المعشوق
الدولة : لبنان
المدينة : صور
يعتبر تجمع المعشوق إحدى التجمعات الفلسطينية المنتشرة في منطقة صور، ويعيش في المعشوق قرابة 3000 لاجئ فلسطيني. وتعاني التجمعات الفلسطينية من حرمان شديد، فهي غير مشمولة بخدمات الأنروا لإنها لا تصنف على أنها مخيم، بل تعتبر بلدة لبنانية تسري عليها القوانين اللبنانية لكن على قاعدة واجبات من دون حقوق.
الموقع والجغرافيا
يقع المعشوق شرقي مدينة صور على بعد حوالي كيلو متر عنها.
يحده من الشرق الرمالي ومخيم البرج الشمالي وخراج قرية برج الشمالي
يحده من الغرب المساكن الشعبية ومنطقة بلعوطة السكنية
يحده من الشمال المشروع الأخضر وبساتين وأراضي زراعية
يحده من الجنوب أراضي زراعية تابعة للجفتلك.
كان المعشوق موقعاً "حصيناً" لأن تلته تشرف على صور ومنطقتها حتى البحر . ويعتقد بأن الموقع كان مركزاً للدفاع عن صور وأهلها.
تبلغ مساحة المعشوق حوالي كيلو متر مربعاً "واحداً" وبه آثار رومانية وهي عبارة عن قناة "تمد" كانت تحت منطقة المشعوق جوارها بالمياه من رأس العين وتدير مطحنة للحبوب هناك .
سبب التسمية
ذكر الشيخ إبراهيم سليمان في كتابه بلدانية جبل عامل أن المعشوق ويقال "المعشوقة" قرية صغيرة على باب صور فيها قبر يقال قبر المعشوق ، بني عليه الشيخ عباس المخمد حاكم صور من آل على الصغير قبة سنة 1189 وبني قبة أوصى أن يدفن فيها والظاهر أن إسم القرية المعشوقة وأما المعشوق فاسم صاحب القبرويه سميت القرية ، ويقال أن المعشوق مدفون فيه وليان أحدهما يدعى أبو عباس والآخر المعشوق.
ويقول المنقبون الأثريون أن هذا المحل بني على أنقاض هيكل قديم وهو هيكل هيرقلي عشتروت ويظن أن هناك هيكل ملقارت عاشق عشتروت.
ويقال أن المعشوق قرب قرية صور فيها بساتين مقامات قديمة وفيها مرقد المرحوم عباس العلي وهو حاكم صور في تلك الفترة.
وذكر أن هذه التسمية " المعشوق " تعود إلى الحكم العثماني حيث كانت قبيلة من الأتراك تسكن التلال . وحصلت قصة حب كبيرة فيما بين شاب وشابة وعاشوا قصة حب تشبه إلى حدٍ ما قصص الحب التي نقرأ عنها في الروايات كقصة قيص وليلى ، لكن هذا الحب لم يتوج بالزواج كما هو الحال في نهاية كل قصص الحب بل تعرض للقتل حيث تم قتل الحبيبين بنفس اليوم دون معرفة الأسباب ، ففي حينها خرج الأهالي وباعلى الأصوات تصرخ وتقول " مات العاشقان مات العاشقان " ، بعد ذلك قامت عشيرتهم بدفنهم وشيد لهم مقام وتناقلت قصتهما الأجيال وتحول القبر إللى مقام للزائرين وأصبح المكان أسمه المعشوق تخليداً لتلك الذكرى الأليمة.
النشأة
نشأة تجمع المعشوق
نشأ المعشوق على أثر النكبة الفلسطينية سنة 1948 حيث وجد بعض أولئك البؤساء المقتلعون من أرضهم ، تلك البيوت الفارغة فسكنوها ولما كانت قوافل البؤس لا تنقطع فقد أخذ الناس يبنون بيوتاً من الطين ويسقفونها بالخشب والقصب والتراب أو الصفيح والتنك ثم بنيت حجارة الباطون فيما بعد.
سنة 1970 تدفق بعض اللبنانيين على المعشوق وعمروا بيوتاً إسمنتية في الأراضي الزراعية التابعة للدولة اللبنانية ثم أخذ الناس يبنون فتوسع المعشوق وتضخم وأصبح قوي البنيان منيع الأركان لكن تلة المعشوق بالذات تابعة للأوقاف الإسلامية وهي تمثل المعشوق الأساسي.
الواقع السكاني
يبلغ عدد سكان المعشوق حوالي 4000 نسمة وهم عبارة عن 525 عائلة كلها من لواء الجليل وخاصة قضاء عكا وصفد من قرى الغابسية والدامون وقديثا والشيخ داوود وتربيخا والعديد من اللبنانيين والمجنسين.
يتميز أهالي المعشوق من فلسطينيين ولبنانيين بالنشاط والحيوية والعلم والثقافة حيث يوجد العديد من خريجي الجامعات العاملين بعدة وظائف وخاصة مع وكالة الغوث الأنروا ، ومنهم الكتاب والأدباء والمفكرين والعاملين في الحقل الإجتماعي والوطني.
يوجد في المعشوق عدة محلات تجارية وصناعية وخدماتية كما يعمل بعضهم على سيارات الأجرة وبيع الخضار على سيارات نقل ويعمل بعضهم في الزراعة وتربية المواشي وعمال وفنيون.
البنية التحتية
- يوجد العديد من المراكز العامة التي تقدم خدمات للأهالي لا تنكر وقد نشات بالتدرج ولكن بنشاط اللجان الشعبية والثقافية المتعاقبة منها:
- مدرسة الطنطورة التابعة للأنروا
- عيادة المعشوق التي تقدم حوالي يومين في الإسبوع وهي تابعة للأنروا.
- مجمع خليل الوزير ويضم : مسجد جامع تديره دائرة الأوقاف الإسلامية ، مستوصف تابع للهلال الأحمر الفلسطيني ، روضة للأطفال بتمويل من حركة فتح.
- مسجد الوحدة الإسلامية ويتبعه : مركز الخميني الطبي الي يقدم خدمات للجميع دون إستثناء وبأسعار زهيدة.
- مسجد وحسينيتان في حي تربيخا.
- ثلاث مقابر واحدة منها داخل المعشوق تعود للزمن الغابر.
- مكتب اللجنة الشعبية التابع لحركة فتح.
- خطوط الكهرباء والهاتف والتي تديرها الدولة اللبنانية.
- عدة آبار ارتوازية حفرت منذ عشرات السنين.
- حاووز للمياه يقدم المياه لجميع الأهالي دون إستثناء.
- بنية تحتية للصرف الصحي والمياه المبتذلة وقسم من مياه الأمطار.
- هناك عدة لجان في المعشوق تقدم الخدمات للمواطنين وأن بنسب متفاوتة.
- المكتبة العامة والمتحف التراثي الذي أسسه الأستاذ محمود دكور.
شهداء من المخيم
شهداء المعشوق:
تعرض المعشوق منذ السبيعنيات حتى العام 2006 لإعتداءات إسرائيلية عديدة من القصف المدفعي والصاروخي والإجتياح والتعذيب والتنكيل والتهجير مما أوقع العديد من الشهداء كما قام أبناؤه بعمليات ضد العدو الإسرائيلي فاستشهد بعضاً منهم.
وهم :علي أسعد خشان – محمد أسعد كعوش –عبد الكريم جعفر – عماد عبدالله جرادي – رشيد أحمد آغا – فايز مصطفى آغا – ماهر درويش العينين – عصام سعيد دكور – علي وليد دكور.
الوضع الاجتماعي
يشارك أهالي المعشوق بعضهم البعض في المناسبات العامة سواء المفرحة أو المحزنة وخاصة في الأعياد والمآتم.
تقام معظم الأفراح في المعشوق في الساحات العامة حيث تنصب السرادق ويتجمع الأحباب والأصدقاء للمشاركة والفرح وأما المآتم فيختار أصحابها المكان والشوارع هي المجال الأبرز لها أو في الحسينيات والمساجد.
الواقع الإنساني والإغاثي
من أعمال اللجنة الشعبية وخدماتها :
_ بناء مدرسة في المعشوق وحمل الوكالة على تبنيها مما وفر على الأهالي والطلاب العناء والمصاريف.
_ فتح عيادة للطبابة يومين في الإسبوع مما خفف عن الأهالي الذهاب إلى البص لتلقي العلاج .
_ حفرت اللجنة بئراً ارتوازي تمد المعشوق بالمياه وأتبعتها بآخر احتياطي لتبقى الخدمات متواصلة ان حدث للأولى أي حادث.
_ بناء خزان مياه ومد شبكة مياه للمنازل وكان هذا بتمويل من منظمة التحرير الفلسطينية.
_ سعت اللجنة لترميم عدداً من المنازل بتمويل أوروبي.
_ تمكنت اللجنة الشعبية من تبديل المضخة عدة مرات متحملة التكاليف الباهظة.
_ قامت بصيانة خطوط الكهرباء التي تمد المنازل بالكهرباء وبنت غرفة لوضع مولد كهرباء كبير يستطيع تحمل الضغط المتزايد على الشبكة.
_تعمل اللجنة جاهدة للتخلص من النفايات بالرغم من الصعوبات التي عاشتها مدينة صور من جراء إغلاق المكب السابق ولكن الآن حلت المشكلة تقريباً بعد فتح مكباً جديداً في عين بعال .
الوضع السياسي والقانوني
تجمع المعشوق في صور، مثال لامتهان الإنسان الفلسطيني حيًًًًًّاً وميتاً
يعتبر تجمع المعشوق إحدى التجمعات الفلسطينية المنتشرة في منطقة صور، ويعيش في المعشوق قرابة 3000 لاجئ فلسطيني. وتعاني التجمعات الفلسطينية من حرمان شديد، فهي غير مشمولة بخدمات الأونروا لإنها لا تصنف على أنها مخيم، بل تعتبر بلدة لبنانية تسري عليها القوانين اللبنانية لكن على قاعدة واجبات من دون حقوق. يوجد في تجمع المعشوق مركز صحي تابع للأونروا "عيادة" لكنها تعمل ليومين فقط في الأسبوع، وهي لا تحوي مختبر، أو أشعة ، أو أطباء مختصين، بل هناك مراجعة صحية عامة للأطفال والحوامل، ويضطر المرضى لزيارة عيادة مخيم البص . لا تجمع الأونروا النفايات مثل باقي المخيمات، وإنما تقوم اللجنة الشعبية بجمع النفايات مقابل مبلغ مقطوع قيمته 5000 من كل بيت. أما بالنسبة للكهرباء فإن اللاجئين الفلسطينيين يدفعون رسوم كهرباء، في حين لا يدفع الفلسطينيون في المخيمات في العموم رسوم كهرباء، وتدفعها الأنروا أو جهات مانحة كدفعات سنوية. توجد في تجمع المعشوق مدرسة ابتدائية تابعة للأونروا تدعى مدرسة الطنطورة، أما طلاب المرحلة المتوسطة أو الثانوية فإنهم يضطرون الى التوجه الى مدارس مخيم البص والرشيدية. يعمل سكان مخيم المعشوق في الأعمال اليومية مثل الزراعة وأعمال البناء مقابل أجور لا تلبي الحاجات الفعلية لعائلات التجمع. يعيش في المعشوق مواطنون لبنانيون.
ويتميز مخيم المعشوق بالمقبرة الشهيرة مقبرة المعشوق، حيث كانت ولسنوات طويلة مكانا لدفن أموات مخيمي البص والبرج الشمالي والتجمعات الفلسطينية الأخرى مثل الشبريحا. ومع بناء مقبرة في مخيم البرج الشمالي قبل عدة سنوات، فإن سكان مخيم البص والتجمعات الفلسطينية القريبة الأخرى لا زالوا يدفنون مواتهم في هذه المقبرة، فضلا عن موتى سكان تجمع المعشوق.
تجمع المعشوق ومقبرته الشهيرة هي مثال حي لمعاناة الإنسان الفلسطيني في لبنان، حيا كان أم ميتا. فالمقبرة هي مكان للعب ورمي النفايات، وهي مستباحة من قبل عموم الناس، حيث لا يوجد سور يحيط بها ويرد عنها العابثين أو يمنع الناس من رمي النفايات فيها. ومع أن اللجنة الشعبية في تجمع المعشوق هي المسؤولة فعليا عن معالجة هذه الأزمة، إلا سوء إدارة أمر المقبرة ولعقود طويلة جعل المقبرة مكانا لا ليستريح الأموات بل لرمي النفايات. ولم تجد اللجنة الشعبية مكانا تضع فيه حاويات الزبالة إلا في مقبرة المعشوق، وتبرر قولها أن الناس ترفض أن توضع حاويات الزبالة أمام بيوتها لأسباب عديدة منها الروائح الكريهة، ومنها أن جمع النفايات لا تتم بانتظام فهي قد تمكث لعدة أيام من دون أن تنقل الى المكان النهائي لها. أما لعب الأطفال، فهو يعود إلى أن تجمع المعشوق لا يوجد فيه مكان مخصص يلعب فيه الأطفال، فلا يجدون إلا مقبرة المعشوق خاصة أنها قريبة جدا من منازلهم.
وأمام هذه الظروف الإنسانية الصعبة يبقى الإنسان الفلسطيني في تجمع المعشوق سواء كان حيا أم ميتا عرضة لامتهان الكرامة الإنسانية. ويبقى التساؤل الكبير من المسؤول عن كل هذا؟
أليس من باب أولى على الأونروا أن تقدم خدماتها للتجمعات الفلسطينية بالقدر الذي تقدم فيها الخدمات الى المخيمات، مع أن خدمات الأونروا في تراجع مستمر؟ لماذا لا يبنى سور يحمي المقبرة من العابثين – عن قصد أو غير قصد - ولماذا لا توجد أماكن يلعب فيها الأطفال؟ ألم يمض على أزمة مقبرة المعشوق عقود؟ أين دور الدولة اللبنانية في هذا، وبلدية برج الشمالي بشكل خاص، ألا يدفع الفلسطينيون في تجمع المعشوق الرسوم والضرائب المتوجبة عليهم؟ ألا يقومون بواجباتهم، فلماذا لا يمنحون حقوقهم؟
المصادر والتوثيق
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان(شاهد)
موقع فلسطيننا