المؤسسات والجمعيات - مخيم اليرموك
اللوثري:
كثير من القراء لا يعرفون اللوثري ولا يعرفون أساسه، اللوثري منظمة تبشيرية عالمية نسبة للمصلح الديني البروتستانتي مارتن لوثر: كان نصيبنا في المخيم قبل الستينات مركزاً منها يقع قرب جامع عبد القادر الحسيني ويشغل الآن مدرسة عبد القادر الحسيني إذ كان يعالج اللاجئين بأسعار مخفضة أظن نصف ليرة سورية إلا أنه أغلق قبل ثلاثين عاماً.
النادي العربي الفلسطيني:
لم أتذكر متى تم بناؤه بالضبط ولكنني أذكر أنني صرت أتردد عليه منذ بداية ستينات القرن الماضي في مكانه الذي ما زال على شارع فلسطين بين الهاتف وسوق الخضار وقد كان هذا النادي ذا مساحة واسعة يقدم خدمات كثيرة لمرتاديه من ألعاب رياضية وفكرية وبرامج ثقافية وأذكر أن الأونروا كانت تعرض به أفلام سينمائية ترفيهية على شاشته المقامة في الهواء الطلق ومن الألعاب الرياضية التي قدمها النادي كرة القدم والطائرة واليد والمصارعة والملاكمة والجودو الكاراتية وغيرها وأما آخر رئيس له فهو الأستاذ المرحوم عماد سبع عبد الحفيظ الذي ذهب غيلة قبل ستة شهور.
سينما الكرمل والنجوم:
أنشأت سينما الكرمل في بداية الستينات في شارع فلسطين في المكان الذي يشغل حاليا صالة ليالينا وقدمت هذه السينما طيلة عشرين عاماً عدداً من الأفلام العربية والأجنبية وأما سينما النجوم فتأسست في منتصف الستينات في موقف الساحة وتم نقل المخفر فوقها وظلت تعمل حتى سقوط المخيم وأذكر وأنا طالب في الصف الرابع والخامس كانت المدرسة تنظم عروضا خاصة لطلابها لمشاهدة بعض الأفلام التاريخية ومن العروض التي حضرناها فيلم صلاح الدين الأيوبي وفيلم عنترة بن شداد وفيلم عن سيرة الرسول عليه السلام وغيرها، ولما كبرت وصرت في المرحلة الإعداية فكنت أكثر من ارتيادها لمشاهدة الأفلام والتي أذكر منها «الفلسطيني الثائر» لغسان مطر وجل أفلام دريد لحام ولم أنسَ فيلم «سلامة» لأم كلثوم ويحيى شاهين ولا سيما مشاهد الحج التي كانت تقدم قبل عرض الفيلم كما كان يقام فيها احتفالات فصائلية وثقافية في مناسبات متباعدة وأذكر جيداً حفل الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري والحفاوة التي لقيها بين أبناء المخيم.
المركز الثقافي العربي:
وهو مركز كبير وعظيم يقع نهاية شارع فلسطين قبل المدينة الرياضية ويتبع لوزارة الثقافة وقد تم افتتاحه بعد عام الألفين وقدم خدمات كثيرة لمرتاديه من محاضرات وأمسيات وندوات ومعارض كتاب ودورات تربوية وثقافية وغيرها وآخر ندوة حضرتها للشيخ محمد راتب النابلسي قبل خروجنا من المخيم بعام وقبلها حضرت حفلاً فنياً لعبد الفتاح عوينات وفوجئت من شعبيته الكبيرة وآخر مدير لهذا المركز كان الأستاذ فريد عبد الرحيم ومن الجدير ذكره أن مخيم اليرموك كان يعج بالمراكز الثقافية إلا أن جلها كان عبارة عن بيوت صغيرة ويتبع للتنظيمات ومما تسعفني الذاكرة بذكره الآن مركز ماجد أبو شرار لفتح في شارع فلسطين ومركز غسان كنفاني للشعبية خلف شارع المدارس والمركز الثقافي للديمقراطية قرب جامع صلاح الدين، كما خصصت القيادة العامة جزءاً من مبنى الخالصة للندوات والمحاضرات، ونادي جنين لحماس، ومركز الشهيدة حلوة زيدان لجيش التحرير الفلسطيني أول المخيم، كما أنه وجد بالمخيم عدة دور نشر اهتمت بنشر الكتاب الفلسطيني أهمها دار الشجرة على شارع اليرموك للمرحوم غسان الشهابي الذي استشهد قبل عام قرب ساحة الريجة ونظرا لأهمية المشهد الثقافي في المخيم فسأخصص حلقة عنه فيما بعد.
المدينة الرياضية:
وهي مركز رياضي كبير كان يشغل قديماً معسكراً لأشبال فتح وهو المكان الوحيد لملعب كرة قدم نظامي في المخيم قدم خدمات عظيمة لأبناء المخيم يديره الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام برعاية الصديق والزميل الأستاذ عبد الله الموعد ويلحق بالمدينة عدة مراكز رياضية أخرى كنادي جنين ومسبح فلسطين وغيرها وما زلت أذكر في نهاية الستينات يوم كان معسكرا للأشبال كنا نقطع المسافة البعيدة سيراً على الأقدام من أجل مشاهدة الأشبال وهم يتدربون به يلبسون البدلات الكاكية ويعتمرون القبعات يقفزون ويركضون وينشدون وكم كنت أتمنى أن أدخل المعسكر لأصبح واحدا منهم إلا أن والدي لم يسمح لي فهل كان بعيد النظر أم لا؟
بلدية اليرموك:
أنشئت البلدية عام ١٩٦٤ لتنظيم الأبنية التي كثرت في المخيم وهي تتبع مرجعيتين الأولى سورية وهي وزارة الإدارة المحلية والأخرى فلسطينية وهي مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين، أذكر مقر البلدية القديم في شارع جلال كعوش المطل على ثانوية اليرموك وبعدها انتقل مقرها فوق سوق الخضار الذي شيدته وأجرته للباعة وقد قامت البلدية بتنظيم رخص البناء وجني الضرائب المتعددة وهدم الملاحق غير المرخصة وأذكر ممن تولى رئاستها نور الدين محمود وعبد الرحمن السلال وماهر حمادة وأخيراً محمد أبو زامل.
تجمع العودة الفلسطيني (واجب):
((تجمع واجب الذي أنطلق في نهاية 2006 كغيره من مؤسسات العودة ولجانه، ولكنه استطاع أن يحقق قفزة مؤسساتية في هذا المجال، فاحدث أقساماً لرعاية ثقافة العودة أهمها قسم الدراسات والأبحاث وقسم التاريخ الشفوي، ومن ثم منهج انشطته مثل نشاط القرية الفلسطينية بما يخدم هدف تعزيز ثقافة العودة، واليوم هو بصدد أطلاق المكتبة الفلسطينية الجامعة كأول مكتبة عامة تخصصية بالشأن الفلسطيني ومهنية في الوقت ذاته، ويحاول التجمع دائماً ان يتكامل مع غيره من المؤسسات الثقافية لخدمة هذا الهدف، وهناك مسالة مهمة وهي أن نكون على قناعة أن مؤسسة وحدها لن تستطيع خدمة المشروع الثقافي الفلسطيني وحدها مهما بلغت من الحجم والإمكانيات))
يعتبر تجمع العودة الفلسطيني ( واجب ) نموذجاً للجان حق العودة المدافعين المتمسكين بالثوابت الوطنية، فهو تجمع شعبي مستقل، انطلق في المخيمات الفلسطينية في سوريا، يسعى لإبراز قضية العودة بمستوياتها الشعبية والإعلامية والبحثية، والمطالبة بهذا الحق والدعوة إلى التمسك به انطلاقاً من رؤية (الوجوب) وعدم أحقية أي جهة بالتنازل عن حق العودة إلى الديار والممتلكات سواء أكان فرداً أو مجموعة سياسية أو دولية أو شعبية مهما كان حجمها.
ما يميز تجمع (واجب ) عن غيره من لجان حق العودة على امتداد الساحة السورية والفلسطينية هي تلك الرؤية الثاقبة في وجوب العودة ورفع مستوى الوعي والإدراك لدى اللاجئ الفلسطيني في مختلف مناطق لجوئه ومعالجة همومه من كافة جوانبها النفسية والمعنوية والإنسانية ، حيث تتركز وسائل التجمع في ترسيخ رؤية (واجب العودة) في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئ في مختلف مناطق لجوءه. رفع مستوى الوعي والإدراك لدى أبناء اللاجئين بحجم ومركزية قضية العودة كجوهر للقضية الفلسطينية ،فتح نافذة على هموم ومعاناة اللاجئ الفلسطيني من جوانبها النفسية والمعنوية والإنسانية المختلفة ،الوقوف كحالة شعبية في وجه المشاريع والمبادرات المشبوهة الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين وتمييعها العمل على صياغة موقف موحد داخل المخيمات.