من رحم اللجوء يولد الامل

من رحم اللجوء يولد الامل

من رحم اللجوء يولد الامل

بتول أبو العردات

من رحم اللجوء يولد الامل

 

بين الأزقة الضيقة وحكايات اللجوء، تقف المرأة الفلسطينية شامخة. بخيوط التطريز، قدور المونة، وروح الصمود، تحوّل الألم إلى أمل، وتثبت أن القوة الحقيقية تولد من رحم الصعاب

 

في قلب مخيم عين الحلوة، حيث الأزقة المكتظة تحكي حكايات لجوء منذ عام 1948، تقف المرأة الفلسطينية شامخة رغم كل الألم. ليست مجرد أم أو زوجة، بل ركيزة أساسية في المجتمع، تمزج بين الصمود والإبداع، وتحوّل ضيق المخيم إلى مساحة عمل وأمل.

 

تحمل النساء عبء الحياة اليومية الصعبة، يعيلن أسرًا كثيرة في ظل البطالة وغياب الاستقرار الأمني. يظلّ دورهن محور التماسك الأسري، يغرسن في أطفالهن روح الانتماء لفلسطين وقيم الصبر والتعليم، ويصبحن مصدر القوة في وجه التحديات.

 

في السنوات الأخيرة، ظهرت مبادرات ومشاريع لتمكين النساء اقتصاديًا واجتماعيًا. فمن ورش التطريز الفلسطيني التي تعلّم الفتيات فنون التراث وتحوله إلى مصدر دخل، إلى مجموعات الطبخ والمأكولات المنزلية التي توفر دخلًا ثابتًا للعائلات، وصولًا إلى صناعة المونة والمربيات والمخللات، استطاعت النساء أن يحوّلن مهارات بسيطة إلى فرص واقعية للاعتماد على الذات. هذه المشاريع لا تمنحهن مصدر رزق فحسب، بل تمنحهن أيضًا ثقة بأنفسهن ودورًا فاعلًا في الحياة المجتمعية.

 

ولم يقتصر تأثير المرأة على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتد إلى التعليم والثقافة. تشارك بقوة في المدارس والجمعيات الأهلية، وتنقل للجيل الجديد الثقافة الوطنية والتراثية، فتعيد إحياء الهوية الفلسطينية في قلوب الصغار والكبار.

 

بالرغم من هذه النجاحات، لا تزال التحديات قائمة: قلة الدعم المادي، ضعف البنية التحتية، محدودية الفرص التعليمية، والتوترات الأمنية التي تؤثر على استقرار الحياة اليومية. ومع ذلك، تبقى إرادة المرأة في المخيم صلبة، تجعلها نموذجًا يُحتذى به في الاعتماد على الذات والصمود.

 

في مخيم عين الحلوة، تتحول خيوط التطريز وأطباق المونة إلى قصص كفاح ملهمة، تروي حكاية امرأة فلسطينية لا تعرف الاستسلام. هي التي تحيك حلم العودة بخيوط صغيرة، وتغلي طعم الوطن في قدور المونة، لتثبت أن الصمود قد يكون عملًا يدويًا بسيطًا، لكنه عظيم المعنى.

 




تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى