شاعر الطفولة إبراهيم عبد الله إبراهيم

شاعر الطفولة إبراهيم عبد الله إبراهيم

شاعر الطفولة إبراهيم عبد الله إبراهيم

دمشق/ عمر محمد جمعة

لا يمكن لأي منّا، نحن متتبّعو الحركة الشعرية الفلسطينية، أن يمرّ بمخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين في سورية دون أن يستمع أو يتعرّف إلى سيرة الشاعر إبراهيم عبد الله إبراهيم الذي كرّس جلّ إبداعه ودواوينه المطبوعة وقصائده المنشورة في المجلات والدوريات المحلية والعربية، أو المغنّاة، وبالطبع المناهج الدراسية السورية والفلسطينية، لأناشيد الأطفال وحكايات الصغار الشعرية، التي غدا علماً من أعلامها، وأبدع فيها بملامسة جراح اللاجئين ومعاناتهم، وفي الوقت نفسه زرع بذور المحبة والسلام ومروج الأمل، فأنشد للقرى ومواسمها ومناسباتها الاجتماعية، وللعودة إلى ديار الآباء والأجداد التي اغتصبها واحتلها الصهاينة الأعداء، وللفدائي والحرية التي يسعى إليها، دون أن ننسى أن قصائده باتت اليوم نوراً ومثالاً يستهدي بها من يريد الكتابة وولوج عالم الأطفال.

ولد الشاعر الفلسطيني إبراهيم عبد الله إبراهيم عام 1951م في قرية من قرى حوران تُدعى (الدلي)، بعد أن هُجّر أهله عام 1948 من بلدته الأصلية (العبسية) قضاء صفد، حيث انتقل بعدها إلى مخيم جرمانا عام 1962، ليكمل دراسته الإعدادية والثانوية، وينتسب بعدها إلى دار المعلمين، ويُصبحَ مُعلّماً في مدارس دمشق وريفها، ومن ثم إلى اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، واتحاد الكتّاب العرب في سورية، ويتفرغ لكتابة قصائد وأناشيد وحكايات الأطفال حتى وفاته في شهر نيسان/ أبريل عام 2019.

على امتداد تجربته الإبداعية، التي عُرفت محلياً وعربياً عام 1982 مع ديوانه الأول "الشبل الفلسطيني" صدر للشاعر إبراهيم عبد الله إبراهيم الكتب والدواوين التالية: 

الشبل الفلسطيني، لآلئ كنعان، أبحث عن عمر، أزاهير الجليل، مزامير من وحي زينب، قالت لي أختي الشجرة، أغنية إلى أطفال غزة، البيئة صديقتي.. وغيرها.

يقول في قصيدته "سهل الحولة" من ديوان "الشبل الفلسطيني":

سهل الحولة

سهل الحولة ساح بطولة

أرض فداء دار رجولة

***

عصفور بالحب يبوح

أزهار بالعطر تفوح

وخراف تثغو في مرح

وفراش يغدو ويروح

سهل الحولة ساح بطولة

أرض فداء دار رجولة

سنبلة هاجمها القاتل

سقطت..

نبتت حقل سنابل

سقطت أخرى

صارت حقلاً

صارت جيشاً

راح يقاتل

سهل الحولة ساح بطولة 

أرض فداء دار رجولة

يا من غنّى في اﻷرجاء

أغنية الحب الخضراء

نحن الخضرة.. نحن الماء

نطلع من أعماق ثراك

سهل الحولة ساح بطولة

أرض فداء دار رجولة

وفي ديوانه "ﻵلئ كنعان" يقول في قصيدة "أمي": 

أمي   الحلوة       نبع   الثورة

يسقط   بطل       تهدي عشرة

***

   أمي    مثل   الزهر   نقية

   مثل    جبال  بلادي  أبية

   ترضعني   لبن   الحرية

   ومحبة    أرضي   العربية

  ***

  أمي    الحلوة  شجر   الغار

   يشمخ     في    عز   وفخار

   وزغاريد        ملء      الدار

   تحكي       أخبار       الثوار

   ***

   أمي        نزلت     للميدان

   وتحدّت     جيش     العدوان

   وفقت     صمدت  كالفرسان

   صارت     مثلاً   للشجعان

***

   أمي   الحلوة    نبع   الثورة

  يسقط   بطل     تهدي عشرة

وفي قصيدة تؤكد تمسكه بالوطن وتدعو الأطفال إلى ذلك يقول:

ﻻ لن أرحل

ﻻ لَن أرحل.. ﻻ.. ﻻ.. ﻻ 

لَن أستسلِم.. ﻻ.. ﻻ.. ﻻ 

فوقَ تُرابي أكتبُ دَرسي 

أَبني بَيتي.. أَسقِي غَرسي 

أُكرمُ جاري.. أَحرسُ قُدسِي 

فوقَ تُرابي.. فوقَ تُرابي 

لَن أُلقيَ مِن كفِّي فَأسِي 

فوقَ تُرابي.. فوقَ ترابي 

أَنا أَحْيَا مرفوعَ الرأسِ 

رحم الله الشاعر الفلسطيني المبدع الصديق إبراهيم عبد الله إبراهيم ابن مخيمنا- مخيم جرمانا، وقد رافقته لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، عرفتُ فيه الإنسان المحبّ الودود الطيب، المترع بحب فلسطين، المنتصر لوعي أطفالها ومستقبلهم، المخلص المتفاني في عمله، المعلّم عاشق العربية الذي لن ينساه أبناء فلسطين وأولادهم.

 



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى