وصف مدينة يافا في رحلة الأوكراني فاسيلي بارسكي من كييف الى الأراضي المقدسة عام ١٧٣٦م

وصف مدينة يافا في رحلة الأوكراني فاسيلي بارسكي من كييف الى الأراضي المقدسة عام ١٧٣٦م .
في سنة ١٧٢٣ خرج من كييف راهب طاف العالم على مدى ٢٤ عاما كاملة, ألف كتاب السفر إلى الأماكن المقدسة ولكن نشر هذا الكتاب بعد ٣١ سنة من كتابته, وتعتبر الرحلة التي قام بها فـاسـيـلـي من أهم الرحلات الروسية إلى الشرق العربي فـي الـقـرن الـثـامـن عـشـر وقـد قضى فاسيلي جزءا كبيرا من حياته في رحلات بالشرق استـمـرت قـرابـةربع القرن من الزمان زار خلالها مصر وفلسطين ولبنان
وقد سجل بارسكي إنطباعاته عن رحلاته في الشرق في كـتـاب تـنـاول, وصف الأماكن التي زارها وأورد به وصفا للقوميات الشرقية التي تعـرف عليها وتعرف على عاداتها وتقاليدها كما اهتم بوصف الطبيعة في الشرق وبخاصة في مصر وسوريا التي حازتا مكانة الصدارة بمناطق الشرق التي تناولها بارسكي بالوصف.
يصف الراهب والرحالة الأوكراني فاسيلي بارسكي،في كتابه رحلة في الأماكن المُقدسة المصاعب التي واجهها مع قافلة عابرة انطلقت من القاهرة إلى سيناء قاصدة فلسطين.
انطلقنا من مصر في رحلتنا عبر الصحراء...سرنا يومين في أرض رملية مستوية،فيها حجارة رملية صغيرة وحادة،وليس فيها من عشب أو حيوان،أو شجر أو مياه،ما من قطرة ماء هنا.ولا يوجد شتاء فيها ولكن الشمس متأججة دائما بقوة بحيث تشوي جسم الإنسان..وهناك الكثير من قطاع الطرق مختبئين بين الجبال لقد هاجمونا قبل ثلاثة أيام ليل نهار ولكنهم لم ينالوا وطرهم لأننا كنا كثيرين ومسلحين.
يافا :
وصف الحالة العمرانية والاقتصادية والعسكرية لمدينة يافا
يقول:
مدينة يافا ليست كبيرة ولكنها كثيفة العمران تنقسم مبانيها إلى صنفين:
الصنف الأول رائع الشكل والتركيب وهو من قطعة حجرية مربعة الشكل. أما الصنف الثاني فمن الحجر الخام أبيض اللون وهو ليس جميلاً مثل الصنف الأول، مع أن عملية بنائه تبدو أبسط وأريح.. والسقوف لا ترفع فوق المباني كما هو معروف في البلدان الأُخرى لذلك تبدو البيوت وكأنها غير مسقوفة , يبدو السقف جميلاً مستوياً وهو أفضل بكثير من السقوف المماثلة التي نستعملها عند بناء العنابر في بلادنا.
وسجل الرحالة بارسكي رأيه في ميناء يافا قائلاً:
اشتهرت المدينة وميناؤها منذ القدم. والآن تزورها السفن من فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول قريبة أخرى، بعض السفن تحمل البضاعة، والأخرى تنقل الحجاج المتوجهين إلى القدس.
يقول فاسيلي وفي يافا قلعتان فيهما كثير من المدافع للرد على المعتدين.ولديها كل ما هو ضروري لتصبح أجمل وأطيب مما هي عليه الآن لو بذل البناة المهرة جهداً أكبر من أجل ذلك وإن كانوا قد أنجزوا بعض الشيء.
مصادر :
١- مؤثرات عربية واسلامية في الأدب الروسي د. مكارم الغمري
٢- رحلة الحجاج الى الأراضي المقدسة مارك توين
٣- ناظم مجيد حمود .. باحث واستاذ جامعي
تصدير المحتوى ك PDF