الوضع السياسي والقانوني - مخيم الوليد: من المخيمات الصحراوية المزالة
شهدت قضية فلسطينيي العراق والمخيمات الصحراوية بالذات تفاعلاً إعلاميا وإنسانيا لم يرقَ إلى المستوى المطلوب، فقد أصدرت العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية عدة بيانات دعت من خلالها إلى إنهاء مأساة فلسطينيي العراق منها:
- عدّت منظمة العفو الدولية في بيان لها أنّ اللاجئين الفلسطينيين في العراق هم أكثر المجموعات عرضة للهجمات، مشيرة إلى أنّهم يعانون من التهديد والتعذيب والقتل والعيش في ظل ظروف قاسية في مخيمات بالقرب من الحدود السورية، وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته تحت عنوان «العراق: انتهاكات حقوق الإنسان ضد اللاجئين الفلسطينيين»، أنّ فلسطينيي العراق يتعرضون منذ العام ألفين وثلاثة 2003 للاختطاف على أيدي الجماعات المسلحة، مضيفة أنّ العديد منهم «تركوا منازلهم بعد تلقيهم تهديدات بالقتل، وهم يختفون حالياً في العراق، أو إنهم عالقون في معسكرات بالقرب من الحدود العراقية ـ السورية، ويعيشون في ظل ظروف قاسية جداً».
- وصفت مسؤولة ملف الحماية في العراق بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ميشيل ألفارو أوضاع زهاء ألف لاجئ فلسطيني تقطعت بهم السبل في مخيم يقع بمنطقة عازلة قرب الحدود العراقية السورية بأنها خطيرة، وحثت السلطات السورية على تسهيل الانتقال إلى المخيم، وذكرت ميشيل ألفارو أن هؤلاء اللاجئين يعيشون أوضاعا مأساوية تزداد سوءاً، إذ إن الحرارة الشديدة ونقص المياه والرعاية الطبية تجعل حياة اللاجئين "جحيما".
- وصفت لجنة إغاثة فلسطينيي العراق واقع أكثر من ألفي لاجئ فلسطينيين من العراق يعيشون في المخيمات الصحراوية على الحدود السورية العراقية بأنه "قتل بطيء وظلم واقع عليهم"، مطالبة الهيئات والمنظمات الإنسانية في العالم بالتحرك العاجل لإنهاء مأساتهم.
- دعت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية جامعة الدول العربية للقيام بواجباتها تجاه فلسطينيي العراق، وعدم تركهم محصورين ومعزولين في الصحراء على الحدود السورية العراقية، وطالبت المنظمة في بيان أصدرته في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام ألفين وثمانية (25/11/2008)، الأمين العام لجامعة الدول العربية والمسؤولين العرب بالعمل على إنهاء معاناة آلاف اللاجئين الفلسطينيين والمستمرة منذ أواخر عام ألفين وستة 2006 في كل من مخيم الوليد في صحراء الأنبار العراقية ومخيمات التنف على الحدود السورية العراقية ومخيم الهول في مدينة الحسكة السورية، وكذلك الفلسطينيين ممن بقوا في العراق ولا سيما في مجمع البلديات الفلسطيني في العاصمة العراقية بغداد.
- اللاجئون الفلسطينيون في مرمى النيران: وفقاً لتقرير جديد صدر عن منظمة العفو الدولية، يُعد اللاجئون الفلسطينيون الذين يعيشون في العراق الضحايا المخفيين للنـزاع الدائر هناك، فهم تعرضون للتهديدات والتعذيب والقتل ويعيشون في ظروف مروعة في مخيمات للاجئين كمخيم الوليد المُقام بالقرب من الحدود السورية. ويتناول التقرير الذي يحمل عنوان "العراق: ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد اللاجئين الفلسطينيين " انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام ألفين وثلاثة 2003، ويسلط الضوء على تقاعس الحكومة العراقية والقوة المتعددة الجنسيات عن العمل من أجل حمايتهم.
وقد صرح مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية بأن "الفلسطينيين يعدّون اليوم من الجماعات الأكثر استضعافاً في العراق. إذ يجري تعقبهم واختطافهم وتعذيبهم وفي بعض الحالات قتلهم من دون أن تُتخذ أية خطوات فعالة لحمايتهم".
ومنذ العام ألفين وثلاثة 2003، اختطفت الجماعات المسلحة عشرات الفلسطينيين، الذين يتم العثور على جثثهم في وقت لاحق في المشارح أو ملقاة في القمامة على قارعة الطرق، وكثيراً ما تكون مشوَّهة أو تظهر عليها آثار التعذيب. وأُرغم العديد من الأشخاص الآخرين على الفرار من منازلهم بعد تلقي تهديدات بالقتل. وبعضهم يختبئ حالياً داخل العراق أو يتضوَّرون في مخيمات بالقرب من الحدود العراقية السورية، حيث يعيشون في ظروف قاسية للغاية.
وقدَّر المركز الإعلامي الفلسطيني الدولي لدراسات الشرق الأوسط عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في العراق منذ العام ألفين وثلاثة 2003بأكثر من ثلاثمائة وعشرين شخصاً. ولكن هذا الرقم التقديري ربما يكون أقل من الرقم الحقيقي.
إن الفلسطينيين يعدون أقلية تستهدفهم أيدي المليشيات المسلحة لأن بعض العراقيين يتصورون أنهم حظوا بمعاملة تفضيلية في ظل حكم صدام حسين. ونظراً لكونهم غير عراقيين ومعظمهم من العرب السنة، فقد اشتُبه في أنهم يدعمون أو يتعاطفون مع العراقيين السنّة المتورطين في التمرد ضد الحكومة وضد القوة المتعددة الجنسيات، وهو ما يفتقر إلى البراهين بل وتؤكد كثير من الدلائل عكس هذه الادعاءات وتوضح أن المسألة هي مسألة تطهير طائفي ليس أكثر.
- اللجنة العربية لحقوق الإنسان في باريس تطالب في بيان صادر عنها في السادس من تشرين الأول عام ألفين وسبعة (6/10/2007) بإنهاء مأساة اللاجئين في المخيمات الصحراوية عقب نشوب حريق في مخيم التنف، وتضم اللجنة العربية لحقوق الإنسان صوتها للأهالي المنكوبين، وتطالب الجمعيات الخيرية والحقوقية والحكومات المعنية والمفوضية العليا للاجئين للالتفات لوضعهم والإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة لحل مشكلتهم التي امتد زمنها.
- فضائية الجزيرة تعرض حلقة بعنوان "فلسطينيون تحت خط الاستواء" في برنامج تحت المجهر يتضمن لقاءات مع عدد من اللاجئين الفلسطينيين من العراق في البرازيل في التاسع من أيار عام ألفين وثمانية (9/5/2008).
- فضائية الحوار تبث برنامجاً يتحدث عن واقع فلسطينيي العراق.
- فضائية القدس تنفذ حملة إعلامية لتفعيل ملف المخيمات الصحراوية ولا سيما مخيم الوليد، فقد بثت عدداً من البرامج المباشرة خلال شهر تموز عام ألفين وتسعة 2009م.
- حلقات إذاعية عبر إذاعة القدس حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق والمخيمات الحدودية.
- مقال صحفي حول معاناة فلسطينيي العراق ضمن سلسة تنشرها رابطة فلسطينيي العراق بعنوان (راصد).