تحديات - مخيم الجلزون


 

فرض الجيش طيلة السنين قيودًا مشدّدة على حركة سكّان المخيّم. في عام 2000 مع بداية الانتفاضة الثانية أغلق الجيش مقطعًا من شارع 466، الجزء الذي يصل بين بلدة البيرة ومخيّم الجلزّون مجبرًا بذلك سكّان المخيّم ومعهم سكّان القرى المجاورة على السفر إلى رام الله عبر طرق التفافيّة. في عام 2011 فتح الجيش المقطع الجنوبي من هذا المقطع من الشارع متيحًا عبور الفلسطينيين منه. طوله نحو 1.3 كم تمتدّ من المدخل الشماليّ لبلدة البيرة (قرب فندق "سيتي إين") إلى نقطة تبعد نحو 130 مترًا عن المدخل القديم الجنوبي الغربي لمستوطنة بيت إيل. لم يؤثّر الفتح الجزئي لهذا المقطع إيجابًا على حرّية حركة سكّان مخيّم الجلزّون لأنهم كي يتمكنوا من الوصول إلى الجزء الجنوبي من الشاع عليهم أن يمؤوا من جزئه الشمالي الذي استمر إغلاقه. في عام 2012 فتح الجيش المقطع الشمالي من الشارع على امتداد كيلومتر واحد: من مدخل المستوطنة القديم إلى نقطة تبعد نحو 200 متر عن المدخل الرئيسي للمخيّم. كان من المفترض أن يتيح ذلك حرّية الحركة لسكّان الجلزّون على امتداد الشارع ولكنّ الجيش درج منذئذٍ - متذرّعًا بشتّى الذرائع - على وضع عراقيل مؤقتة في المقطعين المذكورين لفترات تتراوح بين يوم واحد وأشهر عدّة. تمسّ هذه الإغلاقات على وجه الخصوص بنحو 2000 شخص من سكّان المخيّم يعملون في رام الله والبيرة ويحتاجون إلى السفر يوميًّا عبر هذا الشارع.

يعاني سكّان المخيّم اكتظاظًا شديدًا وقد استنفدوا جميع إمكانيّات البناء المتاحة داخل حدوده. أمّا الأراضي الواقعة خارج حدود المخيّم التي أقيمت عليها الأحياء الجديدة والمدارس فقد صنّفت ضمن اتّفاقيات أوسلو كمناطق C. حفظت إسرائيل لنفسها في هذه المناطق صلاحيّات التخطيط والبناء والتطوير. سكّان المخيّم المعنيون ببناء منازل أو توسيعها في هذه المناطق يضطرّون إلى مجابهة رفض إسرائيل الجارف لمنح تراخيص بناء في مناطق C. الإدارة المدنيّة تصدر أوامر هدم لمنازل أقامها أصحابها - مرغمين - دون ترخيص بناء. منذ صدور أمر الهدم سواء جرى تنفيذه أم لا يبقى شبح الهدم مخيّمًا فوق السكّان طيلة الوقت.

تعامل إسرائيل سكّان المخيّم - وهم في منازلهم - وكأنهم ضيوف غير مرحب بهم وتتنصّل من أيّ التزام تجاههم. إنّها تجبرهم على العيش في اكتظاظ شديد داخل حدود المخيم - التي رُسمت منذ ما قبل 70 عامًا وتمنعهم من تشييد أيّ بناء جديد خارج المخيّم. في المقابل تواصل إسرائيل استخدام أراضي البلدات الفلسطينية المجاورة لأغراضها هي بما في ذلك لأغراض توسيع المستوطنات وتفضل باستمرار مصالح المستوطنين على حساب الفلسطينيين في تجاهُل تامّ لحقوقهم. هكذا يسير نظام الاحتلال في مخيّم الجلزّون للّاجئين وهكذا الأمر في سائر أنحاء الضفة الغربية.(2)

(1)https://www.btselem.org/ منظمة بيت سيلم https://www.btselem.org/arabic/jalazun_rc_life_in_the_shadow_of_beit_el_settlement

(2)https://www.btselem.org/ منظمة بيت سيلم https://www.btselem.org/arabic/jalazun_rc_life_in_the_shadow_of_beit_el_settlement