صور وحكايات من مخيم اربد

صور وحكايات من مخيم اربد

صور وحكايات من مخيم اربد

مخيم اربد / صلاح زكي ابو الهيجاء

تغيرت ملامح وجهي وتضاريس روحي فتاهت معالم التاريخ في خرائط الجغرافيا المكان والزمان .

وعندما تكون في منفى الغربه مع الذات فكل الأشياء التي تحاول أن تعيشها تفقد نكهتها ويصبح حلم الأشجار باهتا كخريف عمري ولون السماء اقل زرقة والسعادة مجرد كلمات عابره لا تسمن ولا تغني من جوع وحب.

فأصعب الم يسكن تلك الروح ان تتصارع مع مشاعر الحب والحنين .

فيحاول الاشتياق ان يقتلك فتهرب في دهاليز الحياة المتعبه. 

عائدا للماضي ذكريات جميلة كانت او قاسيه لتذكر ضحكات الاهل والاحبه ولدفء أحضان من تحب.

فعلى مقطع الشارع الرئيس للمخيم تقف عند ساحة سميت بساحة الأفراح والليالي الملاح التي لا تعود للحياة رغم بساطتتها وقلتها .

فهذا الشارع كان يميزه ايقونه المخيم البنت البسيطه(داول او دولت واخيها احمد) واهتمام الجيران بهم بعد موت الأب والأم لأنهم كانوا بحاجة لزياده في الاهتمام وكم تأثر اهل المخيم برحيلهم .

ويتصدر المشهد بقالة الحاج زكي ابو الهيجاء ( والدي) ذلك الرجل العصبي الطيب حيث كانت ملتقى الجميع ومركز لتوزيع الرسائل القادمه من بعيد .

وتميزت بالجلسة بعد صلاة العصر يوميا بكل الفصول الأربعة بمياريات حماسيه بلعبة شعبيه تسمى( المنقلة او السيجه )والحماس منقطع النظير الذي كان يغلب هذه الجلسات مع وجود فنجان قهوة ساده عربيه فتجد الصراخ والفرح والغضب على الوجوه بعد كل لعبه   .

فكانت مقرا ومفرا للكثير منهم الحاج الطيب ابو خالد الديارنه وعمي ابو غازي وابو سمير العيلوطي وابو مثقال السويطي واخوالي محمود وابو محمد ومحمد السعيد ابو قاسم وغيرهم الكثير.

وفي قلب  الحاره يقطن احد السكان الحاج ناصر الخالدي ابو خالد 

تاجر الأغنام والحلال الذي ارتحل مبكرا هو وزوجته تاركين عائلة مكونه من ٦اشخاص تحمل مسؤوليتهم وتربيتهم اخاهم الكبير أعطاه الله الصحه والعافيه الخال خالد ناصر الذي اطلق عليه في المخيم خالد اليتيم فكانت كل بيوت المخيم بيتهم واهلهم وعمل باكثر من عمل ومكان حتى يربي اخوته.

تسير بخطوات قليله فتجد الحاج ابو فريد وزوجته الطيبه بدكان صغير يتصدره الترمس وذات الدكان اشتراه فيما بعد رجل ضرير كان يطلق عليه اسم اللبناني لقدومه من لبنان ويعمل بالدكان هو وزوجته وبنته الوحيده فكان ما يمزها وجود الصحف اليوميه الرأي والدستور وصوت الشعب رغم صغر مساحتها وقلة البضاعه فيها .

وكانت تلتصق بدكان كبير تملأ اركانها البضائع وتعج بها الحركة والبركه للحاج ابو جمال الأشقر ابن الجسير الطيبه وسكر الدكان وحلاوتها  كانت تتجلى بوجود الغالي على قلوب الناس جمال الاشقر أبو وائل الذي تميز بشقار الوجه والشعر وبخفة دم ومزاح مع كل الناس. 

وتسير لتجد بقالة ابو فوزي الطيطي ودكان المختار ابو مصطفى التي كانت تقابلها دكانه الأخوين ابو عايشه التي كانت تمثل السوبرماركت اليوم .

باصحابها الطيبين وتجد الحاج ابو غالب بائع الفلافل ،

وبجانبه فرن الحاج عبدالخالق ابو خليل ومساعدة ام خليل وأولاده ورائحة الخبز والصواني وكعك  واقراص العيد والعلاقات الاجتماعيه البسيطه الجميله التي كانت تميز الجميع .

وكان للحج ابو خليل اخ يعمل بالأسواق يسمى عبد الكريم ونطلق عليه مختصرا اسم (كرم )الذي امتاز بالقوة والعمل والنكته والمواقف الظريفه وكان بعض الاطفال يخشون الاقتراب منه رغم بساطة روحه ومحبته للجميع.

ونهاية الشارع تجد ابو نضال قلينا وانت تشتم رائحة الفلافل والحمص والفول كمطعم رئيس لهذا الشارع الكبير وتسمع في لحظات تجلي مواويل العتابا والميجنا عن الحب والوطن والغربه للحاج ابو نضال. 

لتجد مخيطة الحاج يونس الكرمي والعمل المنسق الجميل .

لتنهي الشارع الطويل بدكان الحاج عبد الرؤوف الطيراوي ابو محمد والجلسات الجميله التي كانت البقالة مكان لها والخدمه المتواصله من ماء وقهوه وشاي من الحاجه ام محمد.

 

شريط مر على عقلي الصغير وهذا ما تم استعابه. 

محاولات العوده لزمان جميل قد أخطأ وقد اصيب لكن شيئا ما يدور في،فلك روحي المتعبه قد استمد من هذه الذكريات راحة مؤقته او بقايا امل لعمر بات يقف على المحطه الاخيره.

او ضوء يأتي من بعيد لاضائة شوق كامن في قلب العتمه.

يا بائع التذاكر لا تبعني ومن احب تذاكر النسيان والغربه مع الذات واكذب علينا كذبة بيضاء بأن قطارات العمر متوقفه على تلك المحطات. 

فالرحمه لمن ارتحل والصحه والعافيه لمن بقي.

بانتظاري فالقصص لها بقيه ولحبي الصبر والسلوان.

 




تصدير المحتوى ك PDF

مقاطع فيديو


إضافة محتوى