مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.. نكبة أخرى وتهجير ممنهج

مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.. نكبة أخرى وتهجير ممنهج

مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.. نكبة أخرى وتهجير ممنهج

جمانة جمال / موسوعة المخيمات الفلسطينية  

لم يشكل السابع من اكتوبر ذريعة لشن "اسرائيل" حرباً شرسه غير معلنه على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، من جنين وطولكرم ونابلس إلى وغيرها من المخيمات البالغ عددها ما يقارب 26مخيما منها 24 مخيم معترف بها من قبل السلطة الفلسطينية و19 مخيم معترف بها من الأونروا. 

نبراس المخيمات الفلسطينية 

يعتبر مخيم جنين أيقونة المخيمات الفلسطينية وهو معروف منذ عام 1969 من القرن الماضي باحتضانة للمقاومة بفصائلها المختلفة، وشارك المخيم بشكل كبير في الانتفاضة الثانية وبعد سلسلة عمليات فدائية دخلت قوات الاحتلال المخيم عام 2002 والذي استمر عدوانها مدة 10 ايام. 

وقبل وقوع السابع من اكتوبر شنت قوات الاحتلال هجوما على مخيم جنين، واشتدت الهجمة بعد "طوفان الأقصى" والتي انتقلت من جنين الى طولكرم ونابلس وغيرها من المخيمات. 

ويرى البرلماني الفلسطيني حسن خريشة أن هذه الهجمات الشرسة التي ينفذها جيش الاحتلال على مخيمات الضفة تعويض لفشل نتنياهو في غزة، وصرح في وقت سابق "إن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يريد تعويض فشله في غزة بالضفة الغربية، وجنين تحديدًا، حيث ثقل المقاومة منذ اجتياح مخيمها عام 2002". 

وبين خريشة أن الهدف من هذه الهجمات هو إعادة احتلال الضفة الغربية وضم أجزاء كبيرة منها، وأضاف أن الاحتلال بدأ من جنين ومخيمها الذي يخضع لتدمير مبرمج، حيث أخرجوا سكانه منه عنوة إلى القرى المحيطة، ودمروا بنيته التحتية ومقومات الحياة فيه. 

ووسع الاحتلال عملياته إلى مخيمات أخرى بعد تدمير مخيم جنين بذريعة مواجهة المجموعات المسلحة، ويرى الكاتب السياسي أحمد أبو الهيجا في تصريح سابق أن ما يقوم به الاحتلال  من توسع عملياته إلى مخيمات أخرى شمالي الضفة هيوعملية " لتنظيف واستئصال المقاومة". 

  أطماع صهيونية.. طمس قضية اللاجئين 

   في الآونة الأخيرة أصبح حديث الاحتلال واضحًا عبر وسائل الإعلام عن ضم الضفة الغربية وتحقيق أطماعهم بإنشاء " إسرائيل الكبرى " حيث تحدث نتنياهو عن ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية لجدول أعمال الحكومة، خاصة بعد تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئاسة الحليف الأكبر للاحتلال، وصاحب نقل السفارة للقدس وعراب صفقة القرن. 

في حين قال وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش: إن 2025 سيكون عام السيادة "الإسرائيلية" على "يهودا والسامرة" وهو الاسم الذي يطلقه الاحتلال على الضفة الغربية. 

وكشفت وسائل إعلام عبرية عن أهداف العمليات العسكرية في المخيمات، حيث تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن أهداف العملية العسكرية في مخيمات شمالي الضفة الغربية متمثلة بـ "طمس رواية اللاجئين وتحويل المخيمات من مكان محصن إلى أحياء في المدن" يسهل وصول الجيش إليها. 

جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان: "طمس رواية اللاجئين: خطة الجيش "الإسرائيلي" لتفكيك المخيمات في الضفة الغربية". 

إن عمليات الهدم داخل المخيمات لها أهداف معرفية تتمثل في "طمس فكرة اللاجئين التي تروج لها عناصر مختلفة بين الفلسطينيين"، وفق الصحيفة، وأكملت: "تهدف المخيمات إلى إدامة رواية اللاجئ"، لذا شرع الجيش في تدميرها. 

كما طابل العديد من وزراء "إسرائيليين" ورئيس الكنيست أمير اوحانا، وبنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية الى ضم الضفة الغربية المحتلة فوراً. 

 بعث أوحانا و14 وزيرا من حزب الليكود، رسالة إلى نتنياهو بهذا الشأن، ونشرها وزير المالية سموتريتش عبر منصة إكس. 

وقال الموقعون في رسالتهم "نحن وزراء وأعضاء كنيست نطالب بتطبيق السيادة (الضم) والقانون "الإسرائيلي" على يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) بشكل فوري. 

ولم تتوقف التصريحات التي تبين الأطماع "الإسرائيلية" في ضم الضفة الغربية، ففي 10 أغسطس/ آب الماضي أعلن وزير الدفاع "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس أن جيشه سيبقى في مخيمات شمالي الضفة الغربية حتى نهاية العام على الأقل، لكنه في 17 أغسطس/آب صرح مرة أخرى بأنه وجّه الجيش إلى تغيير سياسته لتشمل احتلال مخيمات اللاجئين بالضفة وإجلاء السكان والبقاء هناك بشكل دائم، معتبرًا أن ذلك سيغيّر الواقع الأمني. 

ولقطع أواصر الاتصال بين القدس المحتلة والضفة الغربية  صادق وزير المالية "الإسرائيلي" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في أغسطس/آب الماضي، على مخطط استيطاني في منطقة "إي 1". 

و"إي 1″ مخطط استيطاني يهدف إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات "الإسرائيلية" الواقعة شرقها في الضفة الغربية مثل معاليه أدوميم، وذلك من خلال مصادرة أراض فلسطينية بالمنطقة وإنشاء مستوطنات جديدة، ويمنع أي توسع فلسطيني محتمل. 

حراك نشط لضم الضفة الغربية 

وتشهد الساحة "الإسرائيلية" دعوات موسعة لفرض الواقع وضم الضفة الغربية وفرض السيادة "الإسرائيلية"، من وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، آخرها كانت من رئيس الكنيست أمير اوحنا خلال زيارة له في شمال الضفة الغربية برفقة رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دجان. 

وهاجم يونتان بولارد، الجاسوس "الإسرائيلي" في واشنطن والذي عاد لدولة الاحتلال بعد الافراج عنه، خطة سموتريش لضم الضفة الغربية وفرض سيادة الاحتلال  عليها مطالبا في مقال له في صحيفة " جروزلم بوست"، بطرد كل العرب من الضفة الغربية، لأنه يرى من وجهة نظره أنه من دون الطرد سيبقى تهديدهم "لإسرائيل" قائم. 

وقال إن خطة سموتريش لضم 82% من الضفة الغربية تذكره بالمقولة " الرجل الجائع يرى الفتات الجاف وجبة دسمة". 

ومن جهة أخرى وجه بنيامين نتنياهو وزراءه بعدم الحديث عن سعي الاحتلال لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، و"التكتم" على الأمر، خوفا من تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعم الخطة. 

ورغم تبرير حكومة الاحتلال لهذه العمليات بالسعي لمنع وقوع حدث مشابه لما وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإنها تقوم بتنفيذ خطط أعدتها وبدأت تنفيذها قبل هذا التاريخ لكنها سرَّعت عملها بعده، كما يقول الخبير في الشأن "الإسرائيلي" إيهاب جبارين. 

كما كشفت "هآرتس" في 20 يونيو/حزيران الماضي، أنها خصصت 5.6 مليارات شيكل (نحو 1.5 مليار دولار) لتوسيع البنى التحتية الاستيطانية، تشمل طرقًا وشبكات مياه وكهرباء. 

وتعتبر هذه المشروعات الجديدة جزء من استراتيجية ربط المستوطنات ببعضها وتقطيع أوصال الضفة، التي طالب رئيس الكنيست و14 من أعضائه التابعين لحزب الليكود، بضمها فورًا. 

تفريغ المخيمات.. انهاء لحق العودة رمزياً 

يرى الاحتلال بعد السابع من اكتوبر أن فكرة التكتل السكاني في المخيمات والتي تحولت إلى حاضنة للمجموعات المسلحة يجب انهائها. 

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي عامر السبايلة في تصريح خاص لـ "موسوع المخيمات الفلسطينية " إن البعد الأمني قدم رؤيته التي بضرورة التفريغ الديموغرافي وإعادة رسم الخريطة في مناطق الضفة الغربية. 

وقام الاحتلال بتفريغ المخيمات من سكانها ومنع عودتهم، حيث دمرت البنى التحتية وجرفت الطرقات وهدمت المنازل لتصبح بيئة غير صالحة للعيش، ويؤكد السبايلة أن الاحتلال يركز على تغيير شكل المخيمات وتفريغها وإنهاء صورتها الحالية، لتحقيق ثلاثة أهداف: 

  1.  أولها الهدف الأمني لأن المخيمات تعتبر البيئة الحاضنة للمقاومة. 
  1.  هدف سياسي: لأن تفريغ المخيمات من السكان يساعد على رسم جغرافية المنطقة التي يرغب بضمها الاحتلال مستقبلاً. 
  1.  تفكيك المخيمات الكبرى كمخيم جنين وطولكرم وغيرها يمهد لإنهاء حق العودة على البعد الرمزي للمخيم. 

هنا لا بد من الإشارة أن المخيم له رمزية في الوجدان الفلسطيني، فهو أصل الحكاية وهو بداية النهاية للاحتلال وظلمه، وهو عنوان العودة الدائم ولحنها المنشود 

 



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى