الصفوري خالد موعد ... ساموراي اليرموك
الصفوري خالد موعد ... ساموراي اليرموك
بقلم علي بدوان .... عضو اتحاد الكتاب العرب
بالفعل، قولاً وعملاً، يحمل لقب ساموراي اليرموك، خالد موعد الصفوري الجليلي القُح، فهو من الجيل الذي نما بين اقرانه من أبناء مخيم اليرموك سنوات الصعود الوطني خاصة في السبعينيات والثمانينيات، فكان كالساموراي (المحارب القديم) العتيق والمُعتّق، لكن دون سلاح أبيض أو ناري، بل بسلاح الثقافة، بالقلم والريشة، ومحاولات كتابة الرواية والنجاح في كتابة القصة القصيرة، والأهم في نقل وتوارث الإرث الفلسطيني، وصبه في قالب المرحلة ومتطلباتها، اي على مقاس مابعد النكبة، وعلى مقاس ثقافة المخيم، الوطن المؤقت لنا الى حين العودة الناجزة الى الوطن طال الزمن أم قصر...
يتخذ في كتاباته، اسلوب (ميلو دراما) حيث تكون الحبكة، مثيرة ومصممة لجذب المشاعر بقوة، فيطغى على نمط تسطيره وحبكته لكتاباته بالقلم، الطريقة الشعبوية، البسيطة، التي تجذب جمهوره الفلسطيني الذي يتوجه اليه بشكلٍ رئيسي. حيث يحاكي الأمور محاولاً إطلاق مكنونات دواخل الناس والإفصاح عنها، بكتابات سلسة ومحببة ومقروءة.
خالد موعد، لم يكن مُشاغباً، باليرموك، كما كان حال الكثير من المشاغبين، ومن اصحاب أصوات "البعبعة" و "الجعجعة بلا طحن"، بل كان في بارعاً في تسطير الكلام وتجيير اللغة لتلخيص الواقع، كي تأخذ الكلمة دورها ومكانها في مسار المقاومة، وهي عملية لاتقل اهمية عن المشاركة بالسلاح والإشتباك المباشر مع غزاة بلادنا.
هو من المخيم، وممن يتحسس واقع وهموم شعبه، فعينه ثاقبة، في تشخيص الواقع الفلسطيني، وقرائته، وقراءة فرادته بسلبياتها وايجابياتها، بما في ذلك واقع حياة الناس، الذي وجدوا انفسهم في حالة مغايرة بعد النكبة عندما خرجوا من فلسطين تحت ضغط القوة الإستعمارية وتهتك الحالة العربية الرسمية.
درس الساموراي خالد موعد في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق، المعروفة اختصاراً بين الناس بكلية الــــ (الهمك)، ولم يتخرج نتيجة غرقه في مواهبه ذات البعد الوطني، فعمل خطاطاً، ومدرساً للخط في معهد الخط العربي الذي أسسه عام 1997، والكائن في مخيم اليرموك شارع عطا الزير قرب حديقة فلسطين قبل محنة اليرموك ونكبته، وتخرج منه نحو الف طالب وطالبة، وهو المعهد الوحيد المختص بتعليم الخط العربي لذلك كان الطلبة يأتون اليه من جميع انحاء دمشق، ولديهم منهاجان : الأول لتحسين الخط في الكتابة العادية. والثاني لتعليم المحترفين ليكونوا خطاطين.
ساهم في كتابة القصة القصيرة. وقد نال جائزة وزارة الإعلام السورية في القصة القصيرة، وجائزة اتحاد الكتاب العرب في القصة الهادفة والموجة للطفل.