الدور النضالي للمخيم - مخيم البريج


أصبح مخيم البريج ـ الذي يبعد عن مدينة غزة تسعة كيلو مترات جنوباً ـ هدفا دائما للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقامت آليات الاحتلال بتدمير منازل على رؤوس ساكنيها ومسحت جرافاته الشوارع، كما جرفت مساحات زراعية شاسعة واقتلعت أشجار الزيتون والحمضيات.. لماذا مخيم البريج؟.. ربما لأنه يطلق عليه (مخيم المقاومة والصمود والشهداء) ويحمل رمزا من رموز عودة اللاجئين لمنازلهم التي هجروا منها في عام النكبة 1948 .

الرمز وجده الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر، في مخيم البريج في العام 1966 حين زار قطاع غزة.. وعند مروره بدائرة دير البلح عرف أنه سيمر قبالة مخيمات للاجئين، فطلب من مرافقه إنزاله في الشارع الواصل لمخيم البريج من الطريق الرئيسي، حيث لاحظ رسومات هندسية وتخطيطا بـ «الجير الأبيض» على الأسفلت فسأل عن سببه؟ فأفاده المرافق بأن هذه إحدى وسائل تلاميذ اللاجئين لاستذكار دروسهم، حتى لقي أحدهم وكان صبيا في العقد الثاني من العمر، فسأله عن اسمه وبلده، فأفاده الصبي، ليسأل سارتر: أهنا هي؟ فأجاب الصبي: لا.. إنها محتلة.. وقال سارتر: إذن كيف عرفت؟ فقال الصبي: حدثني والدي عنها وسوف نعود لها.. ليقول الفيسلوف سارتر: ما رأيته اليوم في مخيم للاجئين يؤكد أن هذا شعب لن يموت.

ولذلك تعرض المخيم خلال تاريخه لعدة مجازر على يد الاحتلال الإسرائيلي، منها:

  • وفقاً لتقرير للأمم المتحدة، في ليلة 28 أغسطس/آب 1953، ألقيت قنابل عبر نوافذ الأكواخ في البريج حيث كان اللاجئون نائمين، وأثناء فرارهم، هوجموا بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الآلية.
  • وفي 11 مارس/آذار 2002، جرت عملية اعتقال جماعية للفلسطينيين عندما دخلت الدبابات مخيم البريج للاجئين، ما أسفر عن استشهاد  شخصين.. وأدت غارة قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 6 ديسمبر/كانون الأول 2002 بالدبابات والمروحيات الحربية الإسرائيلية إلى استشهاد 10 أشخاص.

وخلص تحقيق للأمم المتحدة إلى أن ثمانية من الشهداء في الهجوم كانوا من المدنيين العزل. من هؤلاء، فيما كان اثنان منهم من موظفي الأمم المتحدة.

  • وبتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول 2007، أدى اقتحام الاحتلال الإسرائيلي للجزء الشرقي من المخيم بغطاء من الطائرات الإسرائيلية إلى اندلاع اشتباكات مسلحة في المخيم.. وفي عدوان 2012 على القطاع قصف الاحتلال العديد من منازل المجاهدين والمدنيين العزل، ما أدى لاستشهاد خيرة شباب المخيم.
  • أما في عدوان 2014 فقد قام الاحتلال "الإسرائيلي" بالهجوم على قطاع غزة براً وجواً وبحراً، حيث واجه مقاومة مخيم البريج لجنود الاحتلال من مسافة صفر، واستشهد العشرات في سبيل الدفاع عن المخيم.