كمال عبد الله… صوت المخيم الذي أصبح وطنًا

كمال عبد الله… صوت المخيم الذي أصبح وطنًا

كمال عبد الله… صوت المخيم الذي أصبح وطنًا

جنين القاضي 

 كمال عبد الله… صوت المخيم الذي أصبح وطنًا

 في المخيم لا مكان للصمت بل هناك في كل جدارٍ حكاية نزوح، وكل زقاق ذاكرة تتردّد بين الغياب والأسلاك. من مخيم خان الشيح في ريف دمشق_ سوريا خرج صوتٌ لم يشبه أحدًا؛ صوت كمال عبد الله، ابن طبريا – حطّين الذي لم تطأ قدماه أرضه لكنه حملها في دمه وجعلها تنبض في كلماته.

 منذ 2006، بدأ يخط سطورًا غاضبة لفلسطين يبحث فيها عن وطنٍ ضائع في الغياب ، ووجد في الراب مساحةً للبوح والتمرّد فناً يلتقط وجع الشوارع وصوت المهمشين. تأثر بفرقة "دام" وقائدها تامر نفار، وتابع تجارب الراب المصري حتى أصبحت أغانيه مزيجًا من الغضب الفلسطيني والحلم السوري.

ومع بدايات الثورة السورية، اشتعلت الكلمات أكثر حيث أنه سجّل أولى أغانيه مع صديقه "يعقوب"، ثم انضم إليهما "يسر"، فأسسوا فرقة "زعما". في بيت صغير باللاذقية صنعوا استوديوهم السري من ميكروفون وكرت صوت وغنّوا بأسماء مستعارة يهربون من العيون لكنهم يواجهون الموت بالكلمة. كانوا يعرفون أن المخيم يحتاج دائمًا إلى صرخة لتُبقيه حيًّا.

 ان من ابرز اعماله التي تحولت إلى شواهد على زمن كامل هي:"آه ياوطن" أنين اللاجئين، "احمي المخيم" صرخة الأزقة، "ما حلّ بشام" وجع مدينة تنزف،"بسمع صوت القصف" حين يصبح الرصاص إيقاعًا يفضح الخراب وغيرها الكثير.

 عام 2016 كان عامًا قاسيًا حمل معه اعتقالات ورحيل وصمت ثقيل. حينها توقفت الأغاني لكن صداها ظل عالقًا في الذاكرة كأنها صرخة جيل كامل لم يرضخ.

 كمال لم يستسلم تابع دراسته بشغف الباحث عن معنى جديد للصوت فحصل على بكالوريوس في الاقتصاد والمحاسبة، ثم في الإعلام، ونال ماجستيرًا في الإعلام الإلكتروني. واليوم يقف أمام الكاميرا في قناة فلسطين اليوم، مواصلًا الحكاية ذاتها لكن بأدوات أخرى.

 كمال عبد الله ليس مجرد مغنٍ أو إعلامي بل هو ابن خان الشيح وابن المخيم، شاهد على الوجع وصوت الذين لم تُتح لهم الفرصة للكلام. برهن أن الكلمة لا تموت، وأن ما يُقال في الظل قد يتحول يومًا إلى صدىً يعانق العالم.

 فالوطن عنده ليس حدودًا على الخريطة، بل إيقاع في القلب، وذاكرة تقاوم النسيان، وصوت لا ينطفئ مهما اشتدّت العتمة.

#موسوعة_المخيمات_الفلسطينية

 



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى