الفلسطينيون السويد

الفلسطينيون السويد

الفلسطينيون في السويد


الجالية الفلسطينية في السويد:

تطور الوجود الفلسطيني السويد: السويد كغيرها من الدول الأوروبية الأخرى، كانت مقصداً لأبناء الشعب الفلسطيني، وكانت البدايات في منتصف ستينات القرن الماضي، حيث قدم إلى السويد عدد من الطلبة المتفوقين في المعاهد الصناعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا، بعد أن حصلوا على منح دراسية، بواسطة وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة، واستقر معظم هؤلاء في السويد في أعقاب حرب 1967م، بعضهم التحقت عائلاتهم بهم، والبعض الآخر فضل الزواج من سويديات، وكانت أعدادهم حتى ذلك الوقت قليلة.

في نهاية السبعينيات قدمت موجة من الفلسطينيين إلى السويد من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا؛ على خلفية الصراعات التي حدثت في المنطقة، سواء مع إسرائيل أو الخلافات الفلسطينية مع بعض الأنظمة العربية. وكانت الموجة الأوسع في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982م، وحرب الخليج الثانية عام 1990م، كما شهدت الفترة التي تلت الحرب على العراق موجة لا بأس بها من الفلسطينيين إلى السويد.  

عدد الجالية الفلسطينية في السويد: لا تتوفر أية إحصائيات دقيقة حول عدد أبناء الجالية الفلسطينية في السويد؛ لأن مركز الإحصاء السويدي عندما يجري تعداده، يسجل الأشخاص حسب الوثائق التي يحملونها، فالفلسطيني القادم من الأردن؛ يسجل أردنيًا، وهكذا، ومن يحضرون وثيقة سفر لبنانية أو سورية أو مصرية أو عراقية؛ يتم تسجيل بعضهم بصفة "بلا وطن"، وبعضهم باسم البلد التي صدرت منها الوثيقة، ومن ولدوا لأب فلسطيني وأم سويدية؛ يدرج الطفل إحصائياً بصفة سويدي. بناء على ذلك، فإن عدد أبناء الجالية الفلسطينية في السويد (حسب جهاز الإحصاء السويدي في عام 2003م) بلغ 4673 نسمة في حين قدر أبناء الجالية أنفسهم 55 ألف نسمة وسبب هذه الزيادة قدوم آلاف اللاجئين من فلسطينيي سوريا للسويد. أما الباحثة الجامعية "جامعة فاكسيو" دلال عبد الغني والتي اعتمدت على مصادر دوائر الهجرة والبلديات في السويد، فتوصلت إلى أن عدد أبناء الجالية الفلسطينية 10 آلاف نسمة.

أماكن وجود الجالية الفلسطينية في السويد: يتركز وجود أبناء الجالية الفلسطينية في السويد في المدن التالية: ستوكهولم، أوبسالا، مالمو، غوتنبوغ، سودرتاليه، فاكسيو، يافلي، هلسنبور، ولاندسكرون.

اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي: يواجه الفلسطينيون في السويد مشاكل عدة في عملية اندماجهم في المجتمع السويدي، وتأتي في مقدمة هذه المشاكل: الاختلاف في العادات والتقاليد، وصعوبة اللغة السويدية، وارتفاع نسبة البطالة بين أبناء الجالية، (رغم من وجود عدة مؤسسات سويدية تسعى جاهدة إلى تأمين دروس مجانية في اللغة السويدية، وتعريفهم على المجتمع السويدي، ومساعدتهم على الدخول إلى سوق العمل)، هذا لا يعني أن أبناء الجالية الفلسطينية في السويد لا يسعون إلى الاندماج مع المجتمع السويدي، لكنهم يحاولون أن يضعوا ضوابط أمام هذا الاندماج، خاصة فيما يتعلق بالانصهار في العادات والتقاليد السويدية، التي لا يتناسب بعضها مع العادات والتقاليد العربية. وفي المقابل؛ فإن أهم العوامل التي تساعد على اندماج أبناء الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي؛ هي المدرسة التي توفر لهم اتقان اللغة السويدية، والاحتكاك بغيرهم من المجتمع السويدي من مدرسين وزملاء. 

نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في السويد: يعاني معظم أبناء الجالية الفلسطينية في السويد من البطالة، التي ترتفع نسبتها إلى 80% حسب بعض المصادر البحثية، أما النسبة المتبقية العاملة أي 20%، فإن معظمهم يعملون في القطاع الاستهلاكي، وعلى وجه الخصوص؛ في قطاع المطاعم، لذلك يعتمد معظم أبناء الجالية الفلسطينية في تغطية نفقات حياتهم اليومية على رواتب البطالة التي تمنحها لهم المؤسسات الرسمية حسب القانون السويدي.

مؤسسات فلسطينية في السويد:

أبرز مؤسسات الجالية الفلسطينية في السويد هي:

اتحاد الجمعيات الفلسطينية في السويد، تحالف حق العودة، جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا، النادي الثقافي العربي، نادي القدس في أوبسالا، جمعية الصداقة الفلسطينية السويدية في يافلي، رابطة سوديرتاليه، الجمعية الفلسطينية، نادي السلام في غوتنبورغ، الرابطة الفلسطينية في مالمو، النادي العربي في هلسنبور، مركز العدالة في غوتنبورغ.

العمل الدبلوماسي الفلسطيني في السويد: في أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كانت السويد من الدول التي أقرت بذلك، وفتحت منظمة التحرير الفلسطينية مكتباً إعلامياً لها في العاصمة السويدية ستوكهولم، عام 1975م. عمل المكتب الإعلامي على تأسيس عدة اتحادات منها اتحاد طلاب فلسطين، وفرع اتحاد عمال فلسطين. وبعد اتفاق أوسلو أصبح المكتب الإعلامي يسمى بالبعثة الدبلوماسية الفلسطينية.

 

شخصيات فلسطينية في السويد:

ندى العلمي:

ندى العلمي فلسطينية الأصل، سويدية الجنسية نجحت في الوصول إلى سدة البرلمان السويدي.

إيفون رويدا:

إيفون رويدا فلسطينية الأصل سويدية الجنسية، نجحت في الوصول إلى سدة البرلمان السويدي.

مروان العلي: مدير مركز عدالة لحقوق الإنسان

نائل طوقان:

رجل أعمال فلسطيني سويدي، تعود أصوله إلى مدينة نابلس، انتقل مع عائلته إلى الكويت، ثم سافر إلى السويد ليكمل دراسته بعد حصوله على الثانوية العامة، واستقر فيها، وهو مترجم ومصمم ومحاسب إداري ورجل قانون، ويمتلك أكبر شركات الدعاية في شمال أوروبا، يترأس الرابطة الفلسطينية في ستوكهولم.

خالد اليوسف: خبير في شؤون العمل الإنساني

 هنري دياب:

سويدي من أصل فلسطيني محاضر في جامعة لوند في اللغة العربية والأدب العربي، في معهد لغات الشرق الأوسط. نال جائزة المعلم الأفضل (وهي أرفع الجوائز الأكاديمية في السويد). تعود أصوله إلى مدينة بيت لحم التي أنهى دراسته الثانوية فيها، وعمل مدرساً لمدة سنتين في مدارس بيت جالا، ثم سافر إلى السويد لإكمال دراسته في عام 1967م، وتزوج من سويدية واستقر هناك.

محمد أبو الهيجا: ناشط حقوقي

إيثار شروإيثار شروف -

تعريف بمملكة السويد

مملكة السويد هي إحدى الدول الاسكندنافية الواقعة في شمال أوروبا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ مطلع عام 1995م، وثالث أكبر دولة في الاتحاد من حيث المساحة، السويد دولة وحدوية تقسم إلى إحدى وعشرين مقاطعة.

الموقع والمساحة: تقع السويد في شمال أوروبا، في الجزء الغربي من شبه الجزيرة الاسكندنافية. تشترك في حدودها الشمالية والغربية مع دولة النرويج، وتحدها فنلندا من الشمال الشرقي، وتمتد سواحلها الشرقية على كل من خليج بوثنيا "الذي يفصلها عن فنلندا وبحر البلطيق. وتضم السويد جزيرتي جوتلاند وأولاند في بحر البلطيق، كما تطل على كل من مضيق كاتيجات وسكاجراك المتفرعين من بحر الشمال، واللذين يفصلانها عن الدنمارك في الجنوب الغربي منها. تبلغ مساحة السويد 449.964 كم2، أما عاصمتها فهي ستوكهولم.

المناخ: يتباين المناخ في السويد بين كل من الأجزاء الشمالية والجنوبية، ويسود البلاد عامة مناخ معتدل نسبياً، ومن العوامل المؤثرة في اعتدال المناخ اندفاع تيار شمال الأطلنطي والرياح الغربية التي تهب من المحيط الأطلنطي الشمالي الدافئ نسبياً، وفي الشتاء يعادل هذه التأثيرات الهواء البارد الذي يهب من الشرق.

وتعد الأجزاء الشمالية من البلاد أكثر برودة من الأجزاء الجنوبية؛ نظراً للارتفاعات الموجودة في المناطق الشمالية، وأيضاً لأن الجبال تعمل كحاجز، فتمنع التأثيرات البحرية الملطفة، وتبلغ درجات الحرارة في شهر فبراير (والذي يعد أكثر الشهور برودة) أقل من صفر درجة مئوية في أرجاء السويد المختلفة ، مع درجات حرارة تتراوح بين ثلاث درجات مئوية في ستوكهولم ودرجة مئوية واحدة في جوتنبرج و12 درجة مئوية في هاباراندا في الأجزاء الشمالية من الدولة؛ أما في شهر يوليو (الذي يعد أكثر الشهور دفئاً)، فتتراوح درجات الحرارة بين 18 درجة مئوية في ستوكهولم و17 درجة مئوية في جوتنبرج و15 درجة مئوية في هاباراندا.

وتزيد عدد ساعات النهار في الصيف، وتقل في الشتاء. وفي المنطقة الواقعة إلى الشمال من الدائرة القطبية يستمر ضوء النهار لحوالي شهرين في الصيف، بينما يستمر الظلام لحوالي شهرين في الشتاء. يزداد معدل سقوط الأمطار في الجنوب الغربي وفي الجبال عبر حدود النرويج، ويتركز معظم سقوط الأمطار في نهاية الصيف، وتكثر الثلوج في وسط وشمال السويد.

عدد السكان: يبلغ عدد السكان مملكة السويد حسب جهاز الإحصاء السويدي 9.417.000 نسمة في مطلع عام 2011م، وتعتبر السويد واحدة من الدول الأقل كثافة سكانية على مستوى العالم.

اللغة: اللغة السويدية هي اللغة الرسمية في السويد، وتشبه اللغة النرويجية إلى حد قريب جداً، واللغة الدنماركية إلى حد أبعد بقليل، واللغة الإنجليزية والألمانية إلى حد بعيد، اللغة الثانية في السويد هي الإنجليزية، وأغلب السويديين يتكلمون الإنجليزية بطلاقة، وهناك الكثير من السويديين يتكلون عدة لغات عدا السويدية، كالألمانية والفرنسية والإنكليزية.

الدين: السويد تحترم حرية العقيدة، وتسمح بممارسة الطقوس الدينية لكافة أبناء الديانات بمنتهى الحرية، 87% من سكان السويد يتبعون الكنيسة اللوثرية الكاثوليكية، 13% الباقية موزعة على باقي الديانات مثل: الإسلام، والمسيحيين الأرثوذكس، واليهودية.

الاقتصاد: السويد دولة متقدمة صناعياً، واقتصادها غني مبني على الهندسة والخدمات، والصادرات. ونحو 90% من الصناعات يملكها القطاع الخاص، وملكية الدولة تقتصر على المناجم والمواصلات العامة والطاقة. وتمثل الصناعة 31% من الناتج القومي، بينما تشكل صناعة الخدمات 65%، والزراعة 4% فقط. وبالسويد أغنى رواسب خام حديد في العالم، ويتم تصدير معظمه "8% من الإنتاج العالمي"، بالإضافة إلى خامات النحاس والذهب والرصاص والفضة.

وتتميز السويد بأن قيمة صادراتها تفوق قيمة الواردات، وتصدر كميات هائلة من الورق ولا تستورد منها شيئاً. وأهم الواردات: النفط، والمنتجات الزراعية.

 تتعامل السويد تجارياً مع ألمانيا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة والنرويج والدنمارك، وهي تتبع اتحاد التجارة الحرة الأوروبي، بالإضافة إلى كونها عضوًا في السوق الأوروبية المشتركة. تشكل الغابات مورداً اقتصادياً هاماً للسويد، وتسهم بحوالي 45% من صادراتها، حيث تصدر منتجات الأخشاب المصنعة محلياً، مثل: لب الأخشاب، والورق، والأثاث، والسليولوز، والفحم النباتي، والأصباغ، وبعض الكيميائيات، ويسود هذا النمط من النشاط الاقتصادي الإقليم الشمالي، حيث تنتشر ورش الخشب على طول الأودية. تشغل الأراضي الزراعية عشر مساحة البلاد. لدى السويد اكتفاء ذاتي من المواد الغذائية الرئيسية، كما تهتم السويد بالثروة الحيوانية.

النظام السياسي: السويد مملكة دستورية، والنظام ديمقراطي، والملك فيها هو رأس الدولة، ولكنه شخصية رمزية، السلطة التنفيذية تتمثل برئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء. والبرلمان في السويد يسمى "الركسداج"، وهو مجلس تشريعي واحد ويتكون من 349 عضوًا، يعين البرلمان مسؤولاً رسميًا يسمى "الرقيب"؛ وذلك لحماية المواطنين من الاستخدام غير المشروع أو غير القانوني للسلطة أو موظفي الحكومة، وهي بهذا أول دولة تعمل بهذ النظام. وبالسويد 24 مقاطعة لكل واحدة حكومتها.

المحكمة العليا هي أعلى محكمة في البلاد، وتنظر في الاستئناف النهائي للقضايا المدنية والجنائية المهمة.

الجالية الفلسطينية في السويد:

تطبيقات الهواتف (mokhayyam.com)

مؤسسات فلسطينية في السويد:

أبرز مؤسسات الجالية الفلسطينية في السويد هي:

اتحاد الجمعيات الفلسطينية في السويد، تحالف حق العودة، جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا، النادي الثقافي العربي، نادي القدس في أوبسالا، جمعية الصداقة الفلسطينية السويدية في يافلي، رابطة سوديرتاليه، الجمعية الفلسطينية، نادي السلام في غوتنبورغ، الرابطة الفلسطينية في مالمو، النادي العربي في هلسنبور، مركز العدالة في غوتنبورغ.

العمل الدبلوماسي الفلسطيني في السويد: في أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كانت السويد من الدول التي أقرت بذلك، وفتحت منظمة التحرير الفلسطينية مكتباً إعلامياً لها في العاصمة السويدية ستوكهولم، عام 1975م. عمل المكتب الإعلامي على تأسيس عدة اتحادات منها اتحاد طلاب فلسطين، وفرع اتحاد عمال فلسطين. وبعد اتفاق أوسلو أصبح المكتب الإعلامي يسمى بالبعثة الدبلوماسية الفلسطينية.

 

 

شخصيات فلسطينية في السويد 

ندى العلمي:

ندى العلمي فلسطينية الأصل، سويدية الجنسية نجحت في الوصول إلى سدة البرلمان السويدي.

إيفون رويدا:

إيفون رويدا فلسطينية الأصل سويدية الجنسية، نجحت في الوصول إلى سدة البرلمان السويدي.

مروان العلي: مدير مركز عدالة لحقوق الإنسان

نائل طوقان:

رجل أعمال فلسطيني سويدي، تعود أصوله إلى مدينة نابلس، انتقل مع عائلته إلى الكويت، ثم سافر إلى السويد ليكمل دراسته بعد حصوله على الثانوية العامة، واستقر فيها، وهو مترجم ومصمم ومحاسب إداري ورجل قانون، ويمتلك أكبر شركات الدعاية في شمال أوروبا، يترأس الرابطة الفلسطينية في ستوكهولم.

خالد اليوسف: خبير في شؤون العمل الإنساني

 هنري دياب:

سويدي من أصل فلسطيني محاضر في جامعة لوند في اللغة العربية والأدب العربي، في معهد لغات الشرق الأوسط. نال جائزة المعلم الأفضل (وهي أرفع الجوائز الأكاديمية في السويد). تعود أصوله إلى مدينة بيت لحم التي أنهى دراسته الثانوية فيها، وعمل مدرساً لمدة سنتين في مدارس بيت جالا، ثم سافر إلى السويد لإكمال دراسته في عام 1967م، وتزوج من سويدية واستقر هناك.

محمد أبو الهيجا: ناشط حقوقي

دفعت الحروب المتتالية التي عانى منها أبناء الشعب الفلسطيني عبر عقود مضت؛ بموجات عديدة من اللاجئين الفلسطينيين إلى الدول الأوروبية؛ أملاً منهم بتحسين أوضاعهم المعيشية والتعليمية؛ ورغبة منهم بالهروب من الصراعات الدائرة في المنطقة العربية، وكانت السويد إحدى هذه الدول التي شكلت ملاذاً للآلاف من النازحين بعد النكبة عام 1948.

أعداد الفلسطينيين في السويد

معظم الفلسطينيين المهاجرين إلى السويد هم من مخيمات لبنان، يليهم القادمون من مخيمات سوريا ثم من الأردن.

ويقدر عدد أعضاء الجالية الفلسطينية في السويد بنحو 12 ألف شخص يتوزعون على المدن السويدية كالتالي: مدينة أوبسالا (3000 نسمة)، مدينة مالمو (2350 نسمة)، ستوكهولم (2500 نسمة)، جوتنبرغ (1300 نسمة)، سورتاليه (200 نسمة)، فكشو (150 نسمة)، بقية المناطق (2500 نسمة).

أسباب قدوم الفلسطينيين إلى السويد

1- سياسية:

وهي ناتجة أساسًا عن الوجود الصهيوني الجاثم فوق أرض فلسطين، وهو الذي يريد إلغاء وجود الشعب الفلسطيني تحت شعار "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب" الذي رفع منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897.
 
ودفعت الحروب المتتالية التي عانى منها الفلسطينيون خلال العقود الماضية اللاجئين الفلسطينيين للخروج من مخيماتهم في الوطن العربي إلى السويد والدول الأخرى. ولابد هنا من ذكر أن الكثير من الفلسطينيين الذين قدموا إلى السويد ورفضت طلبات لجوئهم، اضطروا للبحث عن ملاجئ أخرى أو العودة إلى المخيم.

2- اقتصادية:

لم تؤد منظمة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) دورًا كافيا في رفع مستوى معيشة الأسر الفلسطينية، أو مساعدتها للتغلب على المصاعب والأزمات المالية، التي فرضتها بعض الأنظمة العربية مثل لبنان.

والمصاعب التي تعرض لها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة من مصادرة الاحتلال لأراضيهم ومياههم، وتخريب ممتلكاتهم. كلها أمور اضطر معها الفلسطينيون للتفكير بمصادر رزق جديدة، فلجأ بعضهم للتفكير بالهجرة إلى الدول العربية والأوربية. ومنهم من قدم إلى السويد، عبر عقود عمل مع شركات سويدية كانت تعمل في الوطن العربي.

3- دراسية:

كان للأونروا أثر هام في إرسال الطلاب المتفوقين من معاهدها الفنية، مثل معهد سبلين في لبنان ومعهد الفي تي سي في سوريا، في بعثات دراسية إلى ألمانيا والدانمارك والسويد في منتصف ستينيات القرن الماضي. بقي هؤلاء الطلبة، الذين لا يتجاوز عددهم 30 طالبا، في هذه البلدان، وأسسوا عائلات وقواعد اجتماعية. وتعد مجموعة الطلبة هذه نواة تشكل الجالية الفلسطينية في السويد. حضر بعدها العديد من الطلبة الفلسطينيين للدراسة في الجامعات السويدية وطاب لهم البقاء وتكوين عائلات.

4- دينية:

أدت البعثات التبشيرية التي كانت تجوب البلاد العربية، خصوصا في فلسطين ولبنان وسوريا، في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، دوراً في خلق موجات من الهجرة إلى الأمريكيتين. وقد استمر عمل هذه البعثات في فلسطين إلى يومنا هذا، ما أدى إلى هجرة عدد قليل من العائلات الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي إلى السويد ولا تزال تعيش فيها.

5- لم الشمل:

يعد عامل جمع الشمل من أكبر العوامل التي رفعت عدد وجود الفلسطينيين في السويد. فالعائلة الفلسطينية، كما هو معروف، تتميز بكثرة العدد، وبشكل خاص التي قدمت من قطاع غزة، ويحق للمرء الذي حصل على تصريح الإقامة أن يحضر باقي أفراد أسرته إلى السويد.

تطور الوجود الفلسطيني في السويد

السويد كغيرها من الدول الأوروبية الأخرى، كانت مقصداً لأبناء الشعب الفلسطيني، وكانت البدايات في منتصف ستينيات القرن الماضي، حيث قدم إلى السويد عدد من الطلبة المتفوقين في المعاهد الصناعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا، بعد أن حصلوا على منح دراسية، بواسطة وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة، واستقر معظم هؤلاء في السويد في أعقاب حرب 1967م ، بعضهم التحقت عائلاتهم بهم، والبعض الآخر فضل الزواج من سويديات، وكانت أعدادهم حتى ذلك الوقت قليلة.

في نهاية السبعينيات قدمت موجة من الفلسطينيين إلى السويد من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا؛ على خلفية الصراعات التي حدثت في المنطقة، سواء بسبب "إسرائيل" أو الخلافات الفلسطينية مع بعض الأنظمة العربية. وكانت الموجة الأوسع في أعقاب الحرب "الإسرائيلية" على لبنان عام 1982، وحرب الخليج الثانية عام 1990، كما شهدت الفترة التي تلت الحرب على العراق موجة لا بأس بها من الفلسطينيين إلى السويد.

أماكن وجود الجالية الفلسطينية في السويد

يتركز وجود أبناء الجالية الفلسطينية في السويد في المدن التالية: ستوكهولم، أوبسالا، مالمو، غوتنبوغ، سودرتاليه، فاكسيو، يافلي، هلسنبور، ولاندسكرون.

إندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي

يواجه الفلسطينيون في السويد مشاكل عدة في عملية اندماجهم في المجتمع السويدي، وتأتي في مقدمة هذه المشاكل: الاختلاف في العادات والتقاليد، وصعوبة اللغة السويدية، وارتفاع نسبة البطالة بين أبناء الجالية، (رغم وجود عدة مؤسسات سويدية تسعى جاهدة إلى تأمين دروس مجانية في اللغة السويدية، وتعريفهم على المجتمع السويدي، ومساعدتهم على الدخول إلى سوق العمل)، هذا لا يعني أن أبناء الجالية الفلسطينية في السويد لا يسعون إلى الاندماج مع المجتمع السويدي، لكنهم يحاولون أن يضعوا ضوابط أمام هذا الاندماج، خاصة فيما يتعلق بالانصهار في العادات والتقاليد السويدية، التي لا يتناسب بعضها مع العادات والتقاليد العربية. وفي المقابل؛ فإن أهم العوامل التي تساعد على اندماج أبناء الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي؛ هي المدرسة التي توفر لهم إتقان اللغة السويدية، والاحتكاك بغيرهم من المجتمع السويدي من مدرسين وزملاء.

نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في السويد

يعاني معظم أبناء الجالية الفلسطينية في السويد من البطالة، التي ترتفع نسبتها إلى 80% حسب بعض المصادر البحثية، أما النسبة المتبقية العاملة أي 20%، فإن معظمهم يعملون في القطاع الاستهلاكي، وعلى وجه الخصوص؛ في قطاع المطاعم، لذلك يعتمد معظم أبناء الجالية الفلسطينية في تغطية نفقات حياتهم اليومية على رواتب البطالة التي تمنحها لهم المؤسسات الرسمية حسب القانون السويدي.

أبرز مؤسسات الجالية الفلسطينية في السويد 

اتحاد الجمعيات الفلسطينية في السويد، تحالف حق العودة، جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا، النادي الثقافي العربي، نادي القدس في أوبسالا، جمعية الصداقة الفلسطينية السويدية في يافلي، رابطة سوديرتاليه، الجمعية الفلسطينية، نادي السلام في غوتنبورغ، الرابطة الفلسطينية في مالمو، النادي العربي في هلسنبور، مركز العدالة في غوتنبورغ.

العمل الدبلوماسي الفلسطيني في السويد

في أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كانت السويد من الدول التي أقرت بذلك، وفتحت المنظمة مكتباً إعلامياً لها في العاصمة السويدية ستوكهولم.

عمل المكتب الإعلامي على تأسيس عدة اتحادات منها اتحاد طلاب فلسطين، وفرع اتحاد عمال فلسطين. وبعد اتفاق أوسلو أصبح المكتب الإعلامي يسمى "البعثة الدبلوماسية الفلسطينية".

ما الخلفية التي يحملها القادم الجديد من الفلسطينيين؟

إن معظم الفلسطينيين القادمين إلى السويد هم من المخيمات الفلسطينية ومن شرائح اجتماعية فقيرة أو متوسطة الحال، وهم ذوو تعليم عالٍ ومتوسط، منهم الطبيب ومنهم الصحافي ومنهم العامل. صحيح أن الموجة الأولى كانت من الطلاب لكن الموجات الأخرى المتلاحقة كان أغلبها من النشطاء السياسيين أو العسكريين (الفدائيين) بسبب الحروب التي نشبت في الأردن ولبنان والكويت والعراق. وبكلمة أخرى فإن كل قادم لديه الجروح الجسدية والنفسية، ما يتطلب تدخل اختصاصيين للتعايش مع تلك الجروح، من جهة. ولديه من جهة أخرى مخزون وطني عالي المستوى بسبب حقه الذي لم ينسَه في تحرير وطنه والعودة إليه، وهذا ما يدفع هؤلاء الناس إلى التفكير المستمر بالقضية الفلسطينية والعمل في الشتات من أجلها والرباط المتواصل مع الأهل والوطن من خلال القنوات الفضائية والإنترنت والهاتف والزيارات المتكررة في كل عام تقريبا للأهل في المخيمات.

هذا وقد عانت الموجات الأولى من الفلسطينيين من الموقف السياسي لأكثر الأحزاب السياسية المناهضة للحقوق الفلسطينية، الأمر الذي عكس نفسه على الرأي العام السويدي آنئذ. فقد سيطر على الإعلام الموقف العدائي للمنظمات المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وتصنيفها بـ"الإرهابية". لكن الجهود المبذولة من أبناء الجالية الفلسطينية، ونشاط حركات التضامن السويدية مع الشعب الفلسطيني، ومواقف الأحزاب اليسارية من جهة، والفظائع التي ارتكبتها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في أماكن تواجدهم لعبت دورا كبيرا في تغيير الرأي العام السويد الذي أصبح في يومنا هذا مناهضا لـ"إسرائيل" وسياساتها العنصرية ومؤيدا للحق الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

يتطلب الحديث هنا عن ما فعله التواجد الفلسطيني بأجياله المتتابعة في السويد، من نشاطات للحفاظ على الهوية الفلسطينية من جهة، وتشكيل الرأي العام السويدي من جهة ثانية.

قرارات الحد من الهجرة وتأثيرها على اللاجئين

كما وأعلنت الحكومة السويدية مؤخراً عن حزمة قرارات جديدة من شأنها الحد من تدفق المزيد من اللاجئين إلى البلاد.

حيث أعلنت الحكومة السويدية بعد اتفاقها مع المعارضة عن سلسلة إجراءات تخص سياستها تجاه اللاجئين الجدد، أهمها منح تصاريح إقامة مؤقتة لطالبي اللجوء بدلاً من الدائمة، حيث سيُمنح اللاجئون تصاريح إقامة مؤقتة لمدة ثلاث سنوات بدلاً من الدائمة، لكن هذا الاتفاق لا يشمل العائلات التي لديها أطفال، كما أنه لا يشمل طالبي اللجوء من الأطفال القصر غير المصحوبين من ذويهم.

كما أقرّ الاتفاق إجبار جميع البلديات على استقبال وتلقي اللاجئين، وتسريع البت في إصدار مصلحة الهجرة لقرارات قبول طلبات اللجوء في السويد أو رفضها، وتسريع إجراءات إعادة اللاجئين الذين رفضت طلبات لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية، والاتفاق على إقامة وتشييد المزيد من مساكن إيواء اللاجئين “الكامبات”، بالإضافة إلى تأكيد مشاركة السويد في عملية إعادة توزيع اللاجئين على بقية الدول الأوروبية، ومطالبة السويد جميع الدول الأوروبية بضرورة تحمل مسؤوليتها ومساعدة اللاجئين على المشاركة في إعادة توزيعهم.

وأوضحت مصلحة الهجرة "إنه بعد مرور ثلاثة أعوام وانتهاء مدة تصريح الإقامة المؤقتة، يمكن أن يحصل الشخص على تصريح الإقامة الدائمة في حال كان لديه عمل ودخل ثابت ويخضع لشروط النظام الضريبي؛ أي أن الشخص الذي لديه عمل سيحصل على الإقامة الدائمة حتى وإن لم يعد يوجد هناك أي سبب لحمايته والبقاء في السويد".
  

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام

 



مقاطع فيديو


إضافة محتوى