البنية التحتية - مخيم حندرات / عين التل
البنى التحتية
عندما أُنشئ مخيم عين التل، استخدم السكان الحجارة، بصورة عامة، في تشييد مساكنهم. يتذكر لاجئو عين التل الأكبر سناً فترة إنشاء المخيم في أوائل الستينيات، عندما كانت المنطقة مجرد تلة صخرية قاحلة كبيرة تجول فيها الثعالب والكلاب البرية. وقال أحدهم إنه يذكر كيف كان الناس يحملون التراب من المناطق المجاورة لزراعة الأشجار والحدائق، وكيف اقتلعوا الحجارة من الصخور في الأراضي المحيطة وجمعوها لبناء مساكنهم. وبنى السكان هذه المساكن، في البدء، على أكبر مساحة ممكنة من الأرض، ثم خلال التوسعات اللاحقة للمخيم في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حددت لهم السلطات السورية مساحة معيّنة للبناء. وقد اتخذ تخطيط المخيم إلى حد ما شكل شبكة، تفصل بين أحيائه طرق معظمها غير معبد. وأطلق السكان الأوائل على بعض هذه الأحياء أسماء القرى والبلدات التي جاءوا منها في فلسطين، مثل حي ترشيحا وحي عين غزال.
تكشف وثائق وكالة الأونروا أنه بحلول سنة 2005، كان 20% فقط من سكان عين التل يستفيدون من مرافق الصرف الصحي الملائمة، و60% منهم فقط يحصلون على مياه صالحة للشرب. وكان معظم الطرق الداخلية للمخيم في ذلك الوقت غير معبد، ولم تكن وسائل النقل العام تصل إلاّ إلى أطراف المخيم الخارجية. غير أن تطوراً رئيسياً ساهم في معالجة أوجه القصور في البنى التحتية. ففي سنة 2000، قررت الأونروا والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، التي حلت محل المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، إدراج مخيم عين التل ضمن مشروع يرمي إلى إعادة تأهيل مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين المجاور والمكتظ، والذي يبعد 20 كلم عن عين التل. وكان مشروع التأهيل هذا قد اعتُمد في سنة 1998، وهدف إلى تحسين البنية التحتية لمخيم النيرب والوضع الاقتصادي فيه. ونتيجة هذا القرار، جرى توسيع الحدود الجغرافية لمخيم عين التل لاستيعاب ثلاثمئة عائلة من مخيم النيرب، الأمر الذي أدى إلى ظهور حي جديد في المخيم في سنة 2003 باسم 'المشروع' في إشارة إلى المساكن الجديدة التي بنتها الأونروا لاستيعاب اللاجئين الذين انتقلوا من مخيم النيرب. وفي السنة نفسها، وضمن برنامجها العام الرامي إلى إعادة تأهيل مساكن اللاجئين، اعتمدت الأونروا برنامجاً قضى بتزويد سكان المخيم الأصليين الذين كانوا يعيشون تحت خط الفقر بالقروض المالية اللازمة لتحسين مساكنهم.
بحلول سنة 2007، كان قد طرأ العديد من التغييرات الأُخرى على بنى المخيم التحتية: ترصيف عدد كبير من طرقاته؛ ضمان وصول خط الحافلات الذي يخدم حلب وضواحيها إلى المخيم؛ إنشاء نظام صرف صحي؛ بناء خزان للمياه داخله وتمديد أنابيب مياه جديدة، الأمر الذي مكَّن من حل مشكلة توصيل المياه العذبة وعلى نحو عادل للسكان. كما أُنشئ ملعب لكرة القدم في وسط المخيم لتوفير منطقة ترفيهية إضافية لشبابه.
قبل الحرب في سورية، كان المخيم مقسَّماً إلى خمسة أحياء هي عين غزال وترشيحا وواسط (يقع في وسط المخيم) والجبل (يقع في أعلى التل الذي أقيم عليه المخيم وكان نتيجة للتوسع السابق للمخيم في التسعينيات) وحي المشروع. بيد أن هذه الحرب تركت تأثيراً مدمراً على المخيم، إذ أحصت الأونروا، في سنة 2018، تدمير ما يصل إلى 70% من مناطق المخيم بصورة كاملة، بينما دُمرت المناطق المتبقية بصورة جزئية. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، عمل متطوعون من الهلال الأحمر الفلسطيني على إعادة خدمة الكهرباء إلى مدرسة عين التل التي تديرها الأونروا وإعادة تأهيل الأماكن العامة. واعتباراً من سنة 2020/2021، أُحرز، بفضل تدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلطات السورية، تقدم كبير في إعادة خدمات المياه والكهرباء إلى المخيم. واعتباراً من كانون الثاني/ يناير 2024، وضعت الأونروا على رأس أولوياتها في عين التل إزالة الأنقاض واستعادة الخدمات وإعادة تأهيل منشآت الوكالة حيثما أمكن ذلك.