تجمع وادي الحدادة

تجمع وادي الحدادة

الدولة : الأردن
المدينة : عمان

 

" وادي الحدادة ".. تجمعا فلسطينيا في العاصمة الاردنية عمان

جمانة جمال

 

عمان - موسوعة المخيمات الفلسطينية

 

يقع وادي الحدادة في وسط العاصمة الأردنية عمّان، ويُعد أحد الأحياء القديمة والشعبية القريبة من مركز المدينة، يتميز بموقعه الجغرافي المنخفض نسبيًا بين مجموعة من التلال والأحياء البارزة في عمّان الشرقية منها (جبل النزهة وجبل التاج وجبل القلعة وشارع الأردن) ويقع شمال شرق المدرج الروماني ووسط البلد، مما أكسبه أهمية تاريخية واجتماعية مميزة.

سبب التسمية

وسمي وادي الحدادة، بهذا الاسم نسبة إلى عشائر الحديد التي سكنت هذه المنطقة قديما، وقبل ذلك كان يسمى الوادي بستان أو وادي الرواق بسبب جمال منظره بمزروعاته وأشجاره الكثيرة.

وفي رواية أخرى سمي "وادي الحدادة"  لكثرة الورش الحرفية المتخصصة في الحدادة، النجارة، الخراطة وغيرها، التي عمل فيها العديد من اللاجئين الفلسطينيين منذ منتصف القرن العشرين.


التركيبة السكانية والتاريخية

ويُعد وادي الحدادة من المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية؛ حيث يبلغ عدد سكانه ما يقارب 30 ألف نسمة، ورغم صغر حجمه الجغرافي نسبيًا، إلا أنه يضم عددًا من الشوارع والمناطق الفرعية التي يمكن اعتبارها "أحياء سكنية داخلية".

وشهد وادي الحدادة تواجدًا فلسطينييًّا ملحوظًا نتيجة اللجوء الفلسطيني عام 1948، والنزوح عام 1967 لعدة أسباب منها: وجود أقارب لهم في المنطقة وقرب الوادي من المركز التجاري (وسط البلد) الأمر الذي سهل على سكان المنطقة الوصول إلى أماكن عملهم.

وعاش اللاجئون في أول حياتهم في وادي الحدادة في خشابيات ومغارات، والخشابيات هي بيوت من ألواح الزينكو،  وبقيت الحال من ستينيات القرن العشرين حتى بداية السبيعنيات.


تجمعٌ للفلسطينيين وليس مخيما

ولا يُعد وادي الحدادة مخيمًا رسميًا تابعًا لوكالة الغوث (الأونروا)، بل تجمعًا عفويًا سكن فيه العديد من اللاجئين الفلسطينيين، خاصة من طبقة الفقراء والعاملين في المهن اليدوية، ويجاور وادي الحدادة مخيمان: مخيم القصور ومخيم الحسين. ويُعد مخيم الحسين مكان للتسوق لوجود محلات تجارية وأسواق تفتقدها منطقة وادي الحدادة.

وأكثر العائلات التي سكنت المنطقة من مدن فلسطينية عديدة من الرملة واللد وبافا وحيفا وغزة ويكثر تواجدهم  في نهاية منطقة وادي الحدادة بالقرب من مخيم الحسين.

كما يتواجد بشكل ملحوظ في منطقة وادي الحدادة عائلات من مدينة الخليل الفلسطينية مثل: نوبا، خلاص، بيتولا، تفوح، الصريف.

وشكل فيها التواجد الفلسطيني إلى جانب العشائر الأردنية المختلفة مزيج سكاني مختلطا. بعض العائلات كانت مركبة (أي من جذور فلسطينية لكنها تزاوجت أو اختلطت اجتماعيًا مع عائلات أردنية أو شركسية في الحي).

 

القصور الاقرب لـ " وادي الحدادة "

ويرى العديد من سكان المنطقة قديما انه لا يمكن الفصل بين منطقة وادي الحدادة وجبل القصور الذي يُعد أفضل بوصفه مركزًا تجاريًّا ذا كثافة سكانية مرتفعة، لعدة أسباب منها: أن جزءًا من وادي الحدادة يتبع منطقة بسمان من جهة القصور، وجزء آخر يتبع منطقة المدينة من جهة مخيم الحسين، وفي هذا الجزء يقل عدد السكان من اللاجئين الفلسطينيين مقارنة بجزء وادي الحدادة التابع للقصور. والشاهد أن نسبة الوجود الفلسطيني من اللاجئين عام 1948 أعلى من نسبة النازحين بالقرب من مخيم الحسين، بينما تزيد نسبة الفلسطينيين النازحين عن اللاجئين بالقرب من جبل القصور.

وشهدت منطقة الحدادة العديد من حالات النزوح من غير الفلسطينيين أدى إلى زيادة الكثافة السكانية في المنطقة، منها النزوح السوري ونسبة عالية من الوافدين المصريين، نظرًا لانخفاض تكاليف المعيشة والإيجارات فيه وقربها من مركز المدينة عمان.


البناء في وادي الحدادة

توصف الأبنية في الحدادة بأنها قديمة تفتقر إلى التهوية الجيدة، معظمها يتكون من طابق أو طابقين، مبنية بأسلوب عشوائي نتيجة غياب التنظيم، وبعض البيوت أُعيد ترميمها بدعم ذاتي أو من جمعيات خيرية.

ونسبة الترخيص للأبنية ضئيل ومخالف خصوصا الواقعة في سفح جبل القصور التابع لمنطقة وادي الحدادة، والتي تفتد إلى بنى تحتية سليمة أو طرقات واسعة لوصول أي من السيارات أو الخدمات، أي إن المنطقة تعاني من سوء تنظيم وغياب للترخيص.

كما تفتقر المنطقة إلى وجود خدمات الأونروا، مما يضطر السكان للتوجه إلى منطقة القصور لتقلي الخدمات التعليمية والصحية فيها، وتعاني من العديد من المشاكل منها البطالة والفقر.

وعلى الرغم من الظروق المعيشية التي يعاني منها سكان المنطقة إلا إن اللاجئين الفلسطينيين يتمسكون بحق العودة عن طريق تسمية محلاتهم التجارية بأسماء مدن وقرى فلسطينية منها "محلات القدس".

 

"وادي الحدادة ".. قديما

قديما كان يمر في المنطقة سيل صرف صحي ومياه الأمطار مسببا مكرهة صحية في المنطقة حتى تم سقف المنطقة وأصبحت تعرف بشارع الأردن. ومن المشاكل التي تواجه سكان المنطقة عدم تصنيف شارع الأردن الذي يمر بمنطقة وادي الحدادة ومخيم الحسين شارع تجاريًّا ممّا سبب صعوبة للاستثمار في المنطقة، وتعد المنطقة سكنية يستطيع من يسكنها أن يقوم بفتح محل واحد خدماتي. الأمر الذي يؤرق العديد من المحلات التي تتواجد على الشارع دون ترخيص وتعتبر مخالفة مهدّدة أصحابها بإخلاء محلاتهم في أي وقت وإزالتها، بالرغم من أن المكان كما وصف من سكان المنطقة يصلح أن يكون تجاريًّا.

 

ومن أبرز الأحياء والمناطق السكنية داخل وادي الحدادة

  • حي الزهور: وهو من الأحياء القريبة ضمن الامتداد الجغرافي لوادي الحدادة، يتميز بكثافة سكانية عالية وبيوت قديمة.
  • حي الصناع أو الحرفيين: وهي منطقة اشتهرت قديمًا بالورش الحرفية (الحدادة، الألمنيوم، الميكانيك)، تقع قرب شارع الأردن وحدود وادي الحدادة السفلية، وما زالت بعض ورش الحرف موجودة، ويجاورها مساكن متواضعة.
  • المنطقة القريبة من شارع الأردن (سفح الجبل)، هذه المنطقة تقع بين وادي الحدادة وامتدادات جبل النزهة، سكنية إلى حد ما، لكن فيها كثافة مرورية وتأثر كبير من ضجيج الشارع.
  • مناطق الأكشاك على الأدراج المدعوّة بـ"الطّباب": مجزأة على جوانب الأدراج، حيث تسكن العائلات على درجات مسطّحة بينها والسلالم بدل الشوارع؛ تشكل هذه المناطق النسيج الشعبي الأبرز في وادي الحدادة 
  • الدرج رقم 3 وغيره من نماذج الأدراج: سُميت بعض المناطق بحسب أدراجها، مثل الدرجة الثالثة التي طالبت الأهالي بإعادة ترميمها لتحسين البيئة المعيشيّة.
  • الحارات الشعبية المواجهة لسيل عمان )جوار وادي الحدادة(
     
    تُشبّه بتجمعات بديلة للشارع تعمل كساحة عامة، بعيداً عن السمعية التقليديّة، وتشتهر بالتماسك الاجتماعي والبيوت.

 

أبرز العائلات الفلسطينية التي سكنت وادي الحدادة

تشير شهادات سكان الحي إلى وجود عدد من العائلات الفلسطينية التي استقرت في وادي الحدادة منذ منتصف القرن العشرين، منها:

الجيوسي (من طولكرم)، المصري (من نابلس وغزة)، الحجازي (من يافا أو اللد)، أبو الرب (من جنين)، السوافطة (من طوباس)، دويكات (من بيت دجن)، النتشة (من الخليل)، الخطيب (من القدس أو رام الله)، الحلاق (من غزة).



تصدير المحتوى ك PDF

صور عن تجمع وادي الحدادة


مقاطع فيديو


إضافة محتوى