الحُولة: بحرة الغوارنة وبـَرّ الغُـرّ والبابـير

الحُولة: بحرة الغوارنة وبـَرّ الغُـرّ والبابـير

الحُولة: بحرة الغوارنة وبـَرّ الغُـرّ والبابـير

الحُولة: بحرة الغوارنة وبـَرّ الغُـرّ والبابـير

 جَفّت الحُولةُ من أهلها قبل أن يُجفَّفَ ماؤها. غير أنَّ تجفيف البحرة بعد النكبة قد ولّد فينا جفوةً عن ذاكرة الحولة وأهلها، غابتِها وسهلِها، وبحرتها التي ظلّتْ قصةَ حال المكان والسُّكان حولها قصيّةً من ذاكرتنا كفلسطينيّين إلى يومنا. وللحولة، حكايةٌ مبلولةٌ بماء بَحْرَتِها، قبل أن يمتصَّها الجفافُ والجفاءُ معاً.

في الجليل من شمال فلسطين، وإلى الناحية الشماليّة – الشرقيّة من مدينة صفد، تقعُ ديار الحـولة التي كان يُطلق عليها بحسب شيخ الربوة اسم "بلاد الخيط".1 والخيط هو نهرُ الشّريعة (الأردن)، وذلك لاستدامة واستقامة مجراه، فقيل عنه الخيط، الذي خَطّ خيطه بين بحرتي الحُولة وطبرية أسماءَ بعضِ قُراه، مثل: "مُغر الخيط" و "منصورة الخيط"، وحتى سهل الحولة عُرِف بـ"سهل الخيط".

يحدُّ الحُولةَ من شمالها قضاءُ مرج عيون، وجبلُ الشّيخ وبانياس السورييْن. أمّا إلى الغرب، فجبالُ عامل اللبنانيّة، وهضبة الجولان منها شرقاً، لتقع الحُولة على خطِّ الغور الأعلى، فسُميّ ساكنوها عبر التاريخ بـ"الغوارنة". والحُولة مِنها البحرة، ومِنها السهل، ومِنها بِرَكُ الغاب (المستنقعات).

 البحرة، فيما أُطلق عليها

تداولت على الحـُولة الأجيالُ، وقد جايلت بحرتُها الدّول، فتعدَّدتْ أسماؤها. في وثائق رأس شمرا المُكتشفة عن زمن الكنعانيّين، ورد ذِكرُ بحـرة الحُولة باسم بحيرة "سمخو".2 وذكرها المسعودي ببحيرة "كفر لا"3، نسبةً إلى كفر لا، القرية التي ذكرها المهلبي في رحلته زمن الفاطمييّن، قبل أن تندرس في الفترة العثمانيّة.4

وذكر العثمانيّ، صاحب مؤلف تاريخ صفد، بحيرة الحولة، باسم بحيرة "قُدُس"، لقربها من موقع قرية قُدُس، مما منحها قداسةً تاريخيّة، وظلّت قرية قُدُس من البحرة غرباً وادعةً حتّى عام النكبة.5 في رحلة ابن الجيعان، ورَدَ ذكرُ الحولة باسم بحيرة "الملّيحة"، وفيها الملّاحة، القرية البِكر على الحافة الشماليّة للبحرة.6

كما أُطلق عليها، بحيرة "بانياس"، نسبة لمدينة بانياس السوريّة، ومن أسمائِها أيضاً بُحيرة "الخيط" لمجاورتها بلاد الخيط الواقعة بين الحولة وطبرية. كذلك أُطلِق عليها اسم بحيرة "سمكون" لكثرة وتنوّع أسماكها.7



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى