الوضع الاجتماعي - مخيم الحسينية / تجمع الحسينية


إن مخيم الحسينية حديث التشكل وقد لاحظنا أن الغالبية من الطبقة الفقيرة كما تبين أن أكثر أهالي مخيم الحسينية هم من أهل الريف والبدو في فلسطين وقد كثرت فيهم بعض العادات منها الزواج من الأقارب وزيادة عدد أفراد العائلة الواحدة فقد قدر أن  متوسط عددها ثمانية أشخاص .

وقد ساهم الكثير بمساعدة الأهالي لما وجدوا فيهم من أوضاع مأساوية ومن هؤلاء الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين و بعض المؤسسات الخيرية  التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية  و يوجد من بنى وحدة تعليمية للمعاقين في السمع والنطق بتاريخ 15/ 5/2004 وقد ساهموا بتجهيزها بأحدث الوسائل السمعية و خدمات التعليم بالإشارة كما يوجد في المخيم هيئة خيرية اسمها هيئة فلسطين الخيرية وقد قمنا بزيارتها والاستعلام منها فوجدنا أنها تغطي أكبر عدد من الفقراء والأرامل والأيتام والحالات الصعبة التي زرنا بعضها وتقوم بتوزيع كفالات للأيتام نقدية وتزور العائلات الفقيرة و تقدم لهم معونات أو مواد تموينية وتوزع كل ما يأتيها من المازوت والأغطية و المدافئ و المبالغ النقدية وتساهم في إيجاد مشاريع تنموية صغيرة و ذلك بعمل دورات مستمرة للخياطة و الصوف و الأعمال اليدوية و بنهاية الدورة يقومون بعمل معرض جميل تشجيعاً لهم .(7)

قد قمنا بزيارة بعض العائلات الفقيرة برفقة الأخت زهور علي ديب مسئولة العمل الخيري النسائي فتحدثت إحدى العائلات لنا عن وضعها وحالتها الصعبة فهي مكونة من الأب والأم وثلاث من الذكور وثلاث من الإناث ، والأب يشكو من الربو وألم الغضروف في ركبته ووزمة في أصبع قدمه وأنه أجري له عمل جراحي ، وأما الابن الكبير فعمره 16 عاماً وأجريت له عملية استئصال أكياس من على الكبد للمرة الثانية و كانت أجرة العملية بالدين ، ووضع السكن سيئ جداً ، وتعيش هذه العائلة على المساعدات وقد قصدنا في زيارتنا أن يكون يوم وقفة عرفات حتى نرى كيف يستعدون للعيد فوجدنا أنه لا عيد عندهم ولا يشعرون به لأنهم لا يملكون أي شيء يميزون به العيد وهذه العائلة هي (عائلة الأخ أبي ثائر وهي عائلة فقيرة تسكن مخيم الحسينية ) .

وقد سألنا بعض السكان عن الخدمات الاجتماعية التي تقدم لهم فعلمنا بوجود مراكز للأنشطة الاجتماعية منها الأنشطة المهنية التي يكتسب منها اللاجئون مهارة فينشطون للعمل بها ليوفروا دخلاً لهم ومنها الحلاقة والكمبيوتر ورياض الأطفال وأنشطة التوعية والتثقيف من خلال ندوات تعليمية ، هذا وقد وجدت مراكز تعليم ملائمة لليافعين تدعم اللاجئين الفلسطينيين الشباب في سورية منها الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين التي اهتمت بهم من جميع الجوانب فكانت تستثمر أوقات الفراغ لديهم فقامت ببناء العديد من الأندية والقاعات المتعددة الأغراض وقامت بتجهيزها بالأدوات والمستلزمات الضرورية لوضعها موضع الاستثمار الفعلي من قبل الشباب واليافعين ، حيث يتم فيها تنفيذ العديد من الدورات وورشات العمل حول التدخين و المخدرات وفقر الدم المنجلي وزواج الأقارب ومهارات الحياة ومهارات الاتصال ، إضافة إلى تنفيذ العديد من الزيارات التبادلية بين المخيمات كما يوجد مركز تابع لليونيسيف ويعتبر مكاناً آمناً لقضاء بعض الوقت الذي لو لم يستغل بالعمل والمعرفة لأدى إلى كثير من الضياع والانفلات الأخلاقي والسلوكي ، وهذه المراكز بوجودها حلت بعض مشكلات اليافعين وخاصة في هذا العمر فهم أحوج ما يكونون إليه (8)

 وقد تحدثت طفلة في الصف الثاني الإعدادي من سكان مخيم الحسينية عن تجربتها  وكيف جاءت لأول مرة إلى مركز التعليم الذي تدعمه اليونيسيف في عام 2005م للتعرف على المسائل المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال وقد تعلمت هذه اليافعة الصغيرة وعشرات آخرين من أقرانها الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في أنحاء سورية شيئاً أكثر أهمية ألا وهي كيف يعرفون ما يجب تغييره في مجتمعاتهم المحلية وكيف يكونون جزءاً من هذا التغيير وقالت هذه الطفلة " الآن عندما أرى خطأً فإني أتحدث عنه علناً " ومنذ عام 2005م تدرب نحو 3500 مراهق في المركز حول حقوق الطفل والمهارات الحياتية كجزء من برنامج صممته اليونيسيف و تمويله قائم على عاتق الحكومة النرويجية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الشباب لحماية أنفسهم بشكل أفضل والمساهمة في بناء مجتمعاتهم المحلية .

وهذا المركز يوفر فرصة للالتقاء والتفاعل وتشغيل اللاجئين لأنه لا توجد أماكن عامة كثيرة أخرى في المخيمات بسورية سوى الشوارع والحواري الضيقة بين البيوت وتتركز معظم حياة الفتيات حول البيت والمدرسة أما الفتيان فينتهي بهم الأمر إلى التسكع في الشوارع المزدحمة والآن توجد هذه المراكز في أربعة مخيمات فقط و هي الحسينية واليرموك وجرمانا واللاذقية ، كما يعمل المركز على كيفية اختيار قضية جماعية وإجراء البحث وجمع المعلومات وإعادة النتائج والتوصيات إلى مجتمعاتهم المحلية ، و قد ركز على مواضيع هامة جداً لدراستها ودراسة كيفية التخلص من الظاهر السلبية في المخيمات ومنها خفض معدلات التسرب من المدارس والتدخين وتعاطي المخدرات الذي صار منتشراً بشكل غريب وخاصة بين اليافعين