تجمع النعيمة

تجمع النعيمة

الدولة : سوريا
المدينة : درعا

النعيمة هي بلدةٌ في جنوب سوريّا، تتبعُ إدارياً لمحافظة درعا، وتقع شرق درعا. وفقاً للمكتب المركزيّ للإحصاء، بلغ عدد سكان النعيمة 7,472 في تعداد 2004، إنّ ميزة هذه البلدة هي في كونها المدخلَ الرّئيسيَّ لمدينة "درعا" بالنسبة للقادمين من مدينة "دمشق" والمحافظات الأخرى، وكذلك من خارج القطر عبر مركز "نصيب" الحدودي، وبالتالي فهي نقطةُ عبورٍ إجباريّةٍ لكلّ قادمٍ أو مغادرٍ للمدينة الواقعة على المدخل الشّرقيّ لمدينة "درعا"، والتي تبعد عنها حوالي (4) كم.


النعيمة هي بلدةٌ في جنوب سوريّا، تتبعُ إدارياً لمحافظة درعا، وتقع شرق درعا. وفقاً للمكتب المركزيّ للإحصاء، بلغ عدد سكان النعيمة 7,472 في تعداد 2004، إنّ ميزة هذه البلدة هي في كونها المدخلَ الرّئيسيَّ لمدينة "درعا" بالنسبة للقادمين من مدينة "دمشق" والمحافظات الأخرى، وكذلك من خارج القطر عبر مركز "نصيب" الحدودي، وبالتالي فهي نقطةُ عبورٍ إجباريّةٍ لكلّ قادمٍ أو مغادرٍ للمدينة الواقعة على المدخل الشّرقيّ لمدينة "درعا"، والتي تبعد عنها حوالي (4) كم.


يعيش في هذه البلدة فلسطينيو 1948، وهم يقطنون في غالبيتهم في مدخلها باتجاه مدينة درعا على الطريق الرئيسي مباشرة، كانت بلدة النعيمة قبل 2011 تحوي أعداداً كبيرةً من الفلسطينيين، وكانت هذه الأعدادُ في تزايدٍ ملحوظٍ، والسببُ هو موقع البلدة الملاصق لمدينة درعا، كما أنها قريبةٌ من المنطقة الصناعيّة والكراجات ومخيّم درعا، بالإضافة إلى قيام كثيرٍ من المشاريع السكنيّة على هذا الطريق، ومنذ اندلاع الحرب في سوريّا عام2011 تعرضت هذه المناطق لدمار كبير، وتمّ إقامةُ حواجزَ على مداخلها بمحاذاة المنطقة التي يتجمع فيها الفلسطينيون ممّا اضطرار الأهالي لترك أماكنهم ، وباعتبار أنً البلدةَ تنتمي للرّيف الشّرقيّ، فقد نزح أهلها من سوريّين وفلسطينيين إلى بلدة الطّيّبة والجيزة والمسيفرة وبصرى الشام، ولعلّ المشكلة الأكبر التي واجهوها في هذه الأماكن هو ارتفاع أسعار الإيجارات.

العائلات الفلسطينية وأعداد أفرادها والهجرة

 يبدو أن بلدة النعيمة التي كانت تشهد قبل عام2011 تنامياً في أعداد الفلسطينيين، باتت اليوم شبه خالية من الفلسطينيين جرّاء اللجوء، ومن الأمثلة على ذلك عائلة عقل الشلالدة التي عانت أوضاعا أكثر تعقيدا من إخوانهم الفلسطينيين السوريّين بحكم أن أغلبهم لا يحملون أي أوراق ثبوتية على الإطلاق، وكثير منهم تركوا أوطانهم في غزة أو الضفة وانتقلوا إلى الأردن ومنه إلى سوريا ولم يتمكنوا من الحصول على أوراق أردنية أو وثائق سفر مصرية، اضطرت للهجرة إلى أوروبا بكامل أفرادها بعد رفض الأردن استقبالهم، ولم يتبق من هذه العائلة الكبيرة سوى 20 فرد تقريبا في ظلّ واقع مأساويّ صعب يعيشونه، وهذا مثال حيٌّ لما يكتنف الفلسطينيين المتواجدين في النعيمة، وفي ظلّ غيابِ احصائيّةٍ دقيقةٍ للمتواجدين اليوم في البلدة، وبصورة تقريبيّة من خلال سؤال كثير من الفلسطينيين القاطنين هناك، تمّ التأكيدُ على تواجدِ قرابة 200 شخص أو يزيدون قليلاً دون تضمينِ المهاجرين، في حين أكّد آخرون على ضعف هذا العدد .

ومن العائلات هناك عائلة حمّودة وأبو سهيل من "حيفا" قرية "جبع" وعائلة عيسى من "صرفند"، وهناك عائلة الزنغري ومْطِير، كما أنّ هناك عائلةَ "أبو زرد" وعائلة عبد الحق من حيفا عين غزال، وهناك عائلة فلسطينيّةٌ أردنيّةٌ من "الخليل" قرية "سعير" وهي عائلة عقل الشلالدة.


الوضع التعليمي 

 يدرسُ الطّلابُ الفلسطينيون في المدارس السورية، إذا تمتلك البلدة 3 مدارسَ ابتدائيّة ومدرسة إعدادية وثانوية، في حين تغيب مدارس الأونروا التي تتركّز في مخيم درعا والمدينة والمزيريب وجلين.

أكّد بلال 30سنة على أن مدارس الأونروا تبدو أفضل في ظلّ ما تعانيه المدارس السوريّة من نقصٍ في كوادرها التعليميّة ومن جهة جودة التعليم، ومع ذلك يرى أن الدراسة في المدارس الحكوميّة هي الخيارُ المتاحُ لبعد مدارسِ الأونروا وارتفاع أجور المواصلات وقلّتها، أما من يودُّ الدراسة في مدارسة الأونروا فيضطر للذهاب إلى مدارس مخيم درعا المجاور لبلدة النعيمة في مدرسة" عين كارم والصفصاف" في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين.

ومع كلّ هذه المعاناة، فهناك اهتمامٌ بالتعليم، إذ تمتلك البلدة عدداً من الخرّيجين ومنهم الدكتور محمد عمر عبدالحق دكتور الأعصاب بمدينة درعا، ولذا لابدّ من تقديم لهؤلاء الطلبة الذين لم يتح لهم الدراسة بمدارس الأونروا من خلال دعم الأونروا لهم بالقرطاسيّة والحقائب، ومن خلال تشميلهم بالدّورات التي تُقام أيامَ العطل والامتحانات بالتعاقد مع أحد الباصات لنقلهم، وهذا الأمرُ ينطبق على باقي التجمّعات الفلسطينيّة التي لا تمتلك مناطقُها مدرسةً تابعةً للأونروا، كما أنّ البلدة تفتقد لأيّ مركز ثقافيّ خاصّ بالفلسطينيين أو السوريين أو أية نوادٍ رياضية.


الوضع الاقتصادي 

بعد تسوية 2018 عاد الأهالي إلى مناطقهم بعد توقف الحرب لتبدأ مرحلة جديدة في سجل الفلسطينيين في النعيمة وهي إعادة التكيف مع الوضع الجديد من خلال إعادة ترميم وبناء ما تمّ تدميره، إذ تعرّضت البلدة لدمارٍ كبيرٍ ولاسيّما بيوت الفلسطينيين، فقد كانت بيوتهم تشكل خط جبهة باعتبارها في مدخل المدينة مما ساهم في تضررها بشكل كبير بالمقارنة مع غيرهم من أهل البلدة من السوريين.

يعمل عدد من الفلسطينيين في وظائفَ حكوميةٍ إلا أنّ الغالبيةَ يعملون في مهنٍ حرّة، ويبدو أنّ الإقبالَ الكبيرَ على هذه المهن بات ملحوظاً في الآونة الأخيرة في ظلّ تدنيّ الرواتب الحكوميّة، ويمكن القول إن الغالبية يعملون بالمهن الصناعية ولاسيّما المتعلّقةِ بإصلاح السّيّارات، ولعل السبب هو قرب البلدة من المنطقة الصناعية وموقعها على الطريق الواصل بين دمشق ودرعا، ممّا ساهم في افتتاح الكثيرين لمحالّهم على الطّريق الرّئيسيّ، ومن هذه المهن "الميكانيكي" و"الكهربجي" و"الصوّاج".

حسام 60سنة يعمل في مهنة تكرير البلاستيك

إذ يقوم بشراء عبوات البلاستيك، ويقوم بفرمها وإضافةِ موادَّ معينةٍ وصنْع حبيبات ليتمَّ تحويلُها إل عبواتٍ مرّةً أخرى، كما أنّ هناك مَن يمتهن أعمالَ البناء والحلاقة، بالإضافة إلى تواجد فئةٍ مثقّفةٍ من خرّيجي المعاهدِ والجامعاتِ والذين يعملون في المجال الطّبيّ والتّعليميّ.

ومن المشاكل الأخرى التي عانى منها الفلسطينيون في النعيمة ألا وهي مشكلةُ المياه غير النقيّة التي يتمّ نقلها بالصهاريج مما ساهم في انتشار الأمراض بالإضافة إلى غلاء ثمنها إلا أنّ البلدة بمَن فيها من السوريين والفلسطينيين قاموا بالتكافل وحفْر بئر ماء وربطها بالخزّان الرّئيسيّ مما خفّف المعاناة.

وفيما يتعلق بالمواصلات فهي مشكلة عامة في ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات وقلة مخصّصات أصحاب السرافيس.


الوضع الصحي 

أبدى الكثيرون شكواهم، إذ لا يتواجد في البلدة أي مركز صحيّ أو نقطة إسعاف، حتى المستوصفُ الوحيدُ التابعُ للدّولة السّوريّة تمّ إغلاقه، لذلك يضطرّ الكثيرون إلى الذّهاب إلى المركز الصّحيّ في حيّ الكاشف بمدينة درعا التابع للأونروا أو المشفى الوطني.

مع تأكيدهم على دور الأونروا التي تتكفّل بإجراء بعض العمليات الجراحيّة البسيطة كإزالة اللوزتين وعمليات الولادة بالتعاون مع مشفى الشرق الخاص بدرعا، وهذا ما خفّف عنهم بعضا من وطأة الظّرف الاقتصاديّ الصّعب، إلا أنّهم يطالبون باستحداث بعضِ الفرق الجوّالة التي تقوم بزيارات ميدانيّةٍ للبلدة للوقوف على حال الكثيرين واستقصاء الواقع الصحي بعين الواقع.

وأخيراً، يبقى السؤال الحاضر بقوّة في أذهان الفلسطينيين في النعيمة: أسنبقى هنا أم سنرحل؟ تبقى الإجابة عن هذا السؤال معلّقة بهذا الوضع شديد التقلب للبلد، سؤال بات لا يفارق لسان أي فلسطيني في سوريا جرّاء الواقع الذي لم يعد يحتمل على كافة الأصعدة.

 



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى