المخبم وجدار الفصل العنصري - مخيم شعقاط / مخيم عناتا


محاصراً... ببوابة

المخيم محاصر دوماً. فبسبب تركيبة سكانه المختلطة ما بين إقامة دائمة تُمنح لأهالي القدس وبين وجود فلسطينيين من الضفة فيه، تحاصره إسرائيل طوال الوقت. فهو مفتوح على الضفة بحاجز وشوارع تؤدي إلى حاجز قلنديا من جهة عناتا، ومفتوح بحاجز آخر تجاه بلدة شعفاط والقدس عموماً. أما الجدار فيحيطه تقريباً من جميع الجهات. لذلك، فإن المخيم محاصر دوماً، طوال الوقت، ويبدو كزنزانة كبيرة جداً تحدّها بوابة تسمى "الحاجز"، تسمح لحمَلة الهوية الزرقاء، بعد الفحص طبعاً، بالمرور إلى القدس، ولا تسمح لحمَلة الهوية الخضراء بالمرور، إلا من طرف عناتا تجاه الضفة الغربية. وهذا ما يفسر قدرة قوات الاحتلال على محاصرته خلال ساعات معدودة بعد العملية، إذ لم تقم عملياً إلا بإغلاق البوابة على أسرى الاحتلال الذين يعيشون في معازل وسجون بُنيت لتكون موقتة، فباتت ثابتة لا يزداد عليها إلا كمية الأسمنت الخانقة.

يشكل مخيم شعفاط صورة مصغرة عمّا تريد إسرائيل أن تكون عليه حياة الفلسطيني داخل فلسطين: محاصرة ببوابة، فيها حرية خروج ودخول بحاجز يسمح أو لا يسمح، استناداً إلى المكانة "القانونية" وحُسن السير والسلوك، يمكن إغلاقها وعزلها في أي لحظة- حرفياً، في أي لحظة تعتقد قوات الاحتلال أنها تريد ذلك، معزولة عن محيطها وعن امتدادها على طرفيْ الاحتلال بين 48 و67، ومن دون هوية سياسية. وباختصار، تريدنا إسرائيل تحت أوتوستراداتها، أحياء فقر من دون هوية سياسية، تعيش في حالة تهديد دائم لوجودها ومكانتها القانونية والسياسية والمادية. وما انتفاض القدس لفك الحصار عن مخيم شعفاط، إلا رسالة غاية في الوضوح يرسلها الفلسطيني مرة أُخرى، تفيد بأن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر.