خليل السلامة أبو حسين ... فارس عرب الصبيح

بين يدي ذكرى وفاته 21/4/2000
ابوحسين خليل سلامة حسين
لقد شهدت لك معارك عرب الصبيح في حرب فلسطين 48.
وشهد لك جهاز الإستطلاع في الجيش العربي السوري كفدائي ورجل المهمات الخاصة خلف خطوط العدو في فلسطين ثم الجولان المغتصب طيلة حياتك بعد النكبة.
ولقد شهد لك أهالي منطقتك وما حولها الرجل المتقدم والمتكلم والمصلح بين الناس.
فأنت ولا فخر من ضحيت بأعز الناس على قلبك والدتك غزالة النمر وإخوتك الأربعة على مذبح حرية فلسطين و كرامة شعب فلسطين خلال معارك عرب الصبيح 48.
رحمك الله أبا حسين فارس الحرب والسلم وأسكنك فسيح جناته.
...........
رجال لهم في ذمتنا حق
صفحات مشرفه وعطاءات جليلة في التاريخ النضالي للمجاهد خليل السلامة (أبو حسين)/ عرب الصبيح
* - الرجل الفارس في ميادين الفروسية كما هو في ميادين الحرب .
* - الرجل القابض على البندقية منذ نعومة أظفاره وحتى الشيخوخة وكانت ماتزال معارك عرب الصبيح تحفر آثارها في جسده جراء اصابته برصاص الصهاينة خلال المعارك .
* - شهد ﻷبي حسين أبناء شعبه وتراب فلسطين وأرض الجوﻻن المحتلتين وغبار دروب الجهاد على أنه الرجل الذي ضحى بسني عمره كلها وبوالدته غزالة النمر وإخوانه اﻷربعة حسين وغانم وحسني وخالد شهداء في مجزرة عرب الصبيح عام 1948 الذي ارتكبها الصهاينة في معركة الصبيح الثانية بتاريخ 6/5/1948والذي جرح يومها في ساحات القتال والده المرحوم سلامة الحسين.
* - لقد كان للمرحوم خليل السلامة الحضور االقيادي لدى رؤسائه في العمل العسكري في فرع اﻻستطلاع في الجيش العربي السوري.
حيث كان من الفدائيين القدامى الذين اكتسبوا الثقة المطلقة لدى القيادة في ايكال المهمات الصعبة له كقائد مجموعة فدائيين للعمل وراء خطوط العدو اﻹسرائلي في فلسطين المحتلة بعد نكبة عام 1948 وفي الجوﻻن المحتل بعد حرب 1967.
* - ولقد أمضى المجاهد خليل السلامة زهرة شبابه وسني عمرة حتى الشيخوخة وهو قابض على الزناد مجاهدا في سبيل الله حيث لم تكد تغادر قدماه أرض فلسطين والجوﻻن المحتل حتى آخر عمره .
* - ولقد كان المجاهد خليل السلامة الساعد اﻷيمن لخاله المجاهد علي النمر في القيادة خلال المعارك ضد اليهود في حرب فلسطين عام 1948.
* - وهو الرجل المصلح بين الناس ولقد اكتملت في شخصيته الفذة كل مقومات القيادة والوجاهة لما تحلت به شخصيته من صفات الرجول والشجاعة واﻹقدام والشهامة والمروءة والكرم وكم كان يبذل من مقدراته الشخصية في سبيل اﻹصلاح بين الناس وفض النزاعات بين المتخاصمين تماما كما عرفه ابناء شعبه ومخيمه في خان الشيح والمنطقة المحيطة به داعية الخير واﻹصلاح اﻹجتماعي فكم من مناسبة قتل ونزاع بين الناس أجرى الله عز وجل الصلح فيها على يديه .
ولقد خسر مخيمنا والمنطقة من حولنا بفقدانه علما بكاه الكبير والصغير ﻹنهم فقدوا بحق بلسم جراحهم وزارع الطمأنينة في بيوتهم والمواسي لهم في كل نكباتهم وهمومهم وﻹنه كان بكل قوام شخصيته عقلا وقلبا وروحا فداء لسعادتهم وأمنهم .
-ولد المجاهد خليل السلامة عام 1929 /في بلدة عرب الصبيح قضاء الناصرة
ونشأ في بيت اشتهر بالوجاهة والكرم والشهامة والمروءة مما أهله منذ نعومة أظفاره لحيازة منزلة اجتماعية رفيعة في قومه وشهرة وصيت واسعين في الناس ً
ً وكان قد حصل على تعليمه الابتدائي في مدرسة الشجرة المجاورة لعرب الصبيح شمالا ً .
فمثل هذه الشخصية المتميزة وبما تحلت به من خصال حميدة وطيبة لابد أن ترفع مقام صاحبها لتصبح شخصية قيادية بين أقرانه وفي مجتمعه .
وبالفعل فقد تجلـت مقومـات هذه الشخصيـة الفـذة بالبروز في أحداث الصدامـات المسلحة التي وقعت بين عـرب الصبيح واليهود خلال حرب فلسطين عام 1948 . فقد شارك المجاهد خليل السلامة الى جانب خاله المجاهد علي النمر في المعارك جميعها ضد العصابات الصهيونية المتموضعة في مستعمرة بيت كيشت ومستعمـرة الشجـرة المحيطتـيـن بعـرب الصبيـح من جـهــة الشـرق والشـمـال الشـرقـي حيث كان أهمها:
1 ـ لقد كان للمجاهد خليل السلامة دور متميز مع ابناء عشيرته في معركة الكمين الذي نصبه المجاهدون ليلا ً لأفراد العصابــات الصهيونية الذيــن هاجموا مقر الثوار في كفر كنا في منتصف شباط عام 1948 حيث تمكن وأبناء عشيرته من تدمير قوة الصهاينة في هذه المعركة وأوقعوا خلالهم خسائر بشرية فادحة لوحظ آثار ذلك في أرض المعركة صباحا ً .
2ـ وشارك المجاهد خليل السلامة مع أبناء عشيرته في معركة الكمين الذي نصبه المجاهدون بتاريخ 16/ 3 / 1948 م ﻹللي بن اسحاق بن تسفي ابن الرئيس الثاني للكيان الصهيوني وسبعة من كبار معاونية حيث استمرت هذه المعركة اسبوعا ً كاملا ً على مدار الليل والنهار وقد تمكن ابناء الصبيح في هذه المعركة مـن قتـل الكثيـر مـن اليهود والحاق الهزيمة النكراء بهم وكـان من أبرز قتلـى اليهـود في هذه المعركة قائـد مستعمـرة بيــت كيشت إللى بن اسحق بن تسفي ابن الرئيس الثاني للكيان الصهيوني وسبعة من كبار معاونيه في قوة البالماخ اليهودية.
هؤلاء الذين سقطوا في بداية معركة الكمين الذي نصبه مجاهدو الصبيح لهم ساعة الضحى في أول يوم من أيام المعارك وجدير بالذكر هنا أن نشير إلى بقاء جثث الصهانية على أرض الصبيح وتحت سيطرة مجاهدي العشيرة حتى تم تسليمها بوساطة البريطانيين وجمعيةالصليب الأحمر بطريقة مذ ّلة لليهود ولأسيادهم البريطاينين .
3ـ كما شارك المجاهد خليل السلامة مع أبناء عشيرته في معركة الهجوم على مستعمرة الشجرة وبالتعاون مع مجاهدي الشجرة أواخر اذار لعام 1948م حيث أوقع المجاهدون خلال هذه المعركةأفدح الخسائر البشرية والمادية بين أفراد المستعمرة.
4ـ وشارك بدور قيادي فذ مع أبناء عشيرته في معركة الصبيح الثانية يوم الخميس الواقع في 6/5/1948
حيث تصدى وأبناء عشيرته لهجوم الصهاينة الانتقامي على عرب الصبيح والذي كان بقوام لواء جولاني وفي هذه المعركة ارتكب الصهاينة مجازر عدة كان ضحيتها النساء والأطفال والشيوخ بالإضافة إلى نسف البيوت وحرقها وكان من بين الشهداء شقيقتا المجاهد علي النمر مع أطفالهن الخمسة وهما عليا النمر وغزالة النمر والدة خليل السلامة ولكن أبناء العشيرة الأبطال لم يقبلوا الهزيمة والذل والهوان فقد نجحوا بطرد المعتدي من بلدة الصبيح وهزموا عدوهم شر هزيمة اعترف بمرارتها قادة الصهاينة حينئذ" وما تزال مذكراتهم شاهدة على ذلك حتى يومنا هذا ومني الأعداء آنئذ بعشرات القتلى والجرحى في هذه المعركة.ومن ابرز علامات النصر في هذه المعركة بقاء أربع عشرة جثة من قتلى اليهود المهاجمين بين بيوت عرب الصبيح لم يتمكن اليهود من اخلائهم بسبب هروبهم من أرض المعركة مذعورين.
وفي هذه المعركة أصيب المجاهد خليل السلامة بساقه بجراح بليغة منعته من متابعة القتال خلال تصديه لمسلحي اليهود المهاجمين .
5ـ وشارك مع أبناء عشيرته في التصدي لهجوم الصهاينة على بلدة لوبيا قضاء طبريا في أيار 1948وتمكن وأبناء عشيرته المجاهدين من فك الحصار الصهيوني المفروض على البلدة من جهة الغرب .
ولكن وبعد سقوط فلسطين بيد الصهاينة في ايار عام 1948م هاجر المجاهد خليل السلامة وأهله الى سوريا عن طريق الاراضي اللبنانية ثم الجولان إلى أن كان المستقر في مخيم خان الشيح من محافظة ريف دمشق.
ويوم وفاته أسلم روحه الطاهرة الى بارئها على أثر مرض عضال وصفه رسولنا الكريم أن من مات به فهو شهيد
*- ونحن إذ نطأطئ هاماتنا تعظيما لهذا الرجل العظيم بخلقه وجهاده وتضحياته ومكانته الرفيعة فإننا نسأل العلي القدير ان يتغمده بواسع عفوه ومغفرته ورحمته وأن ينزله منازل الشهداء اﻷبرار وان يحشره على منبر من نور كما وعد رسولنا الكريم المصلحين بين الناس والذين يسعون في قضاء حوائجهم
تصدير المحتوى ك PDF