77 عاماً على النكبة والجرح ينزف

77 عاماً على النكبة والجرح ينزف

77 عاماً على النكبة والجرح ينزف

أ ريم عصام العتيبي 
-وجدان لاجئ 
77 عاماً على النكبة ... والجرح ينزف 
في الخامس عشر من أيار من كل عام، تتجدد الذكرى؛ لا كحادثة مضت، بل كجرح ما زال ينزف في جسد الأمة وذاكرة الأجيال. تمرّ اليوم سبعة وسبعون عامًا على نكبة فلسطين، يوم اجتثّ الاحتلال الإسرائيلي أكثر من سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني من أرضهم، وهدم أكثر من خمسِمئة قرية ومدينة، وزرع الخوف والشتات في شعبٍ كان يعيش، كباقي الشعوب، في أرضه بحبٍّ وسلام.
النكبة ليست ذكرى… إنها واقع مستمر فينا
لم تكن النكبة مجرد تهجير وقع في عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، بل كانت بداية مشروع استعماري استيطاني لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا. لم تتوقف المأساة عند مفاتيح البيوت المعلّقة على جدران المخيمات، أو المخبأة في صناديق الذكريات، بل تتجدد مع كل غارة على غزة، وكل بيت يُهدم في القدس، وكل مستوطنة تُبنى في الضفة، وكل اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى الحبيب.في كل طفل يولد في المخيم، حكاية عن قرية لا تزال حيّة في الذاكرة. وفي كل مسنّ يحمل ذاكرة النزوح والتهجير، يتجسد الإصرار على العودة، رغم تقادم السنين.سبعة وسبعون عامًا… وما زالت فلسطين تنبضرغم الألم، ما زالت فلسطين تنبض في وجدان شعبها، وكل من يؤمن بقضيتها. ما زال علمها يُرفع في ساحات العالم، وما زال صوتها يصل إلى كل من ينادي بالعدالة والحرية. في كل انتفاضة، وكل مسيرة، وكل صوتٍ حر، يتجدد العهد بأن النكبة لن تُنسى، ولن تُمحى من الذاكرة. فكيف لنا أن ننسى؟ وكيف يمكن أن يُمحى الألم من قلوبنا؟ كيف؟!
النكبة وصمة على جبين الإنسانية
بعد سبعة وسبعين عامًا، ما زال المجتمع الدولي عاجزًا عن تحقيق أبسط معايير العدالة للفلسطينيين: العودة، والحرية، والكرامة. وما زالت دولة الاحتلال تمارس التطهير العرقي والتمييز العنصري، في ظل صمتٍ مريبٍ وتواطؤٍ معيب.ستبقى فلسطين فكرة لا تموت، وحقًّا لا يسقط بالتقادم. كل ذكرى للنكبة هي موعد مع الإصرار، مع الصمود، ومع الحلم الكبير بالعودة. علّموا أولادكم ألّا تفريط في حق العودة مهما مضت السنين، وأن الأرض لنا، وبأننا سنعود رغم أنف المحتلين. فهذه أمانة في أعناقنا: ألّا نفرّط بهذا الحق، ولا نتنازل عنه، وأن ننقل الأمانة ونُسلمها.



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى