جثثهم.
- نصر جرار : قاوم الاحتلال في معركة المخيم وهو مبتور القدمين وبيد واحدة مصابة,, وبقي صامداً في المنزل حتى نال الشهادة .
- محمود أحمد محمد طوالبة.
- محمد عمر حواشن.
- محمد يوسف القلق.
- ربيع جلامنة.
- أحمد حسين أبوالهيجا.
- طارق زياد درويش.
- بلال محمد الحاج.
- قيس عدوان.
- محمد كميل.
- ماجد ابو الرب.
- منير وشاحي.
- مصطفى الشلبي.
- محمد الحامد.
- طارق دراوشة.
- سامر جردات.
- غازي أبو عرة.
- زكي شلبي.
- ونجله وضاح.
- عبد الكريم السعدي.
- أبو العبد السعدي.
- أبو الزرعيني.
- أشرف محمود أبو الهيجا.
- ناصر أبو حطب.
- طه الزبيدي.
- يسري أبو فرج.
- الحاج أبو رجا صباغ.
- الحاجة أم مروان وشاحي.
- عميد عزمي الياموني.
- نايف قاسم.
- وائل أبو السباع.
- نضال النوباني.
- ماهر النوباني.
- جمال عيسى تركمان.
- عمار حمدان عثمان.
- كمال الصغير.
- فارس عناد الزبن.
- شادي رأفت النوباني.
- جمال محمود الفايد.
- محمود محمد.
- أحمد طوالبة.
- أبو جندل.
- رياض بدير.
- عبد الرحيم فرج.
- محمد طالب.
- نايف قاسم عبد الجابر.
- نضال سويطات.
- ولـــيد محمود.
- اشرف العدي.
- زياد العامر.
- معتصم الصباغ.
- عبدالهادي العمري.
الأسرى القادة:
1-الشيخ علي سليمان السعدي الصفوري
2. ثابت عزمي سليمان مرداوي
3. النائب خالد سعيد
4. النائب خالد سليمان
5. النائب حاتم جرار
6. النائب إبراهيم دحبورمحمد صبحي محمد أبو طبيخ
7-محمد جمال محمد عقل
8-نهار أحمد عبد الله السعدي
9-يوسف عطا ذياب حمدان
10- إسلام صالح محمد جرار
11-سامر عصام سالم المحروم
12-علي سليمان سعيد سعدي
13-جمال عبد السلام أبو الهيجاء
14-عبد الكريم راتب يونس عويس
15-حسان راتب يونس عويس
16-يوسف نمر محمد أبو قنديل
17-منتصر صالح محمد أبو غليون
18-علاء الدين توفيق محمد فريحات
19-سعيد حسام طوباسي
20-شادي إبراهيم قاسم عموري
21-سمير عبد الفتاح رضا طوباسي
22-علي عبد اللطيف مصطفى سايس
23-زكريا الزبيدي
24-مناضل يعقوب عبدالجبار نفيعات
25-يعقوب محمود أحمد قادري
26-أيهم فؤاد نايف كمامجي
27-محمود عبد الله علي عارضة
28-محمد قاسم أحمد عارضة
المصادر والتوثيق
- عوني فارس وحسن قدومي،اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة، الناشر : أكاديمية دراسات اللاجئين و مركز العودة الفلسطيني،الطبعة الأولى- لندن 2013م.
- أديب محمد زيادة،دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية،دار العودة للدراسات والنشر- بيروت - الطبعة الأولى 2010 كتاب مجلة العودة (2).
- الموسوعة الحرة ( تاريخ الزيارة 1/5/2016).
- الموقع الإلكتروني للأونروا،(تاريخ الزيارة 1/5/2016).
- موقع قبسطين في الذاكرة ( تاريخ الزيارة 1/5/2016)
- شهداء معركة جنين :(تاريخ الزيارة 1/5/2016).
- موقع الأونروا
- موقع سرايا القدس الأربعاء 08 أبريل 2020
- موقع أمامة نبض الضفة الغربية
تصدير المحتوى ك PDF