الوضع الصحي - مخيم العائدين /مخيم حمص


تعدّ الصحة البيئية السيئة في مخيم العائدين بحمص هما رئيسيا، حيث أنها تؤثر على نوعية الحياة، وتشكل مخاطر صحية للاجئين، كما أن نظام الصرف الصحي بحاجة للتوسعة، لكي يتلاءم مع عدد السكان المتزايد، ويعتمد البرنامج الصحي للأونروا في المخيم على:

 أولا: مستوصف الأونروا:

تأسس عام 1952، وكان مكوّنًا من: غرفة المخبر والتحاليل، وغرفة طبيب، وغرفة إسعاف، وغرفة صيدلية، وقابلة للتوليد، وكان يقدّم الحد الأدنى من العون الصحي والوقائي والإسعافي. أما في حالات العمل الجراحي، فكان لا بدّ من اللجوء إلى المستشفى التابع للحكومة السورية، ويعامل الفلسطيني معاملة المواطن السوري تماما، وكان هذا المستوصف يقدم اللقاحات للأطفال وحديثي الولادة، للوقاية من الأمراض السارية والمعدية، والذي تستخدمه في تقديم خدماتها الصحية، بحيث تساعد اللاجئين في كافة مراحلهم العمرية، البدء من مرحلة ما قبل الحمل وحتى مرحلة الشيخوخة، وتركز الأونروا على كل الخدمات الوقائية والعلاجية، والتي تشتمل على:                                                                                

رعاية ما قبل الحمل:

تحسين صحة المرأة، وعلى نتائج الحمل، فيتلقى الزوجان المشورة عن قيامهما بتخطيط الحمل، ويتم فحصهما باستخدام الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة، من أجل تجنب الأحمال المتكررة والمبكرة أو المتأخرة، ومع زيادة دور تنظيم الأسرة، فإن معدلات الخصوبة بين اللاجئين قد تقلصت بشكل مطّرد خلال السنوات العشرة الأخيرة، من 4.7 طفل وصولا إلى 3.2 طفل.

 الرعاية حول الولادة:

ازدادت تغطية الأونروا لخدمات صحة الأمومة والطفل، بشكل كبير منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي، وتقوم كل امرأة حامل بالحصول على معدل 4.7 زيارات، خلال فترة حملها وتشمل تلك الزيارات الحصول على مطاعيم التيتانوس، والكشف عن السكري، وارتفاع ضغط الحمل.

ويقوم مستوصف الأونروا أيضا بتوفير حصص غذائية جافة للنساء الحوامل المرضعات، واعتبارا من الشهر الثالث من الحمل ولغاية ستة أشهر بعد الولادة، كما كان يقوم المستوصف بتقديم إعانات نقدية من أجل الولادة في المستشفيات، للنساء الحوامل اللواتي في حالة خطرة.

وفي عام 2008 قامت 95.7% من كافة النساء اللواتي ساعدتهن الأونروا بولادة أطفالهن في المستشفى، وتم متابعة الأم والطفل بعد الولادة، سواء في المنشآت الصحية التابعة للأونروا، أو في الزيارات المنزلية.

 متابعة ما بعد الولادة:

  • رعاية الأطفال الرضع والاستشارات المرضية الخارجية.
  • تنظيم الأسرة ورعاية الحوامل.
  • صحة الفم والأسنان.
  • توفير الخدمات الوقائية الثانوية.
  • توفير خدمات التعامل مع مرضى السكري وضغط الدم للاجئين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما.
  • السيطرة على الأمراض السارية، عبر تغطية واسعة للمفاهيم والكشف المبكر، وضبط انتشار الأوبئة.

 رعاية الأمومة الآمنة:

يعمل مستوصف الأونروا لرعاية ما قبل الولادة،على متابعة ما يزيد على 80% من الإجمالي في مجتمع اللاجئين، وتبدأ معظم تلك النساء فحوصاتهن خلال الثلث الأول من الحمل، الأمر الذي يمكن الأطباء من التعرف على المضاعفات، وعلى عوامل الخطر في مرحلة مبكرة، ومن بين النساء الحوامل اللواتي يتلقين رعاية المستوصف، فإن 99% منهن محميات من أمراض الحصبة الألمانية والتيتانوس، ولم يتم التبليغ عن أية حالة خلال العقد الماضي.

 رعاية صحة الرضع والأطفال والمراهقين:

تبدأ الوقاية بالتعليم والإرشاد الطبيين للأمهات حول الرضاعة المناسبة والرعاية بالطفل، كما يتلقى الرضع والأطفال دون سن الثالثة الرعاية في المستوصف التابع للأونروا، ويشمل ذلك:

  • الفحص الطبي الشامل.                                         
  • مراقبة النمو.
  • التطعيم (اللقاحات).
  • الكشف المبكر عن الإعاقات.       

    ويتم في العيادة نفسها معالجة الأطفال المرضى، من قبل الأطباء العامين وأطباء الأطفال، وعندما يتم تسجيل الطفل في مدارس الوكالة، يتم إجراء فحص شامل ويشمل اللقاحات والكشف المبكر عن الإعاقة، ويتم إعطاء اهتمام خاص للأمراض والإعاقات، التي يمكن أن تؤثر على تعلم الأطفال مثل الإعاقة السمعية والإعاقة البصرية، كما أن صحة الفم والأسنان، وتوفير مكملات الفيتامينات لمرة واحدة كل شهرين إن أمكن، والتربية الصحية تعد من الأمور ذات الأولوية، بالإضافة إلى خدمات وقائية وعلاجية متخصصة؛ كالكشف عن السرطان، وبرامج الصحة العقلية والعلاج الطبيعي.                                                      

 رعاية في مرحلة الشيخوخة:

يقدم هذا المستوصف المساعدة للاجئين الكبار بالسن، وذلك من خلال مجموعة من الخدمات المستهدفة كالكشف عن السكري ومتابعته، وعلاج ارتفاع ضغط الدم والمضاعفات المرتبطة به، ولأن كبار السن بحاجة إلى مراقبة مستمرة، ويمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابات بالأمراض؛ فإن أولئك المرضى يقومون بزيارة العيادات الطبية بشكل أكثر من السكان العاديين، وذلك بمعدل ثماني مرات في العام الواحد.

 رعاية صحة التلاميذ:

يقوم المسؤولون عن الصحة في المخيم بزيارة مدارس الأونروا لفحص التلاميذ الجدد، وتنظم حملات التلقيح القوية بالتعاون مع السلطات المضيفة.

 العمل الجراحي:

في حالات العمل الجراحي كان لا بدّ من اللجوء إلى مشافي الدولة المضيفة، أو إلى المشافي المتعاقدة معها الأونروا إن أمكن، وضمن أنواع محددة من العمل الجراحي المتفق عليه، وهنا تقدم الأونروا معونة لتغطية جزء من تكاليف العمل الجراحي، ولوحظ  أن الأونروا عملت على تقليص نسبة مشاركتها في تكلفة العلاج من 40% إلى 12% وكذلك خفض عدد الإحالات، وعدم تغطية بعض الحالات.

 الصرف الصحي:

بعد توسعة المخيم عام 1973 بسبب الضغط السكاني؛ أصبح على شكل مخيم قديم بناؤه متداخل وشوارعه ضيقة، ومخيم آخر جديد منظم وشوارعه عريضة، ونشير هنا أنه عام 2009م تم استبدال الشبكة الجديدة للصرف الصحي والتي عمرها حوالي ثلاثون عاما، أما الشبكة القديمة والتي عمرها يقارب الستين عاما، بقيت على حالها وهي دائمة الأعطال، سيئة التصريف، ولا تتناسب مع تزايد السكان.

 مياه الشرب:

 تم استبدال الشبكة القديمة التي دخلت المخيم عام 1969م بشبكة جديدة لكل المخيم عام 1998م، مع العلم أن جميع منازل المخيم مزودة بعدادات مياه وعدادات كهرباء لضرورة الجباية المالية.

 النظافة العامة:

 تتولى الأونروا موضوع النظافة، ويعمل عمالها في المخيم على نظام دوام واحد من الصباح حتى الظهر، بينما يظهر العجز الواضح في فترة ما بعد الظهر؛ فتتراكم أكياس القمامة بعد الانتهاء من الدوام وحتى صباح اليوم التالي، ونظرًا لكون مساحة البيوت صغيرة فإن أصحابها لا يمكنهم الاحتفاظ بالقمامة داخلها، فضلًا عن أن لعب أطفال المخيم يتم في الشوارع؛ كل هذه الظروف تستدعي دوامًا مسائيًا ولو كان ذلك بنصف عدد عمال النظافة، ومن الجدير بالذكر أن عدد العمال لا يتناسب مع عدد السكان المتزايد بشكل مطّرد، ويظهر نقص العمال في مواسم الأعياد والعطل الرسمية.

 ثانيا: مستوصف الهلال:

تم افتتاح مستوصف الهلال التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 1971، وكان عبارة عن غرفة إسعافية، وغرفة طبيب.

أما النقلة النوعية في الوضع الصحي فكانت عام 1982، بافتتاح مستشفى وسط المخيم تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مع إلغاء مستوصف الهلال، وسمي باسم مشفى بيسان نسبة إلى مدينة بيسان الفلسطينية، ويساهم في تقديم الخدمات الطبية عبر أقسامه المتعددة وهي: قسم الإسعافات، قسم القلبية والإنعاش، قسم التوليد، قسم العمليات، قسم العيادات الخارجية، ويضم كذلك العيادات التالية: أشعة، عينية، أسنان، مختبر، أنف وحنجرة، صدرية، جلدية، مجارٍ بولية وتناسلية.

وفي النصف الأول من عام 2009 سجلت الإحصائيات التي قامت بها الجمعية 8225 حالة مراجعة للمستشفى بكافة أنواع العلاجات أو الاستشارات أو الإسعافات، وجاءت على النحو التالي:

  • عيادة داخلية وعصبية: 321 حالة.
  • عيادة النسائية: 872 حالة.
  •  عيادة الأطفال: 385 حالة.
  •  عيادة تخطيط القلب: 625 حالة.
  •  عيادة المسالك البولية: 224 حالة.
  •  عيادة العينية: 770 حالة.
  •  عيادة الجلدية: 240 حالة.
  •  عيادة العظمية: 1000 حالة.
  •  عيادة الأنف والأذن والحنجرة: 1343 حالة.
  • عيادة الداخلية: 850 حالة.
  • عيادة الجراحة العامة: 176 حالة.
  •  عيادة الصحة العامة: 1428 حالة.

لكن هذا المستشفى يعتمد على أجور للعلاج، تعدّ رمزية قياسًا بغيره من المستشفيات، ويقدم الخدمات الطبية والإسعافية لأبناء مخيم العائدين بحمص، ولجميع سكان المنطقة المجاورة على مدار (24) ساعة.

 ثالثا: العيادات الخاصة والصيدليات: 

يوجد في المخيم ثلاث عيادات فقط تقدم الخدمات الصحية وبأجور مقبولة نسبيا وهي على الشكل التالي:

  • عيادة نسائية وأطفال.
  • عيادتا طب الأسنان.
  • ست صيدليات.

 الطواقم الطبية الفلسطينية:

تتوزع العناصر الطبية الفلسطينية للعمل في داخل المخيم وخارجه، وتشير الدراسة الميدانية إلى وجود الأعداد التالية:

  • الطب البشري 33.
  •   طب الأسنان 10.
  •    الصيدلة 17.
  •    الطب البيطري 3.
  •    فني علاج فيزيائي 6.
  •    فني أسنان 3.
  •    فني صيدلة 9.
  •    فني أشعة 3.
  •    فني تخدير 7.
  •   فني مخبر 13.
  •   تمريض (أكثر من 50).

 الأمراض المنتشرة:

لا تشير الدراسة الميدانية إلى وجود أمراض خطيرة ومعدية بين سكان المخيم، ولكن نستطيع القول بأن مراجعة العيادات العظمية التخصصية، بلغ الأكثر خلال النصف الأول من عام 2009، تم تشخيصها على أنها: ترقق عظام، أو التهابات في المفاصل، أو إصابات عظمية، مع الإشارة في الدراسة إلى وجود الأمراض الدائمة التالية:

1- أمراض نفسية (فصام، جنون): 33 حالة.

2- إعاقة حركية: 12 حالة.

3- متلازمة داون: 8 حالات.

 المخدرات والكحول والتدخين:

لا توجد إحصائيات رسمية عن نسبة الذين يتعاطون المخدرات من أبناء المخيم، إلا أن تفشي هذه الظاهرة ملحوظ، فهناك إشارات تدل على وجود العشرات من المتعاطين، وأحيانا يستدل عليها عبر الملاحقات القانونية من قسم المخدرات لهم، علما بأن المخيم شبه مغلق، أيضا الحال ذاته بالنسبة إلى متعاطي الكحول، فيوجد عدد قليل من المدمنين، والعشرات ممن يتعاطونه في أوقات مختلفة.

أما بالنسبة للتدخين والنرجيلة (الأركيلة) فتشير الدراسة الميدانية إلى نسب عالية منتشرة في المخيم بين الرجال والنساء، وتكثر المحلات المخصصة لبيع التبغ، وأخرى للنرجيلة ولوازمها في المخيم.                                             

 التوعية الصحية: 

هناك عجز واضح في مجال التوعية الصحية الجماعية قياسًا بعدد سكان المخيم ووجود المخيم في جو ملوث أصلا؛ فهو يتموضع شرق مصفاة حمص ومعمل السماد الآزوتي، فقد سجلت الدراسة إقامة محاضرات صحية أثناء الأعوام الثلاثة المنصرمة وكانت على النحو التالي:


المحاضرة

الجهة المنفذة

التدخين

الأونروا

التدخين

حركة حماس

العادة السرية

تجمع العودة الفلسطيني واجب

الطعام والعادات الخاطئة في رمضان                      

لجان المرأة الشعبية               

صحتك وسلامتك

لجان المرأة الشعبية

الإرضاع الطبيعي

لجنة التنمية الاجتماعية

فقر الدم المنجلي                                  

لجنة التنمية الاجتماعية

أهمية دورات التمريض والدفاع المدني                

لجنة التنمية الاجتماعية

الصحة العامة وطرق الحفاظ على الدواء والاستخدام السليم له     

لجنة التنمية الاجتماعية


           مركز الإعاقة والاحتياجات الخاصة[1]:                                                                                                                                                                

هو عبارة عن غرفتين تمت توسعتهما ضمن مساحة مستوصف الأونروا عام 1995، لتلبي الاحتياجات للعلاج الفيزيائي والتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيلهم للاعتماد على أنفسهم، ومن هذه الحالات: الإعاقة الحركية، الإعاقة السمعية، الإعاقة بالنطق، النطق المتأخر، التخلف الفكري، ويعتمد هذا المركز على الأجور الرمزية التي يتقاضاها المعالجون تطوعا منهم؛ إذ يتقاضون نسبة معينة من الأجر، والوحيد في المركز الذي يتقاضى راتبا من الأونروا هو المشرف على المركز.

 

[1] ماجد محمد دياب، http://konmstaad.ibda3.org/t74-topic