تجمع الرصيفة: الرصيفة.. فسيفساء الاردن وفلسطين
الدولة : الأردن
المدينة : الزرقاء
عمان – موسوعة المخيمات الفلسطينية
عام 1948 توجه الفلسطيني بعد النكبة الى مكان يشبه ارضهم بخيراتها وخضرتها، وكانت وجهة اللاجئ الى الاردن باحثا عن مكان يأويه ليكمل حياته في الزراعة وتربية المواشي بين طبيعة خضراء محاطة بينابيع، لتكون " الرصيفة " هي ملاذهم وطريقهم الى فلسطين.
الحدود
تمتد حدود الرصيفة من أمانة عمان غربا إلى حدود بلدية الزرقاء شرقا ومن شارع الأوتوستراد جنوبا إلى حدود بلدية الزرقاء شمالا، وتقع المدينة على مجموعة من التلال والهضاب والروابي المتوسطة الارتفاع ويخترقها وادي سيل الزرقاء بطول 8 كم. وتشكل مياه الأمطار نسبة كبيرة من مياهه إضافة إلى مياه الينابيع العذبة التي تنساب من وسطه حتى مصبه في سد الملك طلال وأشهرها نبع رأس العين حيث قامت سلطة المياه بإنشاء العديد من آبار المياه التي تغذي المدينة والعاصمة عمان بمياه الشرب.
ويقسم مجرى السيل مدينة الرصيفة إلى نصفين أحياء شمالية وجنوبية تتوسطها البساتين ذات الأشجار والفواكة والخضراوات والتي كان وجهة الزوار من كافة مدن المملكة قبل أكثر من 60 عاما نتيجة وجود استراحات جبلية التي كانت تتيح ممارسة العديد من النشاطات السياحية.
وحاليا من الصعب رؤية الجمال في أحياء مدينة الرصيفة الكبيرة بعدد سكانها والتي توسعت جغرافيا لا يؤسس انطباعا من أي صنف حول واقع سياحي، فالطرق صغيرة ومزدحمة وبلدية الرصيفة تبذل جهدا كبيرا في تجميل وتزويق ما يمكنها من مرافق المدينة وحدائقها.
الموقع والجغرافيا
جغرافية مدينة الرصيفة
تقع مدينة الرصيفة شرقي العاصمة الأردنية عمان على أكتاف سيل الزرقاء، وأصل كلمة الرصيفة من «الرصف» ومفرده "رْصفَة" وتعني "السد المبني للماء" أو "الصهريج" والصهريج هو حوض ماء كبير ويبدو ان هذه التسمية نتيجة وجود العديد من الينابيع التي كانت تتميز بها المدينة وبلغ عددها ما يقارب 14 ينبوع.
الواقع السكاني
الرصيفة الاعلى عالمياً بسكانها
وتعتبر مدينة الرصيفة من أكثر المدن اكتظاظا في العالم وليس في الأردن فقط، ويعود السبب الى ان نسبة السكان ما يقارب مليون نسمة قياسا إلى الرقعة الجغرافية أو مساحة المدينة التي تبلغ مساحتها 37كم2، ويشار للمدينة بأنها رابع أكبر مدينة أردنية من حيث عدد السكان.
وتعتبر الرصيفة موطنًا لعدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، فمدينة الرصيفة تعاملت سكانيا مع 3 هجرات سكانية وهي النكبة في عام 1948م وتهجير الفلسطينيين من بلادهم جراء الاحتلال الصهيوني، ونكسة عام 1967م ونزوح مئات الألوف من الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك عودة المغتربين من الخليج بعد حرب الخليج الثانية في عام 1990م وخاصة من دولة الكويت واستقرار الآلاف منهم في شمال المدينة حيث تكونت الأحياء الجديدة في شمال المدينة وهي (حي القادسية وحي الرشيد وحي جعفر الطيار)، واجتمع الاهل والاقارب من كل قرية من قرى فلسطين في منطقة معينة من مناطق المدينة .
التنوع السكاني في الرصيفة
وقديما كان يسكن الرصيفة الدروز والشركس وعشائر بني حسن، لتشكل اليوم نسيجا اجتماعيا منوعا بين من تبقى ن عائلات الدروز وبعض العائلات المسحية التي تسكن بالقرب من كنيسة تقع اول شارع صلاح الدين وهو كنيس قديم، اما بالنسبة للشركس انتقل الاكثرية منهم الى منطقة يادر وادي السير في مدينة عمان واحتفظوا بملكيتهم باراضي مدينة الرصيفة، وعشائر بني حسن احتفظت بمكانتها في المدينة الى جانب العديد من العائلات والعشائر الفسطينية التي تنوعت بالمدينة، فلا يمكن ان تذكر اسم مدينة او بلدة فلسطينية الا يكون بعض من اهلها من سكان الرصيفة كما هو الحال بالمدن الاردنية لذلك اطلق عليها اسم " فسيفساء الاردن وفلسطين".
الخلفية التاريخية والتأسيس
الرصيفة .. قديما
وقد اتخذ الرومان قديما من مدينة الرصيفة والتي كانت مأهولة بالسكان في ذلك الوقت محطة على الطريق الرومانية المسماة طريق تروجان والتي تصل ما بين البتراء وخليج العقبة ومدينة بصرى الشام.
وتقول منشورات دائرة الآثار الأردنية: أظهرت الدراسات والتنقيبات الأثرية في المدينة وجود عدة مواقع أثرية منها موقع خربة الرصيفة ورجم المخيزن وجريبا ومنطقة النقب وتل أبو صياح إضافة إلى مجموعة من الكهوف التي ترجع إلى العصور القديمة وهي نفسها على الأرجح الكهوف التي تم استهلاك بعضها في صناعة الفوسفات الذي ينظر له دوما باعتباره «بترول الأردن» لأنه يشكل الصناعة الإستراتيجية الأساسية في الاقتصاد الأردني.
الوضع الاجتماعي
الرصيفة.. مدن صغيرة داخل مدينة
وتنوعت العائلات الفلسطينية التي تسكن مدينة الرصيفة من شمال فلسطين الى جنوبها ومن شرقها الى غربها ومن العلائلات التي استطعنا الحصول على اسمائها هي عائلة العجمية وال خاطر والحلبي واهالي زكرية وفحماوي وعائلات من جبال القدس مثل العرتيف وجبل الخليل وحيفا ويافا وكل بلدة من بلدات فلسطين سكنت منطقة معينة من المدينة.
وتقسم مدينة الرصيفة الى خمس مناطق ادارية وهي (حطين، العامرية، الرشيد، القادسية، واليرموك )، وتضم كل منطقة العديد من الاحياء الفرعية، اما المناطق الجديدة في الرصيفة لم تقسم الى احياء كمناطق القديمة القريبة من جانبي السيل والسكة.
ويتمسك الفلسطيني بهويته وحقه بالعودة من خلال انتشار اسماء احياء تحمل مدن اسماء فلسطينية او عائلات واخرى تحمل اسماء شهداء ومنها من يحمل اسماء من مؤسسي المدينة مثل شارع عبد الرؤوف خاطر الذي كان رئيس دائرة الاحوال المدنية عند تأسيس مدينة الرصيفة.
وتضم مدينة الرصيفة مخيم ماركا (المعروف أيضًا بمخيم حطين)، الذي أُنشئ عام 1968 لإيواء اللاجئين الذين فرّوا من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب حزيران/يونيو 1967ويُعد هذا المخيم ثاني أكبر مخيم في الأردن، ويؤوي حاليًا أكثر من 40,000 لاجئ.
وتخدم الاونروا منطق الرصيفة من خلال وجود عيادات طبية ومدارس للذكور والاناث، اضافة الى وجود ما يقارب 100 جمعية خيرية و3 هيئات ثقافية ما بين المخيم والمدينة اضافة الى ناديين رياضيين نادي اتحاد الرصيفة الذي يهتم بالاعمار الصغيرة ونادي شباب الرصيفة الذي وصل الى مستويات متقدمة واخرج العديد من اللاعبين الدوليين منهم الاخوين جهاد وهشام عبد المنعم .
الازدحام السكاني في الرصيفة
وتوضح منصة إلكترونية متخصصة بالمدن الأردنية قضية «الازدحام السكاني» الشديد في الرصيفة حيث اكتشف معدن الفوسفات في عمق جبال المدينة عام 1934 وتقرر تأسيس شركة مناجم الفوسفات الأردنية وكذلك إقامة العديد من الشركات والمصانع الكبرى مثل شركة الإنتاج الأردنية ومصنع الأجواخ وذلك في منتصف القرن الماضي، الأمر الذي أدى إلى ضرورة توفير المزيد من الأيدي العاملة والفنيين المهرة والخبراء المختصين واستقطابهم للعمل في تلك المصانع والشركات مما ساعد على تكوين بيئة مناسبة للسكن مع أسرهم وذويهم والإقامة في تجمعات سكانية بسيطة قريبة من أماكن العمل.
لكن الإطار الصناعي ليس وحيدا في التسبب بالازدحام السكاني، ومن العوامل التي ساعدت على نمو المدينة إقامة العديد من المشاريع الإسكانية الكبيرة من قبل مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري في شمال وجنوب المدينة (إسكان الأمير طلال بن محمد، وإسكانات التطوير الأول والثاني والثالث والرابع، إسكان الأمير هاشم بن الحسين والنقب والمعلمين) والتي استوعبت عشرات الألوف من سكان المدن والتجمعات القريبة كل ذلك لقربها من العاصمة عمان ومدينة الزرقاء التي لا تبعد عنها سوى أربعة كيلومترات وسهولة المواصلات من وإلى أماكن الأعمال.
تصدير المحتوى ك PDF