الدور النضالي للمخيم - مخيم نور شمس



يعتبر مخيم نور شمس أحد المناطق التي لطالما شهدت اشتباكات ومواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي خلال السنوات الماضية ويعود المخيم كل فترة لتصدّر عناوين الأخبار الواردة من الضفة الغربية.

نور شمس كان في فترة الانتداب البريطاني قبل عام 1948 عبارة عن حي صغير في مدينة طولكرم، وكان الحي قد سُمي بهذا الاسم لأنه أول أحياء المدينة التي تصله أشعة الشمس عند شُروقها في الصباح الباكر.

في عام 1919 أنشأت سُلطات الانتداب البريطاني سجناً في الحي وبات يُعرف بسجن نور شمس، ووضعت فيه أصحاب الأحكام القاسية والعالية من السُجناء الفلسطينيين كمن حُكِمَ عليهم بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة. وفي ثورات عامي 1929 و1936 ضد الانتداب البريطاني زجت سُلطات الانتداب بالثوار الفلسطينيين والعرب في سجن نور شمس، لتقع معركة كبيرة في محيط السجن في مايو 1936 بين المسلحين العرب والقوات البريطانية أُطلِق عليها "معركة نور شمس".

تنشط في المخيم عدة قوى مسلحة لـ"مقاومة الاحتلال الإسرائيلي" بحسب قولها، أبرزها "كتيبة طولكرم – الرد السريع" أحد الأذرع العسكرية لكتائب شهداء الأقصى، المرتبط بحركة فتح، وفق القناة الرسمية للكتيبة على تلغرام، كما تنشط بها "كتيبة طولكرم – سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي التي انطلقت نواة تأسيسها من مقتل سيف أبو لبدة في عام 2022 خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي قرب حنين، وأبو لبدة هو شاب عشريني من أبناء المخيم وأحد أفراد سرايا القدس – الجهاد الإسلامي، بحسب ما ذكر في رسالة كتبها قبل مقتله وتم تداولها واسعاً.

ويوجد في المخيم أيضاً عناصر من كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، وفق بيانات صادرة عن الحركة.

 تاريخ المواجهات في المخيم

شهد مخيم نور شمس على العديد من الاشتباكات وأعمال العنف، أبرزها خلال ما يسمى بـ"عملية السور الواقي" التي أطلقتها إسرائيل ضد مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة عام 2000، ووفق وسائل إعلامية فلسطينية محلية، كانت العملية العسكرية الأخيرة في المخيم هي "الأعنف والأشد" منذ عام 2000.

 وخلال تلك الأحداث حاصرت آليات الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس، ومدينة طولكرم بالعموم، و"قصفت مناطق مختلفة منها بصواريخ من طائرات الأباتشي، واغتالت عناصر من الفصائل المختلفة فيه"، وفق ما يذكر مركز الإعلام الفلسطيني.

 ويوضح مركز المعلومات الفلسطيني أنه "مع تشكل وتنظيم الحركات المسلحة الناشئة في المخيم خلال السنوات القليلة الماضية، تزايدت الاشتباكات بين تلك الحركات وأهالي المخيم والجيش الإسرائيلي".

 في عام 2023، وقبل تنفيذ حماس لهجومها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، شهد المخيم على عدة عمليات عسكرية بين الحين والآخر وفق وسائل الإعلام الفلسطينية، وأدت لجرح وقتل عدة أشخاص، لكن مع اندلاع الحرب في غزة، شهد المخيم تصعيداً أوسع للتوترات. ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى اليوم شهد المخيم "22 اقتحاماً، أسفرت عن مقتل أكثر من 56 شخصاً".

 مخاوف من تصاعد العنف مع شن مستوطنين هجوماً على فلسطينيين في الضفة الغربية

 وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول نفذت القوات الإسرائيلية عملية واسعة في المخيم، ونفذت ضربة جوية أدت لمقتل 12 فلسطينياً، فيما أعلنت الشرطة الإٍسرائيلية مقتل أحد أفرادها خلال العملية التي قال عنها الجيش الإسرائيلي إنها تأتي "للقبض على مشتبه بهم مطلوبين وتدمير البنية التحتية للإرهاب ومصادرة الأسلحة"، فيما قالت تصريحات صادرة عن القوى المسلحة في المخيم أنها "تصدّت للآليات والقوات الإسرائيلية التي كانت تداهم المخيم".

 وفيما وصفت وكالة رويترز حينها الضربة الجوية الإسرائيلية على المخيم "بالاستخدام النادر للقوة الجوية في الضفة الغربية"، قال الجيش الإسرائيلي إن الضربة "استهدفت مجموعة من الفلسطينيين شكلوا تهديداً للجنود في المنطقة". وأضاف أنه اعتقل 10 فلسطينيين خلال المداهمة.

 لاحقاً، استمرّت مداهمات الجيش الإسرائيلي للمخيم وفق وكالة الأنباء الفلسطينية، التي نشرت عدة أخبار عن عمليات عسكرية في المخيم طوال الأشهر الماضية، رافقها تدمير للمباني والطرق، واستهداف لعمارات سكنية وتفتيش للمركبات، ورافقها اشتباكات مع الأهالي والعناصر المسلحة وفق بيانات صحفية.

 وإلى جانب ذلك، أعلنت القوى المسلحة في المخيم عدة مرات في بيانات صحفية عن "محاولات اعتقال من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية لعناصرها، وقيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإزالة الحواجز"، إذ كانت آخر تلك التوترات بين القوى المسلحة في المخيم والأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل نحو ثلاثة أسابيع، عندما قُتل أحد عناصر سرايا القدس، الجناح العكسري لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم نور شمس، برصاص " الغدر والخيانة" وفق بيان صدر عن كتائب طولكرم، فيما نشرت وسائل إعلامية محلية أن فلسطينياً قتل برصاص الأجهزة الأمنية في المخيم، بينما لم تعلق السلطة الفلسطينية عن الأنباء الواردة حينها.

 وفي مطلع أبريل/نيسان الحالي، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية في المخيم أدت لمقتل شخص، قبل تنفيذ عملية واسعة استمرت ثلاثة أيام منذ الخميس الماضي وحتى السبت، وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

 وفي 26 من أغسطس آب الحالي، قُتِلَ خمسة فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا الليلة الماضية في مخيم نور شمس للاجئين بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.