المقدسي سعيد بك الحسيني .. أول وزير للخارجية في سوريا

المقدسي سعيد بك الحسيني .. أول وزير للخارجية في سوريا

المقدسي سعيد بك الحسيني .. أول وزير للخارجية في سوريا

المقدسي سعيد بك الحسيني
(1878–1945)
أول وزير للخارجية في سوريا
توثيق: عمرو عبد الإله مرعي الملاح

هو سعيد بن أحمد راسم بن سعيد بن حسن أفندي، مفتي القدس حتى أوائل القرن التاسع عشر. ورث والده ثروة كبيرة واشتغل بالتجارة، ولما توفي سنة 1899، خلف لأولاده الثلاثة (سعيد، ورأفت، وحسام الدين) أملاكًا كثيرة داخل مدينة القدس وخارجها.

مولده ووفاته في القدس، وبها تعلّم وأنهى دراسته في مدرسة «الأليانس»، حيث درس العبرية. وعمل موظفًا حكوميًا، ونظرًا لإجادته اللغة العبرية، عُيّن موظفًا في قسم الرقابة لمراجعة صحيفة عبرية محلية. وعقب ذلك، تعرف عن كثب على الكتابات الصهيونية، فأصبح من المعارضين لأنشطتها والمنبهين إلى أخطارها.

وفي سنة 1905، وكان رئيسًا لمجلس بلدية القدس، أظهر مقاومته للصهيونية والهجرة اليهودية إلى البلاد، وعمل من أجل منع بيع الأراضي للمؤسسات الصهيونية في منطقة القدس.

وفي أيلول/سبتمبر من العام 1908، مثّل متصرفية القدس في مجلس النواب العثماني (المبعوثان). وأبدى مواقفه تلك في المقابلات والتصريحات في الصحافة وخطاباته في مجلس المبعوثان، وخصوصًا سنة 1911. وفي آذار/مارس من العام 1914، نشرت مجلة «الأقدام» الأسبوعية القاهرية مقابلة معه، تعهّد فيها بمواصلة محاربة الصهيونية في البرلمان إذا أُعيد انتخابه. وانتقد الحكومة لتخلّفها عن محاربة الصهيونية التي تشكل خطرًا اقتصاديًا وسياسيًا على السواء. وبالفعل، انتُخب لمجلس المبعوثان مرة أخرى في نيسان/أبريل من العام 1914 عن متصرفية القدس، واستمر في تلك الدورة أيضًا يحذّر من مخاطر الصهيونية على البلاد. وكان يشدّد على أن الخطر يشمل الدولة العثمانية أجمع، لا فلسطين فقط.

وفي أواخر الحرب العالمية الأولى، انضم إلى الثورة العربية، وجاء إلى دمشق ممثلًا عن متصرفية القدس في المؤتمر السوري العام (1919–1920).

وبعد إعلان سورية استقلالها، ومناداتها بالأمير فيصل ملكًا عليها في المؤتمر السوري العام، أُسندت إليه حقيبة وزارة الخارجية في ثاني الحكومات التي شكّلها الفريق علي رضا باشا الركابي في العهد الفيصلي، في 9 آذار/مارس من العام 1920، ولم تدم هذه الحكومة أكثر من شهرين، فقدّمت استقالتها في 3 أيار/مايو من العام 1920.

وهكذا كان سعيد بك الحسيني أول وزير للخارجية في تاريخ الحكومات السورية.

وبعد زوال العهد الفيصلي في العام 1920، عاد إلى القدس واعتزل العمل السياسي إبان الانتداب البريطاني، إلا نادرًا، ففي العام 1928 مثلًا، كان عضوًا في المؤتمر الإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة.

صلة قرابته بآل مرعي باشا الملاح

كان معالي سعيد بك الحسيني عديل اثنين من أعمام والدي، هما عبد القادر ناصح بك وعبد المحسن كامل بك، نجلا مرعي باشا الملاح؛ إذ كان ثلاثتهم متزوجين من ثلاث شقيقات فاضلات.

أما عمّ الثلاثة، والد الزوجات الثلاث، فهو المرحوم رشيد أفندي أنجوق، أحد وجهاء الشركس في الدولة العثمانية.

كما أن سعيد بك هو والد السيدة الفاضلة علوية الحسيني، عقيلة البروفيسور الدكتور إسحاق موسى الحسيني، عميد الأدب العربي الفلسطيني الغني عن التعريف.

ولذلك، عندما غادر الدكتور إسحاق موسى الحسيني القدس قاصدًا حلب بعد نكبة العام 1948، حلّ ضيفًا على أقرباء زوجته من آل الملاح قبل أن ينتقل إلى بيروت في العام 1949.

مراجع:

للاستزادة عن سعيد بك الحسيني، يُنظر:
• 
عادل مناع، أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني 1800–1918، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1995.

 

 



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى