تحديات - مخيم المحطة / تجمع المحطة: غير معترف به أردنيا ولا من النروا
"لا حياة.. في مخيم المحطة" عبارة كثيرا ما يهجس بها مواطنون، مؤكدين أن "المكاره الصحية والبيئية باتا من معالم المكان".
على كتف إحدى الجبال المحاذية لمجمع المحطة، ثمة مواطنون منسيون يقطنون براكيّات رثة، وغرفا مركبة فوق بعضها البعض بطرق عشوائية، أطلق عليها مجازا كلمة "منازل"!
لكل مواطن يسكن المخيم حكاية، ولكل واحد منهم شكاوى ومطالب. فهذا يطالب بشق طرق رئيسية، وذاك يدعو إلى إصلاح ما تبقى من "صرف صحي"، وآخر يتملكه القلق والخوف من أسلاك الكهرباء المعراة.. ببساطة الكل هناك يعيش على كف الأمل والرجاء دأبهم مقارعة اليأس.
المواطن أحمد يسري يروي الحكاية: "قصتنا فصولها طويلة، فهي ممتدة منذ سنين النكبة. الكثير من الأهالي لا يقوون على نقل موتاهم إلى مثواهم الأخير، فضيق الطرقات، واقتصارها على زقاق ضيقة، جعل من المكان سجنا مغلقا...!".
لاشوارع رئيسية في المخيم، سوى شارعين ضاقت بهما المحال التجارية. فطرقات المخيم ما هي إلا زقاق ضيقة، وممرات "مخنوقة" امتلئت بها أكياس القمامة منذ أيام طويلة!!
لساكني المخيم قصة مع ناقلات الإسعاف، المواطن لطفي سرور يرويها: "الواحد منّا عايش في رعب مستمر، يعني إذا واحد مرض ولا انجلط، سيارة الإسعاف ما بتقدر تفوت المكان،، لإنه ما في شوارع أصلا.. حتى تنكات المية وسيارات الزبالة ما بتقدر تدخل..".
المواطن وصفي صالح يضع يده على قلبه منذ سنوات. قائلاً: "السكان مهددون في أي لحظة بهدم أجزاء كبيرة من منازلهم، والسبب هو التوسعة التي تجريها الأمانة للشوارع العامة القريبة من المخيم".
وترفض وكالة الغوث واللاجئين الاعتراف بالمخيم المذكور، ما يعني أن قاطنيه هم في عهدة أمانة العاصمة.
المواطن ناجي الخليلي يأمل أن تلقى مطالباته أذن صاغية من قبل الأمانة، داعيا إلى انشاء مركز صحي ومدرسة ثانوية في المكان. يقول: "يا أسفي.. لا الأمانة معترفة فينا ولا الوكالة..!".
وفي المقابل تكتفي وكالة الغوث، بتقديم خدماتها لسكان المخيم ممن يحملون كرت اللجوء، وإن كان غياب مرافق الوكالة في مخيمهم يحتّم عليهم التوجه للمرافق الخدمية في المناطق المعترف بها كعيادة النصر، ومدارس الهاشمي، إلى جانب 172 مدرسة و24 عيادة أخرى تابعة للوكالة موزعة على مناطق المملكة.
من جانبها،
تؤكد الأمانة سعيها حاليا لوضع خطط كفيلة بحل مشاكل المواطنين الذين يزيد عددهم عن 12 ألف نسمة. ويعزو المدير التنفيذي للنظافة والبيئة المهندس زيدون النسور، مكاره المخيم الصحية إلى زيادة عدد السكان، وضيق الشوارع الداخلية. ويلفت زيدون إلى أن فرق النظافة تنقل القمامة من المخيم، على ثلاثة مراحل بشكل يومي. وما بين شكاوى المواطنين.. وردود المسؤولين، يكمن الخلل، وربما الامل!