الفلسطينيون في الولايات المتحدة الأمريكية

الفلسطينيون في الولايات المتحدة الأمريكية

الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية:

تطور الوجود الفلسطيني الولايات المتحدة الأمريكية: من غير المعروف بالضبط متى وصل أول الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن العديد من المهاجرين الفلسطينيين الأوائل كانوا من المسيحيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة من المناطق الفلسطينية القريبة من جنوب سوريا، في عهد الإمبراطورية العثمانية، في بدايات القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي بدأت تفرض فيها السلطات العثمانية  الخدمة العسكرية الإجبارية بهدف إشراكهم في حروبها.

كما هاجر المزيد من الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة نتيجة لحرب 1948م. وبدأت أكبر موجة من الهجرة الفلسطينية إلى الولايات المتحدة بعد حرب عام 1967م، واستمرت حتى وقتنا الحاضر، وبلغت ذروتها في عام 1980م.

وتعود أسباب الهجرة خلال هذه الحقبة إلى ارتفاع وتيرة الضغوط الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الضغوط الاقتصادية والسياسية، ومن جهة أخرى توجه أعداد لا بأس بها للالتحاق بالجامعات الأمريكية؛ بهدف مواصلة مسيرتهم التعليمية.

تعود أصول 85% من إجمالي مجموع الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين أن 15% في المائة منهم هم من فلسطين المحتلة عام 1948، وخاصة من مدن يافا والناصرة وغيرها.

عدد أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية: وفقا للتعداد الأمريكي لعام 2000م، كان هناك 72,112 شخصًا من أصل فلسطيني يعيشون في الولايات المتحدة، ولكن المعهد العربي الأمريكي يقدر تعداد فلسطينيي أمريكا ب252,000 شخص، في حين أن المجلس الفلسطيني الأمريكي يقدر عددهم ب179,000 في عام 1999م، أما جهاز الإحصاء الفلسطيني وحسب تقرير صدر عنه عام 2005م فقدر عددهم بحوالي"236357" فلسطينياً.

أماكن وجود الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية:

استقر الفلسطينيون في عدة  مناطق في الولايات المتحدة الأمريكية جنبا إلى جنب مع المهاجرين العرب الآخرين مثل اللبنانيين واليمنيين.

حسب جهاز الإحصاء المركزي هناك 21% من أبناء الجالية الفلسطينية تعيش في ولاية كاليفورنيا، و15% في  ولاية النيويز، في حين يقطن ولاية نيويورك 13%، ثم في  ولاية مشيغان 10%، وولاية نيوجرسي 6%، وفي ولاية أوهايو 4%. أما في  ولايتي تكساس وميريلاند وكذلك بورتوريكو فقد تركز في كل منها 3%، وفي  ولاية بنسلفانيا وميشوست وفلوريدا وفرجينيا، فقد تركز فيها 2% على التوالي، واستحوذت ولايات واشنطن العاصمة على 1% فقط، وتوزع  13% في المائة من إجمالي عدد الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية  على باقي الولايات غير المذكورة وبنسب ضئيلة جداً.

اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع الأمريكي: واجه أبناء الجيل الأول من الجالية الفلسطينية صعوبات ومعيقات كبيرة أمام عملية اندماجهم داخل المجتمع الأمريكي، في مقدمة هذه الصعوبات الاختلاف في  اللغة والعادات والتقاليد، إلا أن هذه العقبة أخذت بالانحسار بالنسبة للجيل الثاني، الذي كان أكثر انسجاماً وقبولاً للانخراط في بوتقة المجتمع الأمريكي بعاداته وتقاليده وقيمه، فاتسع نطاق اندماجهم لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي؛ هذا لا يعني أن أبناء الجالية الفلسطينية وجدوا الأبواب مشرعة لهم للانخراط في نسيج المجتمع الأمريكي بكل سهولة، بل واجهتهم صعوبات تمثلت في النظرة العنصرية من المجتمع الأمريكي، خاصة في ظل سطوة وهيمنة الحركة الصهيونية على وسائل الإعلام الأمريكية، التي وضعت الفلسطيني في نطاق دائرة الجماعات الإرهابية.

وجاءت أحداث11 سبتمبر لتكرس المزيد من المضايقات والحصار على أبناء الجالية الفلسطينية وغيرها من الجاليات ذات الأصول العربية والإسلامية؛ الأمر الذي خلق فجوة بين أبناء الجالية الفلسطينية والمجتمع الأمريكي وحد من استمرار اندماجهم.

نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية: هاجرت الغالبية العظمى من أبناء الجالية الفلسطينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحثاً عن فرص عمل، أو بهدف استكمال تحصيلهم العلمي، وقد نجحوا في تحقيق انجازات على هذه الأصعدة؛ فانتقلوا من مجرد تجار صغار في بداية وجودهم، إلى أصحاب متاجر كبيرة، وأصبح بعضهم من أصحاب رؤوس الأموال؛ ففي عام 2005م ذكرت مجلة فورتشن الأمريكية الاقتصادية المتخصصة أن في أمريكا 25 مليارديراً أمريكياً من أصل فلسطيني.

كما تقلد الفلسطينيون مناصب رفيعة على الصعيد الأكاديمي؛ فهناك أعداد كبيرة منهم تمارس مهنة التعليم في الجامعات الأمريكية، ولهم بصمات واضحة في هذا المجال، وهناك من عمل في المجال الصناعي والزراعي والمهني والوظائف العامة.

مؤسسات الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية: يوجد العديد من المؤسسات التي يندرج تحت إطارها أبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية، سواء كانت هذه المؤسسات  تخص الجالية الفلسطينية وحدها، أو تشارك الجالية في عضويتها، ومن أهم هذه المؤسسات:

الاتحاد العام لطلبة فلسطين، اتحاد المرأة، اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز في ماساتشوستس، المنتدى العربي الأميركي، المسلمون الأميركية من أجل فلسطين، التحالف من أجل حقوق الفلسطينيين- بوسطن، العدالة للفلسطينيين، المركز الفلسطيني، تحالف حق لعودة، المعهد العربي الأميركي، مسيحية مؤسسة الأرض المقدسة المسكونية "HCEF"، شبكة المهنيين العرب الأميركيين "NAAP "، نادي رام الله- واشنطن، عدالة حملة نيويورك لمقاطعة إسرائيل، شبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة.

النشاط السياسي لأبناء الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية: تقف الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول الداعمة والراعية لإسرائيل منذ نشأتها عام 1948م، وحتى يومنا هذا، سواء كان على المستوى  السياسي أو الاقتصادي أو الأمني؛ حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المدافع الأساسي عن إسرائيل ومواقفها على مستوى المحافل الدولية. وهي الداعم الرئيسي لاقتصادها،  والمؤيد القوي لتحركاتها وحروبها العسكرية في المنطقة، كل ذلك بغض النظر عن كون الحزب الحاكم في الولايات المتحدة ديمقراطياً أو جمهورياً. وبناء على ذلك فإن الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من محاولاتها المتواضعة التأثير في مواقف الولايات المتحدة، تجاه القضية الفلسطينية وتحديداً على المستوى السياسي، إلا أن حراكها لم يرقَ إلى مستوى التأثير والنفوذ في مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة القضية الفلسطينية، خاصة في الكونغرس بشقيه: مجلس الشيوخ، ومجلس النواب،  وذلك لأسباب عديدة أهمها:

أولاً: مجموع سكان الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتعدى "236" ألف فلسطيني حالياً، وهو بذلك يمثل نسبة صغيرة أقل من (0.07) في المائة من مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية الذي يتجاوز "300" مليون نسبة.

ثانياً: (83.5) في المائة من القوة المنتجة الفلسطينية هناك من الطبقات الكادحة، أي أن نسبة الشرائح التي يمكن أن تؤثر في القرار (16.5) في المائة، وهي غير منضمة لأي إطار محدد، وحديثة العهد.

ثالثاً: تشتت الجاليات العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم تنسيق القدرات والتوجهات، ناهيك عن تشتت رأس المال العربي، وعدم نفاذه في السوق المالي الأمريكي، والمؤسسات صاحبة القرار.

في مقابل ذلك يتمتع اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذ كبير لدى السلطات التشريعية الأمريكية، وغيرها من مؤسسات صنع القرار والإعلام الأمريكي لخدمة الأهداف الإسرائيلية، ومرد قوة الضغط اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في كبر مجموع الجالية اليهودية (5.5) مليون يهودي، والتنظيم في الدرجة الأولى، ورأس المال اليهودي المؤثر بدرجة كبيرة في السوق المالي الأمريكي، وتالياً على أصحاب القرار الأمريكيين.

شخصيات فلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية

إدوارد سعيد  

ولد ادوارد سعيد في مدينة القدس بتاريخ 1/11/1935. وهو من عائلة مسيحية ومن أم لبنانية وأب فلسطيني أمريكي. باشر دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر، ثم سافر الى الولايات المتحدة بهدف الدراسة، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة برنستون عام 1957، ثم شهادة الماجستير عام 1960، ونال شهادة الدكتورة من جامعة هارفارد عام 1964.

قضى الدكتور ادوارد سعيد حياته الأكاديمية أستاذا في جامعة كولومبيا في نيويورك، في الأدب المقارن، إلا أن هذا لم يثنه عن قضيته الأم قضية فلسطين

خليل جهشان

ولد في مدينة الناصرة في عام 1948م، سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة في عام 1969م، يشغل منصب رئيس اللوبي الأمريكي العربي، كان رئيس الرابطة الوطنية للعرب الأمريكيين بين عامي 1990م و2000م، ونائب رئيس اللجنة الأمريكية حول القدس بين عامي 1996م و2003م، ونائب الرئيس التنفيذي للجنة مكافحة التمييز العربية الأمريكية. ويعمل اليوم محاضراً في جامعة بيبر داين في ولاية كاليفورنيا

رشيدة طليب 

محامية أمريكية من أصل فلسطيني، نائبة في المجلس التشريعي لولاية ميتشجان الأمريكية عن الحزب الديمقراطي، لتصبح بذلك أول امرأة مسلمة تحصل على هذا المنصب، حصدت 90%من أصوات الناخبين في دائرتها.

رشيدة الإبنة الكبرى لمهاجرَيْن فلسطينيَّيْن هاجرا إلى الولايات المتحدة في أوائل السبعينيات. والدها من بيت حنينا (إحدى ضواحي القدس)، بينما يرجع أصل والدتها إلى بيت  عور، بالقرب من رام الله.

نالت درجة البكالوريوس في العلوم السياسية في 1998م، حصلت أيضا على شهادة في القانون عام 2004م، منحت رشيدة درجة الزمالة من مركز ميتشجان "للقيادة التقدمية"؛ اعترافا بما تمتلكه من مهارات قيادية في عام 2007م.(1)

1-وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا


إضافة محتوى