الدور النضالي للمخيم - مخيم شعقاط / مخيم عناتا
وطنياً ونضالياً، كان مخيم شعفاط، وبعد أن فشل تيدي كوليك، ومن خلفه حكومته، في تمرير مخطط التخلص من المخيم، هدفاً لهذه السلطات التي أغرقته بالمخدرات ومختلف سمومها، حتى بات واحداً من أكثر البؤر التي تنتشر فيها تلك السموم، إلى أن جاءت الانتفاضة الأولى واجتاحت هذه الظاهرة، واستأصلتها من داخل المخيم، واستبدلتها بفعل نضالي ووطني مميز، حتى بات مخيم شعفاط واحدة من أكثر النقاط الملتهبة في القدس في مواجهة الاحتلال، وكان المخيم قد قدم أول شهدائه في معركة يوم الأرض، التي ارتقى فيها الشهيد عبد الله الحواس، طالب الهندسة في معهد قلنديا المهني، ثم برز دور نشطاء المخيم في الانتفاضتين الأولى والثانية.
وحتى السنوات الأخيرة من عمر أوسلو وهبتى القدس الأولى والثانية، اللتين ارتقى فيهما العديد من الشهداء من أبناء المخيم، من بينهم سفيان الزلباني، ومحمود خليفة، ومحمد علي، ووسام فرج، وأحمد صلاح، وإبراهيم العكاري، وفادي أبو شخيدم. والشهيدان أبو شخيدم والعكاري كانا نفذا عمليتين نوعيتين استهدفا فيهما جنوداً ومستوطنين، إضافة إلى الشهيد محمد علي، الذي لقبه المقدسيون في هبة القدس الثانية بأسد باب العامود بعد أنّ قتل هناك جنديين، كما يقول رئيس اللجنة الشعبية في المخيم محمود الشيخ، في حديث لـ"العربي الجديد".
بلغ عدد شهداء المخيم منذ النكبة نحو 70 شهيداً، إضافة إلى مئات الجرحى، أما أعداد المعتقلين من أبناء المخيم، فهو حوالي 120 ممن لم تتجاوز أعمارهم السن القانونية، يقضون أحكامًا متعددة، كما يوجد حوالي 140 من الشبان والرجال، ولا يكاد يكون بيت في المخيم إلا وقدم من أبنائه أسرى في سجون الاحتلال أو خضع للتحقيق.