ذاكرة المخيم - مخيم النصر / مخيم الأمير حسن / مخيم جبل النصر: معترف به أردنياً غير معترف به من الأونروا
قام الباحثان بعمل مقابلة شخصية مع السيد محمود عيسى درويش العجوري، من مواليد عجور قضاء الخليل عام 1959، حيث لجأ إلى الأردن عام 1967 مع عائلته إلى العاصمة عمان، ثم انتقل إلى مخيم النصر (أحد مخيمات الطوارئ)و كان يعرف وقتها باسم مخيم حنيكين، و ذلك لوجود غرف اسمنتية أعدتها الأونروا لاستقبال اللاجئين و النازحين في ذلك الوقت.
و يضيف درويش أنه كان يدرس في مدرسة ابن الرشد الأساسية الواقعة على طريق وادي التفاح عندما قرر والده اللجوء إلى الأردن، بعد حرب 5 حزيران عام 1967، حرصاً على سلامة الأهل، و خوفاً من التعرض للأذى و الاعتداء من قبل اليهود.
و يؤكد درويش أنه يرفض تلقي التعويضات المالية مقابل التخلي عن حقه في العودة، أو التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين، و أنه لن يعود إلا إلى قريته الأصلية (عجور) قضاء الخليل.
ويرفض درويش تقسيم فلسطين إلى دولتين، لأنها برأيه تحرم الكثير من الفلسطينيين من حق العودة إلى قراهم و بلداتهم الأصلية، لكنه في نفس الوقت يظن أن المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة التي تستطيع أن تعيد فلسطين، كما يقول.
و حال دروش لا يختلف كثيراً عن أحوال الكثير من اللاجئين؛ فقد ترك مقاعد الدراسة عندما كان في الصف السادس عام 1974، و ذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة، و هو يعاني من بعض الأمراض.
و فيما يتعلق بطبيعة العيش في المخيم، يخبرنا درويش أن الحياة كانت قائمة على مساعدات الأونروا، و التي كانت متمثلة في توزيع المؤن الغذائية، و بعض الملابس على شكل (بُكَج)، و أن المخيم كان يعاني في نهاية الستينات،فلم تكن شبكات الصرف الصحي متوفرة، بالإضافة لعدم وجود الكهرباء.
أما فيما يتعلق بفصل الشتاء، فيقول درويش بأنهم كانوا يعتمدون على فوانيس الكاز في الإضاءة، أما و سائل التدفئة، فكان اللاجئون يعتمدون على بابور الكاز، أو على كانون الحطب، و كان الطهو على الحطب.